ملف العدد < الرئيسية

الإبداع الثقافي يدفع النمو الاقتصادي

: مشاركة
2024-04-10 10:17:00 الصين اليوم:Source تشو لين:Author

خلال الدورتين السنويتين لعام 2023، شارك الرئيس الصيني شي جين بينغ في مداولات وفد جيانغسو، وأشار إلى أن الأماكن المزدهرة ثقافيا، تتميز أيضا بتقدم الاقتصاد، ويجب علينا البحث عن الجوانب الإنسانية والاقتصادية المترتبة على هذه الظاهرة. وفي الدورتين السنويتين لعام 2024، قالت سونغ يان، نائبة بالمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني ونائبة رئيس متحف نانجينغ، للرئيس شي، إن متحف نانجينغ قام بدمج أعمال الآثار الثقافية والمتحف مع السياحة الثقافية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودعم تكامل الثقافة الإنسانية والاقتصاد. في عام 2023، استقبلت نانجينغ أكثر من مائتي مليون زائر، بينما بلغ عدد زوار جميع متاحف نانجينغ 48ر34 مليون زائر. حاليا، تعتمد الصناعة الثقافية والإبداعية بشكل أساسي على نماذج "الثقافة+ الإبداع" و"الثقافة+ العلوم والتكنولوجيا" و"الثقافة+ الأكفاء" فصارت مفتاحا للنمو الاقتصادي الجديد.

ازدهار الاستهلاك الثقافي في "مدينة المتاحف"

سونغ يان، التي تعمل في مجال الثقافة والمتاحف منذ أكثر من ثلاثين عاما، قالت إن مدينة نانجينغ بمقاطعة جيانغسو تشتهر بلقب "مدينة المتاحف"، حيث يوجد 77 متحفا مسجلا، بما في ذلك 15 متحفا على المستوى الوطني. تتمتع نانجينغ بتراث ثقافي عميق وموارد ثقافية غنية ومتاحف متنوعة.

سردت سونغ يان قصة "النافذة الممتدة من الأرض إلى السقف" بمتحف المتروبوليتان الشرقي في نانجينغ. في نوفمبر عام 2023، أصبحت النافذة الممتدة من الأرض إلى السقف بالطابق الثالث لمتحف المتروبوليتان الشرقي في نانجينغ موضوعا ساخنا على تطبيق دوين (تيك توك في الصين)، حيث علق أحد المشاهدين عليها قائلا: "هذه النافذة مفعمة بمناظر الخريف الجميل." عبر مقاطع الفيديو القصيرة المعروضة على النافذة، يمكنك مشاهدة الأشجار المتنوعة في قصر نانجينغ الرئاسي السابق وسقفه المغطى بالقرميد الأخضر والأفق البعيد، ويبدو المشهد مثل لوحة جميلة تجمع بشكل حي بين الثقافة والطبيعة في فصل الخريف.

خلال عيد الربيع لعام 2024، أقامت مختلف المتاحف في نانجينغ أنشطة "استكشاف التنانين" لجذب العديد من الزوار المحليين. استكشف زوار متحف المتروبوليتان الشرقي في نانجينغ قاعدة فخارية على شكل التنين من فترة أسرة جين الشرقية (317- 420م) وغلاية ذات فوهة على شكل رأس الديك ومقبض على شكل التنينين لفترة الأسر الجنوبية (420- 589م)؛ وشاهد زوار متحف نانجينغ للثقافة الشعبية التحف الرائعة من التراث غير المادي الذي يحتوي على عناصر التنين، وتفرجوا في متحف أطلال معبد داباوآن على المرايا الأربع والعشرين التي عليها أشكال التنين من أسر مختلفة؛ كما رأوا في متحف نانجينغ للديباج رداء الإمبراطور المطرز بالتنين.

قامت سونغ يان بلصق المقصوصات الورقية التي ترمز إلى سنة التنين على النافذة الممتدة من الأرض إلى السقف، مما جذب المزيد من المحليين والزوار لالتقاط الصور. وقالت: "نقوم بدمج الثقافة والعادات الشعبية لتنويع طرق إظهار ثقافة المدينة وتعزيز تطوير السوق السياحية الثقافية."

في السنوات الأخيرة، جذب المتحف، كمكان مهم لحماية ونقل الحضارة البشرية، المزيد من الشباب للمشاركة في المحافظة عليه وتوارثه. ونجح في تنظيم أنشطة "صيف الثقافة والمتاحف" خلال العطلة الصيفية كل عام، بهدف حث الشباب على زيارة المتاحف والاستمتاع بها والانجذاب إليها. وقد شارك أكثر من 240 طفلا في نشاط حماية الكنوز الوطنية ونشر قصص الثقافة، الذي أقامه متحف المتروبوليتان الشرقي في نانجينغ، وأصبحوا وسيطا لعرض صورة الصين للعالم.

تتواصل سخونة السياحة الثقافية والمتحفية، وهذا لا يعبر عن حاجة الناس إلى الحياة الثقافية والروحانية فحسب، وإنما أيضا يعكس ارتفاع ثقة الشعب الصيني بثقافته. قالت سونغ يان إن المزيد من الشباب يزورون المتاحف ويتقاسمون مع الآخرين التمتع بالثقافة في مختلف الأماكن، الأمر الذي دفعها لتفكر أيضا في كيفية استخدام التقنيات الحديثة لجعل القطع الأثرية "حية"، حتى تُمكّن الزوار من فهمها أكثر، وجعل القطع الأثرية أقرب من حياة الجمهور. وأضافت: "في المستقبل، سوف نعمل على دمج الأعمال الثقافية والمتحفية مع السياحة الثقافية من أجل المحافظة على التراث الثقافي التاريخي وتوريثه وعرضه وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلاله."

موعد بعد آلاف السنين مع حضارة أسرة شانغ

في عيد الربيع لعام 2024، شهدت مقاطعة خنان تدفقا كبيرا للزوار، حيث بلغ عددهم 216ر50 مليونا، وبلغت إيرادات السياحة 77ر29 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 1ر7 يوانات تقريبا حاليا). وفي السادس والعشرين من فبراير، افتتحت البناية الجديدة لمتحف ينشيوي في مدينة آنيانغ بمقاطعة خنان ليصبح أول متحف وطني متخصص لعرض حضارة أسرة شانغ بصورة بانورامية. وفي غضون عشرة أيام، أصبحت هذه البناية الضخمة التي تشبه إناء برونزيا مهولا، "درة المتاحف"، و"أول شرارة احتفالية" تفتتح عام التنين.

خه يوي لينغ، نائب بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وباحث في معهد الآثار بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ونائب مدير مكتب آنيانغ في معهد الآثار، عمل في موقع ينشيوي الأثري لأكثر من عشرين سنة، وشارك في أعمال إنشاء البناية الجديدة لمتحف ينشيوي. في الخامس من مارس عام 2024، ظهر خه يوي لينغ في "ممر النواب" للمرة الثانية خلال الدورة الثانية للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني لتقديم قصة علماء الآثار وموقع ينشيوي الأثري.

قال خه يوي لينغ: "موقع ينشيوي الأثري كان عاصمة لأسرة شانغ. وقد بذل أجيال من علماء الآثار جهودهم في استكشاف الحضارة البرونزية على مدار القرن الماضي، مما أزاح الستار عن ملامح الحضارة البرونزية المتقدمة في منطقة شرقي آسيا." قام خه يوي لينغ مع زملائه بالعديد من الاكتشافات الأثرية المهمة؛ منها الطرق الواسعة التي يمكن أن تسير فيها عدة عربات بالتوازي مع بعضها البعض والموقع الأثري للحديقة المائية الواقعة في منطقة معبد أسلاف الحاكم وغيرها، مما جعل عمل اكتشاف حضارة ينشيوي ودراستها يرتقي إلى مستوى جديد.

قال خه يوي لينغ: "تضم البناية الجديدة لمتحف ينشيوي قاعة عرض تبلغ مساحتها 22 ألف متر مربع، وعرضت الأدوات البرونزية والفخارية واليشمية وعظام الحيوانات المنقوشة وغيرها من أربعة آلاف قطعة أثرية، وقدمت للناس بصورة منظمة الحضارة البرونزية التي تعود لأكثر من ثلاثة آلاف عام بمفاهيم جديدة وطرق حديثة. فندعوكم جميعا إلى رحلة عبر العصور مع حضارة أسرة شانغ."

يُعتبر موقع ينشيوي مهد الكتابة على دروع السلاحف وعظام الحيوانات ورموز الكتابة الصينية. وهذه الكتابة من أقدم نظم الكتابة الناضجة التي عرفتها البشرية. يأمل خه يوي لينغ أن يتم إنشاء منصة رقمية لهذه الكتابة. حاليا، بدأت تظهر النتائج الأولية لاستخدام التقنيات الرقمية في البناية الجديدة لمتحف ينشيوي، حيث تطبق التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لبناء مكان للتفاعل بين الآثار الثقافية والتاريخ والمساحة الافتراضية الرقمية، وتطبق التقنية الثلاثية الأبعاد بالعين المجردة لعرض أكثر من عشرين قطعة أثرية من أسرة شانغ في نفس المساحة، مما يمكن الزوار من التفاعل مع الآثار الثقافية بطريقة بانورامية غامرة والتمتع بتراث حضارة شانغ وسحر الكتابة على العظام ودروع السلاحف.

تنمية الثقافة والاقتصاد عبر التمازج والتفاعل

ليوي جيان تشونغ هو رئيس شركة خاصة ونائب بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ومؤسس المنطقة السياحية للسوق الغربية لأسرة تانغ. لا يزال ليوي جيان تشونغ يركز على ابتكار وتطوير الصناعة الثقافية في السنوات الماضية. تُعتبر مقاطعة شنشي مقاطعة مشهورة بالموارد الثقافية، حيث استقبلت 109 ملايين زائر في عام 2023، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 94ر271%؛ ووصلت إيرادات السلاسل الرئيسية الثماني للصناعة السياحية الثقافية في شنشي إلى 986ر772 مليار يوان؛ وتم استثمار 96ر156 مليار يوان في 307 مشروعات متعلقة بالسياحة والثقافة.

تشتهر مدينة شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي، بتاريخها العريق الذي يمتد لأكثر من 3100 سنة، وتاريخها كعاصمة يعود لأكثر من 1100 سنة. في عام 2023، حظي فيلم الرسوم المتحركة "تشانغآن سان وان لي" بإقبال واسع من جماهير الشعب، إذ يتمتع المشاهدون برحلة إلى مدينة تشانغآن النابضة بالحياة في أسرة تانغ، حيث التقى الشعراء والأدباء، وازدهر الشعر والموسيقى والرقص. قال ليوي جيان تشونغ: "حاليا، بدأت عدد من المعالم الجديدة تلفت الأنظار، وتقدم التجربة السحرية للزوار مثل السوق الغربية التي أعيد بناؤها."

تمت إعادة بناء السوق الغربية لأسرة تانغ في الموقع الأصلي للسوق الغربية في مدينة تشانغآن خلال أسرة تانغ، وهو مشروع سياحي ثقافي دولي مرتبط بثقافة أسرة تانغ وثقافة طريق الحرير ويسعى إلى عرض الثقافة التجارية والحياة اليومية في تلك الفترة. متحف السوق الغربية في أسرة تانغ هو المتحف الأثري المبني على الموقع الأصلي لعرض ثقافات أسرة تانغ المزدهرة وثقافات طريق الحرير.

قال ليوي جيان تشونغ إن طريق الحرير هو طريق تجاري قديم يمتد آلاف الأميال على أرض آسيا وأوروبا منذ آلاف السنين. السوق الغربية لأسرة تانغ هي نقطة الانطلاق لطريق الحرير، حيث كانت الثقافات الشرقية والغربية تندمج وتتعايش بفضل قوة إبداعها الثقافي وسعة صدرها المنفتح، وكان لها تأثير بالغ على مسيرة الحضارة الإنسانية.

اقترح ليوي جيان تشونغ تسريع إنشاء منصة "طريق الحرير الثقافي الرقمي"، وبناء قاعدة ثقافة وتجارة دولية، وبناء مرتفعا للإصلاح والانفتاح في المنطقة الرئيسية الداخلية، واستكشاف نماذج جديدة للتبادلات الإنسانية والثقافية، وتعزيز الترابط بين قلوب الشعوب عبر التجارة الثقافية والتبادلات الثقافية وتعزيز التفاهم والصداقة والثقة بين مختلف البلدان ودعم بناء رابطة المصير المشترك.

كما أشار ليوي جيان تشونغ إلى أنه يجب العمل على تطوير قوى منتجة جديدة النوعية في الصناعة الثقافية، وتعزيز التكامل المتعمق للصناعات الفائقة التكنولوجيا والصناعة الثقافية، مثل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس والبيانات الكبرى وغيرها، وخلق أشكال جديدة من العرض الثقافي وتجربتها ونماذج ثقافية جديدة ودعم التنمية العالية الجودة للصناعة الثقافية. علاوة على ذلك، اقترح ليوي جيان تشونغ أيضا تقييم وتحديد الشركات المتخصصة في تطوير الصناعة الثقافية والاقتصاد الجديد لتقديم الدعم المالي والضريبي، وفقا لطرق وسياسات تقييم الشركات "العملاقة الصغيرة" المتخصصة في التقنيات الحديثة والدقيقة.

أثبتت الممارسات أنه كلما تعزز التكامل بين الثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا بشكل أعمق، زادت القوة الإنتاجية والقدرة على الابتكار، وبالتالي زادت القوة المحركة للتنمية العالية الجودة. قال ليوي جيان تشونغ: "تعزيز الثقة الثقافية ونشر القصص الصينية الجيدة وزيادة التأثير الدولي للثقافة الصينية، مفتاح لتلبية الاحتياجات الروحية والثقافية للشعب، وهي أيضا مهمتنا الثقافية في العصر الجديد."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4