ملف العدد < الرئيسية

لماذا ينبغي مواصلة تعميق الإصلاح بشكل شامل لتعزيز التحديث الصيني النمط؟

: مشاركة
2024-08-13 16:34:00 :Source وانغ يي وي:Author

حددت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني موضوع مواصلة تعميق الإصلاح بشكل شامل وتعزيز التحديث الصيني النمط. فلماذا يتعين علينا مواصلة تعميق الإصلاح بشكل شامل لتعزيز التحديث الصيني النمط؟

المغزى العميق والمنطق المعاصر لتعميق الإصلاح بشكل شامل

بالعودة إلى التاريخ، نجد أن الموضوعات الرئيسية للجلسات الكاملة الثالثة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تدور كلها حول الإصلاح. فقد دشنت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة والجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة عصرين جديدين، ودشنت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني مسيرة جديدة للتحديث الصيني النمط، وستكون ذات أهمية تاريخية أيضا.

التحديث الصيني النمط هو رحلة تاريخية حاسمة لتحقيق النهضة العظيمة لأمة الصينية. إن بناء دولة حديثة بشكل أساسي بحلول عام 2035 وبناء دولة قوية حديثة على نحو شامل بحلول عام 2050 كان حلم الشعب الصيني منذ مئات السنين. ولتحقيق هذا الحلم، يتعين علينا أن نتمتع بتنمية عالية الجودة وتنمية أكثر ديناميكية وإبداعا، وأن نتخذ تحرير القوى المنتجة وتعزيز الحيوية الاجتماعية كجوهر للإصلاح.

وإذا كانت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني قد قررت الدور الحاسم للسوق في تخصيص الموارد، فإن التطور الحالي للقوى المنتجة الحديثة النوعية يعتمد على الابتكار. ولا يمكن للإصلاح أن يتعمق خطوة بخطوة إلا من خلال إطلاق العنان للابتكار حقا.

إن جوهر الإصلاح الحالي يكمن في قضيتين: الأولى هي تحرير وتطوير القوى المنتجة، بعبارة أخرى كيفية إطلاق العنان بالكامل للقوى المنتجة الحديثة النوعية، وإحداث تأثيرات على التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، وبناء علاقات الإنتاج وأشكال الحوكمة التي تتوافق مع تطور القوى المنتجة الحديثة النوعية. الثانية هي تحرير وتعزيز الحيوية الاجتماعية، وهو ما يرتبط بالعدالة والإنصاف الاجتماعيين المرتبطين ارتباطا وثيقا بالاقتصاد، فضلا عن ضمان معيشة الناس. ويتحقق ذلك من خلال الإصلاح المستمر وإطلاق العنان للابتكار المؤسسي من خلال الإصلاح، الذي يذيب ويزيل مختلف العوائق المؤسسية أمام تنشيط القوى المنتجة والحيوية الاجتماعية.

لماذا يمكن تحقيق التحديث الصيني النمط من خلال الإصلاح الشامل والعميق؟

التحديث الصيني النمط لا يعني فقط أن الصين في عملية التحديث أو التحديث في الصين، بل يعني التحديث الذي يخلق شكلا جديدا من الحضارة البشرية.

إن ما يسمى بتحديث الصين، يعني أن الصين تحقق التحديث الذي حققه الغرب. إنه توطين التحديث، وقد انتقلت إنجازات التحديث إلى الصين. إن الصين هي حالة للتحديث البشري، أو إدراك الصين أن الآخرين قد حققوا ذلك بالفعل، وأنها يمكنها تحقيقه أيضا.

في الحقيقة، الصين لا تستطيع تحقيق التحديث عن طريق مسارات ونظريات التحديث الغربي. قال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما: "إذا وصل مستوى معيشة الشعب الصيني الذي يبلغ عدده أكثر من مليار نسمة إلى مستوى نظيره للشعب الأمريكي، فإن ذلك سيكون كارثة خطيرة على العالم وسوف تطغى على الأرض." لكن الصين حققت التحديث، الأمر الذي يثبت أن الصين حطمت أسطورة التحديث الغربية، وخطت طريقا جديدا لتحقيق التحديث وهو طريق التحديث المستدام. وعلى هذا الأساس، تحاول الصين تحقيق تحديث أفضل. في السابق، كنا نؤمن بأن الإصلاح والانفتاح لهما إطار مرجعي غربي وأهداف للحاق بالركب، وندعو إلى التكامل الدولي. أما اليوم، فإن التحديث الصيني النمط الذي نريد اتباعه يعتمد على الظروف الوطنية للصين ومتأصل في الثقافة الصينية التقليدية الممتازة، ويحقق التحول الخلاق والتنمية المبتكرة للثقافة الصينية التقليدية، ويحقق الاندماج مع المبادئ الأساسية للماركسية، وهو اتجاه تحديث جيد سيقود التنمية المستقبلية للبشرية. لذلك، يجب أن يتحقق من خلال تعميق الإصلاح بشكل شامل.

ولأن العولمة النيوليبرالية قد انتهت، وفي عصر الصراعات الكبرى هذا، لا ينبغي للإصلاح أن ينخر العظام فحسب، بل يتعين عليه أيضا أن يواجه التحدي المتمثل في تضاؤل ​​المنفعة الهامشية للإصلاحات العالمية والضغوط الناجمة عن التعلم من المهارات المتقدمة التي تتمتع بها الصين من أجل السيطرة على الصين. ولا بد أيضا أن يعمل على تسهيل التداول المزدوج المحلي والدولي، وتعزيز القدرة التنافسية، وتنمية الداخل والخارج، والتعاون وإيلاء اهتمام متساو للنضال ومواجهة تحديات الأمواج العاصفة.

ومن وجهة نظر العمل، فإن تسهيل التداول المحلي هو تطبيق قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومن الناحية العملية، فإن تسهيل التداول المحلي هو حل للمشكلات العالقة الموجودة حاليا. ومن وجهة نظر التاريخ، فإن تسهيل التداول المحلي هو رد على العلاقات الصينية- الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ ومن وجهة نظر نظرية، فإن تسهيل التداول المحلي هو تعميق الإصلاح لتعزيز تحديث قدرة الحوكمة الوطنية، وهذا المغزى هو الأهم.

كيف يمكن تحقيق التحديث الصيني النمط من خلال تعميق الإصلاح على نحو شامل؟

كشف اجتماع المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في السابع والعشرين من يونيو 2024، عن الهدف العام للجولة القادمة من الإصلاح، وهو مواصلة تحسين وتطوير نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتعزيز تحديث منظومة الحوكمة الوطنية وقدرة الحوكمة. وبحلول عام 2035 سيكتمل بناء نظام اقتصاد السوق الاشتراكي العالي المستوى، يحقق تحديث منظومة الحوكمة وقدرتها بشكل أساسي، وسيحقق التحديث الاشتراكي أيضا، لوضع أساس متين لبناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية بحلول منتصف القرن الحالي.

وحدد الاجتماع المبادئ الستة الرئيسية التي يجب التمسك بها في تعزيز الإصلاح. حيث شدد على التمسك بالقيادة الشاملة للحزب وحماية سلطة اللجنة المركزية للحزب وقيادتها المركزية الموحدة، والنهج الذي يركز على الشعب، والتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية بكل ثبات، وضمان "أن تستند الإصلاحات الكبرى إلى القانون وتحويل ثمار الإصلاحات إلى نظام القانون"، وتحقيق التوازن في العلاقات الأساسية بين الاقتصاد والمجتمع، وبين الحكومة والسوق، وبين الكفاءة والعدالة، وبين الحيوية والنظام، وبين التنمية والأمن.

أولا، الشمول: التخطيط الشامل لقضيتي التنمية والأمن، ودفع الترتيبات الشاملة لـ"العناصر الخمسة المندمجة" بشكل موحد، وبناء شبكة شراكة إستراتيجية شاملة وشراكة إستراتيجية في كل الأحوال، وتوقيع وثائق تعاون بشأن بناء "الحزام والطريق" ومجتمع المستقبل المشترك، وضمان التداول المزدوج المحلي والدولي السلس. والجدير بالذكر أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أكدت على أهمية اعتماد التفكير النظامي لتحقيق التوازن في العلاقات الأساسية بين الاقتصاد والمجتمع، وبين الحكومة والسوق، وبين الكفاءة والعدالة، وبين الحيوية والنظام، وبين التنمية والأمن.

   ثانيا، التعميق: تحديث منظومة الحوكمة الوطنية وقدرتها. من الإصلاح المؤسسي إلى الابتكار المؤسسي والانفتاح، وإطلاق العنان للأرباح المؤسسية. منذ اقترح شي جين بينغ هدف تحديث الحوكمة الوطنية في الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر 2013، دخل الإصلاح الاقتصادي في الصين فترة من التركيز المتساوي على الإصلاح الموجهة نحو التنمية والإصلاح الموجهة نحو الحوكمة. ونتيجة لذلك، شكل الحزب بأكمله تفاهما واضحا وموحدا، وهو ما شكل أحد الإنجازات الرئيسية لهذه الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

ثالثا، الإصلاح: السعي إلى تطوير قوى منتجة الحديثة النوعية مهمة أساسية لتعميق الإصلاح على نحو شامل، ومن الضروري تسريع إنشاء السوق الكبيرة الموحدة الوطنية؛ ودفع تكامل التنمية بين الحضر والريف، ودفع تكامل تطور الصناعة والمنشآت التحتية والخدمات العامة بين الحضر والريف، وتعزيز الانفتاح العالي المستوى، ودعم تطور القطاعين العام والخاص، وإصلاح نظام الطاقة الكهربائية. وفي مجال إصلاح النظام الاقتصادي، أصدر اجتماع المكتب السياسي عدة إشارات للجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني: أولا، ستتخذ الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني إصلاح النظام الاقتصادي كدليل، وتصدر وثيقة تغطي جملة واسعة من المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها من المجالات لتعميق الإصلاح بشكل شامل، وتحديدا ((توجيه اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن مواصلة تعميق الإصلاح وتعزيز تحديث الصين بشكل شامل)). ثانيا، هدف الإصلاح هو إجادة تسوية مسائل المصالح التي يوليها الشعب اهتماما أكثر وتهمه على نحو أكثر مباشرة وواقعية، وتلبية تطلعات الشعب لحياة سعيدة باستمرار. وإيلاء الاهتمام للإصلاحات الرئيسية في المجالات الاجتماعية ومعيشة الشعب، مثل الإسكان والضمان الاجتماعي والرعاية الطبية والتعليم والمعاشات التقاعدية. هذه المجالات لها أعباء تاريخية كبيرة وجدل كثير في الواقع، ومن الصعب حل الكثير منها، وترتبط بشكل كبير بإصلاح النظام المالي والضريبي، وتوزيع الدخل، ونظام الضمان الاجتماعي. ثالثا، التمسك باتخاذ البناء المؤسسي كخط رئيسي، والجمع بين تحطيم القديم وبناء الجديد مع إنشاء الجديد قبل التخلي عن القديم، وتوطيد النظام الرئيسي وتحسين الأنظمة الأساسية مع ابتكار الأنظمة المهمة الأخرى، ومتابعة الابتكار في النظام الضريبي ونظام الأرض ونظام الإقامة الدائمة المسجلة. إن إصلاح النظام المالي والضريبي هو محور اهتمام السوق. وقد وضع إصلاح تقاسم عوائد الضرائب في عام 1994 الإطار الأساسي لتقسيم الإيرادات بين الحوكمة المركزية والحكومات المحلية، وتلي ذلك جولتان من إصلاح النظام الضريبي في عامي 2003 و2013. الآن بعد ثلاثين عاما، تحتاج إلى الجولة الجديدة من إصلاح النظام المالي والضريبي إلى الابتكار في ظل العلاقة المالية بين الحكومات المحلية والمركزية والديون الكبيرة للحكومات المحلية. حيث يركز إصلاح النظام المالي والضريبي على العلاقة المالية بين الحكومات المحلية والمركزية ومنظومة نقل الدفع وإصلاح النظام الضريبي ومنظومة إصلاح إدارة الميزانيات المالية، لتعزيز تشكيل نظام مستقر يتوافق مع الصلاحيات ومسؤوليات الإنفاق والموارد المالية للحكومات على كافة المستويات، ومواصلة ترشيد تقسيم الإيرادات المركزية والمحلية، وتحسين النظام الضريبي المحلي، وتوسيع سلطة إدارة الضرائب على مستوى المقاطعة بشكل مناسب.

لذلك، الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني لها موضوع واحد وخطان رئيسيان. الموضوع هو دفع تعميق الإصلاح على نحو شامل ودفع عجلة التحديث الصيني النمط. الخطان الرئيسيان، أحدهما هو التمسك بتحرير وتطوير القوى المنتجة، ومفتاحه هو رفع كفاءة تخصيص الموارد المتنوعة والارتقاء بإنتاجية عناصر الإنتاج؛ والآخر هو التمسك بدفع تحقيق تحديث منظومة الحوكمة الوطنية وقدرتها، والمفتاح هو التعامل مع الحقوق والمسؤوليات بشكل مناسب بين كل الأطراف. النتيجة العامة هي تحقيق تنمية عالية الجودة وحوكمة عالية المستوى معا. وتحقيق التداول المحلي الكبير هو نقطة اندماج بين الإصلاح الموجه للتنمية والإصلاح الموجه للحوكمة، وهو النقطة الأساسية لتحقيق أهداف الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وجولة جديدة من الإصلاح الاقتصادي.

 

--

وانغ يي وي، نائب رئيس معهد أبحاث أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، بجامعة رنمين الصينية.

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4