الشهرة التي حققها المسلسل التلفزيوني الصيني ((إلى العجائب))، جعلت ولاية آلتاي "أرض الأحلام" في قلوب الصينيين. تقع آلتاي في شمالي منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، وتجاور روسيا وكازاخستان وجمهورية منغوليا، بحدود طولها 1197 كيلومترا، وتبلغ مساحتها الإجمالية 118 ألف كيلومتر مربع، وتتمتع بمناظر طبيعية جميلة وتقاليد شعبية ثرية وموقع جغرافي فريد وموارد طبيعية غنية وبيئة إيكولوجية متفوقة، فهي معروفة بأنها "مكان ذو جبال من الذهب ومياه من الفضة". على هذه الأرض الشاسعة، تتخذ آلتاي القوى المنتجة الحديثة النوعية كمحرك للتنمية، وتكتب فصلا جديدا للتنمية العالية الجودة لاقتصاد المنطقة.

بناء قاعدة للطاقة الخضراء المتنوعة

آلتاي غنية بموارد الطاقة النظيفة، وهي البقعة الوحيدة في شينجيانغ التي تتمتع بكل من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية الغنية، ولديها إمكانات تطوير هائلة، حيث تبلغ القدرة الإجمالية للطاقة القابلة للتطوير حوالي 550 مليون كيلووات. في السنوات الأخيرة، اعتمدت آلتاي على مواردها الغنية ومزايا موقعها الفريد لتطوير صناعة الطاقة النظيفة بقوة، وبناء قاعدة للطاقة الخضراء، لتصبح محركا جديدا لدفع تنمية اقتصاد المنطقة.

مشروع دمج المصدر والشبكة والحمل والتخزين للطاقة، والذي يقع في منطقة التعاون الاقتصادي الحدودية لمحافظة جميناي بولاية آلتاي، بدأ تشييده في أغسطس 2022، وتم ربطه بشبكة الكهرباء في ديسمبر 2023. بلغ إجمالي استثمارات المشروع 5ر3 مليارات يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات تقريبا حاليا)، ويتضمن المشروع محطة لطاقة الرياح بقدرة 390 ميغاوات، ومحطة للطاقة الكهروضوئية بقدرة 10 ميغاوات، ومحطة محولات خفض مركزية بقدرة 220 كيلوفولت، ومحطة تجميع للطاقة بقدرة 220 كيلوفولت، ومحطة لتخزين للطاقة بقدرة 40- 80 ميغاوات/ ساعة. قال شيوي يونغ، نائب مدير التشغيل والصيانة لفرع مجموعة الصين العامة للطاقة النووية في شينجيانغ: "يمكن للمشروع توفير حوالي 26ر1 مليار كيلووات/ ساعة من الكهرباء النظيفة كل عام، ما يعادل خفض استهلاك 380 ألف طن من الفحم القياسي وتقليل انبعاثات 25ر1 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون." وأضاف: "يحقق نموذج التشغيل المتكامل لـ’المصدر والشبكة والحمل والتخزين‘ الاستفادة الكاملة من الوظيفة الشاملة للنموذج، فهو لا يعزز التوازن بين العرض والطلب فحسب، وإنما أيضا يحقق الاستخدام الأمثل للطاقة النظيفة، ويحل بشكل فعال مشكلة هدر الطاقة النظيفة وعدم استقرار شبكة الكهرباء، وبالتالي رفع الكفاءة الشاملة."

بالإضافة إلى ذلك، يتم تحويل موارد المياه إلى طاقة نظيفة وافرة، مما يساعد آلتاي في بناء قاعدة للطاقة الخضراء. يجري حاليا إنشاء محطة ضخ وتخزين للطاقة الكهرومائية في محافظة بورجين في آلتاي، وهي الأكبر من نوعها في شينجيانغ من حيث السعة المركبة. قال تسوه شينغ تشنغ، مدير قسم إدارة البناء لشركة شينخوا (بورجين) لضخ وتخزين الطاقة الكهرومائية: "تتكون المحطة من خزان علوي وخزان سفلي ومنظومة لنقل المياه ومحطة لتوليد الطاقة تحت الأرض وغيرها من المرافق، بسعة إجمالية مركبة تبلغ 4ر1 مليون كيلووات. هذه المحطة بمثابة ’شاحن محمول‘، ويمكنها تخزين الطاقة النظيفة الفائضة واستخدامها عند الحاجة." وأضاف أن المحطة يمكنها دعم التطوير الواسع النطاق والاستهلاك العالي لطاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرهما من الطاقات في المنطقة بشكل فعال. وبعد إنجاز إنشاء المحطة، يمكن توفير أكثر من 926 ألف طن من الفحم القياسي وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 79ر2 مليون طن كل عام.

قال وانغ شاو جيه، وهو عضو في مجموعة الحزب الشيوعي الصيني ونائب مدير لجنة التنمية والإصلاح في آلتاي: "في الخطوة التالية، سنركز على دفع بناء قاعدة كهروضوئية كبيرة الحجم في حوض جونغار، وقاعدة متكاملة لطاقات المياه والرياح والأضواء وتخزينها في شرقي وغربي آلتاي، مع العمل على تنسيق حلقات ’التوليد والنقل والتخزين والاستخدام والتصنيع‘ للطاقة، وبناء نمط جديد من تطوير صناعة الطاقة النظيفة المتمثل في تكامل الطاقات المتعددة، لرفع كفاءة التشغيل والفوائد الشاملة لتطوير الطاقة بشكل كبير، وتسريع تشكيل نظام طاقة جديد يتخذ الطاقة النظيفة كعنصر رئيسي."

"السياحة+".. نموذج جديد للتنمية الصناعية

الخط الرئيسي لولاية آلتاي هو التكامل بين الثقافة والسياحة، والسمة المميزة لها هي التكامل بين الرياضة والسياحة. وتواصل آلتاي خلق منتجات سياحية عالية الجودة وإثراء أشكال صناعة السياحة وعرض المنتجات السياحية استنادا إلى مزايا الموارد، لتسريع بناء نموذج جديد للتنمية الصناعية وهو "السياحة+"، وضخ زخم جديد ومزايا جديدة لتنمية السياحة، وبالتالي دفع التنمية العالية الجودة للسياحة.

بفضل الشعبية الكبيرة لمسلسل ((إلى العجائب))، أصبحت قرية ساياهانبولاك (النبع الجميل باللغة المنغولية) الصغيرة الهادئة في المسلسل، تقع في محافظة هاباخه بولاية آلتاي، مفعمة بالحيوية والنشاط. وقد قام مكتب آلتاي للثقافة والرياضة والإذاعة والتلفزيون والسياحة بإعادة تصوير الأماكن التي ظهرت في المسلسل، وخاصة "متجر تشانغ فنغ شيا" و"جسر ون شيوي" و"شجرة باتاي" وغيرها، حيث يأتي السياح من جميع أنحاء الصين لالتقاط الصور التذكارية.

حتى نهاية أغسطس 2024، استقبلت آلتاي 96ر28 مليون سائح هذا العام، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 81ر26%، وحققت إيرادات سياحية قدرها 67ر25 مليار يوان، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 81ر27%. قالت دريدا نابي، مديرة مكتب آلتاي للثقافة والرياضة والإذاعة والتلفزيون والسياحة: "تسعى آلتاي إلى تعزيز التنمية الصناعية المتكاملة وأن تكون مقصدا سياحيا مؤثرا. تعمل آلتاي على تعزيز صناعة السياحة من خلال الثقافة، وتدفع تطوير الصناعة الثقافية من خلال السياحة، لخلق منتجات سياحية ثقافية، وجعل ثقافة المنطقة المميزة تظهر حيوية جديدة بقوة السياحة.

بحيرة قاناس، المعروفة باسم "الجنة على الأرض"، لا تتمتع بمناظر طبيعية خلابة فحسب، وإنما أيضا تزخر بمشاهد إنسانية ذات خصائص قومية. قرية خهمو هي موطن أبناء قومية تووا ومن الدفعة الأولى للقرى ذات خصائص الأقليات القومية في الصين. يقبل السياح بكثافة على زيارة "البيوت المئوية" في خهمو لمعايشة ثقافة التقاليد الشعبية من خلال معرض تاريخ وثقافة خهمو، والأنزال الريفية القومية، وعروض الغناء والرقص القومية، والمطاعم ذات الخصائص القومية. قال قوي جين، صاحب نزل "شانهاي" الريفي: "خلال ذروة الموسم السياحي، يتم حجز غرف النزل الثمانية بالكامل يوميا، ونستقبل مكالمات من جميع أنحاء الصين كل يوم للحجز."

دفع ازدهار السياحة تطوير صناعة الخيول في آلتاي. آلتاي منطقة تقليدية لتربية الخيول في شينجيانغ، وتتمتع بمزايا بارزة في موارد صناعة الخيول وتاريخ طويل في تربية الخيول، كما تتمتع بثقافة خيول قوية وقاعدة جماهيرية واسعة. في السنوات الأخيرة، قامت آلتاي بتسريع بناء قواعد صناعة الخيول، ودمج صناعة الخيول مع الأكفاء والسياحة والثقافة والعادات الشعبية لدفع التنمية المستدامة الصحية لاقتصاد صناعة الخيول. قاعدة الفروسية التابعة لشركة آلتاي لتطوير صناعة الخيول في شينجيانغ، هي أول قاعدة تدريب للفروسية في شينجيانغ تدمج بين الصناعة والتعليم، ووقعت اتفاقيات تعاون مع عدة معاهد متخصصة في شينجيانغ لتوفير التدرب على المهارات وفرص العمل للطلاب. وتعمل الشركة على تطوير "صناعة الخيول+ السياحة"، ومن خلال التعاون المتعمق مع منتجع جيانغجيونشان للتزلج ووكالات السفر، وإقامة فعاليات متنوعة للفروسية وتصميم منتجات سياحية، بما في ذلك مسارات ركوب الخيل وتجارب ركوب الخيل، لجذب السياح وتسريع التنمية المتكاملة لصناعة الخيل وصناعة السياحة الثقافية.

دفع الانفتاح العالي المستوى على الخارج

قال الأمين العام شي جين بينغ: "من الضروري توسيع الانفتاح العالي المستوى على الخارج لخلق بيئة دولية جيدة لتطوير القوى المنتجة الحديثة النوعية." تتمتع آلتاي، التي تجاور ثلاث دول وتؤدي أربعة موانئ فيها إلى أوروبا وآسيا، بميزة جغرافية فريدة، وتعتبر منطقة مهمة للممر الشمالي للحزام الاقتصادي لطريق الحرير والممر الاقتصادي بين الصين وجمهورية منغوليا وروسيا، وتتمتع بمزايا جغرافية وأسس تنموية للانفتاح على الخارج، وهي بوابة مهمة لانفتاح شينجيانغ نحو الغرب.

أشار لي يويه، نائب رئيس المكتب الإداري لولاية آلتاي، إلى أن آلتاي تركز على دفع الانفتاح العالي المستوى على الخارج وتوسيع "دائرة الأصدقاء" للتعاون الاقتصادي والتجاري بشكل مستمر. في السابع والعشرين من أغسطس 2024، استقبلت محطة الفحص الحدودي بميناء جيمناي البري جموعا من مواطني الصين وكازاخستان. هذا الميناء البري الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من مائة عام ويعد منفذا صينيا مهما نحو كازاخستان، يشهد نشاطا جديدا. في العاشر من نوفمبر 2023، دخلت اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين الصين وكازاخستان حيز التنفيذ رسميا، وأصبح ميناء جميناي المسار المفضل لمواطني الصين وكازاخستان للسفر وزيارة الأقارب والأصدقاء عبر الحدود. وحيث أن عام 2024 هو "عام السياحة بين الصين وكازاخستان"، فإن حركة السياحة عبر الحدود تواصل الارتفاع، لتصبح نقطة نمو جديدة لتنمية ميناء جميناي البري. وفقا للإحصاءات الصادرة عن محطة الفحص الحدودي، فإنه في الفترة من 1 يناير إلى 26 أغسطس 2024، دخل وخرج أكثر من 74000 فرد/ مرة من ميناء جميناي (وصول 36000 فرد/ مرة ومغادرة 38000 فرد/ مرة)، بزيادة بلغت نسبتها 406% مقارنة مع عام 2019، مع تجاوز أكبر عدد في يوم واحد 700 فرد/ مرة، وهو رقم قياسي.

تواصل جمارك جميناي إصدار سياسات وتدابير جديدة لفتح قنوات خضراء للمؤسسات، مما يقلل وقت التخليص الجمركي للمركبات التجارية بشكل كبير. في السنوات الأخيرة، غادرت المزيد من المركبات التجارية المصنوعة في الصين عبر ميناء جميناي، إلى روسيا وكازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان وغيرها من الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، وأصبحت محركا قويا لنمو التجارة الخارجية لميناء جميناي. أما بالنسبة لمغادرة الشاحنات، فتطبق جمارك جميناي إجراء التصريح والتفتيش والتخليص الجمركي في مرة واحدة، مما قلل من وقت التخليص الجمركي للبضائع بشكل كبير وجذب رجال الأعمال الصينيين والأجانب للقيام بأعمال تجارية في ميناء جميناي.

منطقة جميناي للتعاون الاقتصادي الحدودي هي منطقة للتعاون الاقتصادي على المستوى الوطني، وأيضا أول منطقة زراعية تعاونية تجريبية للانفتاح على الخارج على المستوى الوطني في شمال غربي الصين. في السنوات الأخيرة، من خلال الاستفادة الكاملة من مزايا الميناء وتحسين بيئة الاستثمار والاعتماد على الموارد المحلية والدولية، ترفع منطقة التعاون الاقتصادي درجة الانفتاح على الخارج، وتتطور الصناعات الموجهة للتصدير بقوة. قال وانغ تشي فو، نائب مدير منطقة جميناي للتعاون الاقتصادي الحدودي: "شكلت المنطقة أربع صناعات رئيسية، وهي الخدمات اللوجستية التجارية ومعالجة المنتجات الزراعية وتصنيع معدات طاقة الرياح ومعالجة واردات النفط والغاز." وأضاف أن المنطقة تتمسك بالتنمية المميزة والمتباينة، وتعمل على بناء مركز لوجستي تجاري دولي موجه لروسيا وآسيا الوسطى وأوروبا، على أساس سوق جيانغنان للتجارة الدولية؛ وبناء قاعدة نموذجية مؤثرة لمعالجة المنتجات الزراعية في شينجيانغ بالاستفادة من سياسة استيراد اللحوم الحية والأسماك المبردة والأعلاف؛ وإفساح المجال كاملا لمزايا تصدير ميناء جميناي، لإنشاء قاعدة دولية مهمة لتجارة وتخزين ونقل السلع المنخفضة المخاطر في شينجيانغ، وحتى في كل منطقة غربي الصين.

إن آلتاي التي تتمتع بـ"جبال من الذهب ومياه من الفضة"، تبدع صورة جميلة للتنمية الاقتصادية العالية الجودة، من خلال بذل الجهود لتطوير الطاقة النظيفة ودفع التكامل الصناعي وتعزيز الانفتاح العالي المستوى على الخارج.