مال واقتصاد < الرئيسية

الإنترنت يحفز الابتكار التكنولوجي والنمو الاقتصادي

: مشاركة
2021-03-04 10:23:00 الصين اليوم:Source تشانغ شي:Author

في السنوات الأخيرة، ظهر  نمط التنمية​ "الإنترنت+" في الجامعات والمعاهد الصينية وحتى ريادة الأعمال في الشركات والمجالات الأخرى، التي تعتمد على البحث العلمي وابتكار التكنولوجيا. يتسم الإنترنت بنقل المعلومات​ والحرية​ وتوفير المعلومات الآنية وتبادل المعلومات وتقاسم المعارف والانفتاح، مما يعزز مشاركة المعرفة وتحويل المنجزات الأكاديمية وتطوير منصة التبادل الأكاديمي.

للحصول على المعلومات والمعارف بشكل أسهل

من المعروف أن شبكة الإنترنت، باعتبارها ناقلا للمعلومات، تلعب دورا فعالا لا نظير له في نشر المعلومات وتخزينها. فعن طريقها، يمكن للعلماء إيجاد المراجع داخل الصين وخارجها والحصول عليها بشكل أكثر ملاءمة وكفاءة وتركيز انتباههم على أحدث مصادر التقدم الأكاديمي في المجالات المعنية.

يعتقد شي رن هاي، الأستاذ المشارك في معهد تكنولوجيا الموارد الجديدة التابع لجامعة العلوم والتكنولوجيا ببكين، أن الكثير من المجّلات الأكاديمية ومواقع مؤسسات البحث العلمي قد ظهرت مع تطورالتكنولوجيا في عصر الإنترنت، وتعمل على تقديم أحدث نتائج البحوث على الإنترنت وتحديث قواعد بيانات المجّلات الأكاديمية، مما يساعد العلماء في مجالات البحث المعنية على جمع المعلومات المفيدة ومعرفة أحدث الأخبار المعنية، أولا بأول. العلماء لا يحتاجون إلى الذهاب إلى مكاتب مختلفة للحصول على المراجع العلمية والمعلومات الكثيرة، مما يوفّر لهم الوقت لإكمال التحقيق التمهيدي وتقرير توجيه البحث. أضاف شي رن هاي: "نظرا لأن الإنترنت يربط العالم، يبحث العلماء عن موضوعات بشكل أعمق وعلى نطاق واسع، ويفكرون في الأمور والموضوعات من منظور عالمي أيضا."

 بالإضافة إلى ذلك، فإن الإنترنت، كمنصة مفتوحة، يكسر "الجدار" بين العلماء والهواة، ويفتح الأبواب للأشخاص المهتمين بالمجالات المعنية، ويساعدهم في الحصول على معلومات مباشرة. مثلا، يعيش يوي فو جيون في مدينة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدو، وهو عاشق لعلم اللغة، رغم أن عمله الحالي لا يتعلق باللغويات، إنه يواصل الاهتمام بتقدم البحث في اللغة الصينية والأدب الصيني والتطبيقات اللغوية. في بداية عام ٢٠١٩، وأسس​​ يوي فو جيون مجموعة دردشة على تطبيق ويتشات لمشاطرة الموارد والخدمات المتعلقة بعلم اللغة، بعد ذلك، شارك أكثر من خمسمائة هاوٍ وعامل وعالم في مجال علم اللغة في هذه المجموعة. يمكن لكل عضو تقديم المراجع والمقالات وأخبار الأنشطة الأكاديمية حول علم اللغة في مجموعة الدردشة، كما يمكنهم طرح أسئلتهم وآرائهم للمناقشة مع الأعضاء الآخرين أيضا، فتشكل "صالون أكاديمي صغير" على الإنترنت.

 قال يوي فو جيون: "لا نحتاج إلى وقت طويل لجمع تلك المراجع والمقالات، بل نرسل ما نعتقد أنه مفيد منها إلى مجموعة الدردشة خلال ممارسة حياتنا اليومية أو أثناء أعمالنا. أراجع دائما ما ينشره الآخرون في مجموعة الدردشة من الأوراق والمراجع المتعلقة بعلم اللغة وأشارك في محاضرات أكاديمية على الإنترنت في وقت الفراغ. كما أستخدم بعض الوقت لمعرفة المعلومات المهنية المفضلة." خلال العامين الماضيين، أسس يوي فو جيون أكثر من عشر مجموعات دردشة على التوالي. قال: "مع زيادة أعضاء المجموعة، أسستُ مجموعات مختلفة حسب اللغات المختلفة من أجل مساعدة الأعضاء على إيجاد مجموعة الدردشة المناسبة لهم. حاليا، يبلغ عدد أعضاء​ مجموعات الدردشة لعلم اللغة حوالي خمسة آلاف عضو، وسوف يشارك المزيد من المتحمسين والعلماء في مجموعاتنا لتبادل نتائج البحوث."

تعزيز ريادة الأعمال الأكاديمية

الطريقة المثلى لتكامل الصناعات والجامعات والبحوث هو حث العلماء على القيام بالتحقيق التمهيدي، ثم إيجاد المشكلات التي بحاجة إلى حل، وتقرير توجيه البحث، بعد ذلك، ينبغي لهم المزيد من البحث عن الموضوع بشكل عميق من أجل استكشاف الحلول وتطبيقها، مما يعزز التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

يعتقد شي رن هاي أن تحويل المنجزات الأكاديمية إلى قوة إنتاجية هو أحد الأهداف التي يسعى إليها العلماء. أشار شي رن هاي إلى تحسين صفائح سبائك المغنيسيوم كمثال، قائلا: "عندما درستُ في الولايات المتحدة الأمريكية، كنت أشارك في فريق بحثي لتحسين صفائح سبائك المغنيسيوم. المنتج التقليدي المصنوع من صفائح سبائك المغنيسيوم كان يتشقق بسهولة خلال عملية المعالجة، لدرجة لا يمكن معها استخدامه. لذا، قمنا بالكثير من حسابات البيانات والتجارب لتصميم عملية المعالجة التي يمكن أن تتجنب تشقق صفائح سبائك المغنيسيوم خلال تصنيعها. بعد ذلك، قدمنا طلبا للحصول على براءة الاختراع المتعلقة بعملية المعالجة هذه. وقد تعاونت شركة فولكسفاغن للسيارات معنا لاستخدام هذه التقنية الجديدة في تصنيع وتركيب أبواب السيارات وأسقفها."

مع تنمية وتطوير التكنولوجيا والمجتمع، لا يقتصر دور الإنترنت على ربط المنجزات الأكاديمية باحتياجات الشركات، بل ويلعب دورا هاما في ريادة الأعمال الأكاديمية، التي صارت اتجاها جديدا في الصين في السنوات الأخيرة.

تعتبر شركة "تشيدي (TUSHOLDING)" المحدودة، التي تأُسست بدعم من جامعة تشينغهوا، أحد النماذج الناجحة لريادة الأعمال الأكاديمية. أساتذة وطلبة الجامعة لديهم قدرة قوية على البحث في التكنولوجيا المتقدمة، لكن قلة منهم يتمكنون من إدارة الشركات في نفس الوقت. ومع ذلك يمكن لعلماء الجامعات إطلاق مشروعاتهم الخاصة بتقنيات جديدة طوروها بأنفسهم من خلال حاضنات الأعمال والاعتماد على سلسلة من الخدمات التي توفرها المنصة المفتوحة. في عام 2000، أنشأت شركة "تشيدي"حديقة العلوم والتكنولوجيا بجامعة تشينغهوا، حيث تم إنشاء منصة ريادة الأعمال التكنولوجية المفتوحة بالاعتماد على الجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات والبيانات الضخمة. تقدم هذه المنصة المفتوحة الدورات التدريبية والصالونات المتعلقة بريادة الأعمال للعلماء الذين يحققون منجزات في التقنيات الجديدة، كما تقدم الحلول الشاملة للشركات الجديدة، وتساعد تلك الشركات على جذب الاستثمار، فتسهم بذلك في مساعدة الجامعات ومعاهد البحث العلمي مثل جامعة تشينغهوا على تحويل النتائج الأكاديمية إلى منافع حقيقية، وتعزز دور الجامعة في خدمة المجتمع وتعزز الابتكار التكنولوجي وتدفع التحول الصناعي والنمو الاقتصادي.

 في الوقت الراهن، تشكل حاضنة الأعمال التابعة لشركة "تشيدي المحدودة نظام حاضنات ريادة​​ الأعمال المشهورة بالعلامة ​التجارية​​ "TusStar"، وتقدم الخدمات لأكثر من​ خمسة ​​آلاف شركة، من بينها أكثر من ألفي شركة تطورت بشكل مستقل، وأكثر من إحدى وأربعين شركة طرحت أسهمها في سوق الأوراق، و​​اندمج ما يزيد عن أربعين شركة مع شركات أخرى. وبلغت عوائد الاستثمارات عشرين مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات حاليا).

التخفيف من الآثار السلبية لكوفيد- ١٩

في عام 2020، أدى ​​انتشار​​ كوفيد- 19 إلى توقف الأعمال في الصناعات المختلفة في أنحاء الصين مؤقتا، وكذلك في الجامعات الصينية دون استثناء. قامت العديد من الجامعات بتأجيل تاريخ العودة إلى حرم الجامعة من أجل السيطرة على انتشار الوباء، وتوقفت الأبحاث والمشروعات العملية

قال شي رن هاي: "على سبيل المثال، في الأبحاث المتعلقة بعلم المواد يحتاج العلماء إلى القيام بحسابات كثيرة، ولا يمكن إنجاز ذلك بمجرد استخدام الكمبيوتر في البيت. وفي هذه الحالة تم تجهيز مجموعة كمبيوتر ذات ذاكرة كبيرة وسرعة حوسبة سريعة في جامعة العلوم والتكنولوجيا ببكين، يمكن استخدامها من قبل العديد من المستخدمين في نفس الوقت، حتى إذا لم يتمكن المعلمون والطلاب من العودة إلى الجامعة بسبب تدابير الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، يمكنهم الوصول عن بُعد إلى مجموعة أجهزة الكمبيوتر بالجامعة عبر الإنترنت لمواصلة البرنامج التجريبي.

يرى شي رن هاي أنه ينبغي تطوير الأنشطة الأكاديمية إلى الإنترنت تدريجيا بسبب تفشي الوباء.  قال: "في الماضي، كنتُ أشارك في الاجتماعات الأكاديمية خارج الإنترنت لتبادل النتائج الأكاديمية الجديدة ورؤيتي مع العلماء الآخرين وجها لوجه. لكن تم تأجيل أو إلغاء العديد من الاجتماعات الأكاديمية، مثل مؤتمر الصين للمواد والمؤتمر الدولي لمخططات المرحلة الحسابية والديناميكا الحرارية (CALPHAD) في السنة الماضية بسبب انتشار كوفيد- 19. إذا يمكننا استكشاف نموذج للاجتماعات الأكاديمية على الإنترنت غير المقيدة بالموقع، فلن يخفف ذلك من الآثار السلبية للوباء فحسب، وإنما أيضا قد يكون له أهمية بعيدة المدى للتطوير المستقبلي للتبادلات الأكاديمية في داخل البلاد وخارجها."

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4