إذا كان الضوء هو الذي يبدد الظلام، فإن شركة مجموعة لاندسكاي (ليانغيه) المحدودة لتكنولوجيا، ومقرها بكين، تبرز ذلك بطريقتها المشرقة والرائعة في عرض التكنولوجيا الضوئية.

قال ليانغ يه، أحد كبار المديرين في شركة لاندسكاي: "الضوء لم يعد مجرد وسيلة للإنارة، فمخطط الإضاءة المصمم جيدا يمكن أن يجعل الناس يشعرون حقا بمحيطهم." من هذا المنظور، تركز هذه الشركة المتخصصة في تكنولوجيا الإضاءة جهودها في البحث والتطوير، على إثراء العلاقة بين الضوء والحياة والضوء والفضاء المكاني، وكذلك العلاقة بين الضوء والطبيعة.

وباعتبارها المزود الرسمي لخدمات عروض الضوء والظل الإبداعية لدورتي بكين للألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين 2022، نفذت شركة لاندسكاي أكثر من 10 مشروعات إضاءة، بما فيها المشروعات في الإستاد الوطني للتزلج السريع، والمعروف أيضا بـ"حزام الجليد"، والبرج الأولمبي وسط العاصمة بكين.

طوّر فريق لاندسكاي "قوسا" قابلا للتعديل بحيث يمكن للضوء الذي ينير جميع أقسام "حزام الجليد" البالغ عددها 3520، أن يمر خلالها بزاوية فيبوناتشي، المعروفة أيضا بالزاوية الذهبية لالتقاط الضوء. هذا الإنجاز الإبداعي للشركة، فاز بالجائزة الوطنية لبراءات الاختراع النموذجية لعام 2021.

قال ليانغ يه: "الكلمة المفتاحية هي الابتكار. ونحن ملتزمون بتقديم تطبيقات ابتكارات صناعية من الدرجة الأولى."

السعي وراء التميز الإبداعي وضع هذه الشركة أيضا ضمن جيل جديد من الشركات الناشئة التي تم اختيارها في ظل تركيز الصين الكبير على تنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التنافسية.

الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، والمعروفة باسم "العمالقة الصغار"، وفقا للتعريف الرسمي، تركز على سوق متخصصة وتتقن التقنيات الرئيسية ذات القدرة الإبداعية القوية. الأهم من ذلك، أن هؤلاء اللاعبين الصغار سيصبحون أبطال المستقبل في قطاعات تعاني من نقاط ضعف.

تطبيقات تقنية

منتجات عرض الإضاءة من أشباه الموصلات التي تنتجها شركة لاندسكاي، تُستخدم في البث والملاعب الرياضية وغرف التحكم والمعارض أيضا. قال ليانغ يه: "التكنولوجيا، سواء في الإنتاج أو في الحياة، ينبغي أن تفيد الناس. وتطبيقها في الوقت الفعلي أمر بالغ الأهمية."

نفذت الشركة مشروعات لتحسين المناظر الليلية في العديد من المدن. الإضاءة الحضرية الداخلية والخارجية، تم تطويرها لخلق بيئة إضاءة ذكية على مستوى المدينة. على سبيل المثال، إعطاء بكين ميزة جديدة لتطوير السياحة الليلية، وفقا لما قاله ليانغ يه، الذي عبر عن اعتقاده بأن المستقبل يحمل دورا أكبر لهذه الأعمال في نطاق الشركات الأكبر- خارج قطاع الإضاءة.

ثقته تتجسد بشكل أكبر من خلال السياسات الحكومية الداعمة. تقرير عمل الحكومة لسنة 2022، الذي صدر في مارس خلال الدورة الخامسة للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني، أشار إلى أن الصين ستكثف جهودها لرعاية الشركات الصغيرة والمتخصصة والمتطورة. وفقا لتقرير صادر عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، في عام 2020، تسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بنحو 70% من الابتكارات التكنولوجية على الصعيد الوطني. أوضح شياو يا تشينغ، وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، أنه على الرغم من أن شركات العمالقة الصغار تمثل نسبة صغيرة فقط من الشركات الصغيرة والمتوسطة في الصين فإن متوسط معدلات نمو إيراداتها وهوامش ربحها وبراءات الاختراع لها تفوق بكثير بالمجموعة بأكملها.

بشكل عام، يجب أن يسجل الدخل التجاري الرئيسي أو صافي الربح لشركة عملاقة صغيرة متوسط نمو سنويا لا يقل عن 5% في العامين الماضيين، ويجب أن تظل نسبة الدين إلى الأصول أقل من 70%. تشمل المتطلبات الأخرى نفقات البحث والتطوير كنسبة من الإيرادات.

الصين بها أكثر من 4700 شركة للعمالقة الصغار، يتجاوز إنفاق نصفها على البحث والتطوير، عشرة ملايين يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات حاليا)، وفقا لمعطيات من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات. أيضا، هناك أكثر من 60% منها، تعمل في التقنيات الصناعية الأساسية، وأكثر من 70% منخرطة بعمق في مساعٍ صناعية ابتكارية لأكثر من عشر سنوات.

المبادئ التوجيهية الحكومية بشأن تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021- 2025)، والتي أصدرتها بشكل مشترك وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات و19 إدارة أخرى، تنص على أنه بحلول عام 2025، ستحتضن الصين 10 آلاف شركة للعمالقة الصغار.

في الثامن من مارس، قال الوزير شياو يا تشينغ: "نهدف هذا العام إلى تنمية 3000 شركة للعمالقة الصغار جديدة على مستوى البلاد، ونأمل بأن تصبح في نهاية المطاف نماذج يحتذى بها للشركات الصغيرة والمتوسطة الأخرى." وأضاف أن السياسات المؤاتية المطبقة على شركات للعمالقة الصغار سيتم توسيعها تدريجيا لتشمل شركات أخرى من أجل تعزيز أفضل للنمو الصناعي.

دفعة تجارية

البعض يقول إن سعي الصين لتعزيز الشركات المتخصصة الابتكارية هو "خطوة سريعة" في برنامجها الواسع للحاق بركب العلوم والتكنولوجيا. الآن، مر عقد من الزمان منذ أكدت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات لأول مرة في عام 2011، كيف ينبغي النظر إلى التخصص والابتكار على أنهما طريقتان مهمتان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم للتحول والارتقاء.

قال لو بن فو، نائب رئيس معهد الصين للابتكار وإستراتيجيات التنمية، إن الشركات للعمالقة الصغار، القادرة على سد بعض نقاط الضعف المحلية، ستساعد في تحسين سلاسل الصناعة والتوريد.

وأضاف: "بالنسبة للصين، لعبت قدرات الابتكار وسلاسل التوريد الشاملة، دورا متزايد الأهمية في الاقتصاد، لا سيما في تطوير قطاعاتها الرقمية."

في العام الماضي، تلقى وو قان شا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة يوسي (UISEE) الناشئة المتخصصة في تقنيات القيادة الذاتية، الاعتراف بـصفة "العمالقة الصغار" على المستوى الوطني لشركته، بعد مراجعة الحكومة لتقنياتها. هذا التعريف الجديد للشركة أعطاها جرعة إضافية من المصداقية والدعم المالي. على مدار عام 2021، قامت الشركة بجمع أكثر من مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات حاليا)، من ضمنها الدعم الحكومي.

في السنوات الأخيرة، شهدت صناعة المركبات الذاتية القيادة في الصين، نموا هائلا، حيث ارتقت من قطاع صغير إلى مجال يتلقى دعما كبيرا من الحكومة وصناديق رأس المال الاستثماري أيضا، ما أدى إلى ظهور مجموعة من الشركات الناشئة الساعية لتسويق تقنياتها، على أمل أن تصبح أول من يحقق مُنتجا قابلا للتطبيق على هذا الطريق.

قامت شركة يوسي، التي تتبنى تقنيات القيادة الذاتية منذ البداية، بتسريع جهودها التسويقية في عام 2021، مُنفذة تقنياتها عبر سيناريوهات متعددة، بما في ذلك المطارات والتجهيزات الصناعية والحافلات الذاتية القيادة.

بحلول ديسمبر 2021، حققت مركبات هذه الشركة الناشئة، أكثر من 2ر1 مليون كيلومتر من الخدمات التجارية، وفقا لمعطيات من الشركة، مما يجعلها الأولى من نوعها في العالم التي تتجاوز هذا الحد.

من كاسحات الطرق ومركبات التوصيل إلى المركبات اللوجستية العاملة في الموانئ أو المطارات، فإنه "في مجال القيادة الذاتية، يتبنى صانعو السيارات التقليديون أيضا التقنيات الجديدة ويتعاونون مع شركات التكنولوجيا"، وفقا لما قاله وو قان شا، للموقع الإخباري ((thepaper.cn)) مضيفا: "يبدو أن هذا أصبح اتجاها كبيرا في مجال القيادة الذاتية."