مال واقتصاد < الرئيسية

كتابة فصل جديد للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية

: مشاركة
2024-05-30 16:00:00 الصين اليوم:Source :Author

يصادف هذا العام الذكرى السنوية العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني- العربي. لقد نجح الجانبان الصيني والعربي في عقد تسعة اجتماعات وزارية للمنتدى حتى الآن، وعُقدت القمة الصينية- العربية الأولى في عام 2022. خلال القمة، توصّل الجانبان الصيني والعربي إلى اتفاق مشترك على بذل كل الجهود لبناء رابطة المصير المشترك للمستقبل بين الصين والدول العربية في العصر الجديد. بإرشاد من فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، سيستضيف الجانب الصيني الدورة الجديدة للاجتماع الوزاري للمنتدى، من أجل تنفيذ نتائج القمة الصينية- العربية الأولى بشكل شامل، وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية بشكل مستمر، ودفع البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" بنشاط، وفتح آفاق جديدة وتحقيق زخم جديد لتطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية وبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية.

منتدى التعاون الصيني- العربي يعزز التنمية السريعة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية

خلال العشرين سنة الماضية، قدم منتدى التعاون الصيني- العربي مساهمات مهمة في تعزيز العلاقات الصينية- العربية، حيث حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري السادس والاجتماع الوزاري الثامن للمنتدى، وطرح سلسلة من التدابير السياسية المهمة، وقاد اتجاه التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية نحو مستوى جديد، مما أتاح فوائد فعلية للشعبين الصيني والعربي.

يشهد حجم التجارة بين الصين والدول العربية توسعا متواصلا. إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية من 7ر36 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 1ر398 مليار دولار أمريكي في عام 2023، أي زاد عشرة أضعاف تقريبا خلال السنوات العشرين الماضية، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية. وتشارك الدول العربية بنشاط في معارض الصين الرئيسية، مثل معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض الاستيراد والتصدير الصيني (معرض كانتون) ومعرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات والمعرض العالمي للتجارة الرقمية ومعرض الصين والدول العربية والمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني- الأفريقي. وقد توسعت التجارة بين الصين والدول العربية تدريجيا، من المنتجات الاستهلاكية اليومية والموارد الطبيعية إلى المنتجات ذات القيمة المضافة العالية والمنتجات الزراعية الخاصة.

يشهد حجم الاستثمار الثنائي بين الصين والدول العربية زيادة متواصلة. إذ ارتفع حجم الاستثمارات الصينية المباشرة الموجهة إلى الدول العربية من 730 مليون دولار أمريكي في عام 2004 إلى 62ر27 مليار دولار أمريكي في عام 2023. وتستقر حاليا مائة وخمسون شركة تقريبا في منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري في مصر، مما شكل تجمعا صناعيا في المنطقة. وأسست المؤسسات الصينية للمعالجة والتصنيع والصلب ومواد البناء شركات لها في الدول العربية، مما عزز تنويع وتحويل الاقتصاد المحلي وتطويره. زاد حجم الاستثمارات الصينية التراكمية الموجهة إلى الدول العربية من 720 مليون دولار أمريكي في عام 2004 إلى 5ر9 مليارات دولار أمريكي في عام 2023. ومع تعاظم تفاؤل الشركات العربية بآفاق التنمية الاقتصادية الصينية، فإنها تزيد بنشاط حجم استثماراتها في الصين، وتعمل على تحسين خطط استثماراتها التي تشهد نموا سريعا في الصين.

وقد تحققت منجزات بارزة في تنفيذ مشروعات البناء بين الصين والدول العربية. خلال العشرين عاما الماضية، أنجزت الشركات الصينية، مع تحسين تقنياتها ومعداتها، العديد من المشروعات في الدول العربية، حيث توسعت مجالات التعاون بين الجانبين من إنشاء البنايات السكنية والطرق، إلى بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة ومحطات توليد الكهرباء وأنابيب نقل النفط والحفر والاتصالات والموانئ. تعاون الجانبان الصيني والعربي في مشروعات كبيرة، ومنها مشروع إنشاء الطريق السيار شرق- غرب في الجزائر، والمرحلة الثانية لبناء محطة الحاويات بميناء خليفة في الإمارات، وإستاد لوسيل في قطر. وقد أصبحت هذه المشروعات رموزا للصداقة بين الصين والدول العربية.

كما تحققت منجزات بارزة في التعاون الابتكاري بين الصين والدول العربية. خلال السنوات العشرين الماضية، ارتقى التعاون الصيني- العربي في مجالات الطاقة الجديدة والبنية التحتية الجديدة والصناعات الجديدة من الصفر، ويتطور باستمرار، مما ساهم في تعزيز التنمية الخضراء في الدول العربية بشكل فعال. في عام 2023، بلغت صادرات سيارات الطاقة الجديدة المصنوعة في الصين إلى الدول العربية خمسة وستين ألف سيارة، بزيادة بلغت نسبتها 8ر19% مقارنة مع عام 2022. وأنشأت الشركات الصينية شبكات الجيل الخامس في العديد من الدول العربية، كما أنشأت في الإمارات محطة للطاقة الشمسية الحرارية هي الأكبر من حيث السعة والأحدث من حيث التكنولوجيا في العالم، وأنشأت أول خط سكة حديدية في الصحراء في السعودية، وأقامت منصة تجارة إلكترونية تضم أكثر من خمسين ألف منتج في مصر.

تنفيذ نتائج القمة الصينية- العربية الأولى في مجال الاقتصاد والتجارة بشكل فعال

窗体顶端في ديسمبر عام 2022، حضر الرئيس شي جين بينغ القمة الصينية- العربية الأولى. وبالنظر إلى تطور وتغير الوضع في العصر الحالي، أعلن عن "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي بين الصين والدول العربية، التي تتضمن العديد من المجالات التي تتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري. وبجهود مشتركة من الجانبين الصيني والعربي، تم في عام 2023 تنفيذ نتائج القمة الصينية- العربية الأولى في المجال الاقتصادي والتجاري بقوة وبشكل منتظم.

تعزيز العمل المشترك لتنفيذ الأعمال من خلال دفع التعاون الاقتصادي والتجاري. منذ أكثر من عام، عمل الجانب الصيني على تعزيز التحديث الصيني النمط بدفع التنمية العالية الجودة، واستجاب لاحتياجات التنمية في الدول العربية في الوقت المناسب، ودعم بنشاط تحقيق الرؤى الإستراتيجية للدول العربية، بينما بذل الجانب العربي جهوده في التآزر على تحقيق الأعمال الثمانية الرئيسية التي تتخذها الصين لدعم البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق". ونتيجة لذلك، أطلق العنان لمزايا تكامل الاقتصاد بين الصين والدول العربية وإمكانيات التعاون الاقتصادي والتجاري، فتحققت نتائج عملية بسرعة، وتعمق التعاون في مختلف المجالات مثل التجارة والاستثمار والبنية التحتية.窗体底端

تعزيز العمل المشترك في الأمن الغذائي من خلال تنفيذ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية. منذ السنة الماضية، شارك الجانب الصيني بنشاط في تطوير الزراعة ودعم نظام الأمن الغذائي في الدول العربية، وعمل على مشاركة تقنيات وخبرات الإدارة المكتسبة من تحديث الزراعة في الصين، ودعم وحث شركاته على القيام بالتعاون الاستثماري في قطاع الزراعة مع الجانب العربي وفقا لمبادئ التسويق، ومهّد "الممر الأخضر" للمنتجات الزراعية العالية الجودة المصدرة من الجانب العربي إلى الصين، وبذل الجهود في تنظيم تدريبات للأكفاء الزراعيين من الدول العربية، ودعم الجانب العربي في تحسين مستوى الأمن الغذائي.

 

 

تعزيز العمل المشترك في التنمية الخضراء والابتكار من خلال تنفيذ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية. منذ أكثر من سنة، ركز الجانب الصيني بشكل أكبر على تطبيق التقنيات الخضراء والرقمية في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، وواصل استكشاف النماذج والمسارات الجديدة مع الجانب العربي، وتضامن الجانبان معا لتطوير التقنيات والصناعات الجديدة، وعززا بقوة تعاونهما في مجالات التجارة الإلكترونية والدفع عبر الهاتف النقال والصحة وحماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية والذكاء الاصطناعي والاتصالات وغيرها، لتقاسم عائدات التنمية المبتكرة وتعزيز تحسين القاعدة الصناعية وتحديث السلسلة الصناعية لكلا الجانبين.

تعزيز العمل المشترك لأمن الطاقة من خلال تنفيذ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية.窗体底端 منذ أكثر من سنة، قام الجانب الصيني باستيراد كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي المسال من الدول العربية وتعزيز التعاون الصيني- العربي في السلسلة الصناعية بأكملها، بما في ذلك النفط والغاز والخدمات الهندسية وتخزين النفط والغاز ونقله وتكريره، وتعميق التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة الجديدة والطاقة المتجددة مثل الطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. في ظل الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية القائمة على أساس المنفعة المتبادلة والصداقة الطويلة الأمد في مجال الطاقة، قام الجانبان بتوسيع وتعميق التعاون في مجال الطاقة، مما لعب دورا إيجابيا في تنميتهما الاقتصادية.

الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية إلى مستوى أعلى وأشمل

على مدى عشرين عاما، حقق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية تقدما ومنجزات كثيرة تحت التوجيه الإستراتيجي من قبل قادة الجانبين والجهود العملية لمنتدى التعاون الصيني- العربي. يتطلع الجانب الصيني إلى إقامة الاجتماع الوزاري الجديد لمنتدى التعاون الصيني- العربي، لدفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية في العصر الجديد إلى مستويات أعلى وزيادة محتويات الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية مع الدول العربية.

المحافظة على استقرار سلسلة التوريد والإنتاج. في الوقت الحالي، تتسارع إعادة تشكيل سلسلة الإنتاج والتوريد في جميع أنحاء العالم، ويواجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية تحديات وفرصا في نفس الوقت. يسعى الجانب الصيني للعمل مع الجانب العربي لاتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز التعاون في الاستثمار الصناعي وتسهيل التجارة، وتوظيف دور التجمعات الصناعية على الوجه الأكمل واستخدام مزاياها، ودعم تنسيق وتواصل السياسات التجارية وتسريع التداول الاقتصادي والصناعي بين الصين والدول العربية، وتقديم مساهمات إيجابية في المحافظة على استقرار سلسلة التوريد والإنتاج في العالم.

تحسين مستوى التواصل. يُعد التواصل المتبادل أحد مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، وهو يشمل "التواصل الصلب" مثل البنية التحتية و"التواصل الناعم" مثل المعايير والقواعد. يعمل الجانب الصيني على مواصلة دعم الشركات الصينية للمشاركة في التعاون الصيني- العربي في المجالات المختلفة، مثل بناء السكك الحديدية والموانئ والمطارات ومرافق الكهرباء والاتصالات، وتعزيز التعاون في الاعتماد المتبادل لمعايير ومواصفات المنتجات، ودعم تداول البضائع والأموال والتكنولوجيا والعمالة بين الصين والدول العربية، وبناء شبكات الترابط والتواصل المتكامل عبر البر والبحر والجو والإنترنت بين الصين والدول العربية.

السعي إلى التقدم والابتكار بجرأة. لا ينبغي أن يقتصر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية على المضي قدما بالتقاليد الجميلة، وإنما أيضا أن يتسم بالجرأة على المغامرة والمحاولة. كما ينبغي السعي إلى الابتكار على أساس اتباع القواعد. يتطلع الجانب الصيني للعمل مع الجانب العربي من أجل التمسك بروح الإصلاح والابتكار واستخدام الأفكار الجديدة بنشاط، وتجربة الطرق الجديدة باستمرار وتحفيز النشاط والحيوية في الاستثمار والتجارة، من خلال توسيع مجالات التعاون الجديدة ودعم التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والمستدامة ومساعدة الدول العربية على التحول الاقتصادي المتنوع الأشكال، والعمل معا لخلق بطاقة عمل جديدة "للتصنيع الذكي" وتخطيط آفاق جديدة للصناعات وتحقيق التنمية الجديدة.

تطبيق التعددية. يتمسك الجانبان الصيني والعربي بالتعددية بثبات، ويمارسان التجارة الحرة بنشاط. ويعتبر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية تعاونا قائما على الانفتاح والشمول والمنفعة المتبادلة. يرغب الجانب الصيني في التعاون مع الجانب العربي لتنفيذ نتائج المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية ودعم النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على منظمة التجارة العالمية وقواعدها، وتعزيز بناء الاقتصاد العالمي المفتوح.

في العصر الجديد، نقف عند نقطة انطلاق جديدة لفتح مسار جديد. بفضل الجهود المشتركة للجانبين الصيني والعربي، ستحقق الدورة الجديدة للاجتماع الوزاري للمنتدى التعاون الصيني- العربي نجاحا متميزا، وستتعزز وتجدد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، مما يجعل قلوب الشعب الصيني والعربي تتقارب أكثر وتدعم بعضها البعض بشكل أفضل، وتقدم مساهمة جديدة لتحقيق النهضة العظيمة للأمتين الصينية والعربية.

____

إدارة غربي آسيا وأفريقيا بوزارة التجارة الصينية

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4