مال واقتصاد < الرئيسية

ﺳﺗﯾﮐول تغرس بذور أمل جديدة للصداقة الصينية- العربية

: مشاركة
2024-05-30 16:06:00 الصين اليوم:Source تشانغ شيوان مينغ:Author

تعمل الحكومة العراقية حاليا على تنفيذ خطة كبيرة تهدف إلى إنشاء آلاف المدارس، لسد النقص الحاد في الموارد التعليمية. تشارك مجموعة ستيكول (STECOL) التابعة لمجموعة بناء الطاقة الصينية، وهي شركة عالمية رائدة في مجال البنية التحتية، في بناء أربع وأربعين مدرسة في محافظة كربلاء.

محمد شاكر، شاب عراقي، تخرج في جامعة نانجينغ للملاحة الجوية والفضائية في الصين وعمل في إحدى المدارس بنانجينغ كمعلم للغة الإنجليزية. بعد أن عرف أن بلده سيبني مدارس جديدة لتحسين البيئة التعليمية للطلاب، استقال من العمل الجيد في الصين وعاد إلى العراق بدون تردد وانخرط في أعمال البناء في مجموعة ستيكول.

على رغم من نقص الموارد البشرية وكثرة الأعمال في الأيام الأولى، بادر محمد شاكر بالقيام بأعمال متنوعة، ومنها الترجمة بين العربية والصينية والإنجليزية لضمان التواصل الواضح والسريع بين الموظفين الصينيين والعراقيين، واستخدام برامج الكمبيوتر لمعالجة الملفات المختلفة، فضلا عن عمله كسائق ومرشد لتقديم الأحوال العامة للعراق إلى الموظفين الصينيين الجدد.

في يوم زيارة الأربعين كل عام، تشارك مجموعة ﺳﺗﯾﮐول في الأعمال الخيرية التي تنظمها مؤسسات محلية. بهذه المناسبة يكون محمد شاكر مشغولا مع الموظفين الصينيين لنصب الخيام وتعليق اللافتات وتقديم المأكولات والمشروبات للزوار، والقيام بالترجمة لهم. بعد انتهاء الدوام، يتجول مع زملائه الصينيين في السوق الليلية المحلية لتناول السمك المشوي والقهوة ثم تدخين الشيشة.

بإمكانك أن ترى زحاما وصخبا في أسواق عراقية مثل الشوارع التجارية الصينية، كما تلاحظ تفاؤلا على وجوه العراقيين الذين تعرضوا لمعاناة طويلة. برغم التحديات الكبيرة في حياتهم، يعيش العراقيون بإيمان قوي وبموقف إيجابي، الأمر الذي يمثل أملا لإعمار بلادهم. وفي المقابل، يريد الموظفون الصينيون أن يعملوا مع زملائهم العراقيين لجعل هذا البلد أجمل في المستقبل، بعد أن تأثروا بالموقف المتفائل للعراقيين.

هناك عدد كبير من الموظفين مثل محمد شاكر، يعملون في مواقع البناء المختلفة في العراق. بناء على عدد المدارس الكبير وتغطيتها الواسعة النطاق، تعمل مجموعة ستيكول وفقا للإستراتيجية الإدارية المتمثلة في أن يقوم الجانب الصيني بالإرشاد والإدارة، بينما يتولى الجانب العراقي التنفيذ، الأمر الذي يضمن إكمال أعمال البناء بأمان وجودة عالية، وفي الفترة المحددة.

خلال فترة البناء، وظفت مجموعة ستيكول عددا كبيرا من العمال المحليين، وتدرب كل خمسة عمال عراقيين على يد فني صيني واحد، الأمر الذي دفع تطور قطاع البناء في العراق بشكل مباشر وغير مباشر، ووفر عددا هائلا من فرص العمل للمحليين. في الوقت ذاته، أعدت مجموعة ستيكول الفنيين والمهندسين العراقيين في مجال البناء، عبر الدراسة والممارسات في مواقع البناء، وهم يمثلون أكفاء أقوياء في عملية إعمار العراق.

تقع ولاية عين قزام في وسط الصحراء الكبرى، وقد وصفتها الكاتبة الفرنسية مادلين دو ليي دي بيلو بأنها مكان كارثي. في عام 2021، وصل فريق البناء لمجموعة ستيكول إلى هنا وقام ببناء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 6 ميغاوات في أقل من سنة، متغلبا على التحديات مثل أشعة الشمس القوية وموجات الرياح والرمال. بدأ التشغيل الرسمي لهذه المحطة في أكتوبر عام 2022. عند مدخل المحطة، ترى مجموعة كبيرة من الألواح الكهروضوئية الزرقاء مرتبة باتجاه أفقي بشكل متسلسل في وادي الصحراء، مثل غابات زرقاء واسعة النطاق. لا يوفر مشروع الطاقة الشمسية في الصحراء طاقة نظيفة تقلل استخدام الوقود الأحفوري فحسب، وإنما أيضا يدفع النمو الاقتصادي ويوفر فرص عمل للسكان المحليين، ويضمن الإمداد المستقر للكهرباء.

قبل تشغيل هذه المحطة، كان في عين قزام مجموعتان من مولدات الديزل فقط. واجه السكان المحليون نقصا كبيرا في الكهرباء، وخاصة في الصيف الحار، فكانت الأجهزة الكهربائية المنزلية لا تعمل بشكل طبيعي بسبب هبوط الجهد الكهربائي نتيجة الحمل الزائد. قال مسؤول هذا المشروع، إن الغرض من إنشاء هذه المحطة هو معالجة نقص الكهرباء في الحياة اليومية ولعملية الإنتاج بشكل رئيسي، وقد أصبحت موقعا مهما لتوليد الطاقة الكهربائية للسكان المحليين. قال صاحب أحد متاجر الأجهزة المنزلية الكهربائية في عين قزام، إنه بسبب نقص الكهرباء، كان قلة من الناس يشترون أجهزة التكييف في الماضي، أما الآن، فأصبحت ضمن أكثر المنتجات مبيعا في المتجر.

قامت مجموعة ستيكول ببناء 21 محطة طاقة شمسية كهروضوئية في ثلاث دفعات منذ عام 2013، وبقدرات 233 ميغاوات و10 ميغاوات و50 ميغاوات على التوالي في وسط الصحراء الكبرى، التي تغطي كل أرجاء الجزائر تقريبا. تعمل هذه المحطات بشكل طبيعي وتقدم أكثر من خمسمائة مليون كيلووات/ ساعة كل سنة وتقلل 140 مليون كيلوغرام من انبعاثات الكربون، وتنتج الطاقة الكهربائية لسبعة وأربعين ألف أسرة، مما يدفع عجلة التنمية الاقتصادية المحلية. مشروعات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية الكهروضوئية في الجزائر تعد واحات في الصحراء، وتمثل مستقبلا مشرقا للشعب الجزائري.

الجزائر، بصفتها دولة مستوردة رئيسية للأغذية في العالم، تحتاج إلى بناء المستودعات العالية المستوى للتنمية الزراعية وضمان الأمن الغذائي. قامت مجموعة ستيكول بالعمل في تسعة مشروعات لمستودعات الحبوب الغذائية بطاقة إجمالية 390 ألف طن، وهي أكبر المشروعات الخرسانية لتخزين الأغذية في الجزائر وحتى في أفريقيا. تستخدم هذه المشروعات تقنيات ومعدات صينية وتتفق المؤشرات التقنية لها مع المعايير العالمية الرائدة. منذ تشغيل المستودعات، انخفض معدل الفاقد الناتج عن الفئران والحشرات والعفن الفطري وما إلى ذلك من 9% إلى أقل من 2%، وانخفضت الخسائر الاقتصادية بحوالي 5ر1 مليون دولار أمريكي، مما حظي بتقدير كبير من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية وغيرها من الأجهزة الرسمية في الجزائر.

فضلا عن شركة ستيكول، يعمل عدد كبير من الصينيين في الدول العربية من أجل تحقيق أحلامهم وتعزيز الصداقة بين الصين والدول العربية، وجعل العالم أكثر ازدهارا وجمالا وتناغما. تعاونت الصين والدول العربية في التبادلات التجارية على طريق الحرير القديم، وساندت بعضها بعضا في النضال للاستقلال الوطني والتحرير الشعبي، وما زالت تدعم بعضها بعضا في قضية البناء الوطني، الأمر الذي يعزز الصداقة بين الشعب الصيني والشعب العربي، ويضخ قوة إيجابية لتطوير المجتمع البشري.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4