مال واقتصاد < الرئيسية

قوه يي كه يبشر بعصر جديد يتعايش فيه الإنسان والحاسوب

: مشاركة
2024-08-13 16:46:00 :Source وانغ شين:Author

كرس قوه يي كه، أستاذ العلوم الحاسوبية المشهور عالميا، كل حياته وجهوده لبحث وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وقدم مساهمات بارزة في مجالات تسلسل عمليات علم البيانات وخوارزميات التعلم الآلي، ونظام تحليل البيانات الطبية الضخمة.

حصل قوه يي كه على بكالوريوس العلوم الحاسوبية بمرتبة الشرف الأولى في جامعة تشينغهوا في عام 1985، وانتُخب زميلا في الأكاديمية الملكية البريطانية للهندسة في عام 2018. وفي نهاية العام نفسه، دعته جامعة هونغ كونغ المعمدانية للعمل بها، حيث بدأ مسيرته المهنية في بحوث الذكاء الاصطناعي.

التحكم في الحاسوب

قال تشيان دا كانغ، رئيس جامعة هونغ كونغ المعمدانية حينذاك، للبروفيسور قوه يي كه، إنه يأمل أن تكون الجامعة قائمة على الذكاء الاصطناعي. ورد قوه يي كه: "هذا ما أردت دائما أن أفعله." وبهذه الرغبة التي طال انتظارها، ذهب قوه يي كه إلى هونغ كونغ مع حلمه بدون تردد.

في سبتمبر 2020، تعاون قوه يي كه مع بان مينغ لون، رئيس قسم الموسيقى في الجامعة المعمدانية، في كتابة خطة بحث موضوعية بعنوان "البناء التقني لمنصة للإبداع التفاعلي بين الإنسان والحاسوب في هونغ كونغ" وقد حظي المشروع بقبول كبير، وحصل على منحة مالية بقيمة 83ر52 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر7 يوانات تقريبا حاليا)، وهي أكبر منحة مالية قدمتها لجنة المنح البحثية في هونغ كونغ لمشروعات الإبداع الفني والتكنولوجي.

قال قوه يي كه: "يقوم هذا المشروع على الدمج بين الفنون والعلوم، ومن خلال قوة التكنولوجيا سنتمكن من تغيير نمط التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الإبداع الفني، وسنعزز اتجاها جديدا للبشر والآلات لتحقيق الإبداع الفني معا". ومنذ ذلك الوقت، بدأ قوه يي كه مسيرته البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي في هونغ كونغ. 

في الرابع عشر من يوليو 2022، أقيم حفل موسيقي فريد من نوعه في قاعة الحفلات الموسيقية في قاعة مدينة هونغ كونغ. حيث أدى أكثر من ثلاثمائة صوت افتراضي أغنية ((لؤلؤة الشرق))، بمصاحبة أوركسترا حية وخلفية ثلاثية الأبعاد ابتكرها الذكاء الاصطناعي. كان حفلا موسيقيا رائعا وخياليا ومهيبا، وقد نال استحسان الجمهور.

قال قوه يي كه: "هذا ربما هو أول أداء تعاوني في العالم بين الإنسان والحاسوب. لقد أبدع الإنسان والآلة عملا فنيا معا، وقد حققنا ذلك." واعتبر هذا "أول إنجاز لمشروع بناء تقنيات المنصة للإبداع التفاعلي بين الإنسان والحاسوب في هونغ كونغ".

قال قوه يي كه إن إنشاء جوقة موسيقية بالذكاء الاصطناعي عملية مليئة بالتحديات. على سبيل المثال، عندما تم إبداع 300 صوت افتراضي، كانت تغني بشكل خاطئ أو لا تصل إلى النغمات العالية، أو تخرج عن اللحن في البداية، وكانت تحتاج إلى التعلم والتحسين على نحو متواصل. كما أن تحقيق التفاعل والتناغم بين الإنسان والحاسوب في العرض كان تحديا آخر. قائد وأعضاء الأوركسترا على خشبة المسرح أشخاص حقيقيون، ويستخدم القائد أجهزة استشعار على جسده للتواصل مع المطربين الافتراضيين، بينما المطربون الافتراضيون عليهم أن يتعلموا "الاستماع" إلى الأوامر ويتواصلوا بسلاسة مع الأداء الحي للأوركسترا السيمفونية.

أضاف قوه يي كه أن الأفكار المبتكرة ذات الخيال الكبير للذكاء الاصطناعي هي الاختراق الأكثر إثارة في هذا العرض، لقد أنشأ الذكاء الاصطناعي حوالي ثلاثمائة صورة منطقية ومتفقة مع كلمات ولحن ((لؤلؤة الشرق)) في نحو أربع دقائق من فيديو ذي خلفية ثلاثية الأبعاد مكونة من الصور والأصوات، اعتمادا على "فهمه الذاتي" و"خياله الذاتي".

أشار قوه يي كه إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتاز بقدرة مبتكرة فريدة في مجال الإبداع الفني، وإبداعاته الفنية قد تختلف عن إبداعات الإنسان مع تقدم تكنولوجيا التفاعل بين الإنسان والحاسوب، ويمكن أيضا أن يفهمها الناس ويقدروها. ومن المتوقع أن يتواصل التطور وفقا للاحتياجات الجمالية للإنسان.

يتفق قوه يي كه مع رؤية نوربرت وينر الذي يعتبر مؤسس الذكاء الاصطناعي، بأن للإنسان دورا في عصر الذكاء الاصطناعي. فما هو دور الإنسان؟ قال قوه يي كه: "يتطور الإنسان مع تطور الحاسوب، ودور الإنسان هو تعزيز قدرات الحاسوب باستمرار في عمليات التدريب على الحاسوب واستخدامه، حيث تزداد معارف الإنسان في هذه العملية في الوقت ذاته."

يعتقد قوه يي كه أن الخطوة القادمة لتطور الذكاء الاصطناعي هي جعل الحاسوب لديه القدرة على الجدال والنقاش مع الإنسان. وأضاف "أن الشخص الذي يتمتع بأكبر سلطة كلام في العالم في المستقبل هو الشخص الذي يستطيع أن يتحكم في الحاسوب، والذي يستطيع الإشارة إلى صواب الحاسوب وخطئه عند المناقشة.

وقال: "لا توجد أبحاث في هذا المجال حتى الآن، وأتمنى أن تحقق الصين اختراقا فيه." وأكد قوه يي كه أن التفاعل بين الإنسان والحاسوب سوف يدخل حياتنا اليومية، وستكون جميع المسائل القائمة على صنع القرار، مثل التعليم والرعاية الطبية والقانون والاستثمار نتيجة للتفاعل بين الإنسان والحاسوب. وأضاف: "أصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة مساعدة للإنسان، ويمكنه مساعدة الإنسان في صنع القرار. وعلى الأقل، أصبح لدينا شريك ذو معارف كثيرة يستطيع أن يتناقش معنا."

مَعْلم جديد للذكاء الاصطناعي في هونغ كونغ

في الأول من ديسمبر 2022، بعد انتهاء عمله في جامعة هونغ كونغ المعمدانية، تولى قوه يي كه منصب نائب رئيس جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، وبعد فترة وجيزة، وقع حدث كبير في مجال الذكاء الاصطناعي، ألا وهو بزوغ Chatgpt، ثم أصبح شائعا في جميع أنحاء العالم. قال قوه يي كه: "هناك رؤيتان في الأوساط الأكاديمية حول Chatgpt. تمنع كل الجامعات تقريبا استخدامه، اعتقادا أن استخدامه سوف يؤدي إلى مشكلات خطيرة في نظام التعليم، ويرى بعض المعلمين أن كتابة الواجبات بوسائل الذكاء الاصطناعي يشبه الانتحال، وهو أمر غير مقبول." قال قوه يي كه إن جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا لديها موقف مختلف تماما، حيث أصبحت أول مؤسسة للتعليم العالي في هونغ كونغ وآسيا تعلن أنها تسمح للطلاب باستخدام Chatgpt. واستثمرت الجامعة أيضا بعض الأموال لتعليم الجميع كيفية استخدام Chatgpt بشكل عقلاني في الدراسة.

قال قوه يي كه: "إن تطوير أي تكنولوجيا جديدة سوف يغير أسلوب عمل الإنسان وحياته، وليس هناك أي فائدة من عدم تطويرها." لقد دفع هذا الأمر قوه يي كه إلى التفكير بشكل عميق. كما شجعه "القرار" الجريء الذي اتخذته جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا هو وفريقه على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى مستوى آخر. قال: "أعيش في هونغ كونغ التي تعتبر مدينة كبرى في العالم، وجسر ترابط بين العالم والصين، فكيف يمكننا تقديم مساهمات فريدة في تطوير الذكاء الاصطناعي؟"

لذلك، أطلق قوه يي كه وبعض العلماء الذين تجمع بينهم تطلعات مشتركة، مبادرة بدعم قوي من حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة وبقيادة جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا. حيث تعاونت الجامعات الخمس الكبرى في هونغ كونغ على إنشاء "مركز هونغ كونغ لبحث وتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي"، من أجل تعزيز بحث وتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي في هونغ كونغ، وتقديم دعم قوي للتنمية المبتكرة في هذا المجال. وفي المستقبل، سيصبح هذا المركز محورا مهما لأبحاث الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير تطبيقات التكنولوجيا في هونغ كونغ، مما يوفر منصة للتعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والهيئات الحكومية، لتعزيز تبادل المعرفة والابتكار.

"مركز هونغ كونغ لبحث وتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي" مزود بنظام حاسوبي متقدم لم يسبق له مثيل في تاريخ هونغ كونغ، وبفضل هذا، جاء ما يقرب من خمسين عالما من جميع أنحاء العالم للعمل في المركز خلال أربعة شهور فقط، كما تم جذب أكفاء علميين ذوي مستوى رفيع من مؤسسات صينية كبرى مثل بايت دانس وعلي بابا وتنسنت وجينغدونغ وغيرها. وأوضح أن المركز حدد ثماني خطط لمشروعات البحث العلمي، وتشمل بحث وتطوير النماذج الكبيرة في مختلف الصناعات، وكذلك تطوير وتطبيق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. قال قوه يي كه: "يقوم مركز هونغ كونغ لبحث وتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي باستكمال أول نموذج أساسي كبير مدرب ذاتيا، والذي يدعم اللغتين الصينية والإنجليزية، ويعتبر علامة فارقة لهونغ كونغ في الذكاء الاصطناعي."

أضاف قوه يي كه: "استنادا إلى منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى، سيواصل المركز الاستفادة من مزاياه الفريدة لتعزيز تطوير أكفاء الذكاء الاصطناعي المحليين، مع مواصلة متابعة القضايا المختلفة مثل الأخلاق والسلامة والإدارة في تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وسوف نبذل جهودنا في دفع أوساط الابتكار والعلوم في هونغ كونغ لتعزيز بناء منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى، وتعزيز تأثير هونغ كونغ عالميا في مجال بحوث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي."

في الدورة الثانية لمعرض هونغ كونغ الدولي للابتكار والتكنولوجيا (HKITPE) 2024، التي عُقدت في الفترة من الثالث عشر حتى السادس عشر من إبريل 2024، عرضت شركة هونغ كونغ العالمية للذكاء الاصطناعي عشرة تطبيقات وخدمات للذكاء الاصطناعي التوليدي لأول مرة، مثل روبوت خدمات الاستشارة، ومساعد الكتابة المستقبلي، وخريطة الذكاء الاصطناعي لـ"منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى"، وتكنولوجيا توليد محتوى النموذج الثلاثي الأبعاد، وما إلى ذلك، مما أتاح للمشاركين تجربة سحر الذكاء الاصطناعي عن قرب.

منصة وطنية للذكاء الاصطناعي

قال قوه يي كه: "يعتمد تطور الذكاء الاصطناعي على الأكفاء العلميين ذوي الأفكار المبتكرة، وهذا ما تتمتع به هونغ كونغ بشكل كبير." وأشار قوه يي كه إلى أن هونغ كونغ تتمتع بأجواء بحث علمي ممتازة، كما أن لها تبادلات دولية واسعة، وتواصل مع عدد كبير من الأكفاء، الأمر الذي يساعدها على تشكيل بيئة بحثية جيدة مليئة بالابتكار.

في أوائل إبريل 2024، صدر تصنيف QS العالمي للجامعات. حيث ارتفع تصنيف تخصصات جامعات هونغ كونغ بنسبة 27%، واحتل المرتبة الثانية في آسيا بعد سنغافورة، مما يجسد التطور والتقدم السريع لقطاع التعليم في هونغ كونغ. كما احتل 204 تخصصات في جامعات هونغ كونغ مكانا في التصنيف العالمي، مع وجود 63% منها ضمن أفضل مائة تخصص على مستوى العالم. من بينها، طب الأسنان بجامعة هونغ كونغ والتعليم بجامعة هونغ كونغ والتمريض بالجامعة الصيني في هونغ كونغ وعلم البيانات والذكاء الاصطناعي بجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، كلها من بين العشرة الأوائل في العالم. مما يبرز قوة هونغ كونغ في التخصصات العلمية.

قال قوه يي كه إن تخصص علم البيانات والذكاء الاصطناعي بجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا احتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم للمرة الأولى في هذا التصنيف، الأمر الذي يظهر ابتكار وقوة التعليم العالي في هونغ كونغ. يرى قوه يي كه أن هونغ كونغ تتمتع بروح علمية عالية، ومناخ بحثي جيد، وتمويل بحثي كاف. قال: "دعم حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة قوي للغاية." لكنه أكد أن الدعم الحكومي للبحث العلمي يتطلب استثمارا دقيقا. وأضاف: "أفكر دائما في كيفية خلق بيئة تشجع الأكفاء على الابتكار. التعاون يحتاج إلى التسامح، فبناء نظام شامل ومفتوح أمر بالغ الأهمية. يجب أن نحترم أفكار الأكفاء وبحوثهم. والشيء الأكثر أهمية هو أن تكون لدينا مجموعة من الأكفاء الشبان الموهوبين الذين يتمتعون بالمثالية التكنولوجية حتى يتوسعوا ويبتكروا. نحن بحاجة إلى تحرير عقولنا وإيجاد المسار التقني الخاص بنا."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4