في عدد ((الصين اليوم)) لشهر سبتمبر لعام 2003، نشرت المجلة حوارا مع الرئيس الأسبق لبعثة جامعة الدول العربية لدى الصين السفير محمد فؤاد سري، تناول العديد من القضايا الصينية- العربية. في هذا الحوار الذي أجرته الزميلتان ما جيا (مها)، رئيسة تحرير الطبعة العربية حاليا ولي وانغ يا (ياسمين)، المحررة والمترجمة السابقة بالطبعة العربية أيضا، انفردت ((الصين اليوم)) بنشر خبر قرب إعلان منتدى التعاون الصيني- العربي. كان العنوان الرئيسي للحوار: ((عمدة بيت العرب في الصين: توقعوا إعلان منتدى التعاون العربي- الصيني قريبا)). وقد قال السفير سري: "أخص مجلة ((الصين اليوم)) بالكشف عن أنه يجرى حاليا وضع اللمسات النهائية لمشروع المنتدى وتوقعوا قريبا الإعلان عن قيام المنتدى العربي-الصيني."

في الثلاثين من يناير عام 2004، تم الإعلان عن تأسيس منتدى التعاون الصيني- العربي، خلال زيارة الرئيس الصيني السابق هو جين تاو لمقر جامعة الدول العربية في القاهرة. ((الصين اليوم))، وهي المجلة الصينية الوحيدة التي تصدر باللغة العربية، تواكب تطور العلاقات الصينية- العربية عن كثب، بل هي جزء من هذه العلاقات. ومع إعلان تأسيس منتدى التعاون الصيني- العربي، كانت ((الصين اليوم)) أول مؤسسة إعلامية صينية تقوم بتفيذ إستراتيجية "توطين" الإعلام الصيني الموجه إلى المنطقة العربية، لتكون أقرب إلى قرائها ولتتفاعل مع الأحداث الصينية- العربية من قلب المنطقة العربية. في شهر مارس 2004، بادرت إدارة ((الصين اليوم)) بإرسال الزميل وانغ ماو هو (حسن)، الذي تولى لاحقا منصب نائب رئيس التحرير العام للمجلة، إلى القاهرة للإعداد إلى تطوير مكتب تمثيل ((الصين اليوم)) في مصر إلى فرع إقليمي للشرق الأوسط. وفي الثامن عشر من شهر أكتوبر عام 2004، دشنت المجلة فرعها الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في العاصمة المصرية القاهرة، سعيا منها لتحقيق "ثلاثة اقترابات"، وهي: الاقتراب من التطور الفعلي للصين، والاقتراب من أسلوب القراءة للقراء الأجانب، والاقتراب من احتياجات القراء الأجانب للمعلومات الصينية. شارك في حفل تدشين الفرع الإقليمي كوكبة من المسؤولين والإعلاميين من الصين والدول العربية، منهم تساي مينغ تشاو، نائب الوزير بمكتب الإعلام لمجلس الدولة الصيني ورئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي السابق، وقونغ شي شيانغ مدير دار المجلة السابق ووانغ فو (فريدة) رئيسة تحرير "الصين اليوم" بالعربية آنذاك. 

 العمل الإعلامي الصيني- العربي المشترك محور رئيسي لمنتدى التعاون الصيني- العربي، ولهذا وتنفيذا لمقررات البرنامج التنفيذي للمنتدى 2006- 2008، استضافت بكين في الفترة من 23 إلى 26 إبريل عام 2008، الدورة الأولى لمنتدى التعاون الصيني- العربي في مجال الإعلام تحت شعار "دفع التعاون الإعلامي من أجل تعزيز الصداقة الصينية- العربية". وجاء في البيان الختامي لهذا المنتدى أن الجانبين الصيني والعربي اتفقا على إنشاء آلية منتدى التعاون الصيني- العربي في مجال الإعلام، على أن يعقد المنتدى دورة كل سنتين بمشاركة مسؤولين من القطاعات المسؤولة عن الشؤون الإعلامية والمؤسسات الإعلامية ووسائل الإعلام الرئيسية من الصين والدول العربية، وإنشاء آلية للتواصل بين مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني والأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتقييم مدى التقدم في التعاون بين الجانبين والإعداد للدورات القادمة لمنتدى التعاون الصيني- العربي في مجال الإعلام وغيره من مشروعات التعاون المختلفة.

في الرابع والعشرين من أكتوبر عام 2009، وبمناسبة الذكرى السنوية الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والذكرى السنوية الخامسة لفرع ((الصين اليوم)) في الشرق الأوسط، نظمت المجلة ندوة "الصين والعرب في 60 عاما" بمقر نقابة الصحفيين في مصر، بحضور نخبة من المسؤولين الصينيين والعرب، من بينهم هوانغ يو يي نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي آنذاك، وقونغ شي شيانغ مدير دار ((الصين اليوم)) السابق، والدكتور أحمد جويلي الأمين العام السابق لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، ومكرم محمد أحمد الأمين العام السابق لاتحاد الصحفيين العرب. وقد تضمنت تلك الاحتفالية الكبيرة معرض صور يعكس تطور وإنجازات الصين منذ تأسيسها، وأيضا تطور مجلة ((الصين اليوم)) وبخاصة طبعتها العربية التي تصدر منذ سنة 1964.

في يومي السادس والسابع من مايو عام 2010، عقدت الدورة الثانية لمنتدى التعاون الصيني- العربي في مجال الإعلام بالمنامة في البحرين، بحضور وانغ تشن رئيس مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني، وقوه شياو يونغ نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي سابقا، ومن مجلة ((الصين اليوم)) السيدة وانغ فو وحسين إسماعيل. في الرابع والعشرين من إبريل عام 2012، استضافت مدينة قوانغتشو الصينية الدورة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني- العربي في مجال الإعلام، وكان حضور ((الصين اليوم)) بارزا أيضا. في كلمته بحفل افتتاح المنتدى، قال السيد قوه شياو يونغ: "منذ انطلاق طبعتها العربية في سنة ألف وتسعمائة وأربعة وستين، تولي مجلة ((الصين اليوم)) التبادلات الاقتصادية الصينية- العربية اهتماما خاصا، وكان لها الفضلُ في إلقاء الضوء على المراكز التجارية الصينية- العربية المهمة في كلا الجانبين. فعندما بزغت مدينة إيوو الصينية كمركز للبضائع الصغيرة في الصين ووَفَدَ إليها مئات من التجار العرب، تابعت المجلة ومازالت تتابع تطوراتها. وأشير هنا بشكل خاص إلى التحقيق الموسع الذي نشرته المجلة في عدد شهر يونيو سنة 2006، بعنوان (الحلم خارج حدود الوطن). كما أن المجلة ذهبت إلى الجانب الآخر، وقدمت في عددها لشهر يناير سنة 2011 تغطية شاملة لسوق "التنين" في دبي بعنوان ((الصينيون في دبي سيرة نجاح صينية- عربية)). كان وفد من ((الصين اليوم)) ضم السيدة وانغ فو والزميلة لي ينغ نائبة رئيس تحرير الطبعة العربية حاليا، قد قام بزيارة دبي في نهاية عام 2010، حيث تم تأسيس نادي قراء المجلة في الإمارات برئاسة السيدة همت لاشين. وفي أغسطس وسبتمبر عام 2014، قام وفد من ((الصين اليوم))، ضم رئيس دار المجلة هو باو مين ونائب رئيس التحرير السابق وانغ ماو هو ونائب رئيس تحرير الطبعة العربية حسين إسماعيل، بجولة عربية شملت كلا من مصر اليمن والأردن، لتوثيق التعاون مع وسائل الإعلام العربية، وتعزيز أواصر الترابط مع أندية قراء ((الصين اليوم)). خلال هذه الجولة، تم إعلان تأسيس نادي قُراء ((الصين اليوم)) في الأردن برئاسة السيد مروان سوداح.

في شهر يناير عام 2016، وبمناسبة زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مصر، والتي تضمنت أيضا زيارته إلى مقر جامعة الدول العربية، أصدرت الطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم)) عددا خاصا لإحياء الذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، وفي صباح العشرين من يناير عام 2016، أقيمت في القاهرة احتفالية إصدار هذا "العدد الخاص"، الذي تضمن كلمة للرئيس شي جين بينغ وكلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما تضمن مقالة لوزير خارجية الصين وانغ يي ووزير خارجية مصر سامح شكري. تزامنا مع هذه الزيارة، أصدرت الصين في الثالث عشر من يناير 2016، "وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية" التي جاء في مقدمتها: "في عام 2004، تأسس منتدى التعاون الصيني- العربي الذي صار إطارا للتعاون الجماعي يشمل مجالات عديدة وتنبثق عنه أكثر من 10 آليات. وفي عام 2010، تمت إقامة علاقات التعاون الإستراتيجي القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة بين الصين والدول العربية، الأمر الذي أدخل التعاون الجماعي الصيني- العربي إلى مرحلة جديدة من التطور والتقدم النوعي على نحو شامل. وعلى هذا الأساس، أوضح الرئيس شي جين بينغ المجالات والاتجاهات ذات الأولوية للتعاون الجماعي الصيني- العربي في الخطاب المهم الذي ألقاه خلال افتتاح الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني- العربي في عام 2014، الأمر الذي حدد دليل عمل لتطوير العلاقات الصينية- العربية وبناء المنتدى." وتضمنت الوثيقة أيضا النص على "تشجيع مؤسسات الإعلام والنشر لدى الجانبين على إجراء التواصل والتعاون، والعمل على تنفيذ ’مذكرة التفاهم حول الترجمة والنشر للكتب الصينية والعربية والأعمال الأدبية‘، وتشجيع ودعم مشاركة مؤسسات النشر لدى الجانبين في معارض الكتب الدولية المقامة في الجانب الآخر."

كانت ((الصين اليوم)) دائما في مقدمة وسائل الإعلام الصينية التي وضعت بنود "وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية" موضع التنفيذ، ليس فقط من خلال التركيز على تطور العلاقات الصينية- العربية في العصر الجديد ونشر مقالات وتحليلات لنخبة من الكتاب والباحثين من مختلف الدول العربية، وإنما أيضا من خلال إقامة الندوات والمنتديات والصالونات الفكرية الصينية- العربية وتعزيز دور أندية قراء ((الصين اليوم)) المنتشرة في عشر دول عربية، فضلا عن التعاون مع العديد من وسائل الإعلام العربية، ومنها ((الأهرام)) و((الجمهورية)) و((أكتوبر)) في مصر و((الاتحاد)) و((العين الإخبارية)) في الإمارات وغيرها.

في السادس من مارس 2017، أقامت ((الصين اليوم)) ندوة بعنوان "آفاق التعاون البرلماني بين الصين ومصر"، بمناسبة انعقاد الدورتين السنويتين للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وفي الفترة من السادس والعشرين من إبريل حتى الثاني من مايو 2017، شاركت ((الصين اليوم)) في الدورة السابعة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت الصين الدولة ضيفة الشرف لدورة ذلك العام. وفي أكتوبر عام 2018، كانت ((الصين اليوم)) حاضرة في "صالون الجزائر للكتاب"عندما كانت الصين أيضا ضيفة الشرف. وفي الرابع عشر من مارس 2019، نظمت ((الصين اليوم)) بالتعاون مع مركز دراسات وأبحاث طريق الحرير بجامعة عين شمس المصرية ندوة "رابطة المصير المشترك بين الصين وأفريقيا". وفي سبتمبر 2019، قام وفد من ((الصين اليوم))، ضم نائب رئيس التحرير السابق وانغ ماو هو ومساعدة رئيس التحرير نان بي باو ورئيس فرع الشرق الأوسط حاليا بنغ تشو يون بزيارة لبنان، حيث تم تدشين نادي قراء ((الصين اليوم)) في لبنان، ليكون مركز اتصال بين المجلة وقرائها في هذا البلد العربي.

في الثامن عشر من أكتوبر 2022، نظم مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (دار مجلة "الصين اليوم") منتدى "مصر والصين في عشر سنوات.. التقدم مستمر" وصالون "قراءة في أفكار الرئيس شي حول الحكم والإدارة". وفي الثامن من مارس 2023، نظمت المجلة بالتعاون مع معهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية، ندوة "واقع وآفاق الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية في العصر الجديد" في القاهرة.

وتأكيدا لدورها في تعزيز العلاقات الأكاديمية والشعبية الصينية- العربية، تنفيذا لبنود منتدى التعاون الصيني- العربي، افتتحت المجلة في الرابع والعشرين من سبتمبر 2023، "صالون القاهرة"، ليكون أحدث مبادرات ((الصين اليوم)) الثقافية في منطقة الشرق الأوسط، بهدف تعزيز المعرفة بالثقافة الصينية من خلال تجربة حقيقية للأجواء الصينية. وفي السابع والعشرين من سبتمبر 2023، نظم مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (دار مجلة "الصين اليوم") مراسم إطلاق الطبعة العربية لكتاب "شي جين بينغ.. احترام حقوق الإنسان وضمانها" وندوة "تعزيز حقوق الإنسان بالتنمية.. رؤية صينية- عربية" في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور نخبة من الأوساط السياسية والأكاديمية والثقافية والإعلامية من الصين ومصر والسودان والبحرين والمغرب ودول أخرى بالإضافة إلى جامعة الدول العربية. حضر هذه المراسم قاو آن مينغ نائب الرئيس ورئيس التحرير للمجموعة الصينية للإعلام الدولي، ولي وو تشو نائب مدير مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا "دار مجلة ((الصين اليوم))" وبنغ تشو يون رئيس فرع ((الصين اليوم)) في الشرق الأوسط.

كان تأسيس منتدى التعاون الصيني- العربي نقلة نوعية للعلاقات الصينية- العربية، كما أفسح المجال واسعا لمجلة ((الصين اليوم)) لتواصل دورها كجسر مهم يربط بين الصينيين والعرب. وإذا كان عام 2024 يصادف الذكرى السنوية العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني- العربي، فإنه يصادف أيضا الذكرى السنوية العشرين لإنشاء فرع ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط.