على مقهى في الشارع الصيني < الرئيسية

فصل آخر في المهزلة الغربية.. واشنطن تتهم بكين بانتهاك حقوق الإنسان!

: مشاركة
2024-12-16 15:13:00 الصين اليوم:Source حسين إسماعيل:Author

بينما يشهد العالم أجمع المجازر التي ترتكب بأسلحة غربية في غزة والضفة الغربية بفلسطين وفي كل أنحاء لبنان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، إذ بواشنطن وثلة من الدول الغربية تلقي في وجه العالم بقذيفة أخرى.. الصين تنتهك حقوق الإنسان! وقد كان عنوان الخبر الذي بثته وكالة ((رويترز)) للأنباء في الثالث والعشرين من أكتوبر 2024، لافتا.. "الغرب ينتقد الصين بشأن حقوق الإنسان، والصين ترد: ماذا عن غزة؟" وقد جاء في تفاصيل الخبر أن أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وثلاث عشرة دولة أخرى انتقدت الصين في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من أكتوبر، بسبب مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ وشيتسانغ (التبت)، مما دفع الصين الى التنديد بتلك الدول لتجاهلها "الجحيم الحي" في قطاع غزة. وفقا لـ((رويترز))، فإن سفير أستراليا لدى الأمم المتحدة، جيمس لارسن، قال في اجتماع لجنة حقوق الإنسان التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة: "نحن نحث الصين على احترام التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان والتي تعهدت بها طواعية وتنفيذ جميع توصيات الأمم المتحدة." السيد لارسن، الذي تحدث نيابة عن أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وأيسلندا واليابان وليتوانيا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد وبريطانيا، أضاف: "إن هذا يشمل إطلاق سراح جميع الأفراد المعتقلين تعسفيا في كل من شينجيانغ وشيتسانغ، والتوضيح العاجل لمصير ومكان وجود أفراد الأسر المفقودين." وأردف لارسن: "لا يوجد سجل مثالي لحقوق الإنسان في أي دولة. لكن لا توجد دولة فوق التدقيق العادل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان." وأضاف: "يتعين علينا جميعا عدم تقويض الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان التي تعود بالنفع علينا جميعا، والتي تتحمل جميع الدول المسؤولية عنها". السيد لارسن قال إنه "لا توجد دولة فوق التدقيق العادل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان"، فهل السفير لارسن يعي حقا أنه "لا توجد دولة فوق التدقيق العادل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان"؟

 أمام هذا المشهد، لعل لسان حالك، عزيزي القارئ، يقول: "أين حمرة الخجل؟" ولعل هذا أيضا هو ما تبادر إلى ذهن مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ، الذي اتهم مجموعة الدول الغربية باللجوء إلى "الأكاذيب لإثارة المواجهات"، وقال في اللجنة الثالثة للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة، وفقا للموقع الرسمي للبعثة الدائمة للصين لدى الأمم المتحدة، إن أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، من بين عدد قليل من الدول الأخرى، وصلتا إلى مستويات متدنية جديدة في ممارسة "المعايير المزدوجة" أمام العالم، من خلال التقليل من أهمية الوضع في غزة، في حين تسعى لتشويه سمعة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في الصين بشأن قضايا حقوق الإنسان. وأضاف: "إن لم يكن مقتل أكثر من 40 ألف مدني في غزة وتجويع وتشريد الملايين من النساء والأطفال كافيا لإيقاظ ضمير بعض الدول الغربية، وليس كافيا لوقف إرسال الأسلحة والذخيرة التي أودت بحياة عدد لا يحصى من المدنيين الفلسطينيين، فإن حمايتها المزعومة لحقوق المسلمين ليست سوى أكبر كذبة." وقال أيضا: "إنه من الواضح للعالم أجمع أن منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم ومنطقة شيتسانغ الذاتية الحكم في الصين مستقرتان ومزدهرتان، حيث يعيش جميع أبناء القوميات معا في وئام." وأضاف أن ما يسمى بتقرير التقييم بشأن شينجيانغ محفوف بالأكاذيب والخداع. إنه مجرد نتاج لإكراه مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد قليل من الدول الأخرى. وأشار فو إلى أن هذا يكشف مرة أخرى عن النوايا الحقيقية لأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام حقوق الإنسان كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للصين ومحاولة كبح تنميتها، وقمع الدول النامية التي تلتزم بسياسة خارجية مستقلة.

في الثالث والعشرين من أكتوبر 2024، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، ردا على أكثر من 100 دولة أعربت عن دعمها للصين بطرق مختلفة ومعارضتها للتدخل في الشؤون الداخلية للصين بحجة حقوق الإنسان في اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وحفنة من الدول الغربية الأخرى تغض الطرف عن مشكلات حقوق الإنسان الخطيرة في داخلها، وفي نفس الوقت تشير بأصابع الاتهام إلى دول أخرى، وهو ما يقول الكثير عن نفاقها بشأن حقوق الإنسان. وأضاف: "نحث أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وحفنة من الدول الغربية الأخرى على مواجهة مشكلات حقوق الإنسان الخطيرة الخاصة بها ومعالجتها، ووقف التحركات الخاطئة لتسييس قضايا حقوق الإنسان واستخدامها كأدوات، ولعب دور بناء في التعاون الدولي بشأن حقوق الإنسان."

السيد منير أكرم، سفير باكستان لدى الأمم المتحدة، قرأ بيانا أمام لجنة حقوق الإنسان نيابة عن أكثر من مائة دولة، جاء فيه أن أي قضايا تتعلق بشينجيانغ وهونغ كونغ وشيتسانغ هي شأن داخلي صيني. وأكد البيان أيضا على معارضة تسييس حقوق الإنسان والمعايير المزدوجة.

لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تغسل يديها من دماء الفلسطينيين، فحسب تقرير لـ((رويترز)) في الثاني من يوليو 2024، فإن اثني عشر مسؤولا حكوميا أمريكيا سابقا استقالوا بسبب دعم الولايات المتحدة الأمريكية لحرب إسرائيل في قطاع غزة، اتهموا إدارة الرئيس جو بايدن "بالتواطؤ الذي لا يمكن إنكاره" في قتل الفلسطينيين في القطاع. وحسب تقرير لوكالة (((أسوشيتد برس)) في السابع من أكتوبر 2024، فإن واشنطن أنفقت ما لا يقل عن 9ر17 مليار دولار أمريكي على المساعدات العسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة، بالإضافة إلى 86ر4 مليارات دولار أمريكي ذهبت إلى تكثيف العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة منذ السابع من أكتوبر 2023. لقد أنفقت الدولة التي ترفع راية حقوق الإنسان في أقل من عام 76ر22 مليار دولار أمريكي على آلة القتل والخراب في منطقة الشرق الأوسط.

بالعودة إلى الصين، وإلى منطقتي شيتسانغ وشنجيانغ تحديدا، اللتين ما فتئ البعض في الدول الغربية يوجه سهامه المسمومة نحوهما، نجد أن الحكومة المركزية الصينية، قد قررت أن تخصص 80 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات تقريبا حاليا) لتنمية منطقة شيتسانغ في عام 2024، وفقا لتصريحات أدلى بها في السابع من يناير 2024، رئيس المنطقة يان جين هاي، الذي قال أيضا إن الأموال تنفق على بناء البنية التحتية في المنطقة، بما في ذلك مشروعات السكك الحديدية والطرق السريعة والمطارات.

وبينما تتباكى الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تدور في فلكها على "الحريات الدينية" في الصين، فإن أسلحتها تقصف دور العبادة في فلسطين ولبنان وغيرهما من الدول، بينما تحتضن شيتسانغ، التي يسكنها 65ر3 ملايين نسمة، أكثر من 1700 موقع للأنشطة الدينية، حسبما ذكر الكتاب الأبيض بعنوان "سياسات الحزب الشيوعي الصيني بشأن حوكمة شيتسانغ في العصر الجديد.. النهج والإنجازات". وفي منطقة شينجيانغ، يوجد 24800 مكان للأنشطة الدينية، بما في ذلك المساجد والكنائس والمعابد البوذية والطاوية، في المنطقة التي تشهد تطورا ملحوظا في كافة المجالات. في الربع الأول من عام 2024، نما الناتج المحلي الإجمالي لشينجيانغ بنسبة 6ر5% على أساس سنوي، وزاد الناتج الصناعي ذو القيمة المضافة للمؤسسات فوق الحجم المحدد بنسبة 8%، بينما توسع حجم التجارة الخارجية بنسبة 7ر42%. في عام 2022، بلغ حجم التجارة الخارجية لشينجيانغ مائتي مليار يوان، مقارنة مع مائة مليار يوان في عام 2007، وفي عام 2023 وصل هذا الرقم إلى 3ر357 مليار يوان.

التنمية في شينجيانغ لا تتوقف، ففي عام 2023، زادت مساحة زراعة الحبوب بمقدار 390666 هكتارا وبلغت أكثر من 8ر2 مليون هكتار، في حين زاد إنتاج الحبوب بمقدار 05ر3 ملايين طن ووصل إلى أكثر من 21 مليون طن. كما حافظت شينجيانغ على مكانتها كأكبر منطقة منتجة للقطن في الصين لمدة 30 عاما متتالية. وحسب تقرير لزميلتنا في ((الصين اليوم)) ياسمين رمضان، خلال زيارتها إلى شينجيانغ في النصف الثاني من أكتوبر 2024، يمثل القطن في شينجيانغ حوالي 85% من إجمالي إنتاج القطن في الصين، و20% من إجمالي إنتاج القطن في العالم. وجاء في تقريرها: "من أبرز ما لاحظته، خلال زيارتي، الاهتمام بتطبيق الزراعة الذكية والاعتماد على التقنيات الحديثة، مثل الري بالتنقيط والطائرات المسيرة، لمتابعة حالة المحاصيل الزراعية. تساهم هذه التقنيات بشكل كبير في تحسين إنتاجية المحاصيل وتقليل استهلاك المياه."

 الصين تستخدم الزراعة الذكية في شينجيانغ، والدول الغربية تستخدم القنابل الذكية في غزة. وبينما تدمر القنابل والصواريخ الأمريكية الصنع المنازل والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية في غزة ولبنان، فإن حكومة منطقة شينجيانغ شيدت حتى الآن مليونين وسبعمائة ألف منزل مقاوم للزلازل في المناطق الريفية، تستوعب أكثر من 11 مليونا من المزارعين والرعاة، لحمايتهم من المخاطر. كما توفر شينجيانغ التعليم المجاني للأطفال في جنوبي شينجيانغ، لمدة خمس عشرة سنة، من رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية.

في السادس من مارس 2024، كتب مايكل يونغ، مدير التحرير في مركز مالكوم كير بمؤسسة كارنيغي للسلام في الشرق الأوسط: "جميع سكان غزة جائعون، أي 2ر2 مليون إنسان تمر عليهم أيام وليال من دون أن يتناولوا أي طعام تقريبا، بل أصبح من العادي إسقاط الوجبات من الحساب. البحث اليائس عن طعام لا يتوقف للحظة، لكنه في معظم الأحيان لا يسفر عن نتيجة، فيبقى السكان جائعين، بمن فيهم الرضّع والأطفال والنساء الحوامل أو المُرضعات وكبار السن." وأضاف السيد يونغ، أن هذا الإيضاح لم يصدر عن منظمات غير حكومية أجنبية أو عن الأمم المتحدة- وهي الجهات التي توجّه إسرائيل عادة حقدها عليها- بل عن منظمة "بتسيلم"؛ مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، وذلك في تقرير نشرته بعنوان صارخ: "إسرائيل تجوّع قطاع غزة". يحدث ذلك ثم يتبجح سفير أستراليا لدى الأمم المتحدة ويقول: "لا توجد دولة فوق التدقيق العادل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان."

في السادس من أغسطس 2024، نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تقريرا لمنظمة "بتسليم" بعنوان "مرحبا بكم في الجحيم"، جاء فيه أن الظروف داخل السجون الإسرائيلية التي يحتجز فيها المعتقلون الفلسطينيون تصل إلى حد التعذيب. وقالت السيدة يولي نوفاك، المديرة التنفيذية لـ"بتسيلم": "تحول نظام السجون الإسرائيلي ككل، فيما يتعلق بالفلسطينيين، إلى شبكة من معسكرات التعذيب".

إن التوظيف السياسي لحقوق الإنسان بات لعبة بالية ومفضوحة. وعلى من يريد حقا تحسين حقوق الإنسان أن يساهم في توطيد الاستقرار الاجتماعي وتعزيز التنمية، وليس العكس. في مؤتمر عقد بمدينة أورومتشي حاضرة منطقة شينجيانغ، في العشرين من ديسمبر 2023، أشاد مسؤولون وخبراء صينيون بالاستقرار الاجتماعي والتنمية السريعة في المنطقة التي شهدت طفرة اقتصادية واجتماعية وثقافية في السنوات الأخيرة. وقال إركين تونياز، رئيس منطقة شينجيانغ: "إن التقدم المحرز في حقوق الإنسان بالمنطقة يتناسب مع الواقع المحلي ويلبي تطلعات أبناء مختلف القوميات، ويتفق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان." وفيما يتعلق بالرعاية الصحية، قال إنه تم تقديم موارد طبية عالية الجودة على مستوى القواعد الشعبية، مما أدى إلى تعزيز شبكة خدمات الرعاية الصحية التي تغطي المناطق الحضرية والريفية. وفي مجال الطاقة، أكد تونياز على جهود المنطقة في دفع قطاع الطاقة المتجددة إلى الأمام على مدى السنوات القليلة الماضية. وأوضح أن أهالي شينجيانغ يعرفون جيدا ما إذا كانت قضية حقوق الإنسان بالمنطقة على المسار الصحيح. وأكد لي يون لونغ، وهو خبير في مجال حقوق الإنسان بالأكاديمية الوطنية للحوكمة بالصين، أن مشاعر السعادة والأمن قد زادت في شينجيانغ على نحو ملموس، وذلك بفضل الاستقرار الاجتماعي السليم والتنمية الاقتصادية السريعة والتناغم الديني، مشيرا إلى أن ذلك "أقوى رد على الأكاذيب بشأن حقوق الإنسان في شينجيانغ". وأضاف: "قضية حقوق الإنسان في شينجيانغ حققت تقدما شاملا وإنجازات تاريخية. لم تشهد المنطقة أي حوادث عنف إرهابية لما يقرب من سبع سنوات على التوالي، وينظر السياح إليها على أنها وجهة سياحية آمنة."

 

في الرابع والعشرين من إبريل 2024، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار أمريكي لكل من إسرائيل وأوكرانيا وتايوان. في الرابع من سبتمبر 2024، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لقمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي التي عقدت في بكين، تعهد بأن تقدم الصين تمويلا يصل إلى ستين مليار دولار أمريكي للدول الأفريقية. بكين تستثمر في التنمية والرخاء وواشنطن تستثمر في الحرب والخراب.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4