سياحة < الرئيسية

شابوتو.. واحة صحراوية على ضفاف النهر الأصفر

: مشاركة
2022-07-11 17:00:00 الصين اليوم:Source :Author

قبل أكثر من ألف عام، في فترة أسرة تانغ (618-907)، وصف الشاعر وانغ وي منطقة شابوتو، متأثرا بجمالها بالقول: " صحراء شاسعة يتصاعد فيها دخان عمودي منفرد، ومشهد غروب الشمس المستديرة على ضفاف النهر الطويل". هذا البيت من الشعر تناقله الصينيون عبر العصور. يمر النهر الأصفر القديم عبر الجبال والوديان مثل الحصان البري، ويتدفق عبر منعطف حاد في مضيق هيشان إلى مدينة تشونغوي بنينغشيا. هذا المنعطف الحاد جعل أمواج النهر الأصفر الهادرة تتدفق بهدوء وبطء، مما أدى إلى ترطيب التربة الخصبة على جانبي النهر؛ وظهور منظر طبيعي ساحر، ألا وهو شابوتو.

تجمع شابوتو بين الصحراء والنهر الأصفر والجبال العالية والواحات، فهي لا تتمتع بمناظر الشمال الغربي الخلابة فحسب، وإنما أيضا بالمناظر الساحرة لجنوب نهر اليانغتسي. يوجد في شابوتو أكبر موقع طبيعي للتزلج على الرمال في الصين؛ وتلفريك شابوتو، وهو أول تلفريك عابر للنهر الأصفر بامتداد 820 مترا؛ وسواقي المياه القديمة التي تمثل ثقافة النهر الأصفر؛ وأول سكة حديدية عابرة للصحراء في العالم، سكة حديد باولان (باوتو- لانتشو)؛ وأقدم وسيلة مواصلات في النهر الأصفر، الأطواف المصنوعة من جلد الماعز. هنا، يمكنك ركوب الإبل للتجول في الصحراء، أو ركوب سيارات الدفع الرباعي لتسلق الكثبان الرملية، ويمكنك أيضا رؤية حواجز قش القمح النموذجية لمعالجة التصحر.

تقع منطقة المناظر الطبيعية لمنطقة شابوتو على بُعد 16 كيلومترا غرب المنطقة الحضرية لمدينة تشونغوي في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، على الحافة الجنوبية الشرقية لصحراء تنغر، وتواجه النهر الأصفر من الجنوب، ويصل طولها إلى حوالي ثمانية وثلاثين كيلومترا، وعرضها حوالي خمسة كيلومترات، وتقع على ارتفاع من 1300 إلى 1500 متر فوق سطح البحر، بمساحة إجمالية 3ر4599 هكتارا، وهي الآن منطقة سياحية وطنية بدرجة 5A ومحمية طبيعية إيكولوجية صحراوية وطنية.

أطواف جلد الماعز وسواقي المياه، ممثلة ثقافة النهر الأصفر

تنقسم شابوتو إلى منطقتين للمناظر الطبيعية، المنطقة الجنوبية هي منطقة النهر الأصفر، والمنطقة الشمالية هي منطقة الصحراء. في منطقة النهر الأصفر، يمكن للسياح التمتع بالمناظر الخلابة وثقافة النهر الأصفر عن قرب. لا ينبغي للزائر هنا أن يفوته ركوب وسيلة مواصلات فريدة من نوعها، ألا وهي الأطواف المصنوعة من جلد الماعز التي تطفو على سطح النهر الأصفر.

في عصر وسائل المواصلات البرية المتخلفة، كانت الأطواف المصنوعة من جلد الماعز وسيلة نقل مائي هامة للسكان على طول النهر الأصفر، ويعود تاريخ استخدامها في عبور السكان للنهر ونقل البضائع إلى آلاف السنين. تُصنع من جلود الماعز والأطواف الخشبية، وكلها مواد محلية رخيصة ومتوفرة.

يتكون طوف جلد الماعز، المستخدَم في شابوتو اليوم، من جلود أكثر من عشرين رأسا من الماعز، ويمكن أن يحمل ألف كيلوغرام، ويتسع لعدد من ثلاثة إلى أربعة أشخاص في وقت واحد، ويقوده شخص متمرس في التعامل مع النهر الأصفر، فيمكنك الاستمتاع بالمناظر الطبيعية على طول الطريق الممتد مع تيار النهر الأصفر.

على طول الطريق، يمكنك أيضا رؤية السواقي المائية الخشبية على امتداد النهر الأصفر، والتي كان يستخدمها المزارعون المحليون لري حقولهم عبر أجيال. تنتصب السواقي المائية التي يبلغ ارتفاعها أكثر من ثمانية أمتار، على ضفة النهر، ومن خلفها جبل شوانغشي، مما يجعل مشهدها مذهلا للغاية. يتدفق النهر وتدور السواقي، لتروي الحقول والبساتين وتجلب السعادة لهذا المكان. إنه أسلوب قديم رائع، وهو أيضا صورة حقيقية لإبداع وذكاء أبناء الأمة الصينية.

جبل مينغشا، موقع طبيعي للتزلج على الرمال

بعد الاستمتاع بالمناظر الخلابة للنهر الأصفر، يمكنك تسلق جبل مينغشا لمواصلة جولتك السياحية. في الواقع، أخذت منطقة شابوتو اسمها من جبل مينغشا. خلال فترة حكم الإمبراطور تشيان لونغ لأسرة تشينغ (1644- 1911 م)، بسبب تكوين حاجز رملي كبير بعرض 2000 متر وارتفاع حوالي مائة متر على ضفة النهر، أخذت اسم شابوتو (أي المنحدر الرملي). يبلغ ارتفاع المنحدر الرملي مائة متر، بدرجة انحدار 60 درجة، وإذا كان الجو مشمسا ودرجة الحرارة عالية، عند التزلج نحو الأسفل، يصدر صوت مدو، كأن جرسا ذهبيا يُقرع، صوته عذب ورنان، لذلك عُرف باسم "شابوه مينغتشونغ" (أي جرس المنحدر الرملي) منذ قديم الزمان، وهي إحدى مناطق الرمال المدوية الأربع الرئيسية في الصين.

يمكن للزوار تجربة التزلج على الرمال في جبل مينغشا. يبلغ انخفاض حقل التزلج الرملي في شابوتو 72 مترا، وطول المنحدر 180 مترا، بزاوية 35 درجة. يبدو المنحدر مرتفعا وشديد الانحدار، لذلك يوفر موقع التزلج الرملي أداة مخصصة للتزلج الرملي، الزلاجة الرملية. هذه الزلاجات الرملية مزودة بمكابح على كلا الجانبين، فإن شعرت بالتوتر أو الخوف، يمكنك سحب المكابح بكلتا يديك للتحكم في السرعة في أي وقت. وإن كنت من محبي الإثارة والمغامرة، يمكنك الضغط على المكابح لأقصى حد لتجربة الإثارة الناجمة عن السرعة الشديدة كالسهم الذي أُطلق لتوه من قوسه. يُعتبر جبل مينغشا أيضا مكانا ممتازا لمشاهدة المناظر الطبيعية، ويمكنك التقاط الصور الفوتوغرافية في أعلى المنحدر الرملي الذي يطل على النهر الأصفر؛ بعد التزلج من أعلى الجبل، بالوقوف في أسفل المنحدر الرملي والنظر لأعلى، ستجد أن الجبل الرملي معلق مثل الشلال، والناس يتدفقون على الرمال، وكأنهم يهبطون من السماء، لا يزعجهم الغبار، مستمتعين بصوت الجرس الرنان وهم يتزلجون.

إذا كان التزلج على الرمال في شابوتو هو الأكثر متعة من بين الأنشطة الترفيهية على الأرض، فإن تلفريك النهر الأصفر هو النشاط الأكثر متعة في الهواء. يُطلق على التلفريك هنا "أول تلفريك فوق النهر الأصفر"، ويمتد من شابوتو إلى الضفة المقابلة من النهر الأصفر. يركب الناس تلفريك النهر الأصفر الذي يتدلى مثل السلة المعلقة في الهواء، ويعبرون النهر الأصفر، ويمكنهم أن يروا صحراء شابوتو الذهبية من أعلى والنهر الأصفر ذي اللون نفسه، فيتمتعون بإثارة المرتفعات والمناظر البرية الشمالية الغربية في نفس الوقت.

السير وسط الطرق الصحراوية الوعرة

في شمال شابوتو، تمتد صحراء تنغر الشاسعة التي لا حدود لها، حيث تمتد رمالها من تحت الأقدام حتى ما وراء الأفق، وكل ما تستطيع أن تراه العين هو الكثبان الرملية. يمكن ركوب الإبل للتجول في صحراء تنغر، ويمكن قيادة سيارات الدفع الرباعي لركوب الأمواج الرملية، والاستمتاع بما وصفه الشاعر من مشهد الصحراء والنهر الأصفر مع غروب الشمس.

تطيع الإبل أوامر أصحابها، وتكوّن قافلة من الجمال. ركوب الإبل في الصحراء الشاسعة، وعدم وجود أصوات سوى أصوات الإبل، والتواجد في بحر من الرمال لا حدود له، يُشعر الناس بأنهم صغار للغاية.

ركوب سيارات الدفع الرباعي المخصصة للطرق الوعرة في منطقة المناظر الطبيعية، على طول الكثبان الرملية غير المنتظمة، والقيادة بحرية تامة بين القمم والوديان الرملية، يُشعر الركاب بوحشية الرمال المتطايرة على وجوههم، فلو أردت أن تشعر بالإثارة أكثر، يمكنك الجلوس في المقعد الخلفي للسيارة، حيث الهزة الأشد في الطرق الوعرة. أما الأطفال الذين لا يستطيعون ركوب سيارات الدفع الرباعي، فيمكن إحضار معدات اللعب الخاصة بهم للعب على الرمال، ويمكنهم أيضا دفن أقدامهم في الرمال حتى يشعروا بدرجة حرارة الصحراء.

المعجزة الخضراء

يعرض متحف معالجة التصحر في المنطقة السياحية إنجازات شابوتو في معالجة التصحر. على مدى نصف قرن، استخدم ثلاثة أجيال من العاملين في مجال السيطرة على الرمال عرقهم وشبابهم وحتى حياتهم من أجل خلق واحة خضراء في الصحراء.

في عام 1958، تم تشغيل خط سكة حديد باولان (باوتو- لانتشو)، الشريان الرئيسي للنقل في منطقة شمال غربي الصين، رسميا، يعبر القطار على هذا الخط صحراء تنغر ست مرات، وبطول إجمالي يصل إلى أكثر من 40 كيلومترا. خاصة، جزء شابوتو الذي يبلغ طوله 16 كيلومترا والمليء بالكثبان الرملية المتحركة، بنسبة تغطية نباتية منخفضة للغاية، وغالبا ما تتعرض القضبان لهجوم الرمال المتحركة. وفي ذلك الوقت، كانت الوقاية من أضرار الرمال على السكك الحديدية ومعالجتها مشكلة علمية وتكنولوجية عالمية. تتميز الصحارى بالحركة ومن السهل أن تشكل العواصف الرملية، وعندما تهب العواصف الرملية، قد تدفن في لحظات السكك الحديدية التي بُنيت بصعوبة في الصحراء.

لضمان سلاسة تشغيل القطارات التي تسافر عبر الرمال، في عام 1955، قاد الأكاديمي تشو كه تشن العلماء مثل لي مينغ قانغ "الزحف إلى الصحراء" وجاءوا إلى شابوتو، وبدأوا البحث العلمي والعمل الميداني الشاق، وأنشأوا أول محطة أبحاث للمعالجة الشاملة للصحراء في الصين، محطة شابوتو.

بعد تجارب الباحثين المتكررة، ربط الباحثون أعواد القمح أوالقش على سطح الكثبان الرملية المتحركة، مكونة هياكل شبكية على شكل مربعات مساحتها متر× متر، والتي يمكن أن تمنع الكثبان الرملية من التحرك بشكل فعال. إنها كحراس في بحر الرمال، بنوا جدارا من القش لحصر الرمال المتحركة. اشتهرت طريقة "مربعات القش" لتثبيت الرمال عالميا بالتدريج، وعُرفت باسم "مكعبات روبيك الصينية". على أساس تقنية "مربعات القش"، تم تشكيل نظام "خمسة أحزمة متكاملة" لمصدات الرياح وتثبيت الرمال في السكك الحديدية، والذي يشمل حزام مكافحة الحرائق وتثبيت الرمال وحزام التحريج وحزام الحواجز النباتية وحزام مكافحة الرمال وحزام تثبيت الرمال لتربية الأعشاب. "القش يمنع الرياح الشديدة"، وبذلك، لم يتوقف أو يُعرقَل خط باولان للسكك الحديدية منذ بدء تشغيله قبل أكثر من ستين عاما. ومثل النهر المتعرج، أتى خط السكة الحديدية بخضرة الحياة إلى الصحراء. كما تم تقييم شابوتو على أنها "محمية طبيعية إيكولوجية صحراوية وطنية".

تقع شابوتو على ضفة النهر الأصفر، تتميز بالمناظر الطبيعية الجميلة، وتجمع بين الصحراء الشاسعة وأمواج النهر الأصفر الهادرة والجبال الشاهقة والواحات الخضراء.

نصائح للسفر:

المواصلات: توجد سيارة مباشرة بعد الخروج من محطة تشونغوي الجنوبية، لنقل السياح إلى شابوتو، كما أن المواصلات على الطرق السريعة سهلة أيضا ومناسبة للقيادة الذاتية.

الإقامة: يوجد فندق شامو شينغشينغ (نجوم الصحراء) على بُعد ثمانية كيلومترات في منطقة المناظر الطبيعية بصحراء تنغر، ولا يوجد تلوث ضوئي حوله، فهو مناسب جدا لمشاهدة النجوم، حتى أنه يُعرف كأفضل مكان لمشاهدة النجوم. ولكن، نظرا للإقبال الكبير عليه، ينصح بحجز الغرف قبل موعد السفر بشهر على الأقل.

التذاكر: سعر تذاكر دخول منطقة شابوتو السياحية 100 يوان لكل شخص في موسم الذروة؛ و65 يوانا للفرد في غير موسم الذروة (من 1 ديسمبر وحتى 31 مارس من العام التالي). ولكن، لا تزال هناك حاجة إلى شراء تذاكر الأنشطة الرياضية على حدة، ويمكن شراء التذاكر الشاملة ذات الأسعار الأنسب، والتي تشمل ركوب الطوف المصنوع من جلد الماعز والقوارب السريعة في النهر الأصفر والتزلج على الرمال بعدد مرات غير محدودة والحافلات الصحراوية وركوب الإبل، إلخ. يمكن شراء التذاكر من الموقع أو حجزها عبر الإنترنت.

 

الملابس: هناك فرق كبير في درجات الحرارة بين النهار والليل في المنطقة الصحراوية، من الأفضل إحضار معطف خفيف وبنطال طويل، حتى ولو في الصيف، وأخذ كريم الوقاية من الشمس والنظارات الشمسية، قد تتسرب الرمال إلى داخل حذائك أثناء المشي على الرمال، لذا يوصى بشراء زوج من الجوارب المضادة للرمال.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4