سياحة < الرئيسية

قاناس.. أرض السحر والجمال

: مشاركة
2022-12-15 17:04:00 الصين اليوم:Source :Author

"قاناس" كلمة منغولية تعني "البحيرة في الوادي"، ومن معانيها أيضا "المكان الجميل الساحر". وعندما تُذكر قاناس فإن ما يتبادر إلى الذهن منطقة سياحية تشتمل على ثلاث مناطق للمناظر الطبيعية، وهي قاناس وخمو وبايهابا. تقع قاناس في شمالي محافظة بورجين على مسافة 150 كيلومترا من حاضرة المحافظة، في وسط جبال آلتاي بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، في المنطقة الحدودية بين الصين وكازاخستان وروسيا وجمهورية منغوليا. تبلغ مساحة قاناس 10030 كيلومترا مربعا، وتُعتبر أكبر منطقة للمناظر الطبيعية بدرجة 5A على المستوى الوطني في الصين، وهي تراث وطني طبيعي، ومنطقة تجريبية للسياحة المنخفضة الكربون على المستوى الوطني، وبها حديقة بحيرة قاناس الجيولوجية الوطنية، وحديقة بايهابا الوطنية للغابات.

منطقة قاناس ذات المناظر الطبيعية الخلابة

أشهر المناظر بمنطقة قاناس ذات المناظر الطبيعية الخلابة، هي منطقة الخلجان الثلاثة؛ خليج شنشيان (الخالدين) وخليج يويليانغ (القمر) وخليج وولونغ (التنين المستلقي)، وبحيرة قاناس ومقصورة قوانيوي (مشاهدة الأسماك) وغيرها.

زائر منطقة قاناس للمناظر الطبيعية لا بد أن يزور بحيرة قاناس، فهي عجيبة طبيعية يرجع تاريخها إلى ما يقرب من مائتي ألف عام، وهي أعمق بحيرة في الجبال العالية في الصين. تتخذ البحيرة شكل الهلال، وتبلغ مساحتها نحو 45 كيلومترا مربعا، ويصل ارتفاعها عن مستوى سطح البحر إلى 1374 مترا، ويمتد أعرض جزء بها إلى حوالي 2600 متر، ويبلغ عمق مياهها عند أقصى نقطة بها إلى 188 مترا، بمتوسط عمق 90 مترا. ومن عجائب هذه البحيرة أن لونها يتغير حسب الطقس والمواسم، فهي أحيانا زرقاء وأحيانا خضراء زمردية وأحيانا خضراء داكنة وأحيانا أخرى رمادية، وفي الأيام المشمسة تعكس لون السماء فتظهر باللون الأزرق الداكن، وفي الأيام الغائمة تعكس غابات التايغا (الغابات الثلجية) المحيطة بها فتظهر باللون الأخضر الداكن، وفي شهري أغسطس وسبتمبر، تذوب مياه المجرى الأعلى وهو بحيرة بايهو، فيتحول لونها إلى اللون "الأزرق السماوي" الممزوج باللون الأبيض.

يمكن للزوار ركوب القوارب في بحيرة قاناس والطفو على مياه البحيرة الزرقاء، للاستمتاع بالمناظر الخلابة للبحيرة عن قرب ومناظر الوادي العميق الهادئ على مسافة صفر، ويمكنهم المشي على طول الدرب الخشبي بجانب البحيرة، فالأشجار والغابات على جانبي الدرب الخشبي كثيفة شاهقة الارتفاع، وتعد بار أكسجين طبيعيا ضخما. وبعد مشاهدة البحيرة عن قرب، يمكن الصعود إلى مقصورة قوانيوي للحصول على مشهد بانورامي كامل لبحيرة قاناس. للوصول إلى مقصورة قوانيوي عليك أن تركب الحافلة إلى منتصف الجبل ثم تسلق 1068 درجة سلم حتى تصل إلى المقصورة. بُنيت مقصورة قوانيوي على قمة الجبل على ارتفاع 2030 مترا عن مستوى سطح البحر، بانخفاض عمودي يصل لأكثر من ستمائة متر من سطح البحيرة.

بعد ذلك، يمكن للزوار ركوب الحافلة لزيارة الخلجان الثلاثة؛ خليج وولونغ وخليج يويليانغ وخليج شنشيان الواحد تلو الآخر، حيث تتوقف الحافلات في كل منطقة للمناظر الطبيعية لينزل الزوار ويلتقطوا الصور. النشاط الأكثر متعة في خليج شنشيان هو مشاهدة الضباب الصباحي، مَنْ يستيقظ مبكرا يمكنه دخول منطقة المناظر الطبيعية في الصباح الباكر فيتمتع بأجواء الضباب الصباحي. تضاريس الوادي منبسطة، وهناك مستنقعات ومروج كبيرة على ضفة النهر، بالإضافة إلى السحب والضباب الدائمين، تعكس الجبال والمياه والأشجار بعضها البعض، لذلك سُمي بخليج شنشيان. بعد الاستمتاع بمناظر خليج شنشيان، يمكن ركوب الحافلة مرة أخرى للوصول إلى خليج يويليانغ.

تقع نقطة النزول في خليج يويليانغ بمنتصف الجبل. يمكن الوقوف على منصة مشاهدة المناظر الطبيعية والنظر لأسفل لمشاهدة منحنيات خليج يويليانغ، الذي يكون على شكل شريط حريري من اللون الأزرق والأخضر موضوع بعناية، يتدفق بهدوء في الوادي الضيق. وهنا يمكن أيضا التقاط صور بانورامية لمشهد خليج يويليانغ الكامل، ثم المشي على طول الدرب الخشبي للنزول من الجبل، حتى تصل إلى ضفة البحيرة وتستمتع بالمناظر الطبيعية عن قرب. بخلاف المناظر الطبيعية من مسافة بعيدة، يمكن رؤية الصخور وأغصان الأشجار الميتة والنباتات الموجودة في قاع البحيرة، فتتكاثف تغيرات لون مياه البحيرة، ويصبح منظر البحيرة أكثر حيوية أيضا.

بعد ذلك، يمكن المشي مباشرة إلى خليج وولونغ من الدرب الخشبي القريب من البحيرة. يُعتبر هذا الجزء من الدرب الخشبي مكانا جيدا للسير. برغم من أن المسافة الإجمالية أقل من ثلاثة كيلومترات، فإن المشهد ساحر وجميل، حيث يكون نهر قاناس على يمين الزوار، ويمتد الدرب الخشبي على طول بحيرة قاناس، يستمتع الزوار بالجو اللطيف أثناء سيرهم وسط الغابات بجانب البحيرة، والاستماع إلى صوت تدفق مياه النهر وتغريد الطيور على طول الطريق، فيندمجون تماما مع الطبيعة. لا ينبغي أن يفوت أصحاب القدرات الجسدية الجيدة فرصة تجربة السير على هذا الطريق. يمكن للزوار ذوي الأرجل والسيقان القوية الوصول إلى خليج وولونغ خلال حوالي خمسين دقيقة. هناك شريط رملي خصب في وسط النهر، يشبه إلى حد كبير ديناصورا قديما مستلقيا في الماء، ومن هنا جاء اسم خليج وولونغ (التنين المستلقي).

قرية خمو

خمو قرية جميلة تقع في منطقة قاناس ذات المناظر الطبيعية الخلابة، وهي جنة تُشعر زائريها بالراحة والسلام النفسي. تستغرق المسافة من قاناس إلى خمو ساعة واحدة فقط بالسيارة، حيث تبعد عنها حوالي خمسة وثلاثين كيلومترا.

خمو هي واحدة من قرى أبناء تووا الثلاث المتبقية، وهي الأبعد والأكبر من بينها. ينتمي أبناء تووا إلى قومية منغوليا، وهناك مَنْ يلقبهم بـ"القبيلة البدائية الهائمة في أعماق شينجيانغ"، بينما يلقبهم البعض الآخر بـ"القومية المنسية". نظرا لأن أبناء تووا لديهم لغة منطوقة فقط وليس لديهم لغة مكتوبة، فتتناقل المعلومات المتعلقة بتاريخهم وأسلافهم شفاهيا من جيل لجيل، الأمر الذي يجعل الغموض يكتنف "أبناء تووا". يتوزع أبناء تووا في روسيا وجمهورية منغوليا والصين، وأبناء تووا في منطقة قاناس يتواجدون بشكل رئيسي في قرية قاناس وقرية خمو وقرية بايهابا، وقد عاشوا هنا في هدوء وصمت لمئات السنين.

تقع قرية خمو على الأراضي الشاسعة المحيطة بالجبال، حيث تنتشر البيوت الخشبية والمدببة الأسطح وأسوار الماشية بشكل عشوائي في كل ركن من أركان القرية. ويتدفق نهر صغير بجانب القرية وسط الأشجار الخضراء. يشكل بخار المياه شريطا حريريا أبيض متعرجا فوق الأشجار، يطفو بين القرية والجبال. يشكل النهر الصغير والبيوت الخشبية والأدخنة المتصاعدة من المطابخ وغابات البتولا البيضاء والرعاة فوق جسر قاناس صورة متناغمة. تم ترميم البيوت هنا بهياكل خشبية لها نكهة بدائية للغاية. يمكن للزوار مراقبة وتجربة نمط القرى القديمة هنا.

السماء ضبابية كل صباح تقريبا في قرية خمو، لذا أصبح الضباب الرمز الأكثر تميزا لخصائص قرية خمو، لكن كثافة الضباب الصباحي تختلف باختلاف الطقس. يمكن الذهاب إلى قرية خمو في جميع المواسم، فهي تقدم مشاهد متنوعة في كل موسم، ولكل منها سحره الخاص. على سبيل المثال، في فصلي الربيع والصيف، تكسو النباتات الخضراء والزهور المتفتحة أراضيها؛ وفي فصل الخريف، يتحول لون الأشجار إلى الأصفر، فتصير عالما ذهبيا من حكايات الأطفال؛ أما في فصل الشتاء، فتتغطى بالثلوج لتصبح نموذجا للمناظر الرائعة في ربوع شمالي الصين.

قرية بايهابا

تتكون منطقة بايهابا ذات المناظر الطبيعية الخلابة بشكل أساسي من قرية بايهابا والوادي الكبير على الحدود المشتركة بين الصين وكازاخستان. تقع قرية بايهابا على الحدود بين الصين وكازاخستان، على بُعد 5ر1 كيلومتر فقط من كازاخستان، وتتصل بطريق سريع للدفاع الوطني. مثل قرية خمو، تُعتبر بايهابا قرية لأبناء تووا أيضا، أما ما يختلف عن قرية خمو، التي تتميز بالبساطة والهدوء، فإن قرية بايهابا تشبه إلى حد كبير عالما من حكايات الأطفال في بيئة طبيعية بدائية، وتُعرف بأنها واحدة من أجمل ثماني بلدات في الصين.

توجد بيوت خشبية صغيرة على الأرض المعشوشبة داخل الغابات الجبلية، وهنا يمكن أيضا رؤية قطعان الماعز في الطريق إلى القرية. يوجد موقعان يطلان من أعلى على قرية بايهابا، وهما القرية الجديدة والجبل الخلفي للقرية القديمة. يمكن ركوب الخيل واجتياز غابات البتولا البيضاء للوصول إلى قمة الجبل، حيث يمكنك رؤية كازاخستان. ويربض الوادي الكبير الواقع على حدود الصين مع كازاخستان على بُعد ثمانية كيلومترات فقط عن القرية. في الشتاء، تتحول بايهابا إلى عالم الأحلام، حيث يدخل الشتاء بايهابا في منتصف شهر أكتوبر، ويتحول لون القرية بأكملها إلى اللون الفضي بعد هطول الثلج. بالنظر إلى البيوت المغطاة بالثلج من مكان مرتفع، تجدها مبعثرة بشكل غير منظم لكنه ساحر في الوقت نفسه، كما لو كنت تمشي في عالم أبيض ثلجي كما في حكايات الأطفال، في مشهد رومانسي للغاية. يمكن أيضا رؤية القرويين يقومون بدوريات تفقدية وهم على ظهور الخيول، وكأنك قد عدت إلى حياة بدائية تختلف تماما عن الحياة العصرية.

 

في قاناس جبال مغطاة بالثلوج وأنهار جليدية وغابات ومروج معشبة تغطيها الزهور الوافرة، إنها جميلة وغنية وغامضة. بالطبع، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية، هناك أيضا مناظر ثقافية إنسانية ثرية، حيث توجد اليوم أنزال خشبية في قرية بايهابا وقرية خمو، يمكن للزوار حجزها والإقامة فيها لتجربة المناظر الطبيعية والحياة المحلية بشكل عميق.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4