تقع منطقة جبل سيميان للمناظر الطبيعية لجبال دالو على هضبة يونقوي (يوننان- قويتشو) في جنوبي حي جيانغجين بمدينة تشونغتشينغ، على بعد 128 كيلومترا من المنطقة الحضرية بتشونغتشينغ. وتُعد هذه المنطقة حديقة غابات وطنية ومنطقة سياحية بدرجة 5A على المستوى الوطني. وتبلغ مساحتها 213 كيلومترا مربعا، وتتكون من ثمانية مواقع رئيسية للمناظر الطبيعية، بما في ذلك مقصورة وانغشيانغ ومعبد شويكو، و130 منطقة صغيرة للمناظر الطبيعية، وتبلغ نسبة تغطية الغابات بها 14ر95%، وهي حزام الغابات شبه الاستوائي الدائم الخضرة والكبير الأوراق الوحيد المتبقي والأكبر والمحفوظ بشكل أكثر اكتمالا على نفس خط العرض في العالم. ويبلغ ارتفاع أعلى قمة بها، وهي ووقونغبا، 4ر1709 أمتار فوق سطح البحر، ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 7ر13 درجة مئوية، وفي الصيف تتراوح درجة الحرارة بين 22 إلى 25 درجة مئوية من يوليو إلى سبتمبر، وهي مكان مناسب للغاية لقضاء العطلات الصيفية والترفيه.
في هذه المنطقة أكثر من ستة آلاف نوع من الحيوانات والنباتات، بما في ذلك السرخس الصيني، وهو من نفس جيل الديناصورات، و"الأحفورة الحية" الكياثون الشوكي، وغيرهما من النباتات المحمية من الدرجة الأولى على المستوى الوطني. وهناك عشرات أنواع من النباتات النادرة المحمية على المستوى الوطني مثل الجنكة ومينوبتريس هنري وتاكسوس تشينينسيس، بالإضافة إلى 23 نوعا من الحيوانات النادرة تحت الحماية الوطنية بما في ذلك الفهد الملطخ وقرود المكاك والزباد الهندي الكبير والصغير.
يحمل جبل سيميان لقب "موطن الألف شلال"، بسبب وجود أكثر من ألف شلال به، مثل شلال مقصورة وانغشيانغ وشلال معبد شويكو. يبلغ ارتفاع شلال مقصورة وانغشيانغ، 152 مترا وعرضه 38 مترا، أي أكثر من ضعف ارتفاع شلال هوانغقوشو في مقاطعة قويتشو، ويطلق عليه اسم "أعلى شلال في الصين".
مقصورة وانغشيانغ
تُعد منطقة مقصورة وانغشيانغ للمناظر الطبيعية منطقة سياحية جوهرية في جبل سيميان، ويُعد شلال مقصورة وانغشيانغ الموقع الممثل لمنطقة المناظر الطبيعية، وهو الشلال الأكثر روعة بين الأكثر من الألف شلال في جبل سيميان. بالسير على الدرب الخشبي المخصص للزوار، يصل الزوار أولا إلى "العين الأوسع في العالم"، وهذا الكهف عبارة عن مغارة طبيعية تشكلت بسبب عوامل التجوية والتآكل في سفح الجبل، وينتمي إلى تضاريس دانشيا الفريدة وقد سُمي بهذا الاسم بسبب شكله الذي يبدو وكأنه عين. كهف "العين الأوسع في العالم" دافئ في الشتاء وبارد في الصيف، مما يجعله مكانا جيدا للاصطياف ومشاهدة الشلالات، وبعد هطول المطر، تظهر عدة شلالات صغيرة، وتتجاوب من بعيد، ويظهر كل منها سحره.
يُعد المكان الواقع في وسط "العين الأوسع في العالم" مكانا جيدا لمشاهدة الشلالات. يمكن رؤية "القلب الأكبر في العالم" من "العين الأوسع في العالم". يشبه المخطط العام المكشوف لجدران دانشيا الحجرية المحيطة بشلال مقصورة وانغشيانغ بين الغابات الكثيفة شكل القلب، ويتدفق شلال مقصورة وانغشيانغ عبر مركز هذا المشهد الطبيعي على شكل القلب، مثل سهم كيوبيد، ومن هنا شُكل أكبر منظر طبيعي للشلالات في العالم على شكل "القلب" لتضاريس دانشيا، وأُطلق عليه اسم "القلب الأكبر في العالم".
بالنزول من "العين الأوسع في العالم"، والاقتراب من الشلال تصل إلى أول منصة، حيث يمكن في الغالب رؤية قوس قزح معلقا أمام الشلال. على الجانب الأيمن من المنصة جسر خشبي، بعد اجتياز هذا الجسر الخشبي والسير على طول الدرب الخشبي المتعرج، يمكنك الوصول إلى أسفل الشلال للاستمتاع بالمنظر هناك. المكان هنا ممتلئ ببخار الماء، وصوت الماء الهادر لا نهاية له، والشلال يتدفق نحو الأسفل، في مشهد مذهل للغاية.
حاليا، افتتحت منطقة مقصورة وانغشيانغ للمناظر الطبيعية خطا جديدا خاصا للجولات الليلية يتضمن أحد عشر عرضا ضوئيا مثل عرض الليزر الواسع النطاق ومساحة العرض الرقمية وغابة الضوء السحرية، مما يخلق عالما يعج بالأضواء الفلورية. وفي الليل، توفر مقصورة وانغشيانغ أجواء حالمة وغامضة وسط الأضواء الملونة، فترى مناظر مختلفة وتجارب مختلفة في نفس المكان.
معبد شويكو
مقارنة مع شلال مقصورة وانغشيانغ، يُعتبر شلال معبد شويكو فريدا من حيث طوله وعظمته ودلالته الثقافية. يتدفق الشلال الذي يبلغ ارتفاعه 18ر94 مترا إلى الأسفل، ويمكن رؤية شلال معبد شويكو من عدة زوايا مختلفة. الطريق الأول هو السير عبر الشقوق الموجودة في الصخور حتى الوصول إلى ستارة المياه، لرؤية الجانب الخلفي للقسم الأوسط من شلال معبد شويكو. بالنظر إلى هذا الشلال الذي يتراوح عرضه بين تسعة وسبعة عشر مترا، يمكنك رؤية ستارة المياه الرقيقة التي يبلغ عرضها أكثر من ثلاثين مترا والتي تناثرت بعد سقوط المياه وسط الصخور، ومن خلال ستارة المطر الكريستالية الساطعة، يمكنك رؤية السماء من ورائها.
أما الطريق الثاني لمشاهدة شلال معبد شويكو فهو الذهاب إلى الوادي والنظر لأعلى باتجاه الشلال. يمكن للزوار السير على الدرجات الحجرية البالغ عددها 818 درجة على طول الدرب الخشبي، حتى الوصول إلى الساحة والنظر لأعلى، وسيجدون أنه لم يبق سوى جزء صغير من السماء، ويبدو الشلال المتساقط من السماء وكأنه عمود مائي منتصب مغروس في الصخر. الصوت الصاخب والضباب الذي يكسو جميع أنحاء السماء يأخذان الزوار إلى عالم آخر. يقع شلال معبد شويكو وسط واد دائري الشكل وأدنى نقطة في هذه الدائرة هي مخرج المياه، وأثناء هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة، يتم تصريف المياه في الوادي من هذا المخرج، لذلك يطلق عليه السكان المحليون معبد شويكو (مخرج المياه).
اللوحة الجدارية والسلم الحجري والجسر الخشبي
بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الجميلة، يتمتع جبل سيميان بالمناظر الثقافية الغنية. فهناك لوحة جدارية منقوشة يعود تاريخها إلى أربعة أو خمسة آلاف عام، وتقع على بعد ألفي متر من قرية هونغدونغ بحي جيانغجين شرقا، وتقع في الشمال وتواجه الجنوب، وفي جنوبها الشرقي طريق عام، ويمر بها نهر صغير، وفي غربها حقول وفي شمالها غابات.
تتوزع اللوحة المنقوشة على الجدار الحجري الذي يبلغ طوله 163 مترا وارتفاعه ثمانية أمتار. وتبلغ مساحتها حوالي 160 مترا مربعا، وعليها أكثر من عشرة أنواع من الحيوانات مرئية بوضوح، بما في ذلك الأبقار والدببة والأسماك والماعز وغيرها، وتتكون الأشكال من خلال ربط النقاط وتأتي بأحجام مختلفة، يبلغ طول أكبر رأس بقرة ثلاثة أمتار وارتفاعه مترين. الحيوانات المنقوشة على الجدار بعضها كاملة، والبعض الآخر منقوش أجزاء منها فقط، وهناك أكثر من أربعين صورة لحيوانات يمكن التعرف عليها بسهولة. الخطوط والصور حية ومعبرة، وهيكل الصور بأكمله يبرز جمال الطبيعة البسيط. هناك العديد من نقوش الذكرى التي حفرتها الأجيال التالية، وأقدمها يعود إلى العام الحادي عشر لعهد الإمبراطور تشونغ تشن في فترة أسرة مينغ (1368- 1644م).
وفقا للبحث الوثائقي، خاطر الناس البدائيون في أواخر العصر الحجري الحديث بحياتهم لإنجاز هذه اللوحة المنقوشة العملاقة على المنحدر الحجري باستخدام الأدوات الحجرية والعظمية البسيطة. أمام هذا العمل الفني، يشعر الزوار بالسحر المذهل لثقافة التنوير الإنسانية.
في بانبوتو ببلدة تشونغشان القديمة في منطقة المناظر الطبيعية، هناك سلم حجري مكون من أكثر من ستة آلاف درجة، اشتهر بقصة حب ليو قوه جيانغ وشيوي تشاو تشينغ. آنذاك، وقع ليو قوه جيانغ في حب شيوي تشاو تشينغ، الأرملة التي تكبره بعشرة أعوام، ومن أجل تجنب القيل والقال، هربا معا إلى بطن الجبال وأعماق الغابات الأزلية. ومن أجل الانتقال الآمن لشيوي تشاو تشينغ، أمضى ليو قوه جيانغ حياته كاملة مشغولا ببناء السلم الحجري على المنحدر المؤدي إلى العالم الخارجي، وحتى وفاته، وصل السلم إلى أكثر من ستة آلاف درجة وعُرف باسم "سلم الحب السماوي". وتم إنتاج مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية وغيرها على أساس هذه القصة المؤثرة.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد "جسر الجيش الأحمر" ذو المغزى التاريخي داخل منطقة داهونغهاي للمناظر الطبيعية في جبل سيميان. بعد هزيمة الجيش الأحمر في معركة توتشنغ في يناير عام 1935، ذهب الجنود الجرحى إلى جبل سيميان على بعد خمسة عشر كيلومترا من توتشنغ، لمداواة جروحهم والتعافي، وفي ذلك الوقت، خاطر فلاح وابنه من عائلة تانغ في قرية هونغهاي بحياتهما لإنقاذ سبعة جنود جرحى من الجيش الأحمر. وقبل أن يغادر جنود الجيش الأحمر جبل سيميان بعد تعافيهم، ومن أجل شكرهما على إنقاذ حياتهم، قاموا ببناء جسر خشبي فوق الجدول الذي يتدفق عبر الطريق المؤدي إلى خارج الجبل من قرية هونغهاي، لضمان سلامة أبناء القرية عند عبورهم الجدول، وبعد حرب التحرير الصينية من عام 1946 إلى عام 1950، تمت تسمية ذلك الجسر باسم "جسر الجيش الأحمر".
منحت الطبيعة المذهلة جبل سيميان سحرا وجمالا، فالشلالات والجبال ذات تضاريس دانشيا والأشجار الخضراء والمياه الصافية كلها طبيعية، كما أنها تشهد على عمل وحياة وثقافة السكان هنا.