تقع منطقة قرية تيانتانغ للمناظر الطبيعية في محافظة جينتشاي بمقاطعة آنهوي. جبال دابيه في هذه المنطقة هي الخط الفاصل بين الجنوب والشمال للنظام المائي الصيني. تتدفق المياه في شمالي الجبل نحو الشمال إلى نهر هوايخه، وتتدفق المياه في جنوبي الجبل نحو الجنوب إلى نهر اليانغتسي. ومن أعلى قمة في قرية تيانتانغ، يمكن رؤية السهول الوسطى في الشمال ومقاطعة هوبي في الجنوب، بينما تمتد الجبال الشاهقة إلى ما لا نهاية.

تبلغ مساحة قرية تيانتانغ للمناظر الطبيعية 120 كيلومترا مربعا، وهي الآن منطقة جذب سياحي بدرجة 5A ومحمية طبيعية وحديقة غابات على المستوى الوطني. هذه المنطقة التي تحتضن 25 قمة يزيد ارتفاعها عن ألف متر فوق سطح البحر وتبلغ نسبة الغطاء النباتي بها 5ر96%، تُعد بار أكسجين طبيعيا، كما أن بها آخر غابة بدائية في شرقي الصين. تتميز المنطقة أيضا ببرك المياه والشلالات، والعديد من أشجار الصنوبر والصخور العجيبة، مما يشكل مشهدا مهيبا ورائعا. قديما، كانت تحمل لقب "الممر الأول في جنوب شرقي منطقة نهر اليانغتسي".

في هذه المنطقة عدد لا يُحصى من الشلالات الكبيرة والصغيرة الحجم، والعديد من الوديان العميقة والبرك الزمردية العميقة، فضلا عن الجبال والقمم الشديدة الانحدار. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المنطقة بتاريخ عريق، وبها آثار أقدام الحضارة البشرية.

منطقة الشلالات

تُعتبر منطقة الشلالات بؤرة المناظر الطبيعية في قرية تيانتانغ، وأقدم منطقة رئيسية تم تطويرها. تبلغ مساحتها الإجمالية 32 كيلومترا مربعا. تحافظ الغابة الكثيفة هنا على موارد مائية وفيرة، وتضم المنطقة خمسة شلالات لا تجف أبدا، وهي شلال جيوينغ وشلال تشينغرن (العُشّاق) وشلال شييوي وشلال شونيوي وشلال ينقونغ، بالإضافة إلى القمم الغرانيتية.

أثناء السير على الدرب الخشبي بمنتصف الجبل، يتحول الطريق الجبلي فجأة، ويمكن سماع صوت شلال قبل ظهوره أمام العيون. هذا هدير شلال جيوينغ، الشلال الأول في منطقة الشلالات. شلال جيوينغ هو شلال معلق عاليا وتتدفق مياهه طوال العام، ويبلغ فرق انحداره 71 مترا وعرض ستارته المائية 8 أمتار، وتحت الشلال بركة عميقة بمساحة 30 مترا مربعا، ولا يجف الشلال أبدا طوال فصول السنة الأربعة، ولا سيما في موسم الأمطار، تتدفق المياه من السماء، ويتصاعد الضباب في البركة، ويتعالى هدير مياه الشلال، ويبدو منظره من بعيد وكأن آلاف الجنود والخيول تعدو باتجاه البركة.

في مكان ليس ببعيد، يقع شلال تشينغرن الذي يبلغ عرضه حوالي 15 مترا وارتفاعه 44 مترا، وهو الشلال الأقل في فرق الانحدار من بين الشلالات الخمسة الرئيسية. مياهه الهادئة تحتضن بعضها البعض، وتتدفق إلى الأسفل بسلاسة. الشلال واسع وهادئ، مثل عشاق يتجاذبون أطراف الحديث همسا. يمكن للزوار أخذ استراحة قصيرة هنا، لأن الشلال التالي يبعد عنه بمسافة تستغرق ساعة واحدة سيرا على الأقدام.

الشلال الثالث في مجموعة الشلالات هو شلال شييوي (اليشم المتدفق لأسفل)، يبلغ ارتفاعه العمودي 62 مترا وعرض ستارته المائية 12 مترا، والجرف وراء ستارة الشلال لونه أرجواني وهو مائل قليلا وسطحه غير متساو، وتبدو مياهه وهي تتدفق نحو الأسفل كأنها حبات من اليشم، كما لو أنها ستارة حريرية رقيقة تتدلى بسلاسة على اللوحة الحجرية في الأسفل. بالوقوف هنا والإطلال على الجبال المتراكبة المغطاة بالأشجار الخضراء والنظر لأعلى يتجلى منظر الستارة المائية الجميلة الذي ينتشي الزوار بجماله.

مع مواصلة السير على الدرجات الحجرية، وصعود الدرجات الحجرية اليمنى، يصل الزوار إلى بركة ياوتشي، وهي عبارة عن كهف بيضاوي الشكل، ويبلغ عمقها حوالي متر، وقد تشكّلت نتيجة لتآكل الصخور مع مرور الوقت من خلال تدفق المياه المليئة بالحصى بين شقوق الصخور.

الشلال الرابع في منطقة مجموعة الشلالات هو شلال شونيوي، الذي يبلغ ارتفاعه 57 مترا ويتراوح عرضه بين 10 أمتار و16 مترا. تتدفق المياه الصافية والزمردية الشفافة على سطح الصخور وتصب في البركة. يتميز شكل الشلال بثلاثة منحنيات عريضة ومنحنيين ضيقين، فيبدو مثل فتاة ترتدي رداء طويلا وترقص في أعماق الغابة. وبالاتجاه نحو الأمام يصل الزوار إلى شلال ينقونغ، الذي يبلغ فرق انحدار مياهه 68 مترا ويتراوح عرضه بين 11 و15 مترا، وتصب مياهه في بركة عميقة تبلغ مساحتها حوالي مائة متر مربع، ويشبه الشلال قوسا فضيا به سهام على وشك الانطلاق. تتدفق المياه على طول المنحدر الغرانيتي ذي اللون الأبيض الفضي، لتدخل في النهاية في البركة العميقة. هنا، تنتهي رحلة الشلالات الخمسة الرئيسية، ويمكن للزوار اختيار العودة إلى المنطقة القريبة من شلال شييوي وركوب التلفريك لصعود الجبل إلى قمة تيانتانغ، القمة الرئيسية في قرية تيانتانغ.

تُعد قمة تيانتانغ أيضا ثاني أعلى قمة في جبال دابيه، ويبلغ ارتفاعها حوالي 1729 مترا. تحوم الغيوم والضباب فوق القمة الرئيسية طوال العام. هنا يمكن للزوار تسجيل وصولهم بالصور عند المواقع على الخط الفاصل بين مقاطعة آنهوي ومقاطعة هوبي والعبور بين المقاطعتين في خطوة واحدة. واليوم، هناك برج الإنذار الذي أعيد تشييده، ويتيح للزوار الشعور بمشاهد الحرب بين دويلة وو ودويلة تشو.

وادي بايما الكبير

وادي بايما (الأحصنة البيضاء) الكبير هو أحد مناطق المناظر الطبيعية في قرية تيانتانغ أيضا، وهو أحد المصادر الرئيسية لنهر هوايخه. يبلغ طول الوادي ستة آلاف متر وتم تطوير 1960 متر منه بالفعل، قاع الوادي واسع نسبيا، وعلى جانبيه جروف شامخة وشديدة الانحدار، ليكون بذلك أحد الوديان النموذجية على شكل حرف "U". الطبقات الصخرية المكشوفة في قاع الوادي يرجع تاريخها إلى حوالي 5ر2 مليار عام. المناظر الجيولوجية هنا متنوعة، وتنتشر في الوادي نباتات نادرة مثل أشجار المينوبتيريس والزنبق وأخشاب الصندل والبوليوسرسيس، والحيوانات النادرة مثل السلمندر الصيني العملاق والأيل المشعر الجبهة والدراج الأبيض العنق والطويل الذيل وغيرها. تشتهر منطقة الوادي للمناظر الطبيعية بالبرك العميقة ذات المياه الصافية والصخور الغريبة والوديان العميقة والملامح الطوبوغرافية العجيبة.

يبلغ ارتفاع قمة بايما، القمة الرئيسية في الوادي، 1480 مترا فوق سطح البحر. وفي غرب القمة جرف مرتفع يبلغ ارتفاعه ألف متر، وصخوره مكشوفة، وبُني على قمة بايما درب خشبي، يبلغ طوله الإجمالي 3366 مترا وفرق انحداره 800 متر. بالصعود على طول هذا الدرب الخشبي يمكن الوصول إلى أعلى قمة بايما. ولكن التسلق على هذا الدرب خطير ومثير للغاية، فالدرب معلق في الهواء مستندا على الجبل، ومرصوف بأكمله بألواح خشبية فريدة، ويلتفّ نحو الأعلى على شكل التنين. يتطلب الصعود على الجرف الشامخ الذي تبلغ زاويته نحو 90 درجة، بعض الشجاعة. ولكن عند الوصول إلى أعلى الدرب الخشبي، يمكن رؤية الجبال من أعلى والشعور بهيبة وعظمة جبال دابيه وحيوية قرية تيانتانغ.

الآثار التاريخية

وفقا للسجلات، بني أول معسكر وأول برج إنذار في قرية تيانتانغ في عهد دولية تشو في فترة الربيع والخريف (770- 476 ق.م). اجتاز الشاعر العظيم تشيوي يوان ذات مرة جبال دابيه، وكان قلقا على شؤون البلاد والشعب طوال الطريق، وعندما مر بقرية تيانتانغ في طريقه، كان شعور القلق يغمر قلبه، فكتب قصيدته الشهيرة ((أسئلة إلى السماء)). ومن أجل إحياء ذكرى تشيوي يوان، أطلق سكان جبال دابيه على جرف ضخم على شكل إنسان يقع في غربي منصة مشاهدة المناظر الطبيعية بقرية تيانتانغ اسم "تشيوي يوان ونتيان" (تشيوي يوان يسأل السماء)، ناقلين بذلك المشاعر الوطنية للشاعر تشيوي يوان شكليا وحيويا. ونظرا لموقع قرية تيانتانغ الخطير، اعتبرتها الأسر الإمبراطورية المختلفة موقعا إستراتيجيا مهما. وسبق أن خاض الجيش الأحمر وقوات حرب العصابات لمقاومة الغزو الياباني والجيش الرابع الجديد وجيش التحرير الشعبي الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني حروبا في قرية تيانتانغ. وتُعد منطقة قرية تاينتانغ جزءا مهما من القاعدة الثورية لمقاطعات هوبي- خنان- آنهوي.