سياحة < الرئيسية

تشنيوان القديمة.. بوابة شرقي قويتشو

: مشاركة
2024-02-06 13:51:00 الصين اليوم:Source منغ جيا شين:Author

تشنيوان بلدة قديمة مشهورة في محافظة تشنيوان بولاية تشياندونغنان الذاتية الحكم لقوميتي مياو ودونغ بمقاطعة قويتشو. تقع البلدة على ضفة نهر وويانغ وتحيط بها الجبال من جميع الاتجاهات، وتبلغ مساحتها 1ر3 كيلومترات مربعة، ويعود تاريخها إلى 2281 عاما عندما أنشئت محافظة تشنيوان، وكانت مركز المحافظة في أسرتي يوان (1271- 1368م) وتشينغ (1644- 1911م) لأكثر من سبعمائة عام. تشنيوان القديمة متعددة الثقافات، فنصف سكانها تقريبا ينتمون لأقليات قومية مثل مياو ودونغ وغيرهما.

وفر التراث التاريخي والثقافي الإنساني الغني وثقافات الأقليات القومية لبلدة تشنيوان القديمة موارد تاريخية وثقافية ثرية، وتُعد حاليا منطقة سياحية بدرجة 5A على المستوى الوطني. تمتد شوارعها وأزقتها العتيقة متعرجة وملتوية، وتتناثر في أرجائها الجسور الحجرية والأسوار، وبها أكثر من 160 وحدة تراث تاريخي رئيسية محمية على المستوى الوطني يرجع تاريخها إلى أسرتي مينغ (1368- 1644م) وتشينغ، ومنها البنايات القديمة في كهف تشينغلونغ والمساكن والأزقة القديمة.

النهر والأرصفة

يتمعج نهر وويانغ في تشنيوان على شكل حرف "S"، وتقع المنطقة الإدارية القديمة للبلدة على ضفته الشمالية، بينما تتربع المنطقة الدفاعية القديمة على ضفته الجنوبية، ويبدو النهر والمنطقتان من بعيد مثل رمز ين ويانغ (تايجيتو). بُنيت المنطقتان في فترة أسرة مينغ، ولا تزال بعض أسوارهما وبواباتهما موجودة. يمكن للزوار المشي على طول أسوار البلدة القديمة والتمتع بسحر البنايات العتيقة والآثار التاريخية.

الأرصفة حلقة وصل للنقل المائي والبري في تشنيوان، وإحدى خصائصها الرئيسية المميزة، وهي دليل على أن هذه البلدة القديمة كانت مركزا للنقل. في المنطقة الدفاعية خمسة أرصفة عسكرية، وفي المنطقة الإدارية سبعة أرصفة تجارية. تتصل هذه الأرصفة بالشوارع والأزقة والبيوت الواسعة ونقاط التفتيش العسكرية، مما يتيح لأبناء تشنيوان استخدام نهر وويانغ للوصول إلى نهر اليانغتسي.

يفضل العديد من الزوار تجربة وسائل النقل القديمة في الممرات المائية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية على ضفاف النهر على متن القوارب، يمكن للزوار الاستمتاع بالأرصفة الاثني عشر القديمة ومجرى النهر القديم وبوابات البلدة المائية والبرية والجسور والدروب القديمة أثناء الرحلات على متن القوارب، ومشاهدة المناظر الليلية للبلدة القديمة، ومعايشة التاريخ وسط الجبال والمياه، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة على طول النهر.

الأزقة العتيقة

خلال فترة أسرتي سونغ (960- 1279م) ويوان، كانت تشنيوان مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا وموقعا عسكريا مهما في شرقي مقاطعة قويتشو القديمة، وقد جلب الضباط والجنود المرابطون في البلدة الأساليب والفنون المعمارية السائدة في مواطنهم. اعتمد الناس هنا على تضاريس الجبال وشيدوا بنايات جبلية مختلفة الأشكال وبيوتا فسيحة مناسبة للظروف المحلية، علاوة على "الأبواب المائلة والدروب المنحرفة" الشهيرة وشبكة من الأزقة تشبه المتاهات.

الأزقة العتيقة هي قلب تشنيوان القديمة، وهي ضيقة وطويلة وعميقة وهيكلها متشابك معقد، ولا تزال البلدة محتفظة بسبعة أزقة عتيقة حتى يومنا هذا، جميعها مبنية على جبل شيبينغ بالقرب من النهر، تصعد وتهبط بشكل متعرج مع الجبال في طبقات واحدة تلو الأخرى. وتؤدي جميع الأزقة السبعة إلى الشارع الكبير المواجه للنهر، ويقع أغلبها مقابل الأرصفة، مما سهل إفراغ البضائع من السفن ونقلها مباشرة إلى الأزقة.

"الأبواب المائلة والدروب المنحرفة" سمة فريدة من نوعها للبيوت في أزقة تشنيوان القديمة، فأبوابها لا تحاذي الزقاق ولا تتعامد معه، ولا يكون الزقاق في مواجهة غرف البيوت مباشرة أيضا، فالأبواب مائلة في مواجهة الشوارع. يقول المحليون المسنون إن هذا يتفق مع ما يقوله المنجمون بأن هذا التصميم يجلب الثروة والسلام للسكان، حيث يصعب على المارة رؤية من بداخل البيت بنظرة خاطفة.

المساكن القديمة في تشنيوان القديمة محفوظة بشكل جيد. وعندما يسير الزوار على الطريق الحجري إلى الأعلى، تظهر أمامهم على كلا الجانبين البنايات القديمة المشيدة بالطوب والقرميد الرمادي البسيط، وتضفي النوافذ ذات الرسوم النافرة الجميلة بهاء على المشهد خارج البيوت، بينما يبرز القرميد الأخضر والحواف الحمراء الطابع الكلاسيكي لها، مما يعيد أمام أعين الزوار مشاهد الحياة في أسرتي مينغ وتشينغ قبل أكثر من ستمائة عام.

في المنطقة السكنية، يمكن للزوار تسلق طريق البريد القديم لاستكشاف أسوار مجمع البنايات الإدارية الحكومية في تشنيوان. تم بناء سور المنطقة الإدارية خلال فترة حكم الإمبراطور تشنغ ده (1506- 1521م) لأسرة مينغ، ويقع على جبل شيبينغ في شمالي البلدة. يُعرف سور المنطقة الإدارية باسم "سور الصين العظيم في جنوب نهر اليانغتسى" ويُعرف أيضا باسم السور العظيم لأبناء قومية مياو. يبلغ طول سور المنطقة الإدارية كيلومترين، وهو مبني بالكامل من أحجار زمردية مربعة الشكل. خلال فترة أسرة مينغ، كان سور المنطقة الإدارية بمثابة حصن مهم للبلدة القديمة، ولعب دورا مهما في حماية تشنيوان، والآن أصبح وحدة تراث تاريخي رئيسية محمية على المستوى الوطني.

كهف تشينغلونغ

كهف تشينغلونغ موقع لا بد من زيارته في تشنيوان القديمة، وهو عبارة عن مجموعة من البنايات الحدائقية القائمة على الجرف الأكثر تميزا في تشنيوان القديمة، ويُعرف باسم "المعابد المعلقة الكبرى الثلاثة في الصين". يقع الكهف قبالة نهر وويانغ ويتكئ من الخلف على الجرف، وتبلغ مساحته 21000 متر مربع. تتعايش في هذا الكهف العقائد البوذية والكونفوشية والطاوية معا، ويُعد من أكبر مجموعات البنايات في مقاطعة قويتشو، وهو وحدة تراث تاريخي رئيسية محمية على المستوى الوطني.

معبد تشونغيوان البوذي هو مقر البوذية في كهف تشينغلونغ. بنيت القاعة الرئيسية في الطابق الأول في العام التاسع من فترة حكم الإمبراطور جيا جينغ في أسرة مينغ، وفي القاعة تمثال لساكياموني مصنوع من اليشم بطول أكثر من مترين، ويبلغ وزنه أكثر من طنين. أمام القاعة الرئيسية شجرة سنط العنبر عمرها أكثر من مائتي عام، ويعلق الزوار الشرائط الحمراء عليها راجين أن تتحقق أمانيهم.

كهف تشينغلونغ هو أكبر كهف حجري في منطقة كهف تشينغلونغ للمناظر الطبيعية. قبل ستمائة عام، كان تشانغ سان فنغ، وهو شخصية طاوية أسطورية، يتعبد في كهف تشينغلونغ، واتخذه مسكنا له. أما جوسق يويهوانغ فكان المكان الذي تعبد فيه تشانغ سان فنغ، وهو أعلى نقطة في كهف تشينغلونغ، ويمكن من خلاله الإطلال على المنطقتين الإدارية والدفاعية. جوسق يويهوانغ عبارة عن كهف متصل ببناية، وبناية متصلة بكهف، مما يشكل مشهدا رائعا متمثلا في "كهف في بناية وبناية في كهف".

معهد تسييانغ القديم للعلوم موقع كونفوشي، ويتكون من جوسق سانجياو (المثلث) ومعبد كاوتسي (الامتحان) ومعبد لاوجيون وقاعة شنغرن (الحكيم). تحتضن قاعة شنغرن تمثالا لكونفوشيوس، مؤسس الكونفوشية. كلمة "شيتشيوي" المكتوبة على لوحة جوسق سانجياو يقصد بها التعايش المتناغم بين الكونفوشية والبوذية والطاوية في كهف تشينغلونغ. ويُعتبر معبد كاوتسي وقاعة لاوجيون أماكن للدراسة والامتحانات.

كان قصر وانشو بمثابة "نادي أبناء مقاطعة جيانغشي" في فترة أسرتي مينغ وتشينغ، حيث كان أبناء مقاطعة جيانغشي الذين يمارسون التجارة في تشنيوان يستقبلون الضيوف ويلتقون بالأصدقاء ويناقشون الأمور التجارية معا. مسرح قصر وانشو هو أحد المسارح القديمة المحفوظة بشكل جيد في مقاطعة قويتشو، والمنحوتات الخشبية على المسرح فريدة من نوعها، ويمكن اعتباره سمة فريدة لكهف تشينغلونغ. المنحوتات الخشبية تحت المسرح تم نحتها من قطعة خشبية كاملة، وهي عبارة عن صورة حية لأكثر من ستين شخصية من مسرحية الأوبرا القديمة ((جنرالات عائلة يانغ)).

سباق قوارب التنين

في عيد دوانوو (اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم القمري الصيني) من كل عام، يرتفع منسوب مياه نهر وويانغ الذي يمر عبر تشنيوان، ويصبح سطح النهر الواسع "مضمارا طبيعيا وعالي الجودة لسباق قوارب التنين". سباق قوارب التنين في تشنيوان له تاريخ طويل. خلال عصر الربيع والخريف (770- 476 ق.م) وعصر الممالك المتحاربة (475- 221 ق.م)، كانت تشنيوان تابعة لمملكة تشو، ومنذ العصور القديمة كان سباق قوارب التنين يقام لإحياء ذكرى الشاعر الصيني تشيوي يوان من مملكة تشو. في فترة أسرة مينغ، كانت تشنيوان تُعرف بأنها "موطن قارب التنين". وقد ورد في السجلات التاريخية الرسمية لأسرتي مينغ وتشينغ، الحدث الكبير لسباق قوارب التنين خلال عيد دوانوو من كل عام. في منتصف تسعينات القرن الماضي، تمت تسمية السباق رسميا باسم "مهرجان تشنيوان لقوارب التنين"، وفي عام 2011 أُدرج ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني.

سباق قوارب التنين في تشنيوان رياضة يمكن للجميع المشاركة فيها. كل شارع في تشنيوان له قصة مميزة عن قوارب التنين وفريق قارب التنين الخاص به، بما في ذلك التنين الأحمر والتنين الأصفر والتنين الأخضر والتنين الأبيض، وتختلف ألوان وأشكال قوارب التنين المشاركة في السباق لكل شارع وكل قرية. كما تقوم بعض الفرق بتصميم رؤوس تنين عملاقة منحوتة من الخشب خصيصا لقواربها، لعرض مهارات النحت الخشبي التقليدية المحلية.

سباق قوارب التنين من الرياضات المائية التي تعتمد على تضافر الجهود، وعادة ما يبدأ كل فريق التدريبات المعنية قبل عدة أشهر من السباق. وخلال السباق، يكون لكل قارب قارع طبول. أصوات الطبول ليست توجيهات لضبط حركات تقدم وتراجع قارب التنين بسبب التيارات المختلفة وفترات المنافسة فحسب، وإنما أيضا وسيلة لتعزيز الروح التنافسية لأعضاء الفريق. اليوم، خلال مهرجان قوارب التنين كل عام، يشارك حوالي مائة فريق وآلاف الأشخاص في سباق قوارب التنين، وتنظم مسيرات ثقافية وفنية في الشوارع يشارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص من اثنتي عشرة ناحية وبلدة، حيث يكون المشهد مزدحما وصاخبا بشكل لا يضاهى.

 

في السنوات الأخيرة، كثفت الحكومة المحلية جهودها لحماية تراث البلدة القديمة، وتم ترميم العديد من الآثار الثقافية وحمايتها بدرجات متفاوتة. مثلا، استثمرت الحكومة أكثر من عشرين مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات تقريبا حاليا) في مشروعات ترميم الآثار التاريخية والوقاية من النمل الأبيض ومكافحة الحرائق وأعمال الأمن والحماية وتدعيم طريق البريد القديم في مجموعة البنايات القديمة بكهف تشينغلونغ. بالإضافة إلى ذلك، يُحظر هدم وإعادة بناء البنايات القديمة في تشنيوان القديمة، للمحافظة على طراز البلدة القديمة إلى أقصى حد ممكن. وفي الوقت نفسه، تم إنشاء شارع خاص للأطعمة المحلية في تشنيوان القديمة، وتطوير الفنادق والأنزال، وتتوفر فيها خدمات السكك الحديدية والحافلات المكوكية. وقد جذبت هذه المرافق المريحة المزيد من الزوار إلى تشنيوان وضخت حيوية جديدة في البلدة القديمة. يمكن للزوار تذوق الأطعمة التقليدية لقومية مياو التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين على ضفتي نهر وويانغ والاستمتاع بالمناظر الليلية للنهر.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4