سياحة < الرئيسية

متحف مقاطعة شانشي

: مشاركة
2025-05-16 16:46:00 :Source منغ جيا شين:Author

في مدينة تاييوان حاضرة مقاطعة شانشي ذات التراث الثقافي العريق، تتجه الأنظار صوب متحف مقاطعة شانشي الذي يضم أكثر من خمسمائة ألف قطعة أثرية، من بينها 1650 قطعة (مجموعة) من الآثار التاريخية من الدرجة الأولى على المستوى الوطني. بين جنبات هذا البستان الثقافي التاريخي، يأخذك إناء "شياويو" في رحلة استكشافية لآثار أسرتي شيا (القرن 21- 16 ق.م) وشانغ (القرن 16- القرن 11 ق.م) في السهول الوسطى لشانشي، وتجد "مواثيق التحالف المكتشفة في مدينة هوما" و"جينهو نياوتسون" اللذين يظهران الهيمنة الإستراتيجية والمجد لمملكة جين في فترة أسرة تشو الغربية (حوالي القرن 11- 771 ق.م)، وتابوت مقبرة يوي هونغ من أسرة سوي (581- 618م) الذي شهد ازدهار التبادلات بين الصين والبلدان الأجنبية، ومجموعة من منحوتات القراميد المتنوعة والتي تصور مشاهد عروض الأوبرا خلال فترة أسرتي جين (1115- 1234م) ويوان (1271- 1368م).

أواني برونزية على شكل الطيور

يُعد "جينهو نياوتسون"، وهو إناء على شكل طائر، خاص بأول حاكم لمملكة جين في فترة أسرة تشو الغربية، أعظم كنوز متحف شانشي. خلال تسعينيات القرن الماضي، اكتشف علماء الآثار مقبرة لحكام مملكة جين في شانشي، ووجدوا فيها أضرحة حكام المملكة وزوجاتهم ومجموعة من الأواني البرونزية المنقوشة بألقاب الحكام، من بينها هذا الإناء الذي يشبه طائر فينيق ينظر إلى الخلف، وعلى ظهره طائر صغير متكئ بهدوء، مجسدا بوضوح رابطة الأم والابن. ولكن عند النظر إلى الإناء من ذيله، يدهشك أنه يتخذ شكل حيوان آخر، وهو الفيل، ويبدو خرطوم الفيل الملتف الدعامة الثالثة لإناء "جينهو نياوتسون"، مما يضمن ثباته، في حين يشكل جناحا الطائر الكبير الملتفان أذني الفيل، مما يظهر براعة وإبداعا استثنائيين.

الأكثر إثارة للدهشة هو الغطاء الموجود على ظهر الطائر الكبير، حيث يشكل الطائر الصغير المقبض لفتح هذا الغطاء. داخل كل من الغطاء وبطن الطائر الكبير، يشير نقش من تسعة رموز كتابة إلى أن هذا الإناء كان إناء قرابين مهما استخدمه حاكم مملكة جين لتكريم أسلافه. وقد أكسبه تصميمه الإبداعي ودوره المميز شهرته كأعظم الآثار قيمة في متحف مقاطعة شانشي.

ومن الكنوز الوطنية الأخرى في المتحف، إناء "شياويو" الذي يبدو على شكل البومة، وهو قطعة أثرية رائعة يرجع تاريخها إلى فترة أسرة شانغ. كان الناس في فترة أسرة شانغ مغرمين بشرب النبيذ، ولهذا أبدعوا في صناعة العديد من أواني الشرب. الشكل العام لهذه القطعة الفنية عبارة عن بومتين تقفان ظهرا لظهر مرفوعتي الرأس عاليا. غطاء الإناء مزين بنقوش على شكل الرعد، بينما يتميز جسمه بزخارف من الريش الملتف. هذا الإناء المصنوع ببراعة ليس وعاء للشرب فحسب، وإنما أيضا هو عمل فني بديع.

"مواثيق التحالف المكتشفة في مدينة هوما"

في خضم الفوضى التي سادت خلال فترة الربيع والخريف (770- 476 ق.م)، ولتعزيز الوحدة ضد الأعداء، كان الأمراء والنبلاء يعقدون أنشطة قَسَم التحالف، وأطلق على الوثائق التي سجلت هذه الأنشطة ومحتويات القسم اسم "مواثيق التسجيل" أو "مواثيق التحالف". في عام 1965، عثر على أكثر من خمسة آلاف قطعة من الألواح الحجرية واليشمية المنقوشة برموز كتابة صغيرة في مدينة هوما بجنوبي مقاطعة شانشي، والتي كانت آخر عاصمة لمملكة جين خلال فترة الربيع والخريف، وكانت "مواثيق التحالف المكتشفة في مدينة هوما" من بين القطع الأثرية التي أذهلت العالم فيما بعد.

 كتبت أغلب محتويات مواثيق التحالف على قطع من الحجر اليشمي المستطيل الشكل بواسطة فرشاة وبالحبر الأحمر، وكتبت بالرموز القديمة لمملكة جين خلال فترة الربيع والخريف وفترة الممالك المتحاربة (475- 221 ق.م). وفيما بعد تم فك رموز 656 وثيقة تحالف. تشير البحوث إلى أن معظم "مواثيق التحالف المكتشفة في مدينة هوما" كانت سجلا لأنشطة التحالف التي قادتها عائلة تشاو خلال الفترة بين عامي 497 و489 قبل الميلاد، والتي عكست توحيد قوى أربع عائلات، هي: تشاو وهان ووي وتشي، للقضاء على عائلتي فان وتشونغهانغ. وتعد "مواثيق التحالف المكتشفة في مدينة هوما" بمثابة أرشيف سياسي، واكتشافها له أهمية كبيرة لدراسة تاريخ مملكة جين ونظام "قَسَم التحالف" القديم ورموز الكتابة القديمة.

دبلوماسي قبل أكثر من 1400 عام

في عام 1999، اكتشف تابوت من الرخام الأبيض في مقبرة يوي هونغ لأسرة سوي في مدينة تاييوان. التابوت مصنوع بالكامل من الرخام الأبيض العالي الجودة، وبه نقوش نافرة بارزة دقيقة ورسومات ملونة مطلية باللون الذهبي.

يحتوي التابوت على أكثر من 50 لوحة منفردة، تصور مشاهد متنوعة من المآدب والحفلات الموسيقية والرقص والصيد والحياة المنزلية والسفر وغيرها. الشخصيات التي تظهر في الرسم لها أنوف عالية وعيون عميقة ولحى كثيفة، ويبدو أنهم ينتمون إلى العرق القوقازي المتوسطي. وتتميز الرسومات أيضا بأساليب قوية من آسيا الوسطى والإمبراطورية الفارسية. وحسب النص التذكاري المنقوش المكتشف، فإن صاحب المقبرة، يوي هونغ، كان من مواطني مملكة يوي في المناطق الغربية. عندما كان عمره تسعة عشر عاما تم إرساله كمبعوث إلى أسرة تشي الشمالية (550- 577م) وعمل كمسؤول هناك، كما أنه شغل مناصب بارزة في أسرات تشي الشمالية وتشو الشمالية (557- 581م) وسوي، وكان أجنبيا يتمتع بمكانة خاصة وحظى بتقدير كبير لدى الإمبراطور.

يعد التابوت المصنوع من الرخام الأبيض شاهدا تاريخيا بالغ الأهمية على التبادلات بين الحضارات في حقبة غابرة. كما يسلط الضوء على أن جينيانغ (تاييوان حاليا) كانت مركزا للتبادلات الاقتصادية والثقافية والفنية بين الصين وآسيا الوسطى والغربية قبل ألف وأربعمائة عام، ولعبت دورا حيويا في التفاعلات الدولية.

تقنيات تعيد الحياة إلى الآثار

اكتشفت في أنحاء متفرقة من شانشي، وهي مهد رئيسي للأوبرا الصينية، العديد من منحوتات القراميد التي يرجع تاريخها إلى فترة أسرة جين والتي تحمل طابع الأوبرا. في مقبرة دونغ مينغ بمدينة هوما، اكتشف علماء الآثار منحوتة من القرميد تصور مسرحا فخما ومجموعة من تماثيل فناني الأوبرا. صُمم المسرح بالأسلوب المعماري النموذجي الذي ساد في فترة أسرتي سونغ (960- 1279م) وجين. تظهر تعابير وجه الشخصيات والوضعيات والأزياء للتماثيل الخمسة المرسومة أن الأوبرا الصينية في ذلك الوقت قد طورت أدوارا مختلفة، واكتسبت مزيدا من الشعبية. كما يشير وجود مشاهد مسرحية معروضة في هذه المقبرة، إلى ازدهار ثقافة الأوبرا خلال تلك الفترة. خلال حفل أوبرا عيد الربيع لعام 2025، الذي بثته محطة التلفزيون المركزية الصينية، انضمت تماثيل متحركة مصممة بالتقنيات الرقمية لفناني أوبرا من أسرة جين وإناء "جينهو نياوتسون" إلى الجمهور أمام خشبة المسرح القديم في معبد الأسلاف لمملكة جين. وقد لاقى هذا العمل الإبداعي إعجابا كبيرا من مستخدمي الإنترنت.

من أجل تلبية احتياجات الجمهور لمشاهدة المعارض بشكل أفضل، وظف متحف مقاطعة شانشي التقنيات الرقمية لإنشاء معرض رقمي عبر الإنترنت بعنوان "روح مملكة جين". يتم تقديم اثني عشر معرضا ماديا في مساحة رقمية، مع دمج نماذج ثلاثية الأبعاد وصور ونصوص ومقاطع فيديو وشروح صوتية حقيقية ومعلومات أخرى عن المعروضات في المعرض، ليقدم عرضا تفاعليا عبر السحابة الإلكترونية، مما يتيح للمستخدمين الحصول على تجربة غامرة وعالية الجودة عند زيارة معرض "روح مملكة جين" الرقمي، ويمكنهم زيارة المعرض والاستمتاع بالآثار التاريخية دون مغادرة منازلهم.

فعاليات ثقافية مستوحاة من الآثار

إلى جانب عرض مجموعة متنوعة من الآثار التاريخية، يستضيف متحف مقاطعة شانشي بانتظام أنشطة ثقافية متنوعة، مما يجذب عددا كبيرا من الزوار.

اليوم العالمي للمتاحف، الذي يصادف الثامن عشر من مايو، يهدف إلى رفع مستوى الوعي العام بأهمية المحافظة على التراث الثقافي. في عام 2024، استضاف متحف مقاطعة شانشي مجموعة من الأنشطة للاحتفال بهذا اليوم. في قاعة معرض "موطن الأوبرا"، قدم متطوعون عرضا لخيال الظل مستوحى من القصص الأسطورية. وشملت الأنشطة في ذلك اليوم، بطاقات تلوين المباني القديمة، إذ قام الزوار بتلوين بطاقات تحمل أنماطا معمارية تقليدية، بما في ذلك زخارف السقف المربعة والأفاريز القرميدية والرسوم الملونة وإطارات النوافذ بأشكال مختلفة. الهدف من هذا النشاط هو إثارة اهتمام الناس بالثقافة المعمارية التقليدية في الصين.

في السادس عشر من يناير 2024، وبالتزامن مع الاحتفال برأس السنة الصينية، دعا متحف مقاطعة شانشي عشرين طالبا وافدا من جامعة تاييوان للتكنولوجيا، لمشاهدة المعارض وتجربة العادات الصينية التقليدية مثل لعبة "رمي السهام إلى الوعاء"؛ وهي لعبة قديمة لرمي السهام من مسافة بعيدة إلى وعاء، ونسخ رسوم السنة الجديدة المحفورة على الخشب، ووضع أختام صور الآثار التاريخية. من خلال المشاركة في هذه الأنشطة التفاعلية، اكتسب هؤلاء الشباب رؤى عميقة حول تاريخ الصين العريق وثقافتها النابضة بالحياة.

وخلال صيف عام 2024، وبالإضافة إلى تمديد ساعات العمل، أقام المتحف سوقا للمنتجات الثقافية الإبداعية في ساحته الشرقية، لبيع أكثر من مائة منتج ثقافي وإبداعي، ونظم ألعابا تفاعلية للزوار. في منطقة معرض "روح مملكة جين" للمنتجات الثقافية الإبداعية، انطلق الزوار، مرتدين نظارات الواقع المعزز، في رحلة استكشافية وانخرطوا في مهمة "البحث عن الكنز" للحصول على حقائب تعليمية بالواقع المعزز وطوابع تذكارية. منحت هذه الأنشطة المتنوعة كل زائر تجربة لا تنسى في المتحف.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4