مجتمع < الرئيسية

معانقة العصر الجديد بالكفاح والأعمال المسؤولة

: مشاركة
2022-05-18 15:41:00 الصين اليوم:Source تشانغ شين:Author

في التاسع عشر من إبريل عام 2021، أثناء جولته التفقدية في جامعة تشينغهوا، نصح أمين عام الجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، شباب الصين في العصر الجديد قائلا: "على الشباب أن يتحملوا الرسالة التارخية، وأن يثبتوا ثقتهم في التقدم، بخلق طموح كبير وترقية الأخلاق وتحسين الكفاءة وتحمل المسؤوليات، ليصبحوا بجد واجتهاد جيلا جيدا قادرا على حمل الرسالة العظيمة لنهضمة الأمة، ولتتفتح زهرة الشباب أثناء الكفاح المستدام من أجل الوطن والأمة والشعب والبشرية." يُعد هذا الكلام ملخصا لمسيرة كفاح الشباب الصينيين في الأجيال السابقة، ووضع الشعار المثالي للشباب الصينيين الذين يكافحون في سبيل ريادة الأعمال حاليا، ويوضح اتجاه الاجتهاد للشباب الصينين الواعدين.

قوة الشباب في معركة الوقاية من الوباء والسيطرة عليه

بعد تفشي جائحة كوفيد- 19 فجأة، هرع أكثر من 42 ألف فرد من الطواقم الطبية من أنحاء البلاد إلى مدينة ووهان ومدن أخرى في مقاطعة هوبي، للانضمام إلى جنود الجيش الأبيض في ساحة مواجهة الجائحة، كان من بينهم أكثر من 12 ألف فرد من أبناء من الجيل المولود بعد تسعينات القرن الماضي، وبعضهم من الجيل المولود بعد عام 1995، وحتى بعد عام 2000.

في الرابع والعشرين من يناير عام 2020، عشية ليلة عيد الربيع التقليدي الصيني، غابت تشو هاي شيو البالغة من العمر اثنتين وعشرين سنة، عن مأدبة العشاء التي ترمز للم شمل العائلة، فقد سافرت في تلك الليلة إلى مقاطعة هوبي لمكافحة جائحة كوفيد- 19، بدون إبلاغ والديها. كانت تشو هاي شيو قد تخرجت في الجامعة قبل نصف سنة، وتعمل ممرضة عادية في وحدة العناية المركزة بالمستشفى الثالث التابع لجامعة تشونغشان في مدينة قوانغتشو. بعد أن عرفت المعلومات القادمة من مدينة ووهان التي تطلب المساندة لمكافحة جائحة كوفيد- 19، بادرت تشو هاي شيو من دون تردد بتسجيل اسمها في قائمة المتطوعين، حيث قالت: خلال إنقاذ المرضى ذوي الحالات الحرجة، تراكمت لدي خبرات قوية في معالجة حالات الطوارئ، وإجراء أعمال التمريض بمفردي." بعد ذلك، أصبحت تشو هاي شيو واحدة من الدفعة الأولى لفريق مقاطعة قوانغدونغ الطبي لمساندة مقاطعة هوبي في مكافحة الجائحة.

بمجرد أن عرف والدا تشو هاي شيو أنها في ووهان لمكافحة الجائحة، تواصلا معها بالصوت والصورة عبر تطبيق ويتشات في الهاتف. بعد أن رأى الوالدان عينيها وقد بدا محيطهما داكنا بسبب كثافة الأعمال وقلة الاستراحة، وآثار ارتداء الكمامة والنظارة الواقية، شعرا بالقلق وحزنا عليها. قالت تشو هاي شيو في مداخلة تلفزيونية: "لأول مرة أرى دموع أبي منذ 22 سنة. أردت أن أطمئن والديّ عبر الكاميرا، ولكن خشيت أن تبلل دموعي النظارات الواقية، وتؤثر على عملي."

في التاسع والعشرين من يناير عام 2020، بعد إكمال أعمال ذلك اليوم، كتبت تشو هاي شيو في يوميات العمل، إن مهمة مساندة هوبي كانت أمرا مخيفا لها أيضا، لكن كواحدة من أفراد الطاقم الطبي، فإنها تمثل "مظلة الحماية" القوية للمرضى. بعد أيام من وصولها إلى ووهان، وجدت تشو أن "الهدف والنية لدى جميع متطوعي الطاقم الطبي القادمين من أنحاء البلاد كانت واحدة، ألا وهي العمل من أجل شفاء المرضى، برغم كثافة وصعوبة الأعمال، حافظت على ثباتي الانفعالي، حيث أثق بأنني أفعل الآن أشياء تستحق القيام بها، وساعدت كثيرا من المرضى."

الشباب في معركة مكافحة الفقر

التخلص من الفقر يمثل حلما للشعب الصيني، بعد بدء الحملة الحاسمة لمكافحة الفقر، تم إرسال 255 ألف فريق عمل وأكثر من 3 ملايين فرد للعمل كأمناء أوائل للجان الفرعية للحزب الشيوعي وكوادر في الأرياف، للنضال في الجبهة الأمامية لمعركة مكافحة الفقر، مع حوالي مليوني كادر من كوادر الحكومات على مستوى البلدة والناحية والملايين من كوادر الأرياف. من بينهم كثير من شباب الصين في العصر الجديد.

عندما كان عمري 25 سنة، تشرفت بالانضمام إلى حملة مكافحة الفقر، باعتباري الأمينة الأولى للجنة الحزب ورئيسة فريق العمل المقيم في قرية تشانغأنتشونغ بمحافظة جينبينغ في مقاطعة يوننان الواقعة في المنطقة الحدودية بين الصين وفيتنام.

ما زلت أتذكر بشكل واضح مشاهد أول يوم وصلت فيه إلى القرية. أحاط بي عشرات من أهل القرية وسألوني عن سبب إرسال الحكومة فتاة إليهم لمكافحة الفقر. لم أكن أحمل في يدي سوى قلم وأوراق، ولا أفهم شيئا من لغة قومية مياو. كيف يمكن لهذه الفتاة أن تساعد أهل القرية على تحقيق الثراء بطرح أسئلة عن عدد أفراد كل أسرة ومساحة الحقول التي تزرعها. بعد مرور سنتين، أكملت مع زملاء الفريق 37 مشروعا خاصا، و16 تدبيرا خاصا لمكافحة الفقر، الأمر الذي ساعد أهل القرية على حل قضية المياه الصالحة للشرب للناس وللمواشي، وحل مشكلة النقل والتسويق لمزارعي قصب السكر، وتقديم الخدمات الطبية لأهل القرية، مثل إجراء الفحص الصحي لأطفال القرية. قبيل مغادرة عملي في القرية، وعندما كررت عبارة "الحياة ستصبح أفضل"، لم أجد علامات الشك والسخرية من ردود أفعال أهل القرية، بل رأيت السرور والأمل في ملامحهم. لذلك قلت للزميل الذي حل محلي كالأمين الأول، إن أكبر ثروة تركتها، ليست مظاهر القرية التي تغيرت والمستوى المتقدم لحياة وإنتاج أهل القرية، بل هي ثقة أهل القرية بفريق العمل والأمين الأول، والصداقة والأخوة الثمينة بيننا وبين أهل القرية.

أغنية الشباب في المسيرة الجديدة

أقيمت أوليمبياد بكين الشتوية لعام 2022 في موعدها، برغم أن غيوم جائحة كوفيد- 19 لم تنقشع. قدمت بكين للعالم دورة أولمبية "مختصرة وآمنة ورائعة"، وبرزت قوة إرادة ووحدة البشرية في مواجهة الصعوبات والتحديات. قدم المتطوعون الخدمات الدافئة بروح التطوع التي تتمثل في التفاني والمحبة والمساعدة والتقدم، وأظهروا للعالم صورة شباب الصين المتحمسين والمتقدمين.

يان جيا تشي، كان واحدا من متطوعي دورتي بكين للألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين، وهو أيضا طالب في السنة الثالثة بمعهد المعلومات في الجامعة المركزية للعلوم المالية والاقتصادية. جاء يان جيا تشي من مدينة تشانغجي بمنطقة شينجيانغ، كان أبوه يعمل مهندس مياه، وشارك في نقل الشعلة المقدسة لأولمبياد بكين الصيفية عام 2008. عندما فازت بكين باستضافة الأولمبياد الشتوية، قال له والده: "ما أجمل أن تكون متطوعا لأولمبياد بكين الشتوية وتقدم الدعم لتنمية الوطن"، في عام 2020، توفي أبو يان جيا تشي بسبب احتشاء عضلة القلب. "التطوع لدورتي بكين للألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين"، لم يكن أمنية يان جيا تشي فحسب، وإنما أيضا أمنية والده الراحل.

ليصبح متطوعا للأولمبياد، كان أمام يان جيا تشي صعوبات أكثر من الشباب الآخرين، فهو يعاني من مرض خلع مفصل المرفق الخلقي، وذراعه اليسرى أقصر ببضعة عشر سنتيمترا من ذراعه اليمنى، وذراعه اليسرى تقريبا عاجزة. لكنه لا يرى الأمر كبيرا. قال: "كنت مختلفا عن الآخرين من صغرى، لكن طالما أبذل الجهود، يمكنني أداء الأعمال بشكل جيد." بهذه الإرادة والعزيمة، درس يان جيا تشي بجد والتحق بإحدى الجامعات الوطنية الرئيسية بدرجات ممتازة، وشارك في عشرات الخدمات التطوعية في أوقات فراغه، ونال سمعة طيبة بأدائه المتميز في الخدمات التطوعية، واجتاز بنجاح جولات متعددة من الاختيارات، وأصبح متطوعا في دورتي بكين للألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين.

كان تقديم خدمات الاستقبال والإرشاد العمل الرئيسي ليان جيا تشي، فكان مسؤولا عن استقبال وتوديع الضيوف في المطار، وفحص الأمتعة وتقديم المساعدة في إجراءات التخليص الجمركي وإجراء فحص كوفيد- 19، وترتيب وسائل الانتقال وإرشاد الشخصيات المهمة وما إلى ذلك. نظرا لاختلاف أوقات الوصول والمغادرة لكبار الشخصيات، يجب أن تعمل خدمات الاستقبال والإرشاد على مدار 24 ساعة. كان اليوم السابق لحفل الافتتاح هو ذروة وصول الضيوف إلى بكين، فكان يان جيا تشي يقف ويعمل غالبا في الهواء الطلق في درجة حرارة بضع عشرة درجة مئوية تحت الصفر، مرتديا ملابس واقية لمدة 12 ساعة، حتى وصول جميع كبار الشخصيات إلى الفنادق بسلاسة. في ذلك الحين، كانت يداه متجمدتين بالفعل، وتركت النظارات الواقية آثارا عميقة على جبهته ووجنتيه، وبعد إكمال الخدمات التطوعية التي استمرت 55 يوما لدورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين، انضم يان جيا تشي إلى فريق الدعاية لأولمبياد بكين الشتوية في الجامعة، لسرد قصص دورة الألعاب الأولمبية الشتوية للطلاب وتشجيع المزيد من الأشخاص على المشاركة في الخدمات التطوعية.

 

هذه القصص لهؤلاء الشباب الصينيين العاديين مجرد صورة مصغرة لتطور شباب الصين في العصر الجديد أثناء مواجهة التحديات الجديدة. يواكب تطورهم الشخصي مسيرة البلاد في تحقيق ازدهار الوطن ونهضة الأمة وتقدم الشعب، ويستقبلون ويعانقون رسالة تاريخية وضعها العصر الراهن على كاهلهم، للاستمتاع بسعادة أكثر من خلال بذل الجهود لجعل العالم مكانا أفضل.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4