مجتمع < الرئيسية

خبرات بكين في تخفيض انبعاثات الكربون

: مشاركة
2022-07-11 17:10:00 الصين اليوم:Source تشو لين:Author

بورصة الصين للتجارة الخضراء ببكين التي دشنت في عام 2013 في إحدى المناطق التجارية بحي شيتشنغ في بكين، تعد من أول مؤسسات تجارة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين، وتصدرت البورصات الأخرى من حيث حجم الإتجار بثاني أكسيد الكربون على مدى السنوات الأخيرة.

في عام 2020، كان حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل عشرة آلاف يوان من الناتج المحلي الإجمالي ببكين 41ر0 طن، بانخفاض بلغت نسبته 26% مقارنة مع عام 2015 مما تجاوز هدف التخفيض المحدد البالغ 5ر20% لفترة الخطة الخمسية الثالثة عشرة، وقدم خبرات بكين في تعزيز تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل أنحاء الصين.

تمكين التنمية المنخفضة الكربون

كانت بورصة الصين للتجارة الخضراء ببكين في الأصل هي بورصة الصين للبيئة ببكين التي أُنشئت في أغسطس عام 2008، واتخذت اسمها الحالي في سبتمبر عام 2021. في قاعة البورصة شاسة ضخمة لافتة للنظر، مكتوب عليها باللغة الصينية "تحديد سعر الحقوق البيئية وتمكين التنمية المنخفضة الكربون".

خلال 14 سنة منذ تأسيسها، نجحت البورصة في تحقيق أول صفقة للخفض الطوعي لانبعاثات الكربون في الصين، ووضع معيار باندا، أول معيار صيني للخفض الطوعي للانبعاثات، وإصدار أول بطاقة ائتمانيّة صينية لتخفيض الانبعاثات، وإنشاء أول بنك للأعمال المتعلقة بالحياد الكربوني ودفع دورتي بكين للألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين اللتين أقيمتا في عام 2022 إلى تحقيق الحياد الكربوني بالكامل.

تمت أول صفقة تجارية للخفض الطوعي لانبعاثات الكربون في الصين، في أغسطس عام 2009، بمناسبة مرور سنة على تأسيس بورصة الصين للبيئة ببكين، حينما استثمرت شركة تيانبينغ لتأمين السيارات بشانغهاي، بصفتها ممارسة للمسؤولية الاجتماعية لحماية البيئة، 277 ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات حاليا) لشراء 8026 طنا من الكربون المنبعث الناتج عن السفر الأخضر خلال فترة أولمبياد بكين الصيفية في عام 2008، لتعويض انبعاثات الكربون الناتجة عن الشركة خلال أعمالها في الفترة من عام 2004 إلى عام 2008. هكذا، صارت شركة تيانبينغ لتأمين السيارات بشانغهاي أول شركة صينية حققت الحياد الكربوني من خلال تجارة الكربون. وفي ديسمبر من ذلك العام، أطلقت الصين معيار باندا، أول معيار صيني للخفض الطوعي لانبعاثات الكربون. هذا يعني أن الصين قطعت خطوة كبيرة نحو إنشاء سوق تجارة الكربون الخاصة بها وعززت صوتها في أسواق تجارة الكربون العالمية.

قالت مينغ دنغ لي، مديرة مكتب التكيُّف مع تغير المناخ بإدارة البيئة في بكين، إن حجم انبعاثات الكربون يرتبط بمستوى التنمية الاقتصادية وجودتها. إن بكين، كعاصمة لدولة كبيرة، لطالما اعتبرت التنمية الخضراء بمثابة الإستراتيجية الأساسية للتنمية الحضرية، ونفذت استكشافات مبتكرة في آلية "التحكم المزدوج" لإجمالي انبعاثات الكربون وكثافتها، وآلية تشغيل سوق الكربون، واستمرت في تعزيز تحسين الهيكل الصناعي وتحول الطاقة النظيفة. وأضافت أنه خلال فترة دورتي بكين للألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين، استخدمت اللجنة المنظمة عدة تدابير لتخفيض انبعاثات الكربون، منها بناء الإستادات المنخفضة الكربون وتوليد الكهرباء بالطاقة النظيفة والتشجيع على السفر الأخضر. وفي نفس الوقت، تبرعت حكومة بكين وحكومة مقاطعة خبي بجزء من بالوعة الكربون لتحييد انبعاثات الكربون الزائدة للجنة المنظمة، بالإضافة إلى تبرع بعض الشركات الصينية بحصص انبعاثات الكربون البالغة أكثر من مائتي ألف طن من تعويضات بالوعة الكربون إلى اللجنة المنظمة، سعيا لتحقيق الحياد الكربوني لدورتي بكين للألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين.

التقدم المطرد في "خفض انبعاثات الكربون"

 

كانت بكين من بين الدفعة الأولى من سبع مناطق على مستوى المقاطعات والبلديات المدارة مركزيا في الصين التي أنشأت سوقا تجريبية لتجارة الكربون بهدف الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وحاليا تم تضمين 8 صناعات رئيسية، بما في ذلك توليد الطاقة والبتروكيماويات والأسمنت وصناعة الخدمات، وأكثر من 800 وحدة رئيسية لانبعاثات الكربون في إدارة هذه السوق، وسعر الكربون فيها هو الأعلى بين أسواق الكربون التجريبية السبعة في البلاد. وحتى نهاية عام 2021، تجاوز حجم التداول التراكمي لحصص سوق الكربون في بكين 11ر2 مليار يوان.

من أجل تقليل انبعاثات الكربون لوسائل النقل، تم تضمين مجموعة النقل العام في بكين، باعتبارها مصدرا رئيسيا لانبعاث الكربون في الماضي، في إدارة سوق الكربون ببكين في عام 2016، كما تعمل بكين على استبدال الحافلات التي تعمل بالديزل بالحافلات التي تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي. أشارت مينغ دنغ لي إلى أنه بحلول عام 2020، نجحت مجموعة النقل العام ببكين في تقليل استهلاك الديزل بنحو 60% وتخفيض انبعاثات الكربون بنسبة تجاوزت 11% مقارنة مع عام 2016.

في الثامن عشر من أغسطس عام 2021، أصدرت مجموعة النقل العام ببكين التقرير السنوي الثامن للمسؤولية الاجتماعية لعام 2020، والذي جاء فيه أن عدد الحافلات بلغ 23948، يعمل 34ر87% منها بالطاقة الجديدة والنظيفة، الأمر الذي أكد على جهود الشركة لتعزيز التنمية الخضراء. أوضح ليو باو لاي، نائب مدير قسم المعلومات والتكنولوجيا بالمجموعة أن الشركة تركز على تحديث هيكل وقود الحافلات والارتقاء به واستبدال الحافلات التي تعمل بالديزل بالحافلات الصديقة للبيئة. بالإضافة إلى ذلك، أسرعت الشركة في بناء محطات الغاز الطبيعي ومحطات الشحن الكهربائي وغيرها من المنشآت الأساسية المعنية.

محطة توتشياو هي أول وأكبر محطة للحافلات التي تعمل بالكهرباء في منطقة تونغتشو، المركز الإداري الفرعي ببكين. قال السيد ليو، وهو يركب الحافلة التي تعمل بالكهرباء لأول مرة، إن الحافلة التي تعمل بالكهرباء مستقرة ومريحة للغاية وبدون رائحة الديزل المقززة.

المشاركة في تجارة الكربون

هناك آلية للتحفيز على توفير الطاقة والحد من الكربون، وهي آلية "النفع للجميع" التي تساعد الجمهور على تطوير أسلوب حياة صديق للبيئة، ويمكن لسكان بكين والشركات الصغيرة والمتناهية الصغر المشاركة فيها.

في سبتمبر عام 2020، أطلقت بكين منصة MaaS للسفر الصديقة للبيئة ضمن تطبيق خرائط قاوده، لتشجيع مزيد من سكان بكين على المشاركة في تخفيض انبعاثات الكربون من خلال أخذ طرق السفر الصديقة للبيئة. يمكن للمستخدمين كسب نقاط تخفيض الكربون كمكافأة من خلال ركوب الحافلات والمترو والدراجات والمشي، أو المشاركة في الأنشطة الخيرية مثل زراعة الأشجار. قالت السيدة لين، التي استخدمت منصة MaaS لحماية البيئة، إنها كسبت نقاطا بلغ حجمها 2ر81 كيلوغراما وبإمكانها التبرع بأربعمائة غرام لتعزيز حماية متر مربع لبحيرة ييا (البط البري). بالإضافة إلى ذلك، يمكنها تبادل الهدايا المختلفة في المنصة.

أشارت مينغ دنغ لي إلى أن تجارة الكربون، بصفتها آلية هامة لمواجهة تغير المناخ وتقليل انبعاثات الكربون في المجتمع كله، تدفع الشركات إلى تحديث التكنولوجيا واستخدام الطاقة الجديدة والارتقاء بالهيكل الصناعي، وتحفز مزيدا من الناس للمشاركة في حماية البيئة، مما يساعد على التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتحقيق التنمية العالية الجودة.

وضعت الصين خطة لإطلاق الآلية التجارية للخفض الطوعي لانبعاثات غازات الدفيئة، لتشجيع الشركات التي لا تتعهد بالتزامات الحد من الانبعاثات الإلزامية على تطوير أحواض الكربون الحرجية وإعادة تدوير غاز الميثان وتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يمكن أيضا تداول خفض الانبعاثات الناتج عن مشروع الخطة في السوق كمنتج لخفض انبعاثات الكربون، بعد تحديد وتصديق الأجهزة المعنية على حجم مساهمة الشركات في تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة. بفضل هذه الآلية التجارية، ستقوم مزيد من رؤوس الأموال بتطوير التكنولوجيا في مجال الطاقة الجديدة.

قال وانغ هوي جيون، نائب الرئيس العام لبورصة الصين للتجارة الخضراء ببكين، إن الآلية التجارية للخفض الطوعي لانبعاثات غازات الدفيئة التي حصلت على التصديق الدولي، لا تعمل على تخفيض انبعاثات الكربون في الصين فحسب، وإنما أيضا تعمق التعاون مع الآليات الدولية لتخفيض انبعاثات الكربون. على أساس خبرات بكين في تخفيض انبعاثات الكربون، ستدعم وزارة البيئة والإيكولوجيا الصينية بكين في بناء مركز تجاري طوعي وطني للحد من الانبعاثات، من خلال البناء المشترك بينهما، سعيا لتحقيق هدف ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني. 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4