مجتمع < الرئيسية

بدء الحياة العملية للدفعة الأولى من جيل ما بعد عام 2000

: مشاركة
2022-10-17 15:41:00 الصين اليوم:Source ليو جيا:Author

ما هي أعظم قيمة للشباب؟ هل هي التخلي عن السعي وراء الأحلام الرومانسية والقيام بعمل ثابت أم الهروب من الواقع للتمتع بالحياة المريحة؟ قال شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الصين ورئيس اللجنة العسكرية المركزية في التجمع الاحتفالي بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية: "فقط عندما يكون الشباب متوافقين مع قضايا الحزب والشعب إلى حد كبير، تصبح آفاق الشباب أوسع وينطلق عنان قوة الشباب بصورة كاملة." إن الشباب هم القوة المحركة للتقدم الاجتماعي، ويجعلون العالم متنوعا وزاهيا بالألوان.

تواجه الدفعة الأولى من جيل ما بعد عام 2000 "أصعب موسم توظيف في التاريخ" بعد تخرجهم في الجامعة. في هذا السياق، منهم من اختار "السير عكس التيار"، فتمتع بسياسة دعم التبت، وعاد إلى مسقط رأسه في التبت للعمل في مكتب الدعاية لنشر السياسات؛ ومنهم من أصبحت مدرسة للعزف على آلة بيبا الموسيقية، وحققت حلم طفولتها بالعمل في التدريس، بعد الجهود الدؤوبة للتغلب على معاناتها من ضعف البصر، هناك أيضا من منهم اختار السير في "المسارات العادية" وأصبح "ملك الأطفال" في روضة أطفال. هؤلاء الشباب يفسرون تعريفات الشباب المتعددة بممارساتهم.

الخريجة يانغزوم

استفادت يانغزوم من السياسات الصينية المتعلقة بالأقليات، فمنذ الصف الثالث في المدرسة الابتدائية، أُعفيت من جميع الرسوم الدراسية؛ وخلال مرحلة الدراسة الإعدادية، تمتعت بـ"سياسة الضمانات الثلاثة" لدعم الأقليات المتمثلة في الإعفاء من الرسوم الدراسية ورسوم الكتب المدرسية ورسوم السكن، إلخ. بعد ذلك، درست في "فصل التبت" في مدرسة بكين رقم ٨٠ الثانوية، والتحقت بجامعة تشينغهوا بفضل السياسة التفضيلية المتعلقة بدعم التبت. حاليا، تخرجت يانغزوم في الجامعة وحصلت على درجة البكالوريوس، وقررت العودة إلى التبت لنشر سياسات الحزب الشيوعي الصيني الجيدة للمحليين عن طريق حكاية قصصها ونشر المعارف التي تعلمتها.

قالت يانغزوم، البالغة من العمر ثلاثة وعشرين عاما: "لطالما تمتعت بسياسات الدعم من قبل الدولة خلال نشأتي وتجربتي وحياتي." عندما كانت يانغزوم في السادسة عشر من عمرها، توفرت لها الشروط بموجب السياسات المتعلقة بالأقليات، للدراسة في فصل التبت بمدرسة بكين رقم ٨٠ الثانوية. شعرت يانغزوم بالدفء خلال التعايش مع المعلّمين والطلاب من قومية هان. لا تزال يانغزوم تتذكر أنها تلقت هدية من والدة زميلتها من قومية هان في حفل بلوغ سن الرشد، وقالت: "لقد تأثرت بهذه الصداقة الدافئة."

بعد ذلك، التحقت يانغزوم بكلية الصحافة والاتصالات في جامعة تشينغهوا وفقا للسياسة التفضيلية في معاملة الأقليات. قالت: "في حين تسمح الصحافة والاتصالات بإتقان منصات ومهارات متعددة، فإنها تسمح لنا أيضا بالتواصل بشكل أفضل مع العالم وفهم العالم الخارجي." إذا كان للأحلام نقطة انطلاق، فتعلم الصحافة والاتصالات هو نقطة الانطلاق ليانغزوم. خلال سنوات الدراسة الأربع في جامعة تشينغهوا، أصبح حلم يانغزوم واضحا شيئا فشيئا من خلال الممارسات والتجارب، حيث شاركت في تحرير المقالات على الحساب العام "أعمال شباب التبت" على تطبيق ويتشات في وقت فراغها، والتقت بالكثير من الطلاب التبتيين، وقدمت قصصهم المتعلقة بالتبت للعالم؛ كما شاركت في الجلسات المشتركة للنشر الثقافي خارج الإنترنت، والتي نظمتها جامعة تشينغهوا، حيث تحدثت مع شباب من بيلاروسيا ونيوزيلندا وأماكن أخرى عن ثقافتها الوطنية ومشاعرها تجاه الوطن؛ وفي تلك الفترة عملت أيضا مع أساتذة كلية العلوم الإنسانية على حماية وإنقاذ كتابات الأقليات القومية المهددة بالانقراض، مما جعلها تشعر بسحر الثقافات المتنوعة للأمة الصينية. لذلك، أدركت يانغزوم تدريجيا أن "سرد قصة التبت للعالم ونشر سياسات الحزب الشيوعي الصيني بين أبناء التبت" هو مسؤوليتها ومهمتها.

قالت يانغزوم: "كرس الكثير من الطلاب، الذين كانوا يدرسون في جامعة تشينغهوا، شبابهم للتبت. إنهم ليسوا خائفين، فما الذي أخاف منه وأنا من مواطني التبت؟" لذا، منذ فترة طويلة، قررت يانغزوم العودة إلى التبت بعد التخرج. في عام 2022، أصبحت يانغزوم أخيرا عضوة في مجموعة المحاضرين بمكتب الدعاية التابع للجنة الحزب الشيوعي الصيني في لاسا بمنطقة التبت الذاتية الحكم، وتعمل على نشر سياسات الحزب الشيوعي الصيني في التبت وتوصيل صوت أبناء التبت للحزب. عبرت يانغزوم عن أملها وهدفها قائلة: "قوة الشخص صغيرة جدا، ولكن سيحقق النجاح بالتأكيد طالما يؤدي واجباته بشكل عملي. آمل أن أرى مسقط رأسي والسكان فيه يتحسنون أكثر فأكثر."

الخريجة تشانغ تسه كون

تخرجت تشانغ تسه كون في جامعة الاتحاد ببكين هذا العام. في الوقت الحاضر، تقوم تشانغ تسه كون بتعليم الأطفال العزف بالأنامل في غرف آلة بيبا الموسيقية كل يوم، كما تتبادل حبها للعزف على بيبا مع الأطفال، وتقوم بتعليمهم عزف لحن من الصفر في عطلة نهاية الأسبوع. تتعايش تشانغ تسه كون مع الأطفال بفرح ومرح، مما يجعل الناس ينسون تماما أنها شخص يعاني من ضعف البصر.

في العام الذي كانت تستعد فيه تشانغ تسه كون لامتحان القبول بالجامعات، تسبب حادث تعرضت له في إضعاف بصرها، وكانت الرؤية بالعين المجردة صفرا تقريبا. في ذلك الوقت، لم يبق أمامها إلا خمسة أشهر قبل امتحان القبول بالجامعات. بالنسبة إلى تشانغ تسه كون، لا يمكن المقارنة بين الألم الجسدي واليأس الذي شعرت به في قلبها. قالت: "إن لم يقع هذا الحادث، كنت أريد الالتحاق بجامعة بكين للمعلمين." بدأت تشانغ تسه كون تعلُّم العزف على آلة بيبا منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، وكانت تحلم أن تصبح معلّمة منذ طفولتها. يبدو أن العزف على بيبا والقيام بأعمال المعلّمة هو هدف تشانغ تسه كون الذي تعمل على تحقيقه بجد واجتهاد. لكن القدر عبث بها. اختارت تشانغ تسه كون كلية التربية الخاصة بجامعة الاتحاد في بكين تحت مساعدة عائلتها ومعلّميها. حتى الآن، لا تزال تشانغ تسه كون تتذكر أنها عندما شاركت في امتحان القدرات الفنية للقبول بالجامعات، عزفت على آلة بيبا أغنية ((الشكوى-- انطباعات ما بعد قراءة قصيدة بيبا شينغ))، والتي بدت وكأنها تعبر بصمت عن مصيرها. أخيرا، قُبلت تشانغ تسه كون بنجاح في جامعة الاتحاد ببكين.

بالنسبة إلى تشانغ تسه كون، فإن السنوات الأربع في جامعة الاتحاد ببكين هي فترة ذات أهمية كبيرة، لأنها لم تجد الأمل في الحياة فحسب، وإنما أيضا علمتها أن تكون متفائلة وحليمة. قالت تشانغ تسه كون: "لأنني لست مكفوفة تماما، لا يزال بإمكاني الرؤية قليلا. في معهد التربية الخاصة، الطلاب ضعاف البصر هم "عيون" الطلاب المكفوفين." أثناء مساعدتها لزملائها، نالت الاهتمام والتقدير منهم أيضا. تشانغ تسه كون ليست على دراية ببعض المعدات والبرامج الخاصة للمكفوفين، لأنها لم تكن تعاني من ضعف البصر إلا منذ فترة قصيرة فقط. خلال التعلّم في جامعة الاتحاد ببكين، درّبها زملاؤها على استخدام المعدات يدا بيد، مما وفر لها راحة كبيرة في الحياة.

كان لهذه التجارب في الجامعة تأثير خفي على تشانغ تسه كون، التي أصبحت معلّمة فيما بعد. قالت تشانغ تسه كون: "أنا صبورة ومتسامحة جدا مع الطلاب. عندما أقوم بتعليم الأطفال الأصغر سنا، أعزف الأغاني التي يحبونها؛ أما الأطفال الأكبر سنا، فأفضّل أن أستمع إلى أفكارهم ومشاعرهم." إن طريقة التعليم هذه تجعل الأطفال يحبون هذه المعلّمة التي تعاني من ضعف البصر. ذات يوم قال طفل يبلغ من العمر ست سنوات لتشانغ تسه كون: "أيتها المعلمة تشانغ، سأقدم لك كل ما تحتاجينه، حتى لا تصدمين بشيء." هذه الكلمات تشعرها بالدفء في قلبها.

بسبب إعاقتها البصرية، تحتاج تشانغ تسه كون إلى حفظ النوتة الموسيقية للأغاني قبل بدء الدروس، وحتى أماكن كل علامة موسيقية في الكتب تحفظها عن ظهر قلب. تحتاج تشانغ تسه كون إلى بذل المزيد من الوقت والجهد لإعداد كل درس. لم يتمكن اختبار القدر والزمان من تقليل عزيمة تشانغ تسه كون، هذه الفتاة المتفائلة والدافئة. يمكن رؤية الابتسامة على وجهها دائما، وصوتها مليء بالطاقة دائما. قالت إنها عانت من اليأس ولكن كان كل هذا في الماضي. العمل كمعلّمة لآلة بيبا الموسيقية أفضل اختيار لها، وستواصل القيام بهذا العمل بجد واجتهاد.

الخريج تشانغ جيا شيون

تخرّج تشانغ جيا شيون في جامعة العاصمة للمعلّمين هذا العام، بصفته شابا من مواليد ما بعد عام 2000، يعتقد أن أسعد أوقاته ليست أثناء لعب الألعاب الإلكترونية على الإنترنت ولا أثناء السفر إلى الأماكن المختلفة، بل أثناء اللعب مع الأطفال ورؤية ابتساماتهم في منطقة اللعب في روضة الأطفال. منذ الطفولة، أجاد تشانغ جيا شيون الكثير من مهارات، كان يلعب الشطرنج جيدا، ويعزف على الطبل بمهارة عالية، لذلك كان "ملك الأطفال" الذي يحبه الجميع. لكن ما لم يكن يتوقعه هو أنه سيعمل في روضة أطفال ليصبح "الملك الحقيقي" للأطفال.

عندما اختار تشانغ جيا شيون تخصصه بعد المشاركة في امتحان القبول بالجامعات، كان مهتما بتخصص التعليم قبل المدرسي في جامعة العاصمة للمعلّمين. إن هذا التخصص يشمل الفن والرياضة والتعليم وغيرها من التخصصات، مما جعل تشانغ جيا شيون المتعدد المواهب مهتما به كثيرا. أراد تشانغ جيا شيون أن يصبح معلّما، فاختار تخصص التعليم قبل المدرسي أخيرا. في السنة الدراسية الأولى في الجامعة، بدأ تشانغ جيا شيون الذهاب إلى رياض الأطفال كمتدرب في كثير من الأحيان. على الرغم من أنه محبوب للغاية من قِبَل الأطفال، ويحب هو أيضا التعامل مع الأطفال، كان مرتبكا ولا يعلم ماذا يجب عليه أن يفعل في البداية. قال: "في انطباعي، يجب عليك التحدث مع الأطفال باللهجة الطفولية. لكن بعد التعامل معهم، أدركت أنهم يعتقدون أن هذه الطريقة مملة وساذجة للغاية." هذا الاكتشاف غيّر وجهة نظره عن الأطفال تماما. قام تشانغ جيا شيون بمراقبة سلوك الأطفال ودراسته، ووجد أن الأطفال هم أكثر الكائنات إخلاصا، فلن تتمكن من كسب ثقتهم وحبهم إلا من خلال التعامل معهم بصدق. كما استخدم تشانغ جيا شيون بعض الحيل الصغيرة خلال التعامل معهم. وقال بفخر: "على سبيل المثال، حمل ورفع الأطفال للعب معهم أو التحدث عن الموضوعات التي تثير فضولهم ولكن لا يفهمونها. ذلك يثير إعجابهم على الفور." بعدما أتقن موهبة التعامل معهم، أصبح تشانغ جيا شيون "أخا صالحا" في عيون الأطفال، وأصبح الأطفال حلفاءه الموثوق بهم.

في الواقع، نسبة المعلمين الذكور ضئيلة للغاية في مرحلة التعليم الإلزامي في الصين، لا سيما في التعليم قبل المدرسي. في كلية التعليم قبل المدرسي بجامعة العاصمة للمعلمين، تبرز ظاهرة زيادة عدد الطالبات عن عدد الطلاب بوضوح. على سبيل المثال، في هذا العام، هناك خمسة وعشرون طالبا فقط من بين مائة خريج في تخصص التعليم قبل المدرسي بجامعة العاصمة للمعلّمين. لكن تشانغ جيا شيون يعتقد أن معلّم روضة الأطفال هي مهمة مجيدة لمشاهدة نمو الحياة. قال: "غالبا ما نقول إن التعليم يسعي إلى إكمال المهمات مرحلة تلو الأخرى. لكن في الواقع، التعليم هو عملية كاملة. بالنسبة إلى الطفل، فإن التعليم قبل المدرسي هو أهم مرحلة في حياته." كما أضاف أنه لا توجد تقييمات دورية أو مؤشرات أداء لأعمال معلّمي رياض الأطفال، لكن مقارنة مع بناء المباني، مشاهدة نمو الأطفال هو أمر أكثر قيمة.

في المستقبل، يأمل تشانغ جيا شيون أن يتمكن من ابتكار طريقة جديدة لتعليم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة من خلال الممارسات العملية، مثل الدمج بين تعليم الموسيقى والرسم والتدريبات البدنية، مما يخلق طريقة تعليم مناسبة لنمو الأطفال الصينيين. قال تشانغ جيا شيون: "كلما بدأنا في تنوير الأطفال مبكرا كلما استطعنا تغيير حياتهم."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4