تقع محافظة تسوتشيوان في جنوب شرقي مقاطعة شانشي، في غرب السلسلة الرئيسية لجبال تايهانغ. كانت المحافظة تُعرف باسم لياوشيان في السابق. في سبتمبر عام 1942، خاض الجنرال تسو تشيوان، نائب رئيس الأركان العامة لجيش الطريق الثامن، معركة دامية من أجل حماية مقر القيادة المكشوف والتراجع بأمان من حصار الجيش الياباني الغازي، واستشهد في النهاية وهو يدافع عن بلاده. لإحياء ذكرى هذا البطل، تم تغيير اسم محافظة لياوشيان إلى محافظة تسوتشيوان. في الثامن عشر من شهر سبتمبر عام 2022، أُقيم في ساحة بينخه جيانغجيون في تسوتشيوان احتفال بالذكرى السنوية الثمانين لتغيير اسم لياوشيان إلى محافظة تسوتشيوان. قال قوه فنغ هوي، نائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمحافظة تسوتشيوان ورئيس المحافظة، في الاحتفال: "يعتمد حاضر محافظة تسوتشيوان على روح الجنرال تسو تشيوان، ويعتمد مستقبلها على ميراثها الأحمر. ينبغي لنا النهوض بالمهمة التاريخية ومواصلة تحقيق رغبة الجنرال تسو تشيوان لكتابة فصل جديد ومجيد في تاريخ تسوتشوان." بعد تحقيق التخفيف الشامل من حدة الفقر، طرحت لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمحافظة تسوتشيوان والحكومة المحلية خطة التنمية المتمثلة في "تطوير الصناعات اعتمادا على الجبال والمياه والحقول والطبيعة الجميلة" سعيا إلى تحقيق النهضة الريفية.

الزراعة المميزة تعزز النهضة الريفية

الصناعة هي أساس التنمية الريفية، وازدهار الصناعات المحلية هو الطريقة المباشرة والأكثر فعالية لتحقيق النهضة الريفية. تواجه محافظة تسوتشيوان، المحاطة بالجبال، نقص الموارد الزراعية، مما يجعل اعتماد المحليين على الزراعة غير ممكن، فيضظر معظمهم لمغادرة قراهم والقيام بأعمال مؤقتة خارجها لكسب الرزق، وتركوا الحقول ومساحة واسعة من أشجار الجوز بلا رعاية. من أجل مساعدة القرويين على التخفيف من حدة الفقر وزيادة دخلهم وإحياء قطاع الزراعة وإنتاج الجوز، وضعت الحكومات المحلية على جميع المستويات سياسات تفضيلية لتنمية الزراعة وإنتاج الجوز، وساعدت القرى في التواصل مع المؤسسات المعنية للتعاون معها في الإنتاج، مما أرسى أساسا متينا للنهضة الريفية.

تقع بلدة تشينتشيوان على بُعد خمسة وثلاثين كيلومترا شرق حاضرة محافظة تسوتشيوان، وتتمتع بتربة خصبة ومناخ مناسب. منذ عام 2010، شرعت بلدة تشينتشيوان في تطوير صناعة زراعة الخضراوات على أساس زراعة الطماطم في الدفيئات البلاستيكية. في عام 2021، وصل إجمالي إنتاج الطماطم في بلدة تشينتشيوان إلى خمسة وعشرين مليون كيلوغرام، وزاد الدخل لكل مو (الهكتار يساوي 15 مو) من الطماطم بمقدار 22 ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات حاليا)، فأصبحت زراعة الطماطم صناعة رائدة لزيادة دخل المزارعين المحليين. تعيش وانغ هاي فن، البالغة من العمر أربعة وخمسين عاما، مع عائلتها في قرية شياونانتشوانغ ببلدة تشينتشيوان. قبل عام، استأجرت مع زوجها دفيئة طماطم مساحتها 2 مو في بلدة تشينتشيوان مقابل خمسة آلاف يوان سنويا. قالت وانغ هاي فن: "في الماضي، كنتُ أزرع بعض الذرة أمام منزلي، لكن الحصاد لم يكن جيدا، لم يكن العائد يتجاوز ألفين أو ثلاثة آلاف يوان سنويا. حاليا، بعد دفع الإيجار وتكلفة زراعة الطماطم، يمكن أن أكسب ما لا يقل عن 15 ألف يوان سنويا." قال شيوي وي وي، نائب الأمين للجنة الحزب الشيوعي الصيني في بلدة تشينتشيوان، إن القرويين يحصلون على معونة إيجار تعادل 50% من قيمة إيجار الدفيئة، ولا يقلقون بشأن نقل وتسويق منتجاتهم، إذ يأتي الكثير من المديرين المحترفين إلى تشينتشيوان في مايو ويونيو من كل عام لشراء الطماطم هنا، وقد وصل سعر الكيلوغرام من الطماطم إلى 6ر5 يوانات. أضاف شيوي وي وي، أن تشينتشيوان ستستثمر 5ر1 مليون يوان لإنشاء قاعدة للشتلات الزراعية في قرية شياونانتشوانغ، وتقوم بإنشاء سوق لتجارة الخضراوات في قرية شياتشوانغ، ومصنع لتنظيف وتجهيز الخضروات في قرية شانغتشوانغ، مما يوسع سلسلة صناعة الطماطم من أجل مساعدة المزارعين على زيادة الدخل وتحقيق الرخاء.

تشتهر تسوتشيوان بأنها "موطن الجوز في الصين"، ويرجع تاريخ زراعة أشجار الجوز فيها إلى أكثر من ألف عام. بيد أن كثيرا من غابات الجوز في تسوتشيوان غير مستغلة لأسباب مختلفة، منها تنوع أصناف الجوز وخروج المحليين للعمل في أماكن بعيدة في أغلب الأحيان. من أجل المحافظة على صناعة الجوز المهددة، حاولت حكومة تسوتشيوان في السنوات الأخيرة نشر نموذج "خدمة الوصاية"، بحيث يمكن لبلدة تسوتشيوان حماية وتطوير صناعة الجوز والاعتماد عليها لتحقيق الرخاء والتنمية المستدامة. قالت باي جيوان، رئيسة بلدة قوايأر، إن حكومة محافظة تسوتشيوان تقدم خدمات الوصاية الكاملة وشبة الوصاية والوصاية المختلطة للقرويين، بحيث يتاح للمزارعين اختيار خدمة إدارة أشجار الجوز وفقا لظروفهم الخاصة. على سبيل المثال، تنفذ قرية لاوجينغ نظام الإدارة المتمثل في "أصحاب أشجار الجوز+ مؤسسات التوصية البسيطة+ الشركات"، حيث يترك أصحاب أشجار الجوز لشركة قوانغخه للتشجير والتنمية بمقاطعة شانشي إدارة أشجارهم، بينما تقدم الشركة خدمات الزراعة ومكافحة الأعشاب الضارة وتشذيب أشجار الجوز والرش والتسميد. بعد حصاد الجوز، تقوم شركة قوانغخه للتشجير والتنمية بمقاطعة شانشي بنقل الجوز الخام إلى شركة جينديان للتكنولوجيا الزراعية في مقاطعة شانشي للبيع، فيمكن للمزارعين الحصول على أرباح حتى وإن لم يقوموا بزراعة أشجار الجوز بأنفسهم. تقوم الشركة المفوضة بزراعة الأشجار بشكل منظم، وتخلق شركة المبيعات العلامة التجارية المميزة لجوز تسوتشيوان عبر قنواتها، مما يحسن سلسلة صناعة الجوز.

الفن يعزز النهضة الريفية

تتميز قرية تستشنغ في محافظة تسوتشيوان بطبيعة جميلة ومناظر القرية القديمة والثقافة العميقة، لكنها بعيدة وغير معروفة. من أجل تنويع مصادر الدخل الجماعي الريفي واستكشاف الصناعات المحلية، أنشأت قرية تستشنغ، في مايو عام 2021، بالتعاون مع الجمعية العالمية للألوان المائية، قاعدة الرسم الدولية لشمالي الصين.

بالاعتماد على المناظر الطبيعية الخلابة، أسست قرية تستشنغ مع الجمعية العالمية للألوان المائية جناح اللوحات المائية وجناح معارض اللوحات الزيتية الواقعية وجناح النحت. بالإضافة إلى ذلك، استثمرت قرية تستشنغ 023ر19 مليون يوان لبناء أستوديوهات للرسم في القرية، حيث يمكن استقبال 576 شخص للرسم والاستراحة هنا في نفس الوقت. وقعت شركة هواآو المحدودة للثقافة والسياحة بمحافظة تسوتشيوان اتفاقية تفويض مع منظمة تستشنغ الاقتصادية الجماعية الريفية والمزارعين، بموجبها يكون فريق توبييا بمدينة تشينغداو مسؤولا عن تشغيل أستوديوهات الرسم. حسب السيد ليو جيون، رئيس فريق توبييا بمدينة تشينغداو، يعمل الفريق على تنويع أشكال الاستهلاك في قرية تستشنغ، بالإضافة إلى شارع ممتد على شكل رمز الكتابة الصيني "هوي" (回) وحديقة تشينغشي ومقهى لاوشو، افتتح الفريق متجرا لمواد الرسم، ومتجرا إبداعيا ثقافيا، وبار تايهانغ تشينغ، وبار الجد تشاو، وقاعة تجربة الواقع الافتراضي، ومتجر للمشروبات الباردة وغيرها، سعيا إلى تحسين تجربة الزوار خلال الرسم وتلبية طلب المستهلكين وتطوير قطاع الرسم.

في نفس الوقت، جلبت أشكال الاستهلاك الجديدة فرص عمل جديدة. حاليا، لم يعد القرويون بحاجة إلى مغادرة القرية للقيام بالأعمال المؤقتة، بل يمكنهم تحقيق حلمهم في زيادة الدخل على أعتاب منازلهم. يُعد مقهى لاوشو مقصدا شهيرا في محطة الرسم بقرية تستشنغ، فهو يجذب الكثير من المعلّمين والطلاب الذين يأتون للرسم فيه. تعمل القروية تشانغ لي بينغ في مقهى لاوشو. ومن الجدير بالذكر أن القهوة في مقهى لاوشو تُعد بواسطة روبوت باريستا، ثم تقوم تشانغ لي بينغ بتقديمها للزبائن. قالت تشانغ لي بينغ: "أحصل على ثلاثة آلاف وخمسمائة يوان من المقهى شهريا، وهو أفضل بكثير من ذي قبل."

في السابع والعشرين من شهر سبتمبر عام 2022، تم تدشين منطقة تسوتشيوان تستشنغ التابعة لقاعدة الرسم الدولية في شمالي الصين، وبدأت في استقبال المعلّمين والطلاب الذين يأتون هنا للرسم. من المتوقع أن يبلغ الدخل السنوي للتشغيل 1ر9 ملايين يوان. ووفقا لطريقة توزيع الأرباح: "الشركة 50%+ المنظمة الاقتصادية الجماعية الريفية 25%+ القرويون 25%"، تكسب قرية تستشنغ ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف يوان سنويا. حاليا، يجري العمل في إنشاء منطقتي لاوجينغ وتونغيوي التابعتين لقاعدة الرسم الدولية. وبعد الانتهاء من عملية البناء، يمكن لهذه المناطق الثلاث استقبال ألف وخمسمائة شخص في نفس الوقت للرسم والإبداع فيها.

التعليم يعزز النهضة الريفية

مدرسة تسوتشيوان للمرحلتين الإعدادية والثانوية بمقاطعة شانشي، هي المدرسة الإعدادية- الثانوية الوحيدة في محافظة تسوتشيوان. في يوليو عام 2021، بدعم من لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمحافظة تسوتشيوان وحكومة المحافظة، أخذت مدرسة تسوتشيوان للمرحلتين الإعدادية والثانوية تتعاون مع مجموعة شينشيويداو للتعليم ببكين في تنفيذ مفهوم التعليم "دع كل طالب ينجح"، وتحقيق اختراقات جديدة في تحسين جودة التعليم والتدريس.

السيد تشنغ قن تانغ، الذي أتم عامه الثاني بعد الستين هذه السنة، أعيد تعيينه بعد تقاعده مديرا لمدرسة تسوتشيوان للمرحلتين الإعدادية والثانوية قبل عام. قال: "لست معتادا على حياة ما بعد التقاعد، وأشعر بالسعادة للعمل في تسوتشيوان ومواصلة تطبيق أفكاري التعليمية." كان أول ما فعله تشنغ قن تانغ بعد توليه منصب مدير المدرسة هو مطالبة المعلّمين بإعداد خطط للتدريس، فهو يرى أن المعلّمين يجب عليهم بذل جهودهم قبل الدروس، وأن إعداد خطط التدريس بعناية قبل الدروس هو أهم أمر لتحسين جودة الفصول الدراسية. منذ التعاون مع مجموعة شينشيويداو للتعليم ببكين، لم تقم المجموعة بتوظيف المعلّمين المتميزين منها للعمل في مدرسة تسوتشيوان للمرحلتين الإعدادية والثانوية فحسب، بل وقامت بمساعدة معلمي المدرسة في التدريس عبر عقد التوأمة والشراكة بين معلمي المجموعة ومعلمي المدرسة، حيث يقوم معلّمو المجموعة بمساعدة نظرائهم في المدرسة وفقا للمواد الدراسية المختلفة، مما يساعد معلّمي المدرسة على إعداد الدروس وتحسين خطط التدريس وجودة التعليم.

أشار تشنغ قن تانغ إلى أن مساحة مدرسة تسوتشيوان للمرحلتين الإعدادية والثانوية تبلغ 89 مو، وتصل مساحة البناء إلى خمسة وعشرين ألف متر مربع، لكن هذه المساحة غير كافية بالنسبة إلى مدرسة بها أكثر من ثلاثة آلاف طالب وأكثر من مائتين وسبعين معلّما دائما ومؤقتا. في الوقت الحاضر، يسير مشروع بناء مدرسة تسوتشيوان الجديد على قدم وساق، ومن المتوقع أن يتم استخدامه في سبتمبر من العام المقبل. تبلغ المساحة الجديدة للمدرسة 64ر199 مو، وتصل مساحة البناء للمشروع 3ر82120 مترا مربعا، بما في ذلك منطقة التدريس ومنطقة المعيشة والمنطقة الإدارية والمنطقة الرياضية، وغيرها. وقد بلغ إجمالي الاستثمار فيه 56ر383 مليون يوان. يعتقد تشنغ قن تانغ أن الحكومة المحلية قدمت سياسات الدعم الكافية لجذب المعلّمين الممتازين وتحسين جودة التعليم، بحيث يتمكن الطلاب من الاستمتاع بموارد تعليمية أفضل ورؤية أوسع، مما يرسى أساسا متينا لتحقيق النهضة الريفية في المستقبل من حيث الأكفاء.