مجتمع < الرئيسية

بحيرة أرهاي تتحول إلى رمز إيكولوجي لمدينة دالي

: مشاركة
2022-11-21 15:50:00 الصين اليوم:Source تسوي شياو تشين:Author

في نهاية شهر أغسطس، فاز مشروع الممر الإيكولوجي لبحيرة أرهاي في مدينة دالي بالجائزة المرموقة للاتحاد الدولي لمهندسي المناظر الطبيعية (IFLA) لعام 2022. يقع مقر "IFLA" في مدينة فرساي بفرنسا، ويعتبر المنظمة الدولية الأكاديمية الأعلى والأكثر تأثيرا في أوساط هندسة المناظر الطبيعية الدولية. موضوع جائزة "IFLA" هذا العام هو "حل أزمات المناخ"، بهدف تعزيز المرونة والتكيف مع المناخ في أنظمتنا الحضرية والطبيعية والاجتماعية. وقد حقق مشروع الممر الإيكولوجي لبحيرة أرهاي تعايشا متناغما بين الناس والطبيعة من خلال نظام إيكولوجي طبيعي مستدام للمنطقة العازلة على ضفاف البحيرة.  

الممر الإيكولوجي لبحيرة أرهاي، وهو منطقة عازلة إيكولوجية مهمة، يبلغ إجمالي طوله 129 كيلومترا. قالت نيو يان، مديرة قسم الإعلام التابع للجنة الحزب الشيوعي الصيني في ولاية دالي الذاتية الحكم بمقاطعة يوننان، إن عدد زوار الممر في شهر يوليو 2022 تجاوز مليون فرد/ مرة، وأصبح الممر من أكثر المقاصد السياحية شعبية بين الزوار والفنانين.

استعادة أرض بحيرة أرهاي

بحيرة أرهاي، وهي مصدر مياه الشرب و"البحيرة الأم" لسكان دالي، واجهت قبل سنوات أزمة التلوث. في يناير 2015، أكّد الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته التفقدية لبحيرة أرهاي على أن التنمية الاقتصادية لا ينبغي أن تكون على حساب تدمير البيئة الإيكولوجية، وقال: "لا بد من حماية بحيرة أرهاي". في عام 2018، أطلق مشروع الممر الإيكولوجي المسمى بـ"مشروع الترميم البيئي وبناء الأرض الرطبة للمنطقة العازلة على ضفاف البحيرة في حوض بحيرة أرهاي"، وحددت حكومة دالي "ثلاثة خطوط" باللون الأحمر والأخضر والأزرق محيطة بالبحيرة لحماية البيئة الإيكولوجية، ونفّذت الترميم البيئي وبناء الأرض الرطبة داخل نطاق "الثلاثة خطوط"، كذلك تمت إزالة أي بنايات لا تتناسب مع الأرض الرطبة على مسافة خمسة عشر مترا من شاطئ البحيرة.

 في الماضي بني عدد لا يحصى من النُزل الريفية بالقرب من البحيرة، وبعد تحديد نطاق الممر الإيكولوجي عام 2018، تم الانتهاء من مهمة إعادة توطين 1806 أسر من 23 قرية تابعة لثماني بلدات حول بحيرة أرهاي في نهاية ذلك العام. في عام 2019، أطلقت الحكومة مشروع بناء "بلدة 1806" (أي بلدة إعادة توطين 1806أسر)، كما أنشأت خمس بلدات مميزة لقومية باي حسب ظروف الأراضي المختلفة من أجل إعادة توطين المهجرين، وأعطتهم تعويضا مناسبا. قال لي تسي يوان، نائب رئيس بلدة ينتشياو: "متوسط مساحة السكن لكل أسرة أكثر من أربعمائة متر مربع، بالإضافة إلى ذلك، حصل السكان على تعويضات مالية كبيرة."

بالنسبة للتجار الذين كانت متاجرهم بالقرب من بحيرة أرهاي والقرويين الذين عاشوا أكثر من نصف حياتهم فيها، على الرغم من أنهم تلقوا التعويضات المناسبة، فإنهم يكنون مشاعر عميقة للبحيرة ولا يتحملون تركها. يانغ كوي فا، من أبناء قرية بانشي التي تقع بالقرب من بحيرة أرهاي، ومن الدفعة الأولى للسكان الذين أعيد توطينهم في بلدة ينتشياو، كان يدير نزلين ريفيين، أزيل أحدهما بسبب وقوعه داخل نطاق الحماية الإيكولوجية. قال يانغ كوي فا إنه في البداية تردّد لأنّ إعادة التوطين تعني انخفاض الدخل بشكل كبير، ولكنه في النهاية قرر دعم هذا المشروع لأنّ هذا أمر ضروري لحماية بحيرة أرهاي.

هناك عدد كبير من القرويين الذين قدموا تضحيات ومساهمات لحماية بحيرة أرهاي مثل يانغ كوي فا، ومن أجل تعويضهم بأكبر درجة ممكنة، أولت الحكومة المحلية أيضا اهتماما خاصا لطريقة إعادة التوطين. قال لي تسي يوان: "المساكن الأصلية الواقعة بالقرب من البحيرة تنتمي إلى المساكن المبنية على الأراضي المملوكة للقرية، ولا يمكن بيعها، بينما تنتمي مساكن إعادة التوطين إلى المساكن التجارية، التي يمكن أن تباع أو تُؤجر." ومن أجل حل مشكلة التوظيف بعد التهجير، أجرت الإدارات المعنية تدريبات التوظيف للمقيمين، بما فيها خدمات المطاعم وبيع السلع من خلال البث المباشر.

معالجة التلوث تبدأ من منع حدوثه

بعد الانتهاء من عملية إعادة التوطين، بدأت القرى المتبقية على ضفاف البحيرة أيضا أعمال الوقاية والسيطرة على التلوث. قرية أربين، وهي قرية تابعة لبلدة شياقوان بمدينة دالي، وأول قرية في الممر الإيكولوجي ببحيرة أرهاي، وصناعاتها الأساسية هي المعمار وتربية الدواجن وزراعة الشتلات الزراعية وغيرها. لقد دفعت هذه الصناعات التنمية الاقتصادية في القرية، لكنها في الوقت نفسه أصبحت أيضا مصدرا للتلوث. قالت لي هونغ فانغ، نائبة مديرة لجنة قرية أربين: "كانت المياه المستخدمة في الزراعة والمراحيض والمطابخ والري وما إلى ذلك تتسبب في تلوث بحيرة أرهاي. الآن، لدى كل أسرة خزان صرف صحي، ولا يمكن أن تدخل مياه الصرف الصحي إلى أنابيب الصرف الصحي إلاّ بعد تصفيتها ومعالجتها." بعد إطلاق أعمال حماية بحيرة أرهاي، قام أفراد لجنة القرية بالتفتيش في جميع أنحاء منطقة بحيرة أرهاي، ووحّدوا معايير خزانات الصرف الصحي وعددها. وأضافت: "رغم أن كل أسرة كان لديها خزان صرف صحي، لم تكن الخزانات تطابق المعايير القياسية كما هي الآن."

حسب القواعد التي قررها القرويون من خلال المناقشة الجماعية، تجمع القرية رسوم جمع القمامة بقيمة 120 يوانا (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات حاليا) من كل أسرة مرة واحدة في السنة. قالت لي هونغ فانغ إن الحكومة تمنح مكافآت للقرويين الذين بادروا إلى المشاركة في إدارة البيئة، فعلى سبيل المثال، يمكنهم، إذا التحق أبناؤهم بالجامعة، أن يحصلوا على معونة التعليم بخطاب القبول وفاتورة الدفع لحماية البيئة، وهي خمسمائة يوان للطالب في معاهد التدريب، وألف يوان للطالب الجامعي.

إضافة إلى معالجة مياه الصرف الصحي، فإنّ تنظيف سطح بحيرة أرهاي عمل مهم للقرى المحيطة بالبحيرة. كانت لي تشي شيان مشرفة على نظافة شاطئ في دالي قبل إطلاق مشروع الممر الإيكولوجي، وعملها اليومي هو جرف الأعشاب المائية والنفايات البيضاء التي تطفو على سطح بحيرة أرهاي. قالت لي تشي شيان: "أشعر بأنّ جودة مياه البحيرة تحسنت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وارتفع وعي الشعب بحماية البيئة." ذكرت لي تشي شيان، أنها تقوم بهذا العمل منذ عام 2017، ومقارنة مع السنوات الأشدّ تلوثا، انخفضت النفايات على سطح البحيرة بشكل كبير.

قالت لي هونغ فانغ إنّ القرى لم تزد الاستثمارات المالية من أجل حماية بحيرة أرهاي فحسب، وإنما أيضا تعمل على زيادة الوعي بحماية البيئة وتتخذ إجراءات فعلية. الآن، يوجد في كل قرية وبلدة عامل نظافة ثابت مثل لي تشي شيان، ومسؤول عن إدارة الشاطئ والمجرى؛ ويُقام يوم حماية بحيرة أرهاي شهريا، حيث يعمّم المتطوعون مفهوم حماية البيئة وينشرونه بين سكان القرى والبلدات.

إكمال آخر كيلومتر من مكافحة التلوث

لو قمنا بتشبيه أنانيب الصرف الصحي بالشعيرات الدموية، فإن محطات معالجة مياه الصرف الصحي هي "الشريان الرئيسي" الذي يحدد مفتاح فعالية مكافحة التلوث. منذ عام 2015، أنشأت مدينة دالي نظام منع التلوث وإدارة التلوث لحوض بحيرة أرهاي، وبلغ استثمارها التراكمي 77ر5 مليارات يوان؛ وأنشأت 12 مصنعا لمعالجة مياه الصرف الصحي، وبلغ حجم معالجة مياه الصرف الصحي لجميع أنحاء المدينة 5ر211 ألف متر مكعب يوميا. يمكن أن تدخل المياه بعد المعالجة إلى البركة الإيكولوجية والأرض الرطبة، ويمكن أن تُستخدم في ري الحقول بعد التصفية مرة أخرى.

أصبحت المحطات الست الغاطسة لمعالجة مياه الصرف الصحي التابعة لمشروع منع التلوث حول البحيرة، نموذجا يحتذى به محليا في منع التلوث والسيطرة عليه. قال لي جيان جيون، نائب مدير عام شركة إدارة البيئة الإيكولوجية المحدودة في أرهاي بولاية دالي: "اختلافا عن محطة معالجة مياه الصرف الصحي على الأرض، التي لا تسمح بوجود أحياء سكنية داخل نطاق 200 متر بالقرب منها، فإنّ محطات معالجة مياه الصرف الصحي تحت الأرض صديقة للبيئة، والجزء الواقع تحت الأرض منها هو خزان صرف صحي يعالج مياه الصرف الصحي، والجزء الواقع على الأرض يُستخدم في بناء الحدائق." حسب السيد لي، يجري حاليا تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وسيتم تخضير الأرض كلها بعد الانتهاء من المشروع، مما يحول محطة معالجة مياه الصرف الصحي تتحول من "مكان طارد للسكان" إلى "مكان مفيد للسكان".

بعد تنفيذ إجراءات الإدارة مثل إعادة التوطين ومنع التلوث وإدارة التلوث، بحلول نهاية عام 2021، بلغت جودة مياه الأنهار الثلاثة والعشرين التي تدخل البحيرة إلى مستوى المياه من الدرجة الثانية، ودخلت أعمال حماية بحيرة أرهاي إلى مرحلة الحوكمة الحامية والترميم الإيكولوجي. مع تحسن جودة المياه، ظهرت نباتات الأوتليا المستدقة، التي تُعرف بـ"مؤشر جودة المياه"، على سطح البحيرة من جديد.

في الوقت نفسه، أصبح الممر الإيكولوجي ببحيرة أرهاي مكانا لأنشطة ثقافية وسياحية متنوعة، ومنها مهرجان الموسيقى ومهرجان الشعر وسباق الماراثون على شاطئ بحيرة أرهاي وسباق الدراجات على شاطئ بحيرة أرهاي، الأمر الذي جعل بحيرة أرهاي رمزا إيكولوجيا لمدينة دالي.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4