مجتمع < الرئيسية

قوة "هن" في العصر الجديد

: مشاركة
2023-04-18 12:05:00 الصين اليوم:Source يانغ هوي:Author

قالت فانغ فانغ: "يجب أن أساعد عائلتي في المحافظة على هذا المتجر القديم." السيدة فانغ من مدينة قوانغتشو، وهي من جيل ما بعد التسعينات، شرحت قرارها بإنقاذ المتجر القديم لعائلتها من خلال منصات التجارة الإلكترونية ضمن نشاط "البحث عن الزملاء في الطريق" الذي نظمته منصة دوين للتجارة الإلكترونية. أضافت فانغ، أن متجر المواد الغذائية الذي يديره والداها منذ أكثر من ثلاثين عاما، كان على وشك الإغلاق بسبب تأثير جائحة كوفيد- 19، الأمر الذي جعل والدها مهموما وحزينا. ومن أجل إبراز متجرها من بين آلاف المتاجر، قررت في عام 2020، اتباع أسلوب التجارة الإلكترونية "الحنين إلى الماضي" بعد بحث متعمق، من خلال إعداد حساء ليانغتانغ (أحد أطباق قوانغدونغ) حسب المواسم وأطعمة قوانغدونغ الأصلية على الإنترنت، لإثارة مشاعر الناس تجاه ثقافة طعام قوانغدونغ (كانتون). لفتت مقاطع الفيديو التي أعدتها فانغ فانغ بدقة أنظار العديد من الناس، وبدأ المزيد من الناس يهتمون بمكونات مأكولاتها، ويتعلمون منها طهي الطعام الكانتوني، مما فتح قنوات لبيع المكونات في السوق وصار لها عملاء في جميع أنحاء الصين.

قصة فانغ نموذج لريادة الأعمال للصينيات في العصر الجديد. منذ دخول العصر الجديد، وضعت الصين توظيف النساء وريادتهن للأعمال في بؤرة اهتمام الترتيبات الإستراتيجية المتعددة. ليس هذا فحسب، وإنما أيضا وفرت لهن بيئة جيدة للعمل وريادة الأعمال من خلال صياغة أهداف التنمية والتدابير الإستراتيجية وتقديم الدعم المالي.

مشهد جميل

في عام 2021، بلغ عدد النساء العاملات في الصين 322 مليونا، أي ما يمثل 1ر43% من إجمالي العاملين. مع التطور السريع لاقتصاد الإنترنت والتجارة الإلكترونية، تقوم مزيد من النساء مثل فانغ فانغ بالتجارة الإلكترونية وبيع البضائع من خلال البث المباشر. في عام 2022، بلغ عدد البائعات في المتاجر الإلكترونية لتطبيق تاوباو وحده 58ر23 مليونا، بزيادة أكثر من ضعفين مقارنة بعام 2016؛ ومن بين رواد الأعمال في مجال الإنترنت، تمثل النساء 55%، وأصبح الإنترنت مشهدا جميلا لتوظيف النساء وريادة الأعمال في العصر الجديد.

أدت الصناعات الجديدة والأشكال الصناعية الجديدة ونماذج الأعمال الجديدة (المشار إليها فيما يلي باسم "الاقتصادات الثلاثة الجديدة")، مثل توظيف المنصات والاقتصاد التشاركي واقتصاد مشاهير الإنترنت إلى توسيع قنوات العمل للمرأة وزيادة فرص العمل لها. في عام 2022، بلغ عدد النساء العاملات في مجالات التجارة الرقمية والتجارة الإلكترونية والبث المباشر بالصين 57 مليونا. في عملية نهضة الريف على وجه الخصوص، حققت النساء اللائي يعتمدن على العمل الزراعي فرص عمل غير زراعية في الاقتصادات الثلاثة الجديدة. وفقا لـ((تقرير استقصاء توظيف القرويات في الصين لعام 2021))، شكلت النساء 72% من موظفي خدمة العملاء السحابية لشركة عليباي؛ وشكلت النساء 3ر62% و53% من مدربي الذكاء الاصطناعي ومراسلي التجارة الإلكترونية في تطبيق تاوباو الريفي، كل على حدة.

في المفهوم التقليدي، السائق وعامل توصيل الطلبات مهنتان للذكور، ولكن مع التطور النشيط للموجة الرقمية، انضمت المزيد من النساء إلى قطاعات استدعاء السيارات وتوصيل الطلبات عبر الإنترنت، وحققن دخلا جيدا. تم تسجيل أكثر من 265 ألف سائقة للسيارات عبر الإنترنت على منصة ديدي في عام 2020، وبلغ عدد سائقات السيارات عبر الإنترنت على المنصة 37ر2 مليون، من بينهن 12 ألف امرأة من أسر فقيرة. مع التطور السريع لصناعة خدمة التوصيل، ازداد عدد عاملات توصيل الطلبات. مثلت النساء 06ر9% من العاملين في توصيل الطلبات في بكين في عام 2020، و في عام 2021 ارتفعت هذه النسبة إلى 21ر16%، وفي عام 2022 بلغ عدد عاملات توصيل الطلبات 6ر1 مليون في جميع أنحاء الصين. وسعت الاقتصادات الثلاثة الجديدة مجالات عمل المرأة وحياتها، وجلبت وظائف وفرص عمل جديدة للنساء، ورفعت كفاءة عمل المرأة ودخلها من العمل.

حتى في المجال العلمي والتكنولوجي التقليدي، يتزايد دور النساء بشكل ملحوظ. أظهر تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لعام 2022، أن نسبة النساء العاملات في المجال العلمي والتكنولوجي في الصين بلغت 8ر45%، ليقترب عددهن من 40 مليونا، وهذه النسبة أعلى من متوسط النسبة العالمية البالغة 30%. في عام 2020، بلغ عدد العاملات في مجال البحث والتطوير على الصعيد الوطني بالصين 984ر1 مليون، بزيادة قدرها 09ر1 مليون مقارنة مع العدد قبل عشر سنوات. بالإضافة إلى ذلك، في الوظائف "التي يهيمن عليها الذكور" مثل تكنولوجيا الإنترنت والبحث والتطوير، يتواصل الارتفاع في نسبة النساء، فقد وصلت إلى 5ر19% في عام 2021، بزيادة سنوية قدرها 6ر1 نقطة مئوية.

قوة "هن"

سواء في مدن المناطق المتطورة أو أرياف المناطق المتخلفة، تزدهر صاحبات المتاجر في منصات التجارة الإلكترونية ومراسلات بيع السلع في جميع أنحاء الصين. مما دل على قوة "هن" في زيادة الدخل وتحقيق الرخاء من خلال بيع المنتجات الزراعية في مسقط رأسهن.

قالت ون يانغ يانغ: "في السنوات الأخيرة، أبيع التفاح الذي تنتجه أسرتي والأسر المجاورة عن طريق منصات التجارة الإلكترونية. ولأن دخلنا أصبح مستقرا وجيدا، يبتسم والداي كثيرا." ون يانغ يانغ، ابنة عائلة قروية بمحافظة ليشيان بمقاطعة قانسو، وهي من جيل ما بعد التسعينات، اضطرت لترك المدرسة للعمل في سن الخامسة عشرة بسبب الفقر. في عام 2014، قررت محافظة ليشيان تطوير التجارة الإلكترونية بقوة، مما أشعل شغف ون يانغ يانغ في ريادة الأعمال. من خلال المشاركة في التدرب على التجارة الإلكترونية، تعلمت استخدام الهاتف النقال لبيع التفاح عبر الإنترنت، وبالفعل استطاعت تسويق كل إنتاج عائلتها من التفاح والذي تجاوز 600 صندوقا في ذلك العام. في عام 2015، بعد أن باعت تفاح أسرتها، ساعدت الأسر الفقيرة الأخرى على بيع أكثر من 1500 كيلوغرام من التفاح. في عام 2016، بدأت في توسيع دائرة وكلائها، وقادت أكثر من 20 شابا ريفيا للانخراط في مجال التجارة الإلكترونية.

قالت هوانغ ليان جيانغ، وهي سيدة من محافظة بوباي بمقاطعة قوانغشي: "قد يكون من الصعب تصديق أن منتجا واحدا يباع باثني عشر مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات تقريبا حاليا) سنويا." منذ فتح المحطة الدولية لعلي بابا في عام 2016، اغتنمت هوانغ ليان جيانغ فرصة الخدمات اللوجستية العابرة الحدود، وحولت قريتها إلى "منفذ رقمي عابر للحدود" للمنتجات اليدوية المجدولة من أغصان النباتات، وباعتها (باعتبارها من التراث الثقافي غير المادي) إلى أكثر من ستين دولة، منها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان وأستراليا، وحتى ديزني وموجي أصبحتا من عملائها. يعمل في شركة هوانغ ليان جيانغ حاليا خمسون موظفا رسميا، إضافة إلى ذلك، تعاونت معها أكثر من تسعمائة أسرة قروية تقوم بعمل المجدولات، بما في ذلك أكثر من 300 أسرة كانت فقيرة. استطاعت شركتها للتجارة الإلكترونية عبر الحدود حل مشكلة التوظيف للنساء المحليات، ووفرت حياة أفضل لأكثر من ألف وستمائة قروي بفن "الأنامل"، وفي الوقت نفسه، ورثت التراث الثقافي غير المادي لمهارات المجدولات اليدوي بأغصان النباتات، وأظهرت ثقافة المجدولات الصينية للعالم.

المجرة رائعة، والأحلام لا حدود لها، واستكشاف الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة أيضا ليس بعيدا عن النساء في العصر الجديد. وانغ يا بينغ، رائدة الفضاء المشهورة، كانت قائدة طائرة في القوات الجوية الصينية، وسجلت 1567 ساعة طيران آمن، وصُنفت كقائدة طائرة من المستوى الثاني للقوات الجوية. تدربت بجد لعقود وحققت إنجازات مهمة جذبت انتباه العالم. في يونيو 2013، نفذت مهمة "شنتشو- 10"، وأصبحت أول مدرسة صينية في الفضاء؛ من أكتوبر 2021 إلى إبريل 2022، نفذت مهمة "شنتشو- 13"، وأصبحت أول رائدة فضاء صينية تجولت في الفضاء وعاشت في محطة الفضاء الصينية وقامت مرتين بالملاحة الفضائية؛ كما ألقت ثلاث محاضرات فضائية، وفازت بلقب "رائدة الفضاء البطلة" و"حاملة الراية الحمراء 8 مارس" وغيرهما من الألقاب الفخرية الوطنية. بالإضافة إلى وانغ يا بينغ، أصبحت البروفيسورة هو هاي لان من جامعة تشجيانغ أصغر حائزة على جائزة "العالمة البارزة العالمية" لعام 2021، بفضل بحثها حول آلية الدماغ الأساسية للاكتئاب. إنّ هؤلاء العالمات الشابات مع خبرات البحث العلمي والإنجازات البارزة، يشجعن المزيد من الشابات على الانضمام إلى مجالات العلوم.

دعم من سياسات الدولة

التغيرات المهمة للمرأة في العصر الجديد في أساليب التوظيف ومجالات ريادة الأعمال، وكذلك الإنجازات الكبرى غير المسبوقة في مجال العلوم والتكنولوجيا، لا تنفصل عن الجهود والكفاح والمثابرة للمرأة نفسها، وكذلك لا تنفصل عن مساعدة اتحاد النساء لعموم الصين والدعم من السياسات الوطنية من حيث رأس المال والتكنولوجيا والمساواة في التوظيف وريادة الأعمال وبيئة البحث العلمي.

الأموال غير الكافية وصعوبات التمويل، مشكلات تواجهها العديد من النساء في المرحلة الأولية من ريادة الأعمال، فيعمل اتحاد النساء لعموم الصين واتحادات النساء المحلية في جميع أنحاء البلاد على دفع النساء في ريادة الأعمال من خلال تشجيع الإدارات المعنية على تقديم سياسات القروض المدعومة والقروض الخاصة لرائدات الأعمال. حتى نهاية عام 2022، بلغت القيمة التراكمية لـ"مشروع الصندوق المستدام لريادة الأعمال للنساء" أكثر من 400 مليون يوان، وتم تقديم الدعم المالي وتدريب المهارات لأكثر من 463 ألف امرأة في ريادة الأعمال. من حيث المناطق، تعاون بنك رونتشانغ للتجارة الريفية في شاندونغ مع اتحاد النساء المحلي في السنوات الأخيرة، لمنح أكثر من 40 مليون يوان من القروض لرائدات الأعمال؛ وتعاون بنك دونغتو للتجارة الريفية في تشجيانغ مع اتحاد النساء المحلي لتوفير 15ر52 مليون يوان من القروض إلى 745 سيدة لريادة الأعمال. وبالإضافة إلى ذلك، من أجل تنفيذ الإستراتيجيات الرئيسية مثل تنشيط الريف والرخاء المشترك، تعاونت اتحادات النساء في جميع أنحاء البلاد مع البنوك ومؤسسات الخدمات المالية الأخرى لإطلاق عدة قروض خاصة. على سبيل المثال، تعاون اتحاد النساء لمدينة آنتشينغ بمقاطعة آنهوي مع البنك الزراعي الصيني بمدينة آنتشينغ في عام 2023، حيث يقدم 435 مليون يوان من "قروض المرأة". إنّ الدعم المالي المستمر من جميع أنحاء البلاد حل بشكل فعال المشكلات الملحة والصعبة التي تواجها رائدات الأعمال.

إن الافتقار إلى القدرة على التوظيف وريادة الأعمال والمعرفة بالإدارة والتسويق ومهارات البث المباشر للتجارة الإلكترونية، جميعها عوائق تقيد توظيف النساء وريادتهن للأعمال. في عام 2021، أقام اتحاد النساء لمدينة هامي في شينجيانغ دورة تدريبية أولى عن التجارة الإلكترونية بعنوان "هامي موطني" لمدة 4 أيام لثلاثين امرأة محلية، حيث دعا مدربين الإعلام الجديد إلى تعليم المعارف حول التجارة الإلكترونية والتدريب على استخدام الإنترنت وفتح المتاجر الإلكترونية وغيرها من طرق تطبيق الوسائط الحديثة، لتوفير مساحة ريادة الأعمال وقنوات التوظيف للنساء وتحقيق ريادة الأعمال وزيادة الدخل قرب المنزل. الدورة التدريبية التي أجراها اتحاد النساء لمدينة هامي مثال للدورات التدريبية في جميع أنحاء البلاد. في عام 2020، قام اتحاد النساء لعموم الصين بتدريب 15 مليون امرأة في مجال التجارة الإلكترونية في المناطق الفقيرة بشكل مباشر، وتنظيم دورات خاصة حول بيع السلع عن طريق البث المباشر وما إلى ذلك، وتوجيه اتحادات النساء المحلية لعقد أكثر من عشرة آلاف دورة تدريبية للتخفيف من حدة الفقر من خلال التجارة الإلكترونية، لتوفير خدمات التدريب للنساء في التوظيف وريادة الأعمال.

استجابة لقضايا التمييز بين الجنسين في التوظيف وصعوبة موازنة المرأة بين العمل والأسرة، أصدر اتحاد النساء لعموم الصين ووزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي وغيرهما من تسع إدارات ((إشعارا بشأن مواصلة تنظيم ممارسات التوظيف وتعزيز توظيف النساء)) في عام 2019، حيث حدد الإشعار بوضوح منع التمييز بين الجنسين في وضع خطط التوظيف وإصدار معلومات التوظيف والمقابلات والفحوصات الجسدية والتعيين، كما تم إنشاء خط ساخن للإبلاغ والشكاوى، مما خلق ظروفا مؤاتية لتعزيز المساواة في التوظيف بين الجنسين. أوضح ((قانون الإسكان وتنظيم الأسرة في الصين)) (2021) التشجيع على تمديد إجازة الإنجاب ودعم إنشاء إجازة رعاية الطفل حيثما تسمح الظروف بذلك، مما سيساعد النساء على الموازنة بين العمل والأسرة. ينص ((قانون حماية حقوق المرأة ومصالحها)) (2022) على مسؤولية الشركات والحكومات والإدارات المعنية لضمان المساواة للمرأة في العمل. ليس هذا فحسب، وإنما أيضا يحث أصحاب العمل الذين ينتهكون حقوق المرأة العاملة على تصحيح سلوكيات التمييز بين الجنسين من خلال المقابلات وتوقيع العقوبات المالية عليهم.

من أجل تعزيز تنمية الأكفاء العلميين والتقنيين من النساء، أصدرت وزارة العلوم والتكنولوجيا واتحاد النساء لعموم الصين وغيرهما من ثلاث عشرة إدارة وثيقة في عام 2021، حيث أكدت بوضوح على المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص، وخلق بيئة أفضل لذوات الكفاءة العلمية والتكنولوجية للنمو والتقدم وإبراز كفاءتهن. أصدرت بكين وأماكن أخرى على التوالي خطط العمل لدعم ابتكار العاملات في مجال العلم والتكنولوجيا، وإطلاق حيوية الابتكار العلمي والتكنولوجي لهن.

الجدير بالذكر أنه في الخطتين الخمسيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، جزء خاص بشأن "تعزيز التنمية الشاملة للمرأة". وفي نفس فترة الخطتين الخمسيتين أوضحت الخطة الوطنية لتعزيز التوظيف بذل الجهود من أجل القضاء على التمييز في التوظيف، بما في ذلك التمييز بين الجنسين. وتحدد ((خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان)) و((مخطط تنمية المرأة الصينية)) على التوالي، أهداف القضاء على التمييز بين الجنسين في التوظيف والتنمية المهنية والإستراتيجيات والتدابير لتعزيز توظيف النساء وريادتهن للأعمال. ونصت الوثيقتان على تحسين وتنفيذ آلية العمل المتمثلة في قيادة اللجنة الحزبية ومسؤولية الحكومة وتنسيق لجنة عمل المرأة والطفل والتعاون المتعدد القطاعات ومشاركة المجتمع بأسره، فضلا عن جمع الأموال عن طريق القنوات المتعددة وضمان التمويل الداعم لتنمية المرأة.

----

يانغ هوي، باحثة مساعدة ونائبة مديرة مكتب أبحاث السياسات والقوانين لمعهد أبحاث المرأة في اتحاد النساء لعموم الصين.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4