مجتمع < الرئيسية

نهضة الصين.. في الذكرى السنوية الـ74 لليوم الوطني الصيني

: مشاركة
2023-10-16 17:05:00 الصين اليوم:Source د. حسن الدعجة:Author

في الأول من أكتوبر من كل عام، تحتفل الصين بذكرى تأسيس جمهورية الصين الشعبية. هذا اليوم يعد مناسبة وطنية مهمة للشعب الصيني وحكومته، حيث يتم الاحتفال به بفعاليات رسمية واحتفالات شعبية في جميع أنحاء البلاد. وفي هذه المناسبة، يمكننا النظر في التطور الرائع الذي شهدته الصين على مدى السنوات الأربع والسبعين الماضية.

في عام 1949، تم إعلان تأسيس جمهورية الصين الشعبية بقيادة الزعيم الكبير ماو تسي تونغ، ومنذ ذلك الحين شهدت الصين نموا هائلا في مختلف المجالات. تمكنت الصين من بناء اقتصادها بسرعة، لتصبح واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم. وفي الوقت نفسه، حققت تقدما كبيرا في مجالات التكنولوجيا والعلوم والابتكار، وأصبحت منافسا رئيسيا في العديد من الصناعات الرئيسية.

التحسينات الاجتماعية والتعليمية أيضا كانت ملحوظة، حيث تم تحسين معايير المعيشة والرعاية الصحية والتعليم. كما أصبحت الصين قوة عالمية تسعى إلى تعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات، بما في ذلك مكافحة تغير المناخ وتعزيز السلام والأمن العالميين.

إن هذه الذكرى تذكرنا بالإنجازات الكبيرة التي حققتها الصين وتطورها المستدام. إنها أيضا فرصة للنظر إلى المستقبل وكيف يمكن للصين أن تسهم بشكل أكبر في تحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي. يعكس الاحتفال بهذا اليوم الوطني قوة الشعب الصيني وتفانيه في تحقيق التقدم والازدهار.

شي جين بينغ ونهضة الصين

 وفي ذكرى اليوم الوطني للصين، نستذكر النهضة الرائعة التي شهدتها الصين تحت قيادة الزعيم شي جين بينغ. منذ توليه السلطة كأمين عام للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، قام الرئيس شي بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات والتحولات الاقتصادية والسياسية التي أثرت بشكل كبير على الصين وأثبتت تأثيرها الإيجابي على مختلف جوانب حياة الشعب الصيني. من أبرز الإنجازات التي حققها الرئيس شي، تعزيز الاقتصاد الصيني وجعله أكبر اقتصاد في العالم من حيث القوة الشرائية. تم تنفيذ إصلاحات هيكلية وتحسين بيئة الأعمال، مما دفع نمو الاقتصاد وزيادة فرص العمل.

على الصعيدين الداخلي والدولي، شهدت الصين تقدما كبيرا في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا والتعليم والبحث والتطوير. كما تعاملت بفعالية مع تحديات، مثل الفقر المدقع والتلوث البيئي والمشكلات الصحية. وعلى الساحة الدولية، لعبت الصين دورا متزايد الأهمية في قضايا السلام والأمن العالميين وتعاون التجارة الدولي وتغير المناخ. تمثلت هذه النهضة في التفاني الصيني لتحقيق تنمية مستدامة وإيجاد حلول لقضايا العالم المعقدة.

المبادرات الصينية العالمية

أطلق الزعيم الصيني شي جين بينغ العديد من المبادرات العالمية، التي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم. من بين هذه المبادرات:

1-         مبادرة "الحزام والطريق"، والتي تعد واحدة من أبرز المبادرات العالمية التي أطلقها الرئيس شي. تهدف هذه المبادرة إلى بناء البنية التحتية وتعزيز التجارة والتعاون بين الصين وعدد من البلدان في آسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية؛

2-         مبادرة رابطة المصير المشترك للبشرية، والتي تسعى إلى تعزيز التعاون الدولي في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك التنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ والتعاون الثقافي؛

3-          مبادرة الحضارة العالمية، والتي تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون الثقافي بين الشعوب والمحافظة، على التنوع الثقافي؛

4-         مبادرة الأمن العالمي، التي تم إطلاقها في إبريل 2022. فقد دعت الصين إلى أمن "مشترك وشامل وتعاوني ومستدام" يحترم سيادة الدول ويعالج "مخاوفها الأمنية المشروعة"؛

5-         مبادرة الصحة العالمية، التي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الصحة العامة ومكافحة الأمراض العالمية مثل جائحة كوفيد- 19.

هذه المبادرات تعكس التفاني الصيني في تعزيز التعاون الدولي والمساهمة في حل القضايا العالمية. تلعب الصين دورا متزايد الأهمية في المجتمع الدولي من خلال هذه المبادرات وتعزز التفاهم والتعاون بين الدول.

الحكمة الصينية في السياسية الخارجية

الرئيس الصيني شي جين بينغ شخصية سياسية بارزة تمتاز برؤية وإستراتيجية قوية في السياسة الخارجية. إليك بعض الحكم والمبادئ التي يتبناها في سياسته الخارجية:

1-         التعاون الدولي. يرى شي جين بينغ أن التعاون الدولي هو الوسيلة الرئيسية لحل القضايا العالمية، سواء كانت تتعلق بالاقتصاد أو الأمن أو التغير المناخي. يسعى إلى تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف؛

2-         السلام والاستقرار. يشدد على أهمية السلام والاستقرار العالميين وتجنب الصراعات والتصعيد العسكري. يدعو إلى حل النزاعات بالوسائل السلمية والتفاوض؛

3-         الشراكة الاقتصادية. يعتبر التبادل التجاري والاقتصادي مهما جدا للصين، ويسعى إلى توسيع العلاقات التجارية مع الدول الأخرى من خلال مبادرة "الحزام والطريق" وغيرها من المبادرات؛

4-         المصالح الوطنية. يعتبر أن الدفاع عن المصالح الوطنية للصين هو أمر حيوي، ويسعى إلى تعزيز وحماية هذه المصالح في مختلف المجالات؛

5-          التنوع الثقافي. يؤمن بأهمية التنوع الثقافي والحوار بين الحضارات. يعمل على تعزيز التبادل الثقافي مع الدول الأخرى؛

6-         مبدأ عدم التدخل. يلتزم بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى واحترام سيادتها؛

7-         مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية. يشدد على أهمية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية وتعزيز الأمن العالمي؛

8-         المسؤولية العالمية. يؤمن بأن الصين كدولة كبرى تتحمل مسؤولية عالمية، ويعمل على المشاركة بفعالية في حل القضايا العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن سياسة الصين الخارجية تتطور باستمرار وتتأثر بالأحداث الدولية، وقد تتغير الأولويات والإستراتيجيات بمرور الوقت، لصالح أمن واستقرارالصين والعالم.

وأخيرا، فإن نهضة الصين المعاصرة هي قصة نجاح للأمة، تحققت في فترة زمنية قصيرة. من خلال إصرارها وجهودها الحثيثة، أصبحت الصين من أكبر الاقتصادات في العالم، وساهمت في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي لملايين من مواطنيها. وتعكس نهضة الصين القوة والإرادة، وتشكل مثالا للتحول والتنمية المستدامة. إنها قصة نجاح تذكرنا دائما بقدرة الإنسان على تحقيق الطموحات وتغيير مستقبله بإيجابية.

--

د. حسن الدعجة، أستاذ الدراسات الإستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال في الأردن، ومستشار معهد "الحزام والطريق" بجامعة بكين، وعضو المجلس العالمي للدراسات الصينية.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4