مجتمع < الرئيسية

مدينة أكسو.. استكشافات وجهود متواصلة لتحويل الصحراء إلى واحة

: مشاركة
2023-12-18 16:56:00 الصين اليوم:Source تشانغ شي:Author

في عام 1986، أطلقت حكومة مدينة أكسو التابعة لمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم مشروع تشجير الصحراء في بلدة ككيا. خلال السنوات السبع والثلاثين الماضية، بذلت أجيال من كوادر وجماهير مختلف القوميات في أكسو جهودهم في زراعة الأشجار في الصحراء، مما خلق معجزة تحويل الصحراء إلى واحة وتحويل صحراء غوبي إلى بستان.

توريث روح ككيا

يوسف جان عليم حارس غابات في محطة أواتي للوقاية من حرائق الغابات، يبلغ عمره ستة وثلاثين عاما. عندما كان يوسف جان طفلا، اعتاد على رؤية صحراء غوبي ذات الرمال الصفراء. كان جده ووالده يأملان ألا يكون كل ما تراه الأجيال القادمة هو صحراء غوبي الجرداء فقط، فشاركا في مشروع تشجير الصحراء في بلدة ككيا. بتأثير من العائلة، شرع يوسف جان في أعمال زراعة الأشجار وحماية الغابات في عام 2004. قال: "في الماضي، كان علينا أن نذهب إلى المناطق الداخلية في صحراء غوبي لزراعة الأشجار. في ذلك الوقت، لم تكن لدينا هواتف نقالة أو وسائل مواصلات، فكنا نستقل شاحنات الوحدات المعنية، ونحضر ما يكفي من خبز نانغ والمياه لزراعة الأشجار في صحراء غوبي لمدة تتراوح من خمسة عشر يوما إلى عشرين يوما في كل مرة." كانت زراعة الأشجار في صحراء غوبي عملا بالغ الخطورة في ذلك الوقت. قال يوسف جان: "الطقس في الصحراء شديد القسوة، وكان عليّ البقاء على مقربة من فريق الزراعة أثناء العمل. عندما أشعر بالجوع، أقوم بنقع خبز نانغ في الماء وأتناوله بعد أن يصير طريا. خلال زراعة الأشجار، كنت أقوم بربط علب المياه وخبز نانغ على جسدي بإحكام والانتباه إلى الوضع حولي، فإذا ضاع منهما شيء أو تخلفت عن الفريق فلن أتمكن من مغادرة الصحراء."

في عام 2021، جاء يوسف جان إلى محافظة أواتي للمشاركة في مشروع المعالجة البيئية لقطعة من حوض نهر تاريم الواقع في منطقة إخسيمان. تشكل بحيرة إخسيمان والمناطق المحيطة بها منطقة إخسيمان. بسبب عزو الصحراء المستمر في جنوبي شينجيانغ، تقلصت مساحة البحيرة تدريجيا. من أجل الحد من التصحر، أطلقت حكومة أكسو مشروعا لمعالجة وحماية الجبال والمياه والغابات والحقول والبحيرات والعشب والصحراء في حوض نهر تاريم (منطقة حوض أكسو). وبدعم مالي من مشروعات مثل المشروع الرئيسي لحماية ومعالجة النظام الإيكولوجي ومشروع المنطقة النموذجية الشاملة لمكافحة التصحر، تم استثمار 293 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات تقريبا حاليا) في مشروع معالجة وحماية الجبال والمياه والغابات والحقول والبحيرات والعشب والصحراء في حوض نهر تاريم (منطقة حوض أكسو)، من بينها 63 مليون يوان من أموال الدولة، و230 مليون يوان من أموال الدعم الحكومي المحلي. منذ عام 2021، تمت معالجة 91 ألف مو (الهكتار يساوي 15 مو) من الأراضي المتصحرة. في عام 2021، تمت معالجة 5ر32 ألف مو، وفي عام 2022، تمت معالجة 5ر43 ألف مو، أما في ربيع عام 2023، فتم تشجير 15 ألف مو. حاليا، تنمو أشجار الهالوكسيلون، التي زرعها يوسف جان قبل ثلاث سنوات، بشكل مزدهر، وتنتشر في الصحراء مثل النجوم، فأصبح منظر الرمال الصفراء والنباتات الخضراء مثل لوحة الشطرنج. قال يوسف جان: "عندما جئت إلى هنا أول مرة، كانت الرمال هي كل شيء. لم يكن هنا ولو شجرة واحدة، ولم تكن الطيور المائية ترغب في العيش هنا أيضا. الآن، أشعر ببعض الأمل، وأنا أرى النباتات تنمو تدريجيا."

زراعة الأشجار وحماية الغابات عمل شاق وطويل الأمد، ولن تبقى جميع النباتات المزروعة على قيد الحياة في الصحراء. قال يوسف جان: "بمجرد التأكد من موت شجرة، يجب زراعة شجرة أخرى على الفور." يذهب يوسف جان إلى منطقة مشروع معالجة وحماية الجبال والمياه والغابات والحقول والبحيرات والعشب والصحراء في حوض نهر تاريم (منطقة حوض أكسو) للتحقق من حالة النباتات يوميا. بالإضافة إلى العمل في منطقة المشروع، يربي يوسف جان أيضا 25 صندوقا من النحل، فيمكنه كسب ما يقرب من عشرين ألف يوان إلى ثلاثين ألف يوان سنويا من بيع العسل. قال يوسف جان إنه يشعر بأن حياته لها معنى وهو يرى النباتات، التي زرعها بنفسه، تغطي الصحراء تدريجيا، وتحول الصحراء إلى واحة.

تطوير الصناعات لتحويل القيمة الإيكولوجية

تقع قاعدة الجوز النموذجية على المستوى الوطني ببلدة ككيا التابعة لمحافظة ونسو، في المنطقة الأساسية لمشروع تشجير الصحراء في بلدة ككيا، وتبلغ مساحتها 14 ألف مو. الهدف من هذه القاعدة هو أن تكون منصة للتكنولوجيا على المستوى الوطني في منطقة ونسو والحصول على الدعم التقني من الأكاديمية الصينية للحراجة وأكاديمية شينجيانغ للحراجة وأكاديمية شينجيانغ للعلوم الزراعية، من أجل إجراء الأعمال المتعلقة باختيار أصناف الجوز وزراعتها وأبحاث التقنيات الجديدة وعرضها وترويجها. نظرا للظروف الطبيعية الفريدة المحلية، يشتهر الجوز المزروع في محافظة ونسو بقشرته الرقيقة وحباته الممتلئة والمقرمشة ومذاقه اللذيذ.

خلال موسم حصاد الجوز، كان تشونغ مينغ لون، البالغ من العمر 56 عاما، وزوجته مشغولين في بستانهما. أثناء تشغيل الآلات، يتساقط الجوز الطازج من أشجار بستان تشونغ مينغ لون. من الصعب تصور أن هذا المكان كان أرضا صحراوية قاحلة قبل عام 2002. جاء تشونغ مينغ لون من مقاطعة سيتشوان إلى ونسو قبل ثلاثين سنة. تحت قيادة الجمعية التعاونية، شرع تشونغ مينغ لون في زراعة الجوز. قال: "في الماضي، كان هذا المكان كله صحراء غوبي، ولو أردت زراعة الجوز هنا، كان عليك أن تطلب من الجيش استخدام القنابل لتفجير الحُفَر." في ذلك الوقت، واجهت محافظة ونسو أيضا مشكلة ندرة موارد المياه، فقامت الحكومة المحلية ببناء مرافق التخزين والري لجلب المياه من جبال تيانشان الثلجية إلى بساتين الجوز. بعد عقود من العمل الشاق، نمت أشجار الجوز في ونسو تدريجيا. في الوقت الراهن، تعاقد تشونغ مينغ لون على بستان جوز بمساحة 45 مو، وينمو دخله بشكل مطرد. قال: "في العام الماضي، كان سعر الجوز المجفف 12 يوانا لكل كيلوغرام، بعد مختلف التكاليف، حققت ربحا قدره سبعون ألف يوان."

بالإضافة إلى زراعة الجوز، تعمل محافظة ونسو على بناء نموذج تنمية متمثل في "الشركة+ القاعدة+ المزارع"، وتستكشف باستمرار تمديد سلسلة صناعة الجوز، وتوفر تدريبات إرشادية تقنية مجانية بشكل منتظم لمساعدة المزارعين على فتح أسواق جديدة وزيادة الدخل. قال قوه جين باو، نائب رئيس مزرعة موبن للحبوب والزيوت والأشجار بمحافظة ونسو، إن إيرادات الجوز للمزرعة في العام الماضي، بلغت أكثر من 27 مليون يوان، ووصلت إيرادات زيت الجوز إلى أكثر من ثلاثين مليون يوان. علاوة على ذلك، تقوم المزرعة باستكشاف صناعة المعالجة العميقة للجوز. أضاف: "نجد سوقا واسعة للقدر الساخن الصيني. حاليا، تتعاون المزرعة مع جامعة شينجيانغ الزراعية للتركيز على بحث وتطوير منتجات صلصة الجوز المناسبة للقدر الساخن الصيني."

"رئة خضراء" في الصحراء

تقع حديقة نهر دولانغ الوطنية للأراضي الرطبة في الجانب الجنوبي الشرقي من محافظة ونسو والجانب الشمالي الغربي من مدينة أكسو والمجرى العلوي لنهر دولانغ، وتُعد أول حديقة وطنية للأراضي الرطبة في جنوبي شينجيانغ. تبلغ مساحة الحديقة خمسة آلاف وسبعمائة مو.

تأتي مياه نهر دولانغ من ذوبان الثلوج في جبال تيانشان والأمطار الطبيعية، فيحتوي النهر على كمية كبيرة من رواسب الرمال. في الماضي، كان هناك العديد من محاجر الرمال والحصى على جانبي النهر، مما أدى إلى تراكم النفايات وتدفق مياه الصرف الصحي في النهر، فكانت البيئة المحيطة به سيئة للغاية. قال جيانغ فنغ، وهو مسؤول بحديقة نهر دولانغ الوطنية للأراضي الرطبة، إنه من أجل تحسين البيئة في الحديقة، قامت الحكومة المحلية بأعمال ترميم شاملة؛ مثل توصيل شبكات المياه وإزالة الرواسب من النظام المائي وإعادة بناء الأنابيب المستخدمة في المنطقة المحيطة بالحديقة واستعادة البيئة المائية، وقامت باستعادة الكتلة المائية على أساس شكلها الطبيعي الأصلي، فزادت نسبة المساحة المائية في الحديقة من 40% إلى 60%، مكونة 22 بحيرة كبيرة وصغيرة. بعد استعادة النظام البيئي، تم تحويل تلك البحيرات الكبيرة والصغيرة إلى برك للنظام الإيكولوجي وبرك معالجة المعادن الثقيلة وبرك تنقية المغذيات من أجل ترشيح مياه النهر، فتحولت المياه الطينية الصفراء إلى مياه صافية من الدرجة الثالثة. يمر النهر عبر مدينة أكسو، مما يشكل منظرا طبيعيا فريدا.

قال جيانغ فنغ: "تجذب البيئة الجميلة في الحديقة الحيوانات البرية للعيش هنا. بذلنا الجهود في مكافحة التأثيرات السلبية السابقة لصحراء غوبي والمستنقعات. أصبح هدف ’المدينة الواقعة في الواحة ومرور المياه بالمدينة واستفادة السكان من الحديقة‘ حقيقة واقعة. حاليا، ينمو في الحديقة أكثر من عشرة أنواع من النباتات المحمية من الدرجة الثانية على المستوى الوطني، وتم توطين سبعة أنواع من الحيوانات المحمية من الدرجة الأولى على المستوى الوطني، وأكثر من عشرين نوعا من الحيوانات المحمية من الدرجة الثانية على المستوى الوطني فيها. بالإضافة إلى ذلك، يوجد في الحديقة أكثر من مائة وأربعين نوعا من النباتات الأخرى وأكثر من مائة نوع من الحيوانات البرية."

تحولت أكسو من منطقة صحراوية إلى "جيانغنان الصغيرة" في شينجيانغ، وصارت عبر إجراءاتها العملية تطبيقا واقعيا للمفهوم العلمي المتمثل في "الجبال الخضراء والمياه النقية هي جبال من الذهب وجبال من الفضة". 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4