مجتمع < الرئيسية

"مونديال الخبز" بين يدي الصيني قونغ شين

: مشاركة
2024-01-05 11:57:00 الصين اليوم:Source وانغ رو ينغ:Author

إذا وضعت عناصر التصميم للأسد وحيوان الباندا المحبوب والأفعوانية ودوامة الخيل معا، فماذا يمكن أن يحدث؟ قام قونغ شين، وهو شاب صيني من الجيل "زد" بوضع كل هذه العناصر معا لصنع رغيف خبز طوله أكثر من متر، وفاز به بالمركز الأول في الدورة التاسعة لمسابقة "مونديال الخبز" التي أقيمت في مدينة نانت بفرنسا في أكتوبر عام 2023. أشاد مستخدمو الإنترنت برغيف الخبز الرائع، باعتباره عملا فنيا رائعا يبرز مهارات تحضير عالية. وقد جاء الفرنسي سيدريك إرغو في المركز الثاني، فرأى البعض أن هذا يشبه فوز مشارك أجنبي في مسابقة إعداد جياوتسي في الصين. وعلقت وسائل الإعلام الفرنسية على فوز الخباز الصيني قائلة، إن هذه النتيجة مدهشة للغاية.

مسابقة "مونديال الخبز"، التي انطلقت في عام 2007، هي المسابقة الأكثر تأثيرا في مجال الخبز بالعالم، وتعتبر "أولمبياد الخبز". شارك خبازون ممتازون من خمس عشرة دولة في الدورة التاسعة للمسابقة، وطُلب من كل منهم صنع ثمانية أنواع من المخبوزات، منها الخبز الفرنسي (الباغيت) والساندويتش والكرواسون، في ثماني ساعات ونصف ساعة، وكان اختبارا كبيرا للمشاركين لمهاراتهم وعزيمتهم. تغلب الصيني قونغ شين على كل الضغوط وصار أول صيني يفوز بهذه المسابقة.

شاب من بلدة صغيرة إلى بطل عالمي

 ولد قونغ شين في شيانغتان، وهي بلدة صغيرة بمقاطعة هونان، في عام 1995. بعد تخرجه في المدرسة الثانوية، ذهب إلى شنتشن وعمل في مصنع. بعد ذلك، وباقتراح من أبويه، تعلم قونغ شين صنع الخبز الأوروبي في مدرسة محلية وعمل في مخبز منذ عام 2013، لتبدأ مسيرة عمله كخباز. في مكان عمله، وجد أن المخبز يهتم بالقدرة الإنتاجية لسد طلبات الزبائن، وهذا لا يتفق مع سعيه لتحسين مهاراته في صنع الخبز. أراد قونغ شين إتقان المزيد من المعلومات النظرية، مثل طريقة تجهيز العجين والتخمير والخبز والتزيين. من أجل تحسين مهارات عمله في المستقبل، ترك قونغ شين العمل وواصل دراسته في مدرسة شهيرة لصنع الخبز بمدينة سوتشو وعمل خبازا هناك بعد التخرج. هكذا، حقق قونغ شين حلم طفولته. لم تمض إلا سنتان حتى تحول من خباز مبتدئ إلى معلم ماهر، وحقق ذلك في هذه الفترة القصيرة لأنه بذل جهودا قد لا يتصورها الشخص العادي.

قال قونغ شين، إنه بعد أن عمل في سوتشو، وجد فرقا كبيرا بين سوتشو وشنتشن في المواد الغذائية والبيئة ودرجة الحرارة والرطوبة. في شنتشن، كان يستطيع صنع الخبز كما يشاء، لكن بسبب عدم التكيف مع الظروف الجديدة في سوتشو، هناك اختلاف ملحوظ بين الخبز الذي كان يصنعه في سوتشو وذلك الذي يصنعه في شنتشن ولكي يكون خبزه في سوتشو مرضيا للزبائن، أمضى قونغ شين ساعات طويلة أمام طاولة العمل، حتى في أيام عطلتَي منتصف الخريف والعيد الوطني. يرى قونغ شين أن هذا جزء من حياته.

للارتقاء بمهاراته، قرر قونغ شين المشاركة في مسابقات الخبز وكسب المزيد من الخبرات. في عام 2016، أقيمت مسابقة الاختيار للدورة الرابعة والأربعون للبطولة الوطنية لمهارات صنع الخبز في المدرسة التي يعمل فيها. ولاختبار مستواه في صنع الخبز، سجل قونغ شين في المسابقة وفاز بالمركز الثاني في هذه البطولة، ثم تم ضمه إلى فريق الصين لصنع الخبز. وفي العام التالي، شارك قونغ شين في مسابقة "مونديال الخبز" كخباز مساعد، وحصل على المركز السادس، محققا أفضل نتيجة للفريق الصيني في هذا المجال. في عام 2020، فاز بالمركز الثاني في مسابقة كأس "لويس لوسافر للخبز"، وفي أكتوبر عام 2023، تحت إرشاد المدرب لوه مينغ تشونغ، تعاون مع تشانغ جيا هوي وفازا بالمركز الأول لمسابقة "مونديال الخبز" بفضل المهارات العالية وروح التعاون.

خبز لذيذ من هضبة الصين على طاولة العالم

 مسابقة "مونديال الخبز" العالية المستوى، ذات معايير صارمة لأعمال المشاركين، من حيث الشكل والطعم والمذاق والنكهة والهيكل والموضوع، والأفكار الإبداعية، وتشجع المشاركين على استخدام المكونات الغذائية المتميزة في بلادهم. لذلك، تحصل المخبوزات المصنوعة من مكونات غذائية من بلد المشارك على تقدير أعلى من لجنة التحكيم.

كان المطلب الرئيسي لدورة عام 2023 من مسابقة "مونديال الخبز"، هو صنع "خبز مغذٍّ وصحي". بعد الاطلاع على شروط المسابقة، جرب قونغ شين أنواعا كثيرة من المكونات الغذائية وحاول دمجها معا، واختار أخيرا طحين القمح الكامل العضوي وطحين الشعير التبتي الأسود والأرز المتميز في مقاطعة جيانغسو كالمكونات الغذائية الرئيسية للخبز. يُزرع الشعير التبتي الأسود في هضبة تشينغهاي- التبت بالصين ويتميز بالبروتين والألياف الغذائية وعناصر فيتامين E والمغنيسيوم والحديد وغيرها من المواد المغذية، ويساعد على تحسين المناعة وتخفيض نسبة السكر في الدم وتعزيز صحة الأمعاء. أما طحين الشعير التبتي الأسود، فيحتوي على مضادات الأكسدة التي تفيد في تأخير الشيخوخة والوقاية من بعض الأمراض المزمنة. بالإضافة إلى القيمة الغذائية العالية، يتسم الخبز المصنوع بالشعير التبتي بطعم أكثر ثراء ومذاق أفضل.

قونغ شين ليس الخباز الوحيد الذي استخدم الشعير التبتي لعمل عجين الخبز، فقد استخدمه أيضا فنغ ينغ جيه ولين يه تشيانغ اللذان فازا في المسابقة الدولية للخبز في أكتوبر عام 2023 في ألمانيا للمرة الثانية. استخدم الخبازون الصينيون الحبوب التي تزرع في الهضبة بالصين لصنع الخبز الأوروبي، مما حقق تبادلا رائعا بين الأطعمة الصينية والأطعمة الأجنبية. والأهم من ذلك، أن الخبراء في مجال الخبز أثنوا ثناء عاليا على الشعير التبتي وأدرجوه في المكونات الجديدة لصنع الخبز.

إقبال متزايد من الصينيين على المخبوزات الأوروبية

عندما يُذكر الكعك والخبز والبسكويت، يعتبر كثير من الصينيين أنها من الأطعمة الغربية أو الأوربية. أشارت إحصاءات معهد الخبز الألماني، إلى أن نحو ثلاثة آلاف نوع من الخبز تباع يوميا في ألمانيا. تشتهر المخبوزات الألمانية الكلاسيكية، مثل العقدية، في العالم كله.

في الصين، ومع ارتفاع متوسط نصيب الفرد من الاستهلاك وتحسن هيكل الأطعمة وتسارع وتيرة الحياة، يزداد استهلاك الصينيين للمخبوزات، مما يدفع تطور صناعة الخبز في البلاد. أشار تقرير حول تحليل تطور صناعة المخبوزات ومستقبل الاستثمار فيها بالصين خلال الفترة من عام 2023 إلى عام 2039، إلى أن حجم إنتاج المخبوزات في البلاد في عام 2022 بلغ حوالي 56555ر19 مليون طن، بزيادة بلغت نسبتها 6% مقارنة مع العام السابق؛ وبلغ حجم استهلاك المخبوزات 567ر19 مليون طن بزيادة بلغت نسبتها 1ر6%؛ وبلغ حجم سوق صناعة الخبز 69ر628 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات حاليا تقريبا) بزيادة بلغت نسبتها 4ر7%.

مع التطور الكبير لصناعة الخبز في الصين، فاز الخبازون الصينيون في المسابقات العالمية بأعمالهم الرائعة. وفي نفس الوقت، يتزايد إقبال الصينيين على المخبوزات. الآن، يمكن أن نرى في شوارع المدن الكبيرة كثيرا من المخابز الشهيرة، التي تجذب عددا كبيرا من الزبائن الشباب. بالإضافة إلى ذلك، تعرض بعض المخابز منتجاتها الجميلة في مواقع التسوق عبر الإنترنت. وحتى في الأسواق الشعبية، هناك أنواع مختلفة من المخبوزات بأسعار معقولة. هكذا، صارت المخبوزات الأوروبية حاضرة على موائد الأسر الصينية وصارت جزءا من وجباتها.

 من خلال خوض المسابقات الدولية، تحول قونغ شين المولود في بلدة صغيرة إلى بطل عالمي. لكنه يواصل عمله بكل جدية ومثابرة. قال قونغ شين، إنه واجه مشكلات وصعوبات أثناء الاستعداد للمسابقات وفي تطوير المخبوزات الجديدة. في هذا الوقت، واظب على العمل وعزز المثابرة والمحبة والأمل، وتبادل مع الآخرين التجارب وتعلم منهم لرفع مهاراته. يرى قونغ شين أن الخباز مهنة تسعد الناس. من الطحين إلى العجين، ثم إلى الخبز اللذيذ، يمكن للخباز أن يلبي حاجة المستهلكين إلى حد كبير، وهذا يحفزه على المضي قدما.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4