أطلقت شركة UBTECH الصينية مؤخرا، مقطع فيديو عن "روبوت شبيه بالبشر يعمل في مصنع"، مما أثار مناقشات ساخنة وحماسة لدى الناس. في مقطع الفيديو، أكمل الروبوت البشري بنجاح فحص جودة أقفال أبواب السيارة وحزام الأمان وغطاء ضوء السيارة، كما وضع شعار السيارة بسلاسة. طوال العملية، أظهر الروبوت قدرة رائعة على التحكم في جسمه.

في السنوات الأخيرة، يتسارع تطور تكنولوجيا الروبوتات البشرية، وأصبحت الروبوتات البشرية ذات العقول الذكية والأطراف المرنة مسارا جديدا للصناعات المستقبلية. تتوقع مجموعة غولدمان ساكس أن تصل قيمة سوق الروبوتات البشرية إلى 154 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2035.

"المنتج الثوري" التالي

الروبوتات البشرية هي أحد تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والمصممة لتشبه البشر في المظهر والسلوك. وتتميز هذه الروبوتات في الغالب بسمات شبيهة بالبشر، مثل الرأس والجسم والأطراف وغيرها، ويمكنها تقليد حركات الإنسان وتعبيرات وجهه وكلامه.

بالمقارنة مع الروبوتات الصناعية وروبوتات الخدمة العادية، تختلف الروبوتات البشرية كثيرا في التصميم الهيكلي وتكوين الأجهزة وخوارزميات التحكم ومتطلبات الأداء الجوهرية واختيار قطع الغيار. على سبيل المثال، يتراوح عدد مفاصل الروبوتات الصناعية العادية بشكل عام بين 2 و10، بينما يصل عدد مفاصل الروبوتات البشرية إلى أكثر من 40، وكل مفصل يتطلب محرك مؤازر.

في الثامن عشر من مارس 2024، افتتح مؤتمر المطورين السنوي (GTC) لشركة "إنفيديا" الذي يُعتبر "دوارة الرياح للذكاء الاصطناعي" في مركز مؤتمرات سان خوسيه بكاليفورنيا، حيث ظهر جنسن هوانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، على المسرح مع "فريق الروبوتات التسع"، وظهر كل روبوت بخصائصه الخاصة، وجسد آفاق التطبيق الواسعة للروبوتات البشرية في مجالات مختلفة. قال جنسن هوانغ إنه مع تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، "ظهرت صناعة جديدة".

تجمع الروبوتات البشرية بين الذكاء الاصطناعي والتصنيع المتطور والمواد الجديدة وغيرها من التقنيات المتقدمة، ومن المتوقع أن تصبح منتجا ثوريا بعد أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية ومركبات الطاقة الجديدة. وفي الوقت نفسه، تتميز الروبوتات البشرية بأنها يشبه الإنسان من حيث الشكل ويمكنها التكيف مع بيئة العمل البشرية، ومن خلال دعمها بالذكاء الاصطناعي، فلديها إمكانات تطبيقية كبيرة في مجالات الفضاء والطيران، والتصنيع الذكي، والإنتاج الزراعي، والخدمات المنزلية، ورعاية المسنين ومساعدة ذوي الإعاقة، والنظافة العامة، والرعاية الطبية، مما سيساعد على سد فجوة العمالة وتلبية احتياجات الصناعات الإنتاجية والخدمية وتحرير البشر من الوظائف الشاقة والعالية المخاطر. وسوف تغير بشكل عميق أسلوب الإنتاج والحياة للبشرية، ومن شأنها أن تعيد تشكيل نمط التنمية الصناعية العالمية.

إمكانات تطوير ضخمة وآفاق تطبيق واسعة

في الوقت الحاضر، تشهد تكنولوجيا الروبوتات البشرية تطورا سريعا وأصبحت ربوة جديدة للمنافسات التكنولوجية، ومسارا جديدا للصناعات المستقبلية، ومحركا جديدا للتنمية الاقتصادية. ولديها إمكانات تطوير ضخمة وآفاق تطبيق واسعة. تشمل أغراض تصميم الروبوتات البشرية، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي: المساعدة والخدمات: يمكن استخدام الروبوتات البشرية كمساعد أو نادل لتقديم الخدمات في المتاجر والمطاعم والمستشفيات وغيرها؛ المرافقة والتفاعل الاجتماعي: تُصمم بعض الروبوتات البشرية لتوفير المرافقة والتواصل لكبار السن أو الأشخاص المنفردين أو الأشخاص الذين يحتاجون إلى التفاعل الاجتماعي؛ التعليم والترفيه: في مجال التعليم، يمكن استخدام الروبوتات البشرية للمساعدة في التدريس أو تقديم تجارب تعليمية مخصصة. كما تصمم أيضا كألعاب أو منتجات ترفيهية لجذب انتباه الناس وتوفير الترفيه؛ العلاج الطبي وإعادة التأهيل: يمكن للروبوتات البشرية المساعدة على استعادة الوظائف الحركية وتوفير الدعم النفسي أثناء التدريب على إعادة التأهيل. مثلا، يمكن لروبوتات إعادة التأهيل من شركة فوريير أن تساعد بشكل فعال في العلاج وإعادة التأهيل وتوفر تكاليف العمالة، ومن أجل جعل المعالجين يركزون على تصميم خطط علاج شخصية للمرضى الذين يعانون من حالات مختلفة؛ البحث والتطوير: تُستخدم الروبوتات البشرية أيضا على نطاق واسع في الأبحاث، حيث تساعد العلماء على فهم سلوك البشر وأساليب اتصالاتهم وتعبيراتهم العاطفية.

تعتقد تشياو هونغ، وهي عضوة باللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وباحثة في معهد الأتمتة بالأكاديمية الصينية للعلوم، أنه في المستقبل، ستركز صناعة الروبوتات البشرية أولا على مجالات التصنيع الرئيسية مثل C3 (الكمبيوتر والاتصالات والإلكترونيات الاستهلاكية) والسيارات. من خلال تحسين قدرات الروبوتات البشرية في تشغيل الأدوات وتنفيذ المهام، يمكن بناء خطوط إنتاج ومصانع للروبوتات البشرية، وتحقيق تطبيقات متعمقة في سيناريوهات التصنيع الذكية النموذجية. ­ثانيا، ستلبي صناعة الروبوتات البشرية احتياجات الظروف القاسية وأعمال المشاهد الخطيرة. وفي البيئات الخاصة مثل حراس الأمن والانفجارات المدنية والإنقاذ، يمكن التقليل بشكل كبير من المخاطر التي يتعرض لها العمال من خلال تعزيز قدرة الروبوت البشري على حماية السلامة وقدرة توليد الحلول الذكية للمهام المعقدة وقدرة التشغيل العالية الدقة. أخيرا، من خلال تحسين موثوقية وسلامة التفاعل بين الإنسان والروبوتات البشرية، يمكن توسيع تطبيق الروبوتات البشرية في مجالات الطب والتدبير المنزلي وغيرها من المجالات المدنية، ودفع تطبيق الروبوتات البشرية في الصناعات الرئيسية مثل الزراعة والخدمات اللوجستية.

أصبحت الروبوتات البشرية والذكاء الاصطناعي أكثر تكاملا في عام 2024. ويعتقد العاملون في هذا المجال بشكل عام أن تطوير الذكاء الاصطناعي سيسرع من تكرار منتجات الروبوتات البشرية وسيعزز عملية تصنيع الروبوتات البشرية. ومع التكرار التكنولوجي السريع، ستصبح الروبوتات البشرية أقل تكلفة وأكثر عملية في المستقبل. ومن المتوقع أنه في السنوات القليلة المقبلة، ستكون الروبوتات البشرية التي يمكنها استشعار وفهم طبيعة البيئة والتفاعل مع البشر باللغة الطبيعية حولنا، وستصبح الروبوتات البشرية بالتأكيد المساعدين والشركاء للبشر في المستقبل، وستوفر المزيد من التسهلات للبشرية.

تسريع تخطيط مسار الروبوتات البشرية

في الثاني من نوفمبر 2023، أصدرت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية ((الآراء التوجيهية بشأن ابتكار وتطوير الروبوتات البشرية))، حيث تقترح أنه بحلول عام 2025، سيتم إنشاء نظام ابتكار الروبوتات البشرية بشكل مبدئي، وسيصل المنتج الكامل إلى مستوى متقدم دوليا، وسيتم تحقيق الإنتاج بالكمية المطلوبة؛ وبحلول عام 2027، سيتم تحسين قدرات الابتكار التكنولوجي بشكل كبير، وسيتم بناء نظام صناعي إيكولوجي ذي قدرة تنافسية دولية، وستصل القوة الشاملة إلى مستوى متقدم في العالم.

تدفع السياسات بنشاط تطوير التصنيع الذكي والذكاء الاصطناعي، مما يوفر بيئة جيدة للبحث والتطوير للروبوتات البشرية، وتعمل شركات التكنولوجيا الصينية على تسريع تخطيط مسار الروبوتات البشرية.

Walker X من شركة UBTECH، روبوت ذكي ذو قدمين يجمع بين تكنولوجيا الروبوتات المتقدمة والذكاء الاصطناعي. يتمتع بقدرة توازن واستقرار ديناميكي ممتازين، ويمكنه المشي بشكل مستقل في بيئة معقدة وتجاوز العوائق وأداء المهام المتنوعة. كما تم تجهيز Walker X بأجهزة استشعار وأنظمة رؤية عالية الدقة، فهو قادر على استشعار البيئة المحيطة وتمييز الأشياء وتحديد المواقع. ويتمتع Walker X بآفاق تطبيق واسعة في مجالات الخدمة والترفيه والتعليم وغيرها من المجالات، ويمثل مكانة UBTECH الرائدة في مجال الروبوتات البشرية.

في عام 2018، أنشأت شركة شياومي مختبر الروبوتات لدخول سوق الروبوتات الذكية. وتم إطلاق الروبوت البشري CyberOne في أغسطس 2022. يبلغ طوله 177 سم ويزن 52 كغم، وهو روبوت يشبه البشر بالحجم الكامل. ويتمتع بالقدرة على إدراك المشاعر الإنسانية، وإعادة بناء الواقع الافتراضي الثلاثي الأبعاد للعالم الحقيقي، ولديه "مخيخ" متطور فيمكنه المحافظة على حركات متوازنة ذات قدمين.

أصدرت شركة فوريير، وهي شركة يونيكورن صينية لروبوتات إعادة التأهيل، الروبوت الذكي العام GR-1 في يوليو 2023. يتمتع هذا الروبوت بجسم وتحكم في الحركة يشبه البشر للغاية. ولديه وظائف حركية مثل المشي السريع وتجنب العوائق بشكل رشيق والثبات على المنحدرات صعودا وهبوطا ومقاومة الصدمات والتداخل. بالإضافة إلى الذكاء المعرفي، يمكنه إكمال الإجراءات بالتعاون مع الناس، فله إمكانات كبيرة في سيناريوهات تطبيق متعددة مثل إعادة التأهيل وترتيب المنزل والبحث العلمي.

في أغسطس 2023، أصدرت شركة Unitree أول روبوت بشري لها H1، يبلغ طول الروبوت حوالي 180 سم ويزن حوالي 47 كغم، وهو مزود برادار ليزر ثلاثي الأبعاد وكاميرا عميقة، ولديه رؤية بانورامية للعمق 360 درجة، ويمشي بسرعة حوالي 3ر3 متر في الثانية. وهو واحد من الروبوتات البشرية التسعة التي ظهرت في مؤتمر GTC.

في أكتوبر عام 2023، تم إطلاق الروبوت البشري PX5 الذي يعمل على قدمين من شركة إكس بنغ موتورز. وبحسب التعريف، فإن هذا الروبوت الذكي لديه القدرة على المشي على قدمين وتجاوز العوائق، وله مفاصل عالية الأداء، ويمكنه المشي في الداخل والخارج والتحرك برشاقة ومقاومة الإزعاج وتجاوز العوائق. وفي مقاطع الفيديو المعنية، أظهر PX5 مهاراته مثل الإمساك بمفك البراغي وحمل صندوق وإمساك قلم حبر وسكب الماء من كوب، ولعب كرة القدم والمشي متفاديا العوائق وركوب دراجة التوازن. وهو روبوت صيني آخر من الروبوتات البشرية التسعة في مؤتمر GTC.

تعكس الروبوتات البشرية أعلى مستوى تكنولوجي للمعدات الذكية في العالم اليوم، ولها مساحة سوق ضخمة وآفاق صناعة مشرقة وفرص هائلة. إن تنفيذ ابتكار تكنولوجيا الروبوتات البشرية والابتكار الصناعي، ودمج وتركيز الموارد الممتازة لحل مشكلات التقنيات المفتاحية وقطع الغيار الجوهرية، سيؤدي إلى إعادة تشكيل وتحديث سلسلة صناعة الروبوتات التقليدية. وسوف يدفع بحث وتطوير وتطبيق الروبوتات البشرية، الابتكار في مجالات تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ويعزز نمو السلاسل الصناعية المعنية، ويسرع تشكيل النظام الإيكولوجي الصناعي.