مجتمع < الرئيسية

التواصل بالأقمار الاصطناعية والمشاعر الحقيقية.. سجل وثائقي للتعاون الفضائي الصيني- العربي

: مشاركة
2024-05-30 16:04:00 الصين اليوم:Source تشانغ شيوان:Author

منذ البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية، تسعى صناعة الفضاء الصينية إلى بناء "طريق الحرير الفضائي"، وقامت بالتعاون الفضائي الرفيع المستوى مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، واستخدمت تكنولوجيا الفضاء لمساعدة تلك الدول على تطوير اقتصاداتها الوطنية، وتحسين معيشة شعوبها وتعزيز التقدم الاجتماعي فيها، بحيث يمكن لإنجازات الصين الفضائية أن تفيد عامة الشعب العربي.


أول قمر اصطناعي تقدمه الصين للدول العربية

على الورقة النقدية الجزائرية الجديدة من فئة 500 دينار، ترى صورة القمر الاصطناعي للاتصالات ألكوم سات- 1 الذي أنجزت تصنيعه وإطلاقه للجزائر مؤسسة سور الصين العظيم الصناعية، وهي شركة تابعة لمجمع الصين لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وهذا القمر الاصطناعي هو أول قمر اصطناعي صيني قدمته صناعة الفضاء الصينية للدول العربية.

في الحادي عشر من ديسمبر عام 2017، انطلق ألكوم سات- 1 من مركز شيتشانغ الصيني لإطلاق الأقمار الاصطناعية وتوجه إلى المدار المحدد مسبقا، وحقق نجاحا كاملا. وذلك بحضور أكثر من ثلاثين خبيرا وفنيا جزائريا في مجال الفضاء، وبمباركة الشعب الجزائري الذي شاهد إطلاق الصاروخ عبر البث التلفزيوني المباشر، يبلغ وزن القمر الاصطناعي حوالي 5225 كيلوغراما ويحمل 33 جهاز إرسال واستقبال، وتبلغ مدة خدمته المصممة خمسة عشر عاما.

وفي ذات اليوم، تبادل الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة رسائل تهنئة بمناسبة الإطلاق الناجح لقمر الاتصالات ألكوم سات- 1 في شيتشانغ. وفي الساعة 20:45 يوم 18 ديسمبر عام 2017، بعد خمس مرات من التغيرات في المدار وثلاث عمليات التقاط في نقاط ثابتة، دخل ألكوم سات- 1 المدار الثابت بالنسبة للأرض عند خط طول 8ر24 درجة غربا، وتم نقل التحكم في القمر الاصطناعي إلى محطة التتبع والتحكم التي بناها مشروع ألكوم سات- 1 في الجزائر. وبعد الانتهاء من الاختبار والمراجعة في المدار، أكد الجانب الجزائري الانتهاء من تسليم القمر الاصطناعي في المدار في الأول من مارس عام 2018. وفي الأول من إبريل عام 2018، وقعت الصين والجزائر شهادة تسليم ألكوم سات- 1 في المدار في مقر وكالة الفضاء الجزائرية.

ومنذ إنشاء وكالة الفضاء الجزائرية، حافظت إدارة الفضاء الوطنية الصينية ووكالة الفضاء الجزائرية على التبادلات الوثيقة والزيارات المتبادلة. وفي إبريل عام 2007، بعثت وكالة الفضاء الجزائرية برسالة تعرب فيها عن أملها في التعاون مع الصين في مشروعات مثل مشروع ألكوم سات- 1. في 13 يونيو عام 2007، تم توقيع مذكرة تفاهم بين إدارة الفضاء الوطنية الصينية ووكالة الفضاء الجزائرية بشأن التعاون في تطبيق تكنولوجيا الفضاء، مما فتح الباب رسميا أمام التعاون الفضائي الصيني- الجزائري. وفي السادس عشر من ديسمبر عام 2013، وقعت مؤسسة سور الصين العظيم الصناعية ووكالة الفضاء الجزائرية رسميا عقد مشروع ألكوم سات- 1، وهو العقد التاسع لتسليم قمر اتصالات دولي في المدار من تنفيذ صناعة الفضاء الصينية.

تجسدت روح الاحترام المتبادل والتشاور والبناء المشترك بشكل كامل في كل التفاصيل خلال تنفيذ مشروع ألكوم سات- 1. ابتداء من تقييم المشروع الأولي ومرورا بمراحل بحث وصنع صاروخ القمر الاصطناعي، وانتهاء بالإطلاق النهائي والتسليم في المدار، شارك مديرو المشروع والمهندسون من الجانب الجزائري في كل العمليات، واستمع المهندسون الصينيون بعناية إلى متطلبات الجانب الجزائري وعملوا بجد على تحقيق الهدف المشترك للجانبين، أي صنع قمر اتصالات اصطناعي للجزائر لخدمة الشعب الجزائري.

تنقسم الجزائر إلى ثلاثة أجزاء: السهول الساحلية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط والهضبة الوسطى والصحراء الكبرى في الجنوب، حيث تحتل الصحاري أكثر من أربعة أخماس مساحة البلاد، وقد شكلت شبكة الاتصالات عائقا أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية. يمكن أن يغطي ألكوم سات- 1 الجزائر والمناطق المحيطة بها، وقد لعب دورا مهما في مجالات الإذاعة والتلفزيون، والاتصالات في حالات الطوارئ، والتعليم عن بعد، والحكومة الإلكترونية، واتصالات المؤسسات، والوصول إلى النطاق العريض وخدمات تحسين الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، ووضع أساسا متينا لتطوير المعلوماتية، وفي الوقت نفسه، عزز قضايا الرعاية الطبية والتعليم في المناطق المتخلفة اقتصاديا، مما يفيد أبناء الشعب في المناطق النائية ويحسن نوعية حياتهم.

بالإضافة إلى توفير منتجات وخدمات موثوق بها في مجال الفضاء، قامت صناعة الفضاء الصينية بتدريب عدد كبير من المهندسين التقنيين للجزائر. وخلال تنفيذ المشروع، تم تدريب أكثر من 300 مهندس فضاء جزائري في الصين. وقد حصل بعضهم على درجة الدكتوراه أو درجة الماجستير من جامعات معروفة في الصين، وبعضهم تلقى تدريبا مهنيا من قبل خبراء الخطوط الأمامية لصناعة الفضاء الصينية، وشارك بعضهم المهندسين الصينيين في عملية تصميم وتصنيع الأقمار الاصطناعية.

نسج أحلام الفضاء معا

إن استكشاف الفضاء الخارجي وتطويره واستخدامه في الأغراض السلمية حق متساو تتمتع به جميع بلدان العالم، وقد ساعدت صناعة الفضاء الصينية بنشاط الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية التي حاولت تطوير تكنولوجيا الفضاء على القيام بأنشطة فضائية عديدة. فعلى مدى أكثر من أربعين عاما، منذ دخول مؤسسة سور الصين العظيم الصناعية سوق الفضاء التجاري الدولي، تعاونت تعاونا وثيقا مع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، في مشروعات تسليم الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي العالي للاتصالات في المدار، وتسليم الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض للاستشعار عن بعد، وخدمة النقل بالصاروخ، وخدمة إطلاق الصاروخ، إلخ.

في عام 2013، وقعت حكومتا الصين والمملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، وفي الحادي والعشرين من مايو عام 2018، أطلقت مؤسسة سور الصين العظيم الصناعية قمر التقوية للمسبار القمري تشانغ آه- 4، ويسمى تشيوتشياو (جسر العقعق)، وركبت فيه أنظمة تصوير بصري قمري لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا في السعودية. في السابع من ديسمبر من نفس العام، أطلقت الصين القمرين الاصطناعيين سعودي سات 5A وسعودي سات 5B على متن الصاروخ "تشانغتشنغ- D2"، وهما قمران اصطناعيان للاستشعار عن بعد من بحث وصنع المملكة العربية السعودية ذاتها لمراقبة الأرض، ويعدان أكبر قمرين اصطناعيين لمراقبة الأرض أنجزتهما المملكة في ذلك الوقت. وبمساعدة صناعة الفضاء الصينية بشكل نشيط وحيوي، عجلت السعودية خطاها في استكشاف الفضاء.

في نهاية يونيو عام 2023، تم بنجاح أول مشروع صيني للمساعدات الخارجية، مشروع بناء البنية التحتية الأرضية للصناعة الفضائية وهو مركز مصر لتجميع وتكامل واختبار الأقمار الاصطناعية في مدينة الفضاء المصرية، وخلال تنفيذ هذا المشروع، ساعدت صناعة الفضاء الصينية مصر على امتلاك القدرة الأساسية على تطوير الأقمار الاصطناعية بشكل مستقل. وفي الرابع من ديسمبر عام 2023، أرسل القمر الاصطناعي "مصر سات 2" المخصص لتطبيقات الاستشعار عن بعد العالي الدقة في المدار المنخفض والذي تم صنعه بتضافر الجهود من الصين ومصر. وكان الإطلاق بواسطة الصاروخ الحامل من طراز " تشانغتشنغ- 2C" وفي السادس من ديسمبر من العام نفسه، وقعت الصين ومصر مذكرة تفاهم بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة جمهورية مصر العربية بشأن التعاون الفضائي واستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية في ببكين. وفي الثاني من فبراير عام 2024، أطلقت مؤسسة سور الصين العظيم الصناعية بنجاح القمر الاصطناعي "نيكست- 1" التابع لوكالة الفضاء المصرية، بواسطة الصاروخ الصيني الحامل من طراز "جيلونغ- 3"، طبقا لما اتفق عليه الجانبان الصيني والمصري حسب إطار التعاون في المجال الفضائي. وهو أول قمر اصطناعي أجنبي أطلقته شركة صينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء على البحر، وقد أدى الإطلاق الناجح إلى تعزيز قدرة مصر على توطين تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية.

وكذلك نفذت مؤسسة سور الصين العظيم الصناعية بكل نشاط "مذكرة التفاهم بشأن تعزيز التعاون الفضائي" الموقعة بين الصين والسودان، وزودت السودان بخدمات التسليم في المدار للقمر الاصطناعي السوداني للتجارب العلمية. وهذا القمر قمر اصطناعي صغير للاستشعار عن بعد، أطلق بنجاح في الثالث من نوفمبر عام 2019 وسلم في التاسع والعشرين من إبريل عام 2021. إنه أول قمر اصطناعي للسودان يمكنه الحصول على صور الاستشعار عن بعد، بدقة 5 أمتار على ارتفاع مداري يبلغ 500 كيلومتر، مع أن عمره التصميمي عامان فقط، تستخدم بياناته للاستشعار عن بعد على نطاق واسع، كالتخطيط الحضري وتقدير حجم المحاصيل الزراعية وإدارة الكوارث وغيرها من المجالات. وقد لعب القمر دورا مهما في تطوير الأكفاء السودانيين في مجال الطيران والفضاء الجوي وتحسين قدرات السودان في مجال الاستشعار عن بعد.


التآزر والتساند عبر الأقمار الاصطناعية

في السنوات الأخيرة، عززت الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية تطوير صناعة الفضاء الخاصة بها من خلال التعاون الدولي، وفي الوقت نفسه وفرت المزيد من فرص التعاون لصناعة الفضاء الصينية. ومن خلال إنجازاتها ذات الشهرة العالمية في سلسلة من مشروعات الفضاء الكبرى، تمكنت صناعة الفضاء الصينية من توفير تكنولوجيا ومنتجات وخدمات فضائية تنافسية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في مجالات أقمار الاتصالات، وأقمار الاستشعار عن بعد، واستكشاف الفضاء السحيق، والملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، وأصبح التعاون الفضائي الصيني- العربي نموذجا للتعاون الصيني- العربي في مجال التكنولوجيا الفائقة.

تطلعا إلى المستقبل، مع التنفيذ المستمر لمشروعات التعاون، ستواصل صناعة الفضاء الصينية تعميق التعاون الرفيع المستوى في مجال تكنولوجيا الفضاء مع جامعة الدول العربية، وتنفيذ سلسلة من التعاون في مشروعات الفضاء التي تركز على الاتصالات والاستشعار عن بعد وخدمات الإطلاق والبنية التحتية الفضائية، وزيادة توسيع خدمات تطبيقات الأقمار الاصطناعية، وخلق آفاق تعاون أوسع مع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية من خلال صادرات الأقمار الاصطناعية الكاملة، والبحث والتطوير المشتركين، والتعاون الفني، وما إلى ذلك، وبذلك تساعد الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية على تحسين قدراتها في صناعة الفضاء، وتقدم خدمات أفضل لحياة شعوب هذه الدول.

في سبتمبر 2024، ستقوم مؤسسة سور الصين العظيم الصناعية بتسليم قمر اصطناعي ذكي للاستشعار عن بعد في المدار لسلطنة عمان، وهو أول قمر اصطناعي سيتم تسليمه في المدار لها، ولأول مرة ستحقق الشركات الصينية تصدير القمر الاصطناعي الكامل. إنه قمر اصطناعي آخر سيربط بين مشاعر الأمتين الصينية والعربية الكبريين، وسوف يضيء في الفضاء، ويشهد مرة أخرى الصداقة الصينية- العربية القائمة على المساعدة المتبادلة والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمولية والتعلم المتبادل، كما سيكون ممارسة حية للجانبين في العمل معا على بناء رابطة المصير المشترك الصينية- العربية للعصر الجديد.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4