افتتح في السادس والعشرين من إبريل معرض البستنة الدولي 2024 في مدينة تشنغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان، حيث يعرض لوحة جميلة للتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة أمام الزوار، وتوفر الحضارة الإيكولوجية حياة سعيدة للناس، ويشكل المفهوم الأخضر والمنخفض الكربون ملامح المدينة الخضراء المستقبلية، ويحظى مفهوم التنمية المستدامة باهتمام وتقدير من جميع أنحاء العالم. إن التنمية الخضراء تتألق في معرض البستنة الدولي في تشنغدو.
إظهار جماليات الحضارة الإيكولوجية
في الأيام الأخيرة، أصبح مسار الجولات "رحلة نهر جيانغشي"، الذي يتكون من رصيف نهر جيانغشي ومنصات المشاهدة، الخيار المفضل للزوار لزيارة معرض البستنة الدولي. عندما رأى تشو جي مينغ الزوار خلال جولاتهم المائية على نهر جيانغشي الصافي الجميل، شعر بارتياح كبير. السيد تشو هو مسؤول مكتب نظام "رئيس النهر" بمركز شؤون تنظيم المياه التابع لمنطقة تشنغدو الشرقية الجديدة.
قبل أكثر من عشر سنوات، كان نهر جيانغشي كريه الرائحة، وسبب الكثير من المتاعب للسكان الذين يعيشون حوله. قال تشو جي مينغ: "في ذلك الوقت، لم تكن هناك مرافق لمعالجة مياه الصرف في البلدات الواقعة على طول النهر، وكانت معظم مياه الصرف تتدفق مباشرة إلى النهر، وكانت المخلفات المنزلية ونفايات الإنتاج الزراعي، مثل القش والأكياس البلاستيكية وزجاجات المشروبات، تلقى بشكل عشوائي على ضفتي النهر، وفي فصلي الصيف والخريف، كانت الرائحة الكريهة تنتشر في كل مكان، مما أثار تذمر السكان الذين يعيشون على ضفتي النهر."
في السنوات الأخيرة، قامت منطقة تشنغدو الشرقية الجديدة بتنفيذ نظام "رئيس النهر" بشكل شامل وشن حملة لتنظيف النهر وتعزيز إجراءات الاستعادة البيئية لمواصلة مكافحة تلوث النهر، سعيا إلى بناء بيئة إيكولوجية ذات مياه نقية وضفاف خضراء ومناظر جميلة. من خلال سلسلة من الإجراءات، مثل مكافحة التلوث وتجريف الطمي وتوافر المياه، أصبح نهر جيانغشي صافيا مرة أخرى. وعلى وجه الخصوص خلال فترة التحضير للمعرض العالمي للبستنة في تشنغدو، قامت منطقة تشنغدو الشرقية الجديدة بالكثير من الأعمال الرامية إلى المحافظة على جودة المياه وضمان وفرتها.
قال تشو جي مينغ: "قمنا بمعالجة مشكلات البيئة المائية في الموقع الرئيسي لمعرض البستنة الدولي، ووضعنا خطة لضمان جودة المياه وتوافرها من أجل الحض على تقدم المشروعات بشأن مكافحة التلوث وتجريف الطمي وتوافر المياه." وأضاف: "من خلال مشروعات إدارة وتطهير النهر، نجحنا في ضمان جودة المياه لنهر جيانغشي وروافده والموقع الرئيسي لمعرض البستنة الدولي. إن المياه النقية والنهر الجاري تشكل المنظر الطبيعي الجميل للمعرض."
بالإضافة إلى تطهير نهر جيانغشي، يظهر جمال الحضارة الإيكولوجية في المناظر الخضراء في معرض البستنة الدولي، مثل "مدينة الحدائق" في جناح بكين وحدود الزهور والغابات العمودية في جناح تشانغشا والنباتات المتنوعة في جناح نينغبوه. إن معرض البستنة الدولي في تشنغدو يظهر الخطوات الثابتة التي تتخذها الصين لتعزيز بناء الحضارة الإيكولوجية.
حاليا، ما زال معرض البستنة الدولي ونهر جيانغشي ينبضان بالخضرة. قال تشو جي مينغ: "نهر جيانغشي هو أحد الأنهار الرئيسية في منطقة تشنغدو الشرقية الجديدة، ونحن نسعى جاهدين لتحويله إلى نهر جميل يتميز بالمياه النقية والتعايش المتناغم بين الإنسان والمياه ورضاء الناس." إن السماء الزرقاء والأرض الخضراء والمياه النقية هي السعادة التي يمكن للناس أن يلمسوها.
تنفيذ المفهوم الأخضر والمنخفض الكربون
يحب شياو تشوان السفر، وهو معروف بنشاطه في مقاطع الفيديو القصيرة. يسجل السيد شياو تشوان حاليا "دليل معرض البستنة الدولي" في القاعة الرئيسية للمعرض، وقال أمام الكاميرا: "من خلفي، يمكن للجميع رؤية سقف القاعة الرئيسية، والذي يتكون من مليون ورقة معدنية بشكل أوراق الجنكة." كما اجتذب المفهوم الأخضر والمنخفض الكربون، الذي يتم تنفيذه في المعرض، انتباه شياو تشوان.
أصدر معرض البستنة الدولي لهذا العام "خطة الإدارة المنخفضة الكربون"، لأول مرة في تاريخ المعرض الذي يعود إلى أكثر من ستين عاما. في مدخل القاعة الرئيسية لمعرض البستنة الدولي بتشنغدو، توجد ثلاث معدات مصنوعة من الصلب على شكل زهرة الخطمي، قال الأستاذ هوانغ تسونغ، المصمم العام للقاعة الرئيسية لمعرض البستنة الدولي بتشنغدو ونائب الرئيس التنفيذي لشركة T.Y.LIN International China: "هذا هو 'جامع مياه الأمطار'، حيث تتجمع مياه الأمطار من خلال بتلات الخطمي إلى نظام تخزين وتصفية مياه الأمطار الموجودة تحت الأرض عبر الأنابيب، ومن المتوقع جمع حوالي ألفين وخمسمائة طن من مياه الأمطار سنويا، مما يمكن من ري المساحات الخضراء التي تبلغ مساحتها 30 مو (الهكتار يساوي 15 مو) يوميا."
يمكن رؤية الأفكار الخضراء والمنخفضة الكربون في كل مكان في معرض البستنة الدولي بتشنغدو. على سبيل المثال، خلال تصميم وبناء القاعة الرئيسية، تمت الاستفادة من التهوية الطبيعية والإضاءة الطبيعية بشكل كامل، مما يتيح للبناية تحقيق التوازن بين حجب الشمس في فصل الصيف والمحافظة على الدفء في فصل الشتاء وتقليل استهلاك الطاقة أثناء التشغيل، كما يدخل الهواء النقي ذو درجة الحرارة المنخفضة من سطح النهر لتقليل استهلاك مبردات الهواء. ويتم استخدام أنظمة المبردات الصغيرة والزجاج الكهروضوئي الشمسي وغيرها من تقنيات البناء الخضراء الجديدة في البنايات الأخرى، سعيا إلى تحقيق هدف خفض انبعاثات الكربون.
علاوة على ذلك، يعتمد تحقيق الهدف الأخضر والمنخفض الكربون على الدعم القوي للتكنولوجيا. في جناح تيانجين، اجتذبت الدراجات المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي والافتراضي اهتمام الزوار، حيث يمكن للزوار ركوب الدراجات ومشاهدة مناظر "معرض البستنة الدولي" الافتراضية على الشاشة الإلكترونية المثبتة، مما يحقق هدفا مزدوجا يجمع بين اللياقة البدنية وتقليل انبعاث الكربون. وعلى العشب، توجد أجهزة خضراء تحمل عبارة "مصيدة البعوض بالتنفس"، حيث تستخدم هذه الأجهزة أول تقنية في العالم لمحاكاة أنماط التنفس لاصطياد البعوض، فيمكن أن تصل نسبة القضاء على البعوض في الأماكن المغلقة أو في الهواء الطلق إلى أكثر من 95%، بالمقارنة مع طرق مكافحة البعوض التقليدية، فهي تتميز بعدم التلوث وانخفاض الكربون واستهلاك الطاقة المنخفض. وفي معرض البستنة الدولي بتشنغدو، تتوفر خدمات توصيل الطعام بالطائرات المسيرة والتسوق عن بُعد والرعاية الطبية الطارئة واسترداد الأشياء المفقودة بسرعة والتصوير البانورامي في الوقت الفعلي على ارتفاع منخفض في القاعة الرئيسية، مما يبرز أيضا مسارات تطور اقتصاد الارتفاعات المنخفضة في المناطق القريبة من المطارات.
أصبح مفهوم المعرض "التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والتوفير والاستدامة والمشاركة والشمول" من أبرز سمات معرض البستنة الدولي لهذا العام. بعد جولته التفقدية لتقييم الاستعدادات في القاعة الرئيسية لمعرض البستنة الدولي، أشاد تيم برير كليف، الأمين العام للرابطة الدولية لمنتجي البستنة قائلا: "أنا واثق من أن معرض البستنة الدولي سيترك للزوار ذكريات لا تُنسى مدى الحياة. يمكن للزوار من أنحاء العالم التعرف على الرؤية الخضراء والمدينة الخضراء المستقبلية من خلال معرض البستنة العالمي."
السعي إلى مستقبل مستدام
يشمل معرض البستنة الدولي لهذا العام، الموقع الرئيسي في منطقة تشنغدو الشرقية الجديدة وأربعة مواقع فرعية: موقع الأشجار المتقزمة "بونساي" بطراز سيتشوان في حي ونجيانغ بمدينة تشنغدو، وموقع صناعة الزهور في حي بيدو، وموقع الزراعة الحديثة في حي شينجين، وموقع حماية التنوع البيولوجي في مدينة تشيونغلاي التابعة لتشنغدو. تبلغ مساحة القاعة الرئيسية 3633 مو، وفيها مائة وثلاث عشرة منطقة عرض مخططة وست قاعات عرض رئيسية تحتوي على نباتات من خمس قارات، وبهذا يحتل المعرض المرتبة الأولى بين معارض البستنة الدلية من فئة "B" من حيث عدد مناطق العرض وعدد الأجنحة الخارجية وعدد الجمعيات والشركات المشاركة. ولكن بعد انتهاء معرض البستنة الدولي بتشنغدو، ما هو "المصير" الذي ينتظر قاعات العرض العديدة هذه؟
في مرحلة التخطيط والتصميم الأولية، تم بالفعل النظر في الاستخدام المستقبلي لقاعات العرض في معرض البستنة الدولي. قال هوانغ تسونغ: "المبدأ التوجيهي لفريقنا كان هو عدم تخطيط أي بناية لا يمكن استخدامها مستقبلا." سيتم تزويد جميع أماكن العرض حتى البناية الصغيرة التي تبلغ مساحتها مائتي متر مربع، بوظائف جديدة بعد انتهاء المعرض. قال هوانغ تسونغ إنه بناء على تخطيط مناطق العرض وتطوير الصناعات في المستقبل، تم تحديد التوزيع الصناعي المتمثل في التعليم والسياحة وخدمات مجمعات الشركات على أساس زراعة شتلات الزهور والبحث والتطوير.
قال هوانغ تسونغ: "سيتم تحويل موقع المعرض إلى مناطق وظيفية تركز على الصناعات والجامعات والأبحاث والسياحة والإقامة. سيتم الاحتفاظ بجميع البنايات الرئيسية وتحويلها. مثلا، سيتم تحويل القاعة الرئيسية إلى مركز للفنون والثقافة بمنطقة تشنغدو الشرقية الجديدة، وتحويل دفيئة النباتات إلى مركز لأبحاث وعلوم الزهور، وتحويل قاعة الخدمات الشاملة إلى مركز تقديم الخدمات للتجمعات السكنية المجاورة وغيرها. وسيصبح جزء من مناطق العرض حديقة مفتوحة للمواطنين، في حين أنه سيتم تحويل الجزء الآخر إلى حاضنات صناعية."
قال ليوناردو كابيتانيو، رئيس الرابطة الدولية لمنتجي البستنة: "إن الصين تسعى لتحقيق أسلوب حياة مستدام، واتجاه التخطيط المستقبلي للصين هو الاتجاه الصحيح، وأعتقد أن الصين ستشهد تطورا أفضل في المستقبل."
كما يعمل معرض البستنة الدولي بتشنغدو على إنشاء منصة لتبادل ونشر مفهوم التنمية الخضراء. قال هوانغ تسونغ: "قمنا، بصفتنا شركة رائدة في التخطيط والتصميم، أيضا بوضع دليل لتصميم موقع المعرض من أجل تقييم ما إذا كان التصميم يلبي المفهوم، وتبادلنا الخبرات مع مؤسسات التصميم الصينية والخارجية. وبإرشاد من مفهوم المعرض العام، تمسك الجميع بالقيمة المتسقة، ألا وهي التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والمستدامة." وعبر هوانغ تسونغ عن أمله في إظهار التنمية الخضراء في الصين والحياة المريحة في تشنغدو للعالم عبر معرض البستنة الدولي.
يظهر معرض البستنة الدولي بتشنغدو ثقة وعزم الصين على بناء الصين الجميلة والعالم الجميل، وجهودها في مشاركة مفهوم التنمية الخضراء والحلول الصينية للحضارة الإيكولوجية ودعم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.