عقد اجتماع العمل الثالث حول منطقة شيتسانغ الذاتية الحكم في عام 1994، واتخذ قرار مهما لإطلاق برنامج مساعدة تنمية منطقة شيتسانغ. على مدار الثلاثين عاما الماضية، شارك في هذا البرنامج سبع عشرة مقاطعة وبلدية خاضعة مباشرة للحكومة المركزية و78 وزارة وجهازا حكوميا ومؤسسة شعبية و27 شركة مالية خاضعة لإدارة الحكومة المركزية والشركات المملوكة للدولة. وقد كرس جميع العاملين في الجهات المعنية أنفسهم لتنفيذ قرارات وترتيبات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتعليمات المهمة للأمين العام شي جين بينغ، والتعاون مع الكوادر والسكان المحليين، من أجل تحقيق الاستقرار الدائم اجتماعيا والنمو السريع اقتصاديا والتحسن المطرد لمستوى معيشة الشعب في منطقة شيتسانغ.

مساعدة شيتسانغ تبرز التفوق البارز للاشتراكية ذات الخصائص الصينية

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني اجتماعات حول تفاصيل هذا العمل منذ عام 1994، بما في ذلك زيادة عدد المقاطعات والشركات المقدمة للمساعدة وتحديد مشروعات الدعم الرئيسية ووضع آلية لضمان النمو المستدام لتمويل مشروعات الدعم وتحسين نمط العمل الذي يدمج بين إرسال الكوادر وإرسال الأكفاء والدعم الاقتصادي والدعم التكنولوجي، فضلا عن توضيح أعمال الدعم الرئيسية في الفترات المختلفة.

في أغسطس عام 2015، خلال اجتماع العمل السادس للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول شيتسانغ، أكد الأمين العام شي جين بينغ على ضرورة تحسين هيكل الكوادر والأكفاء الذين يقدمون المساعدة في منطقة شيتسانغ، وطالب بإرسال الأكفاء المتميزين إلى الأماكن ذات الظروف الصعبة والمعقدة لتقوية إرادتهم ورفع كفاءتهم.

وفي أغسطس عام 2020، أوضح اجتماع العمل السابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول شيتسانغ الذي ترأسه الأمين العام شي جين بينغ، أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تدعم تنمية منطقة شيتسانغ وأن البلاد تقدم مساعدة لشيتسانغ، وهذه سياسة دائمة للجنة المركزية للحزب ويجب الالتزام بها على الدوام، مما يظهر التفوق البارز للنظام الاشتراكي في حشد القوة الوطنية لإنجاز المهام الكبيرة، ويعزز الربط بين منطقة شيتسانغ وأسرة الوطن الكبيرة.

وفي يوليو عام 2021، خلال الزيارة التفقدية للأمين العام شي جين بينغ إلى منطقة شيتسانغ، قال إن روح مساعدة شيتسانغ روح نبيلة للحزب الشيوعي الصيني وتجسد التفوق البارز للاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

دعم شيتسانغ عن طريق إرسال الطواقم الطبية

منذ عام 2015، تم بنجاح إرسال أكثر من 1700 عامل طبي على تسع دفعات إلى 21 مستشفى حكومي على مستويات مختلفة في شيتسانغ للعمل، وذلك تحت التنسيق من قبل دائرة التنظيم للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني واللجنة الوطنية للصحة. وفي المقابل، حصل آلاف من العاملين الطبيين في المستشفيات المتلقية للمساعدة على فرص التدريب في المستشفيات المقدمة للمساعدة.

أنشأت حكومة منطقة شيتسانغ صندوق دعم مالي لتجديد المرافق والأجهزة في المستشفيات المتلقية للمساعدة، وأصدرت سياسات لرفع نسبة الأطباء المؤهلين في تلك المستشفيات وتقديم الضمانات والمعاملة التفضيلية للعاملين الطبيين من المستشفيات المقدمة للمساعدة. وبفضل وجود عدد كبير من الأكفاء الطبيين والمرافق والأجهزة الجديدة، حققت تلك المستشفيات تطورا كبيرا، وصار السكان المحليون يحصلون على الخدمات الطبية العالية الجودة من دون الخروج من منطقة شيتسانغ.

نظرا لارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الكبد والمرارة والبنكرياس في شاننان بمنطقة شيتسانغ، والحاجة الملحة للرعاية الصحية، أرسلت مقاطعة آنهوي تسعة أطباء ذوي خبرة واسعة لدعم مستشفى شاننان الشعبي على مدار تسع سنوات متتالية. قال وو وي، رئيس قسم جراحة الكبد والمرارة والبنكرياس في مستشفى شاننان الشعبي، وهو أيضا واحد من الأطباء الذين جاءوا من مقاطعة آنهوي: "إن الأطباء من المستشفيات المقدمة للمساعدة يقدمون التقنيات والمعلومات الجديدة والأطباء المحليين يقدمون الحالات المحلية الخاصة. نحن نتعاون معا من أجل تقديم الخدمات الطبية الممتازة للمرضى المحليين."

يسهم الدعم الطبي في تحسين نظام الإدارة الحديث للمستشفيات في شيتسانغ. أشارت اللجنة الوطنية للصحة إلى أنه منذ تنفيذ برنامج مساعدة شيتسانغ قبل ثلاثين عاما، أرسل 184 مستشفى نحو ألفي خبير طبي إلى منطقة شيتسانغ، وأعدت المقاطعات والبلديات الخاضعة مباشرة للإدارة المركزية المقدمة للمساعدة أكثر من 4800 عامل طبي في منطقة شيتسانغ، فضلا عن تقديم فرص التدريب والدراسة لأكثر من خمسة آلاف عامل طبي سنويا.

الدعم التعليمي

في ديسمبر عام 2015، أصدرت وزارة التعليم مع الوزارات المعنية ((مشروع تنفيذ دعم شيتسانغ عن طريق إرسال الفرق التعليمية))، حيث اختارت المدارس من سبع عشرة مقاطعة وبلدية خاضعة مباشرة للإدارة المركزية، وثلاثون مدرسة تابعة للجامعات الخاضعة لوزارة التعليم مباشرة لأكثر من ثمانمائة معلم لدعم عشرين مدرسة في منطقة شيتسانغ، الأمر الذي يدفع بناء المدارس الثانوية النموذجية والمدارس الابتدائية والإعدادية ذات المعايير الموحدة في شيتسانغ. في عام 2019، أدرجت دائرة التنظيم للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني طريق "إرسال الفرق التعليمية إلى منطقة شيتسانغ" ضمن المشروع العام لاختيار وإرسال الكوادر إلى منطقة شيتسانغ.

وفقا للبيانات الصادرة عن إدارة التعليم في مدينة لاسا حاضرة شيتسانغ في عام 2017، بلغت نسبة التعليم باللغتين 100% في المدارس المتلقية للمساعدة، بما فيها مدرسة بكين الإعدادية والثانوية التجريبية في لاسا ومدرسة جيانغسو الإعدادية والثانوية التجريبية في لاسا ومدرسة لاسا الابتدائية التجريبية، ووصلت نسبة تقديم مادة الرياضيات في مدرسة لاسا الابتدائية التجريبية إلى 100%. وتحقق تنفيذ خطة التدريس لمواد الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا بنسبة 100% في مدرسة بكين الإعدادية والثانوية التجريبية ومدرسة جيانغسو الإعدادية والثانوية التجريبية بمدينة لاسا، وبلغت نسبة تقديم الدورات العملية للمواد المذكورة 100%.

طورت مدرسة بكين الإعدادية والثانوية التجريبية في لاسا موادا ممتعة وأنشطة متنوعة، لرفع قدرة الطلاب على التعليم وتعزيز التبادلات بين الطلاب في بكين ولاسا. في أكتوبر عام 2023، شارك تانتسن دتشو، الطالب في فصل هونغتشي بمدرسة بكين الإعدادية والثانوية التجريبية بمدينة لاسا في نشاط الدراسة والبحوث في بكين، الأمر الذي وسع أفقه وزاد معلوماته وتعرف على أصدقاء جدد. قال إنه سيبذل أقصى جهده في الدراسة لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل.

حتى الآن، درب المعلمون الذين يقدمون المساعدة أكثر من 2500 معلم وأكثر من 150 فريقا محليا في منطقة شيتسانغ، وحسنوا مفهوم التعليم وطرق الإدارة وأساليب التدريس في الفصول الدراسية للمدارس المحلية. وفي الوقت ذاته، سافر حوالي 2400 معلم ممتاز في المدارس بمنطقة شيتسانغ إلى سبع عشرة مقاطعة وبلدية خاضعة مباشرة للإدارة المركزية للمشاركة في دورات تدريبية بالمدارس المقدمة للمساعدة المعنية لمدة سنة، مما ساعد في إعداد مجموعة من المعلمين المتميزين في منطقة شيتسانغ.

فرق العمل تحقق المساعدة المستهدفة لشيتسانغ

يعد إرسال فرق العمل الطبية والتعليمية إلى شيتسانغ طريقا جديدا لدفع تنمية المنطقة. وفيما يتعلق بالتنمية الصناعية وإنهاض المناطق الريفية، فإن الدفعة التاسعة من الكوادر لمساعدة شيتسانغ شكلت فرق دعم أكثر دقة ومرونة واحترافية، وضخت زخما جديدا في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

على سبيل المثال، أنشأت الدفعة التاسعة لفريق عمل المساعدة من مقاطعة فوجيان، بالتعاون مع الأجهزة المعنية، فرق تنمية الصناعة الثقافية منذ عام 2019، بالدمج بين فن تانغكا والرسم بالورنيش. حصلت تلك الفرق على دعم مالي خاص من مقاطعة فوجيان لتنمية الصناعة الثقافية، ونظمت دورات تدريبية لصنع تانغكا والرسم بالورنيش فأعدت المئات من الفنانين في تشامدو. رينتشن لامغيال، المتدرب في الفريق الأول، أبدع لوحة بعنوان ((الإلهة تارا الخضراء))، وباعها بأربعين ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات تقريبا حاليا) منه. وفي نفس الوقت، حظي 12 قرصا فنيا مستديرا صنعها تلاميذه بإقبال واسع، وتم بيعها في معرض شيامن للصناعة الثقافية في عام 2019. وبحلول عام 2023، تم بناء أربع ورش وقاعدة واحدة لإبداع لوحات تانغكا والرسم بالورنيش في تشامدو، الأمر الذي وفر فرص عمل لأكثر من ستين شخصا، بمتوسط دخل سنوي للفرد يزيد عن ستين ألف يوان.

في ديسمبر 2021، قدم أربعة كوادر من فرق العمل من مقاطعة هوبي تقريرا حول تجربة مقارنة لأصناف بذور الذرة، جاء فيه أن تسعة أصناف من البذور يمكن زراعتها بشكل ناجح على ارتفاع 3650 مترا فوق سطح البحر في حي نايدونغ بشاننان، ويبلغ متوسط الإنتاج لكل مو (الهكتار يساوي 15 مو) 6ر915 كيلوغراما، ويمكن أن يصل أعلى عائد له إلى 7ر1039 كيلوغراما. وفقا لنتائج الفحوصات التي أجرتها الجهات المختصة، فإن حبوب الذرة المنتجة في شاننان تتوافق مع أعلى المعايير الوطنية، من حيث وزن البذور ومحتوى الرطوبة ونسبة الحبوب المتعفنة وغيرها من المؤشرات النوعية، مما يمثل إنجازا تاريخيا في مجال زراعة الذرة في شاننان.

تتعاون وزارة البيئة الإيكولوجية مع شانغهاي ومقاطعات شاندونغ وجيلين وهيلونغجيانغ لدعم شيكاتسي. طورت الأجهزة البيئية الإيكولوجية المحلية آلية الدعم الجديد المتمثلة في "1+4+N" لتحسين بناء الحضارة الإيكولوجية في شيكاتسي. أرسلت وزارة البيئة الإيكولوجية 13 فريق عمل لتوجيه الدعم الدقيق، فيما يتعلق بحماية البيئة الإيكولوجية وتطوير الصناعة الإيكولوجية. كما أطلقت الوزارة صندوق دعم مالي خاص بمبلغ 146 مليون يوان لمشروعات حماية البيئة ومكافحة التلوث. بفضل هذا الدعم، أُنشئت في بلدة تشنتانغ بمحافظة دينغجيه قاعدة ابتكارية وطنية لتنفيذ نظرية "الجبلين".

وفي مايو 2024، نظمت شانغهاي وشيتسانغ معرضا للسلع الاستهلاكية. قامت هيئات مساعدة منطقة شيتسانغ في شانغهاي وبكين ومقاطعات جيانغسو وتشجيانغ وآنهوي بجمع 93 شركة في شيكاتسي ولاسا وناتشو وشاننان لإقامة معرض مشترك، قدم أربعمائة صنف من السلع الاستهلاكية لمواطني شانغهاي ومنها منتجات صنعتها الشركات المحلية في شيتسانغ ومنتجات صنعتها بالتعاون بين الشركات في شيتسانغ والشركات في المقاطعات المقدمة للمساعدة معا. دفعت هذه المنتجات الرائجة والحملات الترويجية الكبيرة، دخول المنتجات الثقافية والسياحية والمنتجات ذات الخصائص المحلية إلى الأسواق الأكبر في البلاد.

قال سونغ لي تشيانغ، نائب رئيس دائرة التنظيم للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمنطقة شيتسانغ ورئيس الدفعة العاشرة من كوادر مساعدة شيتسانغ، إنه تم تقديم نحو 12 ألف كادر وكفء دعما لمنطقة شيتسانغ وإدخال أكثر من 1140 شركة وتأسيس مئات العلامات التجارية المتميزة، فضلا عن مساعدة حوالي عشرة آلاف يتيم وطالب فقير، وإنقاذ أكثر من 8300 مريض مصاب بعيب خلقي في القلب وإعتام عدسة العين وداء الكساح مجانا.

يدعم برنامج المساعدة المزدوجة لشيتسانغ التحول والارتقاء بالاقتصاد المحلي في المنطقة، ويعزز التبادلات بين أبناء القوميات المختلفة وحل مسائل التي يوليها الشعب اهتماما أكثر وتهمه على نحو أكثر مباشرة وواقعية. أما قضية مساعدة شيتسانغ في المستقبل، فسوف تستمر بفضل جهود الكوادر والأكفاء جيلا بعد جيل، فهم يسعون لدفع التنمية العالية الجودة لشيتسانغ وتحقيق بناء الصين دولة قوية وإعادة إنهاض الأمة الصينية.

--

بنغ ياو، صحفية في ((شبكة الصين)).