كانت السيدة يوي جيه مسؤولة عن التعاون الدولي في شركة حماية البيئة التابعة لشركة الوطنية الصينية للطاقة النووية، وقد عملت في تنظيم العديد من المشروعات الدولية المهمة، وإدارة الأعمال الدولية واستقطاب الأكفاء والخبراء الأجانب ذوي المستوى الرفيع. برغم أن تخصصها هو الهندسة الكيميائية، اختارت يوي جيه بعد عشر سنوات من العمل أن يكون موضوع دراستها لنيل درجة الدكتوراه هو العلاقات الدولية. قالت: "يتساءل كثيرون: كيف لشخص متخصص في الهندسة أن يختار دراسة العلاقات الدولية؟" وأجابت قائلة إنها بعد أن عملت لفترة طويلة في مجال التعاون الدولي، شعرت بأن النجاح في التعاون الدولي للطاقة النووية لا يرتبط بالتكنولوجيا ونماذج التجارة فحسب، وإنما أيضا يعتمد على العلاقات الدولية.

بناء فريق خارجي ذي كفاءة شاملة

أوضحت يوي جيه أن الشركات الصينية عند دخولها الأسواق الدولية، غالبا ما تبدأ من التبادل الدولي، حيث تبحث عن نقاط التجانس بين الطرفين، ثم تعمق وتطور التعاون في المشروعات الدولية بشكل تدريجي. تشتمل هذه العملية على جميع جوانب الأعمال التجارية الدولية. على مدى سنوات طويلة من العمل في مجال التعاون الدولي للطاقة النووية، أدركت يوي جيه بشكل جيد أهمية بناء فريق دولي ذي كفاءة شاملة. قالت: "فتح الأسواق الدولية وتطوير المشروعات الدولية يتطلبان قدرات شاملة ومنظمة، لذا إتقان اللغة المحلية هو الخطوة الأولى. يعتبر التخصص هو القوة الصلبة، بينما القوة الناعمة بما فيها التجارة والقانون والتفاوض والتسويق لا غنى عنها لتحقيق النجاح." وأضافت: "يتعين على فريق فتح الأسواق الدولية تحقيق التنوع باستمرار. فالعائدون من الخارج الذين لديهم خبرات دراسية أو عملية في الخارج، والأكفاء المحليون ذوو الخلفية التخصصية أو المهارات اللغوية، بالإضافة إلى الموظفين الدوليين الذين تعجبهم الثقافة الصينية، يمكن لهم جميعا تفعيل المزايا هنا. يسهم التكامل بين أفراد الفريق، وتحديدا التكامل الثقافي، في توسيع الأسواق الدولية."

تعزيز التبادل الأكاديمي

في الآونة الأخيرة، حظيت العلامات التجارية الصينية باهتمام واعتراف متزايدين على الصعيد الدولي، مع التنامي المستمر للقوة التكنولوجية الصينية. تسعى يوي جيه إلى تعزيز التعاون التكنولوجي الدولي الرفيع المستوى، حيث أقامت وشاركت في منتديات دولية مرموقة غير مرة، وشهدت هذه التغيرات بأم عينها. قالت: "تمضي شركة حماية البيئة التابعة لشركة الوطنية الصينية للطاقة النووية بثبات، في دفع التعاون العلمي الرفيع المستوى. في عام 2024، رشحت شركتنا أربعة خبراء شبان للعمل في المنظمات الدولية المرموقة، بما فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بالإضافة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. في الوقت الحالي، يمثل كبار الموظفين من الدول النامية الذين يعملون في المنظمات الدولية المرموقة المختصة بالطاقة النووية نسبة ضئيلة. تستطيع الصين التعبير بصوتها في المحافل الدولية المهمة، وتقديم النصائح العملية باعتبارها دولة نامية، وهو أمر مفيد جدا." أضافت: "تتلقى شركتنا كثيرا من الثناء من المنظمات الدولية المرموقة على الشباب المبعوثين، ويأمل بعضها بقاء مبعوثينا الشباب في مناصبهم، والبعض الآخر يطلب من شركتنا إرسال مزيد من الأكفاء المتميزين إليها، الأمر الذي يسرنا للغاية. يسهم الشباب الطموحون من شركتنا بجهودهم لاستخدام وتطوير الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ويبرز عملهم أهمية التبادل والتعاون الدولي."

يصادف عام 2024 الذكرى السنوية الأربعين لانضمام الصين إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. قالت يوي جيه: "أولت شركتنا اهتماما كبيرا بالتعاون الدولي. وبلغت أنشطة التبادل الدولية، مثل الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى، أكثر من خمسين مرة حتى سبتمبر عام 2024. تسعى الشركة بنشاط لخلق الفرص، فنظمت دورات تدريبية ومحاضرات إقليمية، في إطار المساعدات الدولية، مستفيدة من تخصصها في مجال حماية البيئة النووية، الأمر الذي يعزز تأثير الشركة في مجال الحوكمة الإقليمية للطاقة النووية، ويجسد شمول الشركة الوطنية الصينية للطاقة النووية وانفتاحها، فضلا عن إظهار قوة الصناعة النووية الصينية لشركائنا في العالم، ونشر جاذبية الصين، وإنشاء علامة تجارية صينية للطاقة النووية، والإسهام في التنمية العالمية للطاقة النووية."

اقتراحات لتنمية الصين

السيدة يوي جيه هي أيضا عضوة شابة في مجلس بكين للجمعية الصينية لتنمية الديمقراطية، ونائبة مدير لجنة العمل الشبابي لمجلس حي شيتشنغ ببكين للجمعية الصينية لتنمية الديمقراطية. وهي تقدم اقتراحات ونصائح بناءة بنشاط، لتوصيل أوضاع المجتمع والرأي العام إلى الحكومة فحققت كثيرا من الإنجازات في هذا الصدد. في عام 2024، تقدمت يوي جيه بتقرير تحت عنوان "تحليل الصعوبات التي تواجهها المؤسسات الفرعية الخارجية للشركات الصينية والحلول لذلك" إلى المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، كذلك تقدمت باقتراح تحت عنوان "تسريع بناء نظام الاعتراف المتبادل الدولي بالمؤهلات المهنية بما يفيد حكومة بكين في بناء مركز الابتكار التكنولوجي الدولي" إلى لجنة بكين للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

تسعى حكومة بكين في السنوات الأخيرة لبناء مركز للابتكار التكنولوجي الدولي، ويمثل جذب الأكفاء عملا مهما ضمن الخطة الخمسية الرابعة عشرة لحكومة بكين. وقد تقدمت يوي جيه إلى المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي عبر قناة التبادل للأحزاب الديمقراطية، باقتراح لإصلاح إجراءات نظام الاعتراف المتبادل الدولي بالمؤهلات المهنية، استنادا إلى خبرتها والمشكلات العملية التي تواجهها في العمل اليومي.

ساعد نظام الاعتراف المتبادل الدولي بالمؤهلات المهنية على التنقل الدولي للأكفاء، وخلق بيئة دولية حيوية لتطوير الأكفاء. قالت يوي جيه: "يحرص العديد من الشباب أصحاب الخبرات في العمل الخارجي على بذل جهودهم في تقدم الصين. تعتبر المؤهلات التي يحصلون عليها في البلاد الخارجية معيارا مهما لتقييم ما لديهم من قدرة على العمل في الصين. يجب علينا التضامن مع هؤلاء الشباب الدوليين، وإبراز مزاياهم إلى أقصى حد، وأن نعمل سويا على بناء الصين الجميلة. لذلك، نظام الاعتراف المتبادل الدولي بالمؤهلات المهنية مهم جدا."