أستانا 3 يوليو 2024 (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إنه مستعد للعمل مع الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، لبناء مجتمع مصير مشترك أكثر جوهرية وديناميكية بين الصين وكازاخستان، وضخ المزيد من الطاقة الإيجابية في تنمية واستقرار المنطقة والعالم.
أدلى الرئيس شي بهذه التصريحات خلال اجتماعه مع توكاييف في القصر الرئاسي في أستانا.
وخلال محادثاتهما المصغرة، أشار شي إلى أنه، خلال العام الماضي، التقى هو وتوكاييف مرتين في شيآن وبكين، على التوالي، ووضعا ترتيبات وخططا جديدة لتنمية العلاقات بين الصين وكازاخستان، ما قاد نحو "30 عاما ذهبية" من التنمية السريعة للعلاقات بين البلدين.
وقال شي إن الجانب الصيني ينظر دائما إلى علاقاته مع كازاخستان من منظور استراتيجي وطويل الأمد، ويعد كازاخستان أولوية في دبلوماسية الجوار الصينية وشريكة مهمة في التعاون في آسيا الوسطى.
وأضاف أن إرادة الصين وتصميمها على الحفاظ على العلاقات الثنائية وتنميتها ثابتان ولن يتغيرا بسبب أي حادث أو تحولات في الوضع الدولي.
وقال شي إن الصين ستظل دائما جارة وشريكة جيدة يمكن لكازاخستان الاعتماد عليها والثقة بها.
وأضاف أن الجانب الصيني يعتزم مواصلة تعزيز التعاون مع كازاخستان في مجال الطاقة التقليدية مثل الغاز الطبيعي، وتوسيع التعاون في مجال الطاقة الجديدة، ما يشمل الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتشجيع مزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في كازاخستان، ومساعدة كازاخستان على تحويل مزايا مواردها إلى قدرات إنمائية، لتحقيق تنمية خضراء ومنخفضة الكربون ومستدامة.
ومن جانبه، قال توكاييف إن زيارة الدولة التي يجريها شي إلى كازاخستان لها أهمية تاريخية في تنمية العلاقات بين البلدين، مشيدا بالصين باعتبارها جارة ودية وصديقة وثيقة وشريكة استراتيجية مهمة لبلاده.
وأضاف أنه استنادا إلى صداقة حسن الجوار والدعم المتبادل القوي، أظهرت العلاقات بين البلدين زخما سليما غير مسبوق في التنمية، مشيرا إلى أنه تم تحقيق إنجازات كبيرة في التعاون في مجالات التجارة، والطاقة، والزراعة، والمعادن وغيرها من المجالات، ما عاد بالنفع على الشعبين وقدم نموذجا جيدا للعلاقات بين الدول.
وقال توكاييف إن بلاده مستعدة للعمل مع الصين للاستفادة بشكل أكبر من إمكانات التعاون الثنائي في مجالات الطاقة، والمعادن، والطاقة الجديدة، والارتباطية، والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
وأضاف أن بلاده تقدر دعم الصين الحازم لسيادة كازاخستان واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وأنها ستلتزم بقوة بمبدأ صين واحدة وستحارب بقوة "قوى الشر الثلاث" وستعمل على حماية الأمن المشترك للبلدين.
وخلال محادثاتهما الموسعة، قال شي إن علاقات الصداقة بين الصين وكازاخستان متأصلة في طريق الحرير القديم الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، وتم تعزيزها خلال 32 عاما من التعاون منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقد وصلت إلى مستوى عال يتمثل في شراكة استراتيجية شاملة دائمة.
وأكد مجددا أنه بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن الصين ستظل ثابتة في التزامها بالصداقة بين البلدين، وعزمها على تعزيز التعاون بينهما على نحو شامل، وتصميمها على مواصلة تبادل الدعم مع كازاخستان في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية لكل منهما، وثقتها في قدرة البلدين على تحقيق أهدافهما التنموية.
وقال شي إن الصين وكازاخستان تمران بمرحلة بالغة الأهمية من التنمية والنهضة، داعيا الجانبين إلى تعزيز مواءمة استراتيجيات التنمية الخاصة بكل منهما وتبادل الخبرات في مجال الحوكمة، وتنفيذ المزيد من مشروعات التعاون متبادل المنفعة، من أجل تعزيز تنمية البلدين.
وأضاف أن الجانب الصيني مستعد للعمل مع كازاخستان لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، ووضع هدف جديد لمضاعفة التجارة المتبادلة في وقت مبكر.
وتعهد شي بأن الصين ستعمل على زيادة توسيع استيراد البضائع الكازاخستانية عالية الجودة وخلق محركات نمو جديدة للتعاون في مجالي التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي، داعيا الجانبين إلى زيادة نطاق التعاون في الاستثمار في القدرة الإنتاجية، والاستفادة من إمكانات التعاون في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي، وتوسيع التعاون في السيارات الكهربائية، والطاقة الجديدة، والتجارة الإلكترونية عبر الحدود، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
وقال شي إن الصين مستعدة للعمل بنشاط مع كازاخستان لتعزيز بناء طريق النقل الدولي العابر لبحر قزوين وبناء نموذج ارتباطية متعدد الأبعاد.
وأضاف أن الصين تدعم إقامة "عام السياحة الصيني" في كازاخستان في عام 2025، وقررت أيضا افتتاح ورشة لوبان ثانية في كازاخستان.
وفي معرض إشارته إلى أنه خلال وجوده في المطار عقب وصوله، استمع إلى مجموعة من المراهقين من أبناء كازاخستان يغنون أغنية "قصيدة للوطن الأم" الشهيرة باللغة الصينية القياسية وبطلاقة، قائلا إن الشباب هم ورثة الصداقة بين الصين وكازاخستان من جيل إلى آخر.
ودعا البلدين إلى إفساح المجال كاملا لدور مراكز الثقافة وفرع جامعة بكين للغات والثقافة في كازاخستان لتعزيز التبادلات الثقافية والتفاهم المتبادل بين الشعبين، وبشكل خاص جيل الشباب، وتعزيز الدعم العام للتعاون الشامل بين البلدين.
وأشار شي إلى أن الصين ستتولى الرئاسة الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون عقب كازاخستان، قائلا إن الصين تقف على أهبة الاستعداد للعمل المشترك مع الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، منها كازاخستان، من أجل بناء مجتمع مصير مشترك أوثق للمنظمة.
وأشار شي إلى أن الصين تدعم كازاخستان في استضافة قمة الصين-آسيا الوسطى الثانية في العام المقبل، وتقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الأطراف المعنية، منها كازاخستان، من أجل تحسين وتقوية آلية الصين-آسيا الوسطى، وتعزيز التعاون بين الصين وآسيا الوسطى لتحقيق مزيد من النتائج الجديدة.
وقال شي إن الصين مستعدة للعمل بشكل وثيق مع كازاخستان في إطار الأمم المتحدة والأطر متعددة الأطراف الأخرى، وممارسة تعددية حقيقية، وحماية المصالح المشتركة للبلدين والدول النامية الأخرى.
ومن جانبه، قال توكاييف إن زيارة شي إلى كازاخستان تثبت مرة أخرى أن الجانبين يوليان أهمية كبيرة لبعضهما البعض، ويتطلعان بشدة إلى زيادة تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة الدائمة بين البلدين.
وقال إن كازاخستان والصين تتمتعان بصداقة قوية تمتد لآلاف السنين وتعاون مثمر في مختلف المجالات، مضيفا أنه خلال السنوات الأخيرة بشكل خاص، دخلت العلاقات الثنائية "عصرا ذهبيا" جديدا مع تحقيق تقدم سلس في مشروعات التعاون الكبرى ونتائج إيجابية في مجالات الزراعة، والطاقة الخضراء، والتبادلات الشعبية والثقافية، ما ساهم في تحقيق الرفاهية لشعبي البلدين.
وقال توكاييف إن بلاده صديقة وشريكة موثوقة للصين، مضيفا أن تعميق التعاون الودي والاستراتيجي مع الصين أولوية استراتيجية ثابتة بالنسبة لكازاخستان.
وفي معرض إشادته بمفهوم الصين الدبلوماسي للسلام وسلسلة المبادرات العالمية التي طرحها شي ومساهمة الصين المهمة في تعزيز السلام والتنمية في العالم، قال توكاييف إن بلاده مستعدة للعمل مع الصين لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك بين كازاخستان والصين وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأكد أن كازاخستان تتطلع إلى العمل مع الصين من أجل التنفيذ الجاد للنتائج المهمة لزيارة شي، ومواصلة تعزيز التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق بشكل مشترك، وبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق هدف مضاعفة التجارة المتبادلة، وتعزيز التعاون في مجالات الزراعة، والاقتصاد، والتجارة، والطاقة الجديدة، والتجارة الإلكترونية عبر الحدود، والسيارات الكهربائية، ودفع بناء طريق النقل الدولي العابر لبحر قزوين.
وقال توكاييف إن بلاده ترحب بإنشاء مراكز ثقافية وورشة لوبان، داعيا إلى ضمان نجاح عام السياحة الصيني في عام 2025، من أجل الحفاظ على تعاون ثنائي أوثق على المستوى دون الوطني بالإضافة إلى التبادلات الشعبية في مجالات مثل التعليم والثقافة وغيرها.
وأضاف أن كازاخستان ستواصل المشاركة بنشاط في بناء آلية الصين-آسيا الوسطى، وستعمل على التنسيق بشكل وثيق مع الصين ضمن الأطر متعددة الأطراف، مثل منظمة شانغهاي للتعاون والأمم المتحدة.
وعقب المحادثات، وقع الرئيسان بيانا مشتركا بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية كازاخستان، وشهدا تبادل العشرات من وثائق التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة، والارتباطية، والطيران، والفضاء الجوي، والتعليم، والإعلام.
وقبل اجتماعهما، قامت طائرات مقاتلة من كازاخستان بتلوين السماء بخطوط الدخان الملونة ترحيبا بالرئيس الصيني. ولونت مجموعة تضم ست طائرات، في أثناء التحليق فوق القصر الرئاسي، السماء بخطوط الدخان الملونة بالأحمر والأصفر، وهما اللونان في العلم الوطني الصيني.