رياضة < الرئيسية

استعدادات الصين لأولمبياد طوكيو

: مشاركة
2021-08-30 12:08:00 الصين اليوم:Source نان بي باو:Author

في الثالث والعشرين من يوليو عام 2021، افتتحت الدورة الثانية والثلاثون للألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو باليابان، بعد تأجيلها لمدة سنة بسبب تفشي كوفيد- 19 في العالم. قال توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إن أولمبياد طوكيو التي افتتحت في ظل حالة وظروف خاصة لها معنيان. من ناحية، تجمع الأولمبياد العالم كله حيث تتجمع الوفود الرياضية من أكثر من مائتي دولة ومنطقة والفريق الأولمبي للاجئين التابع للجنة الأولمبية، في قرية الرياضيين المشتركة بنفس المدينة وفي دولة واحدة. ومن ناحية أخرى، يتحقق هذا التجمع الرياضي في ظل الوباء بطريقة آمنة، وهذا يعني أن الرياضيين ومسؤولي الوفود والموظفين المعنيين يقدمون جهودا ومساهمات كبيرة. الصين، باعتبارها عضوا هاما في الأسرة الأولمبية الدولية، قامت بالاستعدادات الكاملة من أجل إقامة أولمبياد طوكيو بصورة سلسة، وضمان سلامة الرياضيين الصينيين خلال فترة الأولمبياد وقدرتهم على تقديم أداء ممتاز في مختلف المنافسات وتعزيز الروح الأولمبية بشكل أفضل.

مساهمة الصين في الوقاية من كوفيد- 19 خلال فترة أولمبياد طوكيو

في ظل تفشي كوفيد- 19 في العالم وتسجيل عدد حالات الإصابة المؤكدة الجديدة بالوباء بين أشخاص مرتبطين بهذه الدورة الأولمبية، اهتمت الحكومة اليابانية واللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو واللجنة الأولمبية الدولية بتعزيز السيطرة على انتشار فيروس كورونا الجديد، وأصدرت سلسلة من السياسات والإجراءات والنظم الجديدة لتقليل إمكانية العدوى، ومنها فرض اليابان حالة طوارئ في طوكيو من 12 يوليو إلى 22 أغسطس في فترة الأولمبياد؛ وتعليق الرياضيين ميدالياتهم في أعناقهم بأنفسهم خلال مراسم توزيع الجوائز وغيرها من الإجراءات.

بالإضافة إلى الأعمال الوقائية من اليابان واللجنة الأولمبية الدولية، تولي الصين اهتماما بالغا للسيطرة على انتشار الوباء أيضا. اتخذ الوفد الصيني عددا كبيرا من مواد الوقاية ووضع "تجنب العدوى" وضمان الصحة والسلامة لكل أعضاء الوفد الصيني في مكانة أهم خلال المشاركة في أولمبياد طوكيو. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، اتخذ الوفد الصيني ثلاثة إجراءات تفصيلية. أولا، إنشاء نظام إدارة الوقاية من الوباء، حيث تولى قو تشونغ ون، رئيس الإدارة العامة للرياضة الصينية، منصب رئيس الوفد الصيني ورئيس فريق الوقاية من الوباء للوفد الصيني، ليقوم بالدور القيادي العام. فضلا عن ذلك، تم تعيين منسق متخصص للوفد الصيني ولكل فريق رياضي في الوفد الصيني؛ للمحافظة على الاتصالات المكثفة مع اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو. ثانيا، تعزيز القدرة الذاتية للوقاية من الوباء. وفقا للإعلان الرسمي عن قائمة أسماء أعضاء الوفد الصيني المشارك في أولمبياد طوكيو، بلغ عدد أعضاء الوفد الصيني 777 شخصا ومنهم 431 رياضيا، وهذا أكبر تمثيل للصين في الألعاب الأولمبية في التاريخ، تم تلقيح 61ر99% منهم بلقاحات كوفيد- 19، مما يساعد على ضمان سلامتهم إلى حد كبير. ثالثا، تم إنشاء آلية للاستجابة لحالات الطوارئ في الوفد، الأمر الذي يزيد فاعلية العمل ويخفض تأثير الوباء على الرياضيين والمسابقات الأولمبية.

لا تعمل الصين على تجنب العدوى لأعضاء وفدها فحسب، وإنما أيضا تساهم في أعمال السيطرة على انتشار كوفيد- 19 بين الرياضيين الأجانب خلال فترة الأولمبياد، مما يجسد الروح الأولمبية ونال هذا الإجراء تقديرا عاليا وإشادة كبيرة من توماس باخ. حسب تعهد اللجنة الأولمبية الصينية للجنة الأولمبية الدولية بشأن تقديم لقاحات "كوفيد- 19" الصينية للمشاركين في أولمبياد طوكيو الصيفية وأولمبياد بكين الشتوية، قامت اللجنة الأولمبية الدولية بشراء كمية من جرعات لقاحات "كوفيد- 19" من الصين لتوزعها على دول معينة. على سبيل المثال، في 15 يونيو 2021، تسلمت اللجنة الأولمبية في باراغواي أول دفعة من جرعات لقاحات "كوفيد- 19" التي قدمتها الصين إلى اللجنة الأولمبية الدولية، الأمر الذي يوفر ضمانا صحيا لوفد باراغواي الرياضي المشارك في أولمبياد طوكيو.

تعزيز التدريبات لتقديم أداء أفضل في المنافسات

تأجيل أولمبياد طوكيو لسنة واحدة بسبب انتشار كوفيد- 19، له تأثيرات كبيرة على الألعاب الرياضية التنافسية والرياضيين المعنيين في العالم. مثلا، أفسد تأجيل إقامة أولمبياد طوكيو خطة الألعاب الأولمبية التي تقام كل أربع سنوات عموما، مما أربك خطط الرياضيين في تدريباتهم؛ ثانيا، قل عدد البطولات الدولية؛ ثالثا، انخفض التفاهم المتبادل بين الرياضيين، الأمر الذي زاد من المشكلات في التنسيق والتعاون بينهم في المنافسات؛ رابعا، اضطرار بعض الرياضيين لاعتزال اللعب بسبب تقدم العمر والإصابات الرياضية. في ظل الظروف المعاكسة، تأهل الرياضيون الصينيون للتنافس على 225 ميدالية ذهبية في 30 لعبة رياضية. فزادوا تدريباتهم سعيا لتقديم أداء ممتاز في هذه الدورة من الألعاب الأولمبية.

تعد كرة الطاولة رياضة هامة وشائعة في الصين، حيث فاز الرياضيون الصينيون بثماني وعشرين ميدالية ذهبية من اثنتين وثلاثين ميدالية ذهبية لمنافسات كرة الطاولة منذ إدراجها في مسابقات الأولمبياد بشكل رسمي في عام 1988. ويمكن القول إن الصين لها تفوق مطلق في رياضة كرة الطاولة في العالم. منذ إعلان تأجيل إقامة أولمبياد طوكيو في مارس عام 2020 وإلغاء عدة بطولات دولية في كرة الطاولة، عزز لاعبو كرة الطاولة الصينيون التدريبات المكثفة والمستهدفة من أجل رفع مهاراتهم وتقليل التأثيرات السلبية لكوفيد- 19 والتأقلم مع القواعد الجديدة. في أغسطس عام 2020، أقام فريق كرة الطاولة الصيني بطولة في لينغشوي بمقاطعة هاينان وفقا لجداول مسابقات أولمبياد طوكيو ومعايير التقييم الجديدة؛ في فبراير عام 2021، قام فريق كرة الطاولة الصيني بتعديل برنامج التدريبات ومواصلة التدريبات المكثفة داخل الصين بدلا من المشاركة في المسابقات في الخارج وذلك من أجل تجنب العدوى خلال فترة السفر وعدم التأثير على التدريبات اللاحقة؛ في يونيو عام 2021، أقام فريق كرة الطاولة الصيني مسابقة داخلية في ويهاي بمقاطعة شاندونغ ودعا فريق كرة الطاولة من منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة للمشاركة في المسابقة معا من أجل محاكاة المسابقات الأولمبية وتكييف وتهيئة أوضاع الرياضيين نفسيا وعقليا وبدنيا. قال ليو قوه ليانغ، رئيس الاتحاد الصيني لكرة الطاولة في مقابلة صحفية قبل إقامة أولمبياد طوكيو، إن القواعد الجديدة والمتطلبات المعنية للوقاية من انتشار الوباء في هذه الدورة من الأولمبياد زادت صعوبات الرياضيين الصينين بصورة كبيرة. لكن، بفضل التعديلات الفورية والتدريبات المكثفة، تأقلم الرياضيون الصينيون مع ذلك، وأصبحوا مستعدين للأولمبياد.

عند السؤال عن الفريق الرياضي الصيني الأكثر شعبية، يجيب كثير من الصينيين بـ"فريق الكرة الطائرة الصيني للنساء" إذ أن اللاعبات من هذا الفريق حققن إنجازات ضخمة في البطولات العالمية والمسابقات الأولمبية في العقود الماضية ليصبحن فخرا للصين في هذه الرياضة. من أجل التحضير لأولمبياد طوكيو، قام فريق الكرة الطائرة الصيني للنساء بالتدريبات المركزية والمشاركة في المسابقات على مستويات مختلفة. في عام 2020، تلقى أعضاء الفريق التدريبات المركزية لمدة نصف سنة لتحسين المهارات والحركات الأساسية لكل لاعبة. فضلا عن ذلك، شاركت اللاعبات في البطولة الوطنية للكرة الطائرة والدوري الممتاز للكرة الطائرة لرفع أدائهن في المسابقات الحقيقية. وقبيل موعد انطلاق أولمبياد طوكيو، تمت زيادة التدريبات المكثفة للاعبات الكرة الطائرة بصورة تدريجية. أجرى الفريق التدريبات الجماعية ثلاث مرات، في بكين وتشانغتشو بمقاطعة فوجيان ونينغبوه بمقاطعة تشجيانغ على التوالي لتعزيز إستراتيجيات الفريق لمواجهة منتخبات الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، إيطاليا، الأرجنتين، وتركيا في مباريات المجموعات لأولمبياد طوكيو. وبالإضافة إلى ذلك، سافر منتخب الكرة الطائرة الصيني للنساء إلى اليابان لخوض مباراة تحضيرية ضد الفريق الياباني وفاز بثلاثة أشواط مقابل صفر. في الفترة من مايو إلى يونيو، شارك بعض أعضاء الفريق الصيني في دوري الأمم لكرة الطائرة 2021 الذي أقيم في إيطاليا وفاز الفريق الصيني في سبع مباريات متتالية، مما أكد على الاستعداد الجيد للاعبات الصينيات في هذه الرياضة.

فضلا عن الرياضات التي تتفوق فيها الصين وتحقق ميداليات في المسابقات المختلفة، بذل الرياضيون الصينيون في الرياضات الأخرى قصارى جهدهم خلال فترة التحضيرات للمسابقات الأولمبية أيضا. مثلا، فاز فريق التايكوندو الصيني بسبع ميداليات ذهبية في دورات الأولمبياد السابقة منذ إدراجها إلى المسابقات الأولمبية في عام 2000. رغم تقدم الرياضيين الصينيين في الرياضة، ما زالت هناك فجوة بين الصين والدول القوية في أنواع عديدة من الرياضات. لرفع مهارات الرياضيين الصينيين وإحراز إنجازات أكبر، نظم فريق التايكوندو الصيني تدريبات مكثفة في تاييوان بمقاطعة شانشي وفي ووتشيشان بمقاطعة هاينان لعدة أشهر وأقام البطولة الوطنية للتايكوندو في أكتوبر 2020 في ووشي بمقاطعة جيانغسو. وبفضل هذه التدريبات الفعالة، يحقق الرياضيون الصينيون تحسنا كبيرا بشكل عام ويبرزون خصائصهم المختلفة في الحركات ويعززون حماستهم في المسابقات. قالت وو جينغ يوي، الحائزة على ميداليتين ذهبيتين في مسابقات التايكوندو للنساء في أولمبياد بكين 2008 وأولمبياد لندن 2012، إنها عززت من تركيزها الذهني ومهاراتها باللعب بشكل كبير بعد تلك التدريبات مما زاد ثقتها الكبيرة لمواجهة الرياضيين الممتازين الأجانب في المسابقات الأولمبية.

تعد رياضة تسلق الصخور إحدى المنافسات الجديدة المدرجة في أولمبياد طوكيو. أجرى بان يوي فِيّْ وسونغ يي لينغ المشاركان في المسابقات الأولمبية تدريبات مغلقة في ضواحي بكين تحت إرشاد مدربين متخصصين من إسبانيا وإيطاليا وروسيا وغيرها من ست دول ومناطق. ومن أجل رفع مهاراتهما، أدخل الفريق بعض نقاط الصخور الخاصة وفقا لمواد وحجم المسابقات الأولمبية، مما ساعد الرياضيين على التأقلم مع الأوضاع في طوكيو بسرعة.

منصات مختلفة للصينيين لمتابعة الأولمبياد

 القيام بالتجهيز والاستعدادت للأولمبياد أمر مشترك بين الأجهزة الحكومية والوفد الرياضي والرياضيين والقطاعات المعنية على حد سواء. وفقا للمتطلبات والتدابير الوقائية الخاصة لأولمبياد طوكيو، تقام معظم المسابقات الأولمبية في صالات مغلقة. في هذه الحالة، يجب تغطية آخر الأخبار الرياضية وتقديم المنصات المختلفة للجماهير الرياضية لمتابعة مختلف المنافسات. قامت وسائل الإعلام الصينية والشركات المعنية بأعمال كثيرة لتمكن الجمهاهير الصينية من متابعة المنافسات الأولمبية عبر الهواتف النقالة وشاشات التلفزيون بصورة سهلة.

وصل مجموعة من الصحفيين والعاملين من محطة التلفزيون الصينية المركزية ووكالة شينخوا للأنباء وصحيفة الشعب اليومية ومحطة التلفزيون بمقاطعة قوانغدونغ وفريق إعادة بث المسابقات لشركة شانغهاي للإعلام وغيرها من بعض وسائل الإعلام الصينية والشركات التكنولوجية والإعلامية، إلى اليابان للمشاركة في أعمال إنتاج إشارات البث لمختلف المسابقات ولتغطية أخبار أولمبياد طوكيو باستخدام التقنيات المتقدمة. لذلك، يمكن رؤية عدة عربات بث صينية في شوارع طوكيو خلال فترة إقامة الأولمبياد.

ومن أجل تقديم أفضل الخدمات للمشاهدين الصينيين للتمتع بروعة المسابقات الأولمبية، وقعت محطة التلفزيون الصينية المركزية، في ديسمبر عام 2020، مع شركة موقو للتكنولوجيا والثقافة التابعة لشركة تشينا موبايل اتفاق تعاون لبث كل مسابقات أولمبياد طوكيو بدون تأخير زمني. في إطار هذا الاتفاق، تقوم شركة موقو بتوظيف مزاياها في تقنية الجيل الخامس، تقنية الواقع المصطنع، حتى يمكن للمشاهدين الصينيين مشاهدة المسابقات بصورة واضحة عبر التطبيقات المعنية لشركة موقو كأنهم في مواقع المنافسات. وفضلا عن ذلك، اتفقت شركة كوايشو وشركة تنسنت مع محطة التلفزيون الصينية المركزية في مايو ويوليو عام 2021 تباعا وحصلتا على حقوق البث لأولمبياد طوكيو الصيفية وأولمبياد بكين الشتوية. هكذا، توفر التطبيقات التابعة لهاتين الشركتين للمستخدمين الفيديوهات حسب الطلب، ومقاطع الفيديو القصيرة المتعلقة بالمسابقات.

وبالإضافة إلى ذلك، من أجل تعزيز جاذبية أولمبياد طوكيو وزيادة التفاعلات بين الجماهير الصينية والرياضيين، قدمت شركة بايتدانس لتكنولوجيا الإنترنت تقريرا خاصا "دوقوان 2021" (كن بطلا في 2021) على تطبيق دوين قبيل افتتاح أولمبياد طوكيو حيث أطلق ما لونغ وشيوي شين وغيرهما من الرياضيين الصينيين، سلسلة من الأنشطة الرياضية الممتعة مثل "ضرب كرة الطاولة باستخدام الأغراض المختلفة" و"إظهار قوة عضلات الظهر" و"التقاط صور متنوعة ومختلفة للخروج من المياه" وغيرها، الأمر الذي جذب عددا كبيرا من الصينيين للمشاركة فيها.

يمكن القول إنه بفضل الجهود الدؤوبة من الحكومة الصينية والأجهزة التابعة لها والرياضيين الصينيين، وصل الوفد الصيني إلى اليابان بسلامة وقدم الرياضيون الصينيون أداءهم الممتاز في جميع المسابقات المختلفة. وفي نفس الوقت، مع تغطية وسائل الإعلام والشركات الإعلامية للأخبارالأولمبية بالمنصات المختلفة وبالتقنيات المتقدمة، بإمكان المشاهدين مشاهدة المسابقات بدون قلق بشأن المسافة والزمن.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4