أقيمت الدورة التاسعة عشرة لبطولة العالم للألعاب المائية في بودابست، عاصمة المجر في الفترة من الثامن عشر من يونيو إلى الثالث من يوليو عام 2022. شارك الرياضيون الصينيون في مسابقات السباحة، السباحة المتزامنة، الغطس وغيرها من المنافسات وأظهروا مهاراتهم المتفوقة والتعاون الوثيق بينهم، ففازوا بثمان وعشرين ميدالية؛ ثماني عشرة ميدالية ذهبية وميداليتين فضيتين وثماني ميداليات برونزية، لتحتل الصين المركز الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية التي حصلت على تسع وأربعين ميدالية؛ ثماني عشرة ميدالية ذهبية وأربع عشرة ميدالية فضية وسبع عشرة ميدالية برونزية.

 تغلب السباحين الصينيين على التحديات

بعد مشاركة السباحين الصينيين في أولمبياد طوكيو 2020 والدورة الرابعة عشرة للألعاب الوطنية وبطولة العالم للسباحة للمسافات القصيرة 25 مترا في الإمارات على التوالي في عام 2021، دخل منتخب الصين للسباحة فترة تعديلات وتلقى بعض السباحين القدامى علاجا طبيا كاملا وخضعوا لإعادة التأهيل. فضلا عن ذلك، تم تأجيل بطولة السباحة الوطنية وبطولة الربيع الوطنية للسباحة اللتين كان من المقرر إقامتهما في إبريل عام 2022 بسبب تفشي جائحة كوفيد- 19. برغم الصعوبات والمشقات المتعددة، أرسل منتخب الصين للسباحة خمسة وأربعين سباحا للمشاركة في بطولة العالم للألعاب المائية، ومنهم بعض السباحين القدامى الذين اكتشفوا طرقا جديدة ومناسبة لتحسين سرعتهم في السباحة من خلال المشاركة في السباقات المختلفة، إضافة إلى كثير من السباحين الجدد الذين سعوا لكسب الخبرات الفعالة من خلال تنافسهم مع السباحين الأقوياء من الدول الأخرى.

تشانغ يوي فِيّْ، البالغة من العمر 24 عاما، الحائزة على ميداليتين ذهبيتين وميداليتين فضيتين في أولمبياد طوكيو الصيفية 2020 التي أقيمت العام الماضي، شاركت في ثمانية سباقات في هذه الدورة من بطولة العالم للألعاب المائية، ومنها أربع سباقات فردية وأربع سباقات تتابع. قالت تشانغ يوي فِيّْ إن مشاركتها في سباقات كثيرة في فترة قصيرة، تطلبت منها الارتقاء بمهاراتها في السباحة وزيادة قدراتها البدنية، مما جعلها تولي اهتماما بتعديل وضعها وتنفيذ التكتيكات المستهدفة خلال المشاركة في السباقات المختلفة. وأضافت هذه السباحة الصينية المخضرمة في تصريحات صحفية، أنها قدمت أداء قويا في كل السباقات وحصلت على نتائج رائعة. في التاسع عشر من يونيو، شاركت تشانغ يوي فِيّْ في نهائي سباق 100 متر فراشة للسيدات وحصلت على المركز الثالث بنتيجة 41ر56 ثانية، لتحرز أول ميدالية للفريق الصيني في هذه الدورة من بطولة العالم. بعد ثلاثة أيام، واصلت تشانغ يوي فِيّْ أداءها الجيد في نهائي سباق 200 متر فراشة بنتيجة دقيقتين و32ر06 ثوان وحصلت على الميدالية البرونزية الثانية لها في هذه الدورة من البطولة. وفي الرابع والعشرين من يونيو، حصدت تشانغ يوي فِيّْ الميدالية الثالثة لها في سباق 50 متر فراشة، بفارق 01ر0 ثانية فقط عن منافستها الفرنسية ميلاني هنيك. بالإضافة إلى نتائجها الجيدة في السباقات الفردية، تعاونت تشانغ يوي فِيّْ مع زميلاتها في إكمال سباق التتابع 4× 100 متر للسباحة الحرة للسيدات وسباق التتابع 4× 100 متر للسباحة المتنوعة، حيث بذلت كل الجهود في تقليص الفجوة بين المنافسات. من جانب آخر، قدمت يانغ جيون شيوان، الفائزة بالميدالية الأولمبية الذهبية في سباق التتابع ‏4× 200 متر للسباحة الحرة للسيدات في العام الماضي،‏ أداء ممتازا في سباقات كثيرة. في الحادي والعشرين من يونيو، حصدت أول ميدالية ذهبية لمنتخب الصين للسباحة في هذه الدورة في سباق 200 متر حرة للسيدات بنتيجة دقيقة و92ر54 ثانية. وأبرزت مهاراتها القوية في سباقات التتابع لمسافات ‏4× 100 متر للسباحة الحرة للسيدات ‏و‏4× 200 متر للسباحة الحرة للسيدات و‏4× 100 متر للسباحة المتنوعة للسيدات. باعتبارهما سباحتين قديمتين في الفريق الصيني، وضعت تشانغ يوي فِيّْ ويانغ جيون شيوان مثالين جيدين للسباحين الجدد وحفزتاهم على تحقيق نتائج أفضل في السباقات وحسنتا الروح المعنوية للفريق إلى حد كبير.

بفضل التشجيع الكبير من السباحتين تشانغ يوي فِيّْ ويانغ جيون شيوان، أبدى السباحون الجدد عزيمة قوية في السباقات وحققوا العديد من الاختراقات. في الحادي والعشرين من يونيو، في نصف النهائي لسباق 100 متر سباحة حرة للرجال، أظهر السباح الصيني الموهوب بان تشان له البالغ من العمر ‏‏17 عاما ‏تفوقه بإنهاء السابق في زمن قدره 65ر47 ثانية، ليصبح أول سباح صيني يصل إلى نهائي بطولة العالم منذ عام 2015. وبعد يومين، في النهائي، وبرغم أدائه غير الجيد في أول خمسين مترا، لم يفقد الأمل وزاد سرعته لتضييق الفجوة مع منافسيه وحصل على المركز الرابع، بفارق 08ر0 ثانية فقط عن السباح الذي نال الميدالية البرونزية. وقد أثنت وسائل إعلام كثيرة على إنجاز بان تشان له، واعتبرته نجما صاعدا في فريق السباحة الصيني. بالإضافة إلى أداء بان تشان له المدهش، في الرابع والعشرين من يونيو، في نصف نهائي سباق 50 مترا سباحة صدر للسيدات، حطمت السباحة الصينية الشابة تانغ تشيان تينغ، 18 عاما، الرقم القياسي الآسيوي بنتيجة 10ر30 ثانية وحصلت على المركز الرابع في نهائي السباق، في أول مشاركة لها ببطولة العالم.

إنجازات كبيرة في السباحة المتزامنة

تتميز السباحة المتزامنة بالجمع بين رياضات الجمباز والسباحة والباليه، وتتمتع بالإيقاع الموسيقي وأناقة الحركات في نفس الوقت. منذ إنشاء منتخب الصين للسباحة المتزامنة في منتصف ثمانيات القرن العشرين، يعمل المدربون واللاعبات على تطوير هذه الرياضة في البلاد جيلا بعد جيل. في أولمبياد بكين الصيفية 2008، أحرزت السباحات الصينيات الميدالية البرونزية في السباق الجماعي، وفي أولمبياد طوكيو 2020، حصلت الصين على ميداليتين فضيتين في سباق الزوجي والسباق الجماعي. في هذه الدورة من بطولة العالم، حقق الرياضيون الصينيون اختراقات أكبر أدهشت العالم وأثبتت تقدم الصين باطراد في هذه الرياضة الجميلة.

في السابع عشر من يونيو، في السباق التمهيدي لسباق الثنائي الفني، قدمت وانغ ليو يي وشقيقتها وانغ تشيان يي، اللتان حصلتا على لقب السباق الجماعي مع زميلاتهما في بطولة العالم 2017 في بودابست، عرضا جميلا من حيث تزامن الحركات ومدى التعاون وتصدرتا بنتيجة 6378ر92 نقطة. وبعد يومين، في دور النهائي، حافظ الثنائي الصيني على الأداء المتميز حيث أكملتا كل الحركات بمستوى عال مع أنغام الموسيقى، ففازتا بالميدالية الذهبية بنتيجة 7536ر93 نقطة، وحققتا اختراقا تاريخيا للصين في هذا السباق. بعد عدة أيام، توجت السباحتان الشقيقتان بسباق الثنائي الحر بنتيجة 5667ر95 نقطة.

بالإضافة إلى ذلك، قدم السباحات الصينيات الأخريات أداء رائعا في سباقات السباحة المتزامنة الأخرى، الأمر الذي يعكس تقدم الصين البارز في هذه الرياضة. في اليوم الحادي والعشرين من يونيو، في نهائي السباق الفني للفرق النسائية، قدمت ثماني سباحات صينيات جمال الثقافة الصينية من خلال الحركات الصعبة والسلسة مع أغنية ((أحبك يا صين)) وحصلن على 7202ر94، متفوقات على الفرق الأخرى كثيرا، الأمر الذي ضمن لهن الفوز بهذا السباق. قالت تشانغ شياو هوان، المديرة الفنية لمنتخب الصين للسباحة المتزامنة، إن هذا اختراق تاريخي للصين بكل التأكيد. في الرابع والعشرين من يونيو، حافظت السباحات الصينيات على الأداء القوي في نهائي السباق الحر للفرق النسائية من البداية إلى النهاية، وأعجب كل الحكام والمشاهدين بأدائهن الرائع، وحصدن الميدالية الذهبية بدون شك.

اختلافا عن الرياضات الأخرى، في رياضة السباحة المتزامنة، هناك قليل من المسابقات التي يشارك فيها السباحون الذكور. لم يدرج سباق الزوجي المختلط ضمن مسابقات بطولة العالم إلا في عام 2015. من أجل إعداد السباحين المناسبين لهذا السباق، قام المدربون الصينيون باختيار رياضيين يمارسون ألعابا أخرى. شي هاو يوي، أول سباح صيني يمارس السباحة المتزامنة. بفضل مواهبه المتفوقة وبنيته الجسدية الممتازة، أتقن الحركات الجديدة بسرعة وحقق تقدما قويا على مدى السنوات السابقة. في هذه الدورة من بطولة العالم، تعاون شي هاو يوي مع تشانغ يي ياو بصورة كاملة وقدما عرضا رائعا في سباقي الثنائي المختلط الفني والحر وأحرزا ميداليتين برونزيتين، مما سجل اختراقا تاريخيا لشي هاو يوي نفسه ولمنتخب الصين للسباحة المتزامنة أيضا.

تعزيز تفوق الغطاسين الصينيين

منتخب الصين للغطس، المعروف بـ" فريق الأحلام"، نجح في إعداد قوه جينغ جينغ، وو مين شيا، تشن آي سن وغيرهم من عدد كبير من الغطاسين الممتازين الذين حصدوا الميداليات في بطولات العالم والدورات الأولمبية. في هذه الدورة من بطولة العالم، واصل الغطاسون الصينيون أداءهم المتفوق في كل السباقات، الأمر الذي يعزز تفوق الفريق الصيني في هذه الرياضة.

الغطاس الصيني وانغ تسونغ يوان، صاحب العشرين عاما، الفائز بالميدالية الذهبية مع زميله في سباق الزوجي للسلم المتحرك بارتفاع ‏ثلاثة أمتار والميدالية الفضية في السباق الفردي في أولمبياد طوكيو الصيفية 2020‏، أظهر مهاراته الرائعة وقدرته العالية على تحريك الجسم في الهواء في هذه الدورة. في السادس والعشرين من يونيو، في أول يوم لمسابقات الغطس، شارك وانغ تسونغ يوان وتساو يوان في السباق التمهيدي للسلم المتحرك بارتفاع ثلاثة أمتار وأكملا الحركات بأداء مثالي ووصلا إلى الدور النهائي بنتيجة 07ر446 نقطة. بعد عدة ساعات من الاستراحة، في نهائي السباق، عرض السباحان الصينيان قدرتهما الكبيرة على أداء الحركات الصعبة برغم ارتكاب خطأ في الجولة الأخيرة من القفز، وأحرزا أول ميدالية ذهبية لمنتخب الصين للغطس في هذه الدورة من بطولة العالم. بعد يومين، واصل وانغ تسونغ يوان تقديم أدائه المرموق في السباق الفردي للسلم المتحرك لثلاثة أمتار واحتل المركز الأول في نهاية المطاف. جدير بالذكر أن حركة C109 هي أصعب الحركات في سباق السلم المتحرك للرجال بسبب المتطلبات العالية للغطاس في القوة وتحريك الجسم في ثوان قليلة بالهواء، وقد أكملها وانغ تسونغ يوان بمستوى عال وحصل على 40ر106 نقاط (النقطة الكاملة لهذه الحركة 114 نقطة)، مما يؤكد تفوقه الكبير في هذا السباق. في الثلاثين من يونيو، في نهائي السلم المتحرك بارتفاع متر، حصد وانغ تسونغ يوان ميدالية ذهبية أخرى، حيث ركز على أداء كل الحركات وبذل أقصى جهده لتحسين الجودة في كل جولة. بفضل الجهد الدؤوب والمهارات المتقدمة والحالة النفسية الجيدة، صار وانغ تسونغ يوان أول غطاس يفوز بثلاث ميداليات ذهبية في نفس الدورة من بطولة العالم.

عندما نتحدث عن النجوم الصاعدين في رياضة الغطس في الصين، لا يمكننا أن نهمل تشيوان هونغ تشان، ذات الخمسة عشر ربيعا، التي حصلت على أعلى النقاط في تاريخ سباق السلم الثابت بارتفاع عشرة أمتار لفردي السيدات في أولمبياد طوكيو الصيفية التي أقيمت في العام الماضي. بعد سنة من التدريبات الأكثر شمولا واستهدافا، قدمت هذه الشابة الموهوبة في هذه البطولة، أداء رائعا مما عزز ثقتها بالنفس وكسر الشكوك بشأنها. في التاسع والعشرين من يونيو، في سباق الغطس للزوجي المختلط، الذي يختلف عن سباق الفردي أو الزوجي، ولكل غطاس ثلاث جولات من القفز فقط، فلا بد له أن يكمل الحركات بكل جهوده، قدمت تشيوان هونغ تشان أداء رائعا بالتعاون مع زميلها باي يوي مينغ في كل جولة من القفز وحصلا على الميدالية الذهبية. وبعد يوم واحد، في سباق الزوجي للسيدات للسلم الثابت بارتفاع عشرة أمتار، تعاونت تشيوان هونغ تشان مع زميلتها تشن يوي شي وقدمتا عرضا ممتازا في القفز في الهواء والقدرة على إكمال الحركات الصعبة والمحافظة على توازن الجسم، وفازتا بالميدالية الذهبية بنتيجة 40ر368 نقطة بفارق 69 نقطة عن الزوجي الأمريكي الذي احتل المركز الثاني. بالإضافة إلى إحراز ميداليتين ذهبيتين في سباقي الزوجي والزوجي المختلط، أدت تشيوان هونغ تشان بصورة جيدة في سباق الفردي وحصلت على الميدالية الفضية، بفارق 3ر0 نقطة فقط عن تشن يوي شي الفائزة بالميدالية الذهبية.

تعد بطولة بودابست للألعاب المائية أول مهرجان دولي كبير للألعاب المائية بعد أولمبياد طوكيو. حقق الرياضيون الصينيون إنجازات جديدة واختراقات تاريخية في السباقات المختلفة، مما يعكس تقدم الصين في تلك الرياضات. على أساس هذه النتائج الممتازة، نحن على ثقة تامة بأن الرياضيين الصيينين سيقدمون أداء أفضل في البطولات الدولية والإقليمية في المستقبل.