رياضة < الرئيسية

في الصيف الحار.. الشباب يفضلونها مائية

: مشاركة
2024-07-10 17:32:00 الصين اليوم:Source نان بي باو:Author

في أيام الصيف القائظ، يقبل الشباب على الرياضات المائية. وإذا كانت السباحة هي الرياضة الأكثر شيوعا بين الكبار والصغار والنساء والرجال، لتقوية عضلات الجسم وتبريده بالبقاء في الماء ساعة أو أكثر، فإنه مع ارتفاع مستوى معيشة الناس اليوم، وزيادة اهتمامهم بالصحة البدنية والعقلية، صارت الرياضات المائية الصيفية أكثر عددا وتنوعا، وظهرت رياضات جديدة يمارسها الناس في فصل الصيف. وتحظى بشعبية كبيرة.

ركوب الكياك

يعد ركوب قارب الكياك من أهم الرياضات المائية في العالم، ويرجع أصله إلى قارب تقليدي لشعب الإنويت الذي يعيش في غرينلاند، وصار منتشرا في أوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها من المناطق في العالم منذ القرن التاسع عشر، وأُدرج في المنافسات الرسمية في الألعاب الأولمبية الصيفية في عام 1936. بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، أولت الحكومة الصينية اهتماما لتطوير هذه الرياضة بقوة. في عام 1954، أقيمت في بكين دورة الألعاب المائية التي شملت منافسات ركوب الكياك للرجال والنساء. وفي عام 1974، انضمت الصين إلى الاتحاد الدولي لرياضة ركوب الكياك. في عام 2004، في أولمبياد أثينا، فاز منغ قوان ليانغ ويانغ ون جيون بالميدالية الذهبية في سباق 500 متر لزوجي الرجال، وحصلا على أول ميدالية ذهبية أولمبية للصين في ركوب الكياك. بعد ذلك، حصلا على الميدالية الذهبية مجددا بعد أربع سنوات في أولمبياد بكين. وفي 2021، توجت شيوي شي شياو وسون منغ يا في سباق 500 متر لزوجي السيدات في أولمبياد طوكيو بفضل أدائهما الممتاز وتعاونهما القوي.

مع تقدم الصين الكبير في المنافسات الاحترافية لركوب الكياك في المسابقات العالمية، يرغب كثير من الشباب الشغوفين بالرياضة في تجربة ركوب الكياك في الأنهار أو في الأندية الخاصة للتمتع بسحره المتميز في الصيف. على سبيل المثال، في نهر ليانغما الذي يبلغ طوله حوالي 3ر9 كيلومترات في شرقي بكين، ويمر عبر منطقة يانشا التجارية ومنطقة سالانا التجارية وجسر جيوشيا، يركب كثير من الناس الكياك في نهاية الأسبوع أو العطلات مستمتعين ببرودة الماء. قال وانغ شين، أحد ممارسي ركوب الكياك، إنه يذهب إلى صالة رياضية كل أسبوع، وأصبح معتادا على المعدات الرئيسية فيها. من أجل تعزيز حماسته في الرياضة، بدأ ركوب الكياك منذ عام 2022، ويحب هذه الرياضة غير الشعبية كثيرا؛ لأنها تساعده على تعزيز وظائف الجهاز القلبي الوعائي والجهاز التنفسي، وزيادة سعة الرئتين، وتطوير قوة العضلات الكلية وقدرة التحمل. والأهم من ذلك، توفر هذه الرياضة فرصة سانحة للاقتراب من الطبيعة والاستمتاع بالهواء النقي في الخارج.

السيد وانغ شين أحد محبي ركوب الكياك. ومع تطور هذه الرياضة في الصين، يزداد عدد الشباب الذين يمارسونها، كما تزداد مسابقاتها في جميع أنحاء الصين تدريجيا من أجل تشجيع الناس على المشاركة فيها. استضافت مدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو في شرقي الصين عدة دورات من مسابقة ركوب الكياك منذ عام 2017، حيث شارك فيها آلاف من محبي الرياضة في جميع أنحاء الصين. في يونيو عام 2024، انطلق أول سباق لركوب الكياك في تشانغشو، وشارك فيه أكثر من مائتي لاعب، منهم طلاب جامعيون ومحبو الرياضات المائية. قال كثير منهم إن المسابقات تمثل منصة يمكنهم من خلالها تبادل الخبرات وتحسين المهارات وكذلك توسيع دائرة التعارف.

ركوب الزوارق السريعة

ركوب الزوارق السريعة من الأنشطة المائية الترفيهية الممتعة في الهواء الطلق، حيث يمكن أن تتسارع إلى حوالي ستين كيلومترا في الساعة في غضون ثانيتين أو ثلاث ثوان فقط، ويمكن أن تصل سرعتها على الماء إلى أكثر من مائة كيلومتر في الساعة، بالإضافة إلى القيام بحركات مشوقة وحتى خطيرة إلى حد ما. تجذب المتعة الخاصة للزوارق السريعة عددا كبيرا من محبي الرياضة في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، تحتوي العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الشهيرة على مشاهد ركوب البطل الزوارق السريعة، الأمر الذي يشجع المزيد من الشباب على تجربة هذه الرياضة الرائعة.

أنشأت الصين أول فريق للزوارق السريعة في عام 1956 في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، حيث أجريت تدريبات مكثفة للمتدربين. بعد سنتين، أقيمت في ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي في وسط الصين، أول بطولة وطنية للزوارق السريعة. ومع تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في نهاية سبعينات القرن العشرين، حققت هذه الرياضة تطورا أكبر. في عام 1982، شارك المنتخب الصيني للزوارق السريعة في البطولة العالمية التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، في أول مشاركة للصين بهذه البطولة. في عام 2002، فاز اللاعب الصيني بنغ لين وو، بالميدالية الذهبية في البطولة العالمية للزوارق السريعة في فئة O-125، مما حقق اختراقا بارزا للصين في هذه الرياضة. وفي عام 2023، حصل الفريق الصيني على المرتبة الثالثة في بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة الفورمولا 1 للعام 2023 التي أقيمت في الشارقة بالإمارات.

مع تطور الصين الكبير في رياضة الزوارق السريعة، يشارك كثير من الشباب في هذه الرياضة كهواية لهم. حسب الإحصاءات المعنية، بلغ عدد الأندية أو الشركات التي تعمل في تأجير الزوارق السريعة وتوفير التدريبات المعنية أكثر من ثلاثة آلاف في الصين، مما يوفر المزيد من التسهيلات للراغبين في ركوب القوارب السريعة.

تقع داليان في مقاطعة لياونينغ، في جنوب شبه جزيرة لياودونغ، وتطل على البحر الأصفر شرقا وبحر بوهاي غربا. لذلك، يذهب إليها العديد من هواة الزوارق السريعة لركوب الزوارق السريعة كل سنة. يقوم السياح القادمون من مقاطعات هيلونغجيانغ وجيلين وخبي بتجربة الزوارق السريعة تحت إشراف المدربين. قال كثير منهم إن الزوارق السريعة أكثر أمانا مقارنة بالرياضات البحرية الأخرى، فهي صغيرة الحجم وخفيفة الوزن وسهلة التشغيل. بعد ارتداء سترة النجاة وربط حبل الأمان قبل الانطلاق، ليس من الصعب اللعب بين أمواج البحر.

ومع تحسين اللوائح المعنية ورفع مستوى الوعي بالسلامة، تعمل المناطق الساحلية الصينية على تحسين المرافق المعنية وتنظيم الإرشادات المتخصصة. هكذا، يمكن للشباب الصينيين التمتع بسحر الزوارق السريعة بشكل تام في أيام الصيف الحارة.

الغطس

الغطس ليس رياضة حديثة، بل ترجع إلى ما قبل آلاف السنين حيث غاص جندي آشوري تحت النهر باستخدام قربة منفوخة مصنوعة من جلد الماعز. كان سكان دول الخليج العربي قديما يغطسون تحت الماء بحثا عن اللؤلؤ. وجاء في الكتب القديمة الصينية أن الصينيين كانوا يغطسون تحت المياه لانتشال السفن الغارقة. لم يكن الهدف الأصلي للغطس ترفيها، وإنما لأغراض عسكرية أو تجارية.

مع تطور التكنولوجيا وتقدم المجتمع البشري، أصبح الغطس من الرياضات الجديدة لاستكشاف عالم ما تحت الماء، وحقق بعض الغطاسين أرقاما قياسية عالمية. على سبيل المثال، في سبتمبر عام 2014، قالم الغطاس المصري أحمد جبر بالغطس في البحر الأحمر بمنطقة دهب ووصل إلى عمق 332 مترا تحت الماء، وكسر الرقم القياسي العالمي في الغطس "السكوبا". في مارس عام 2023، حطم الغطاس التشيكي ديفيد فينكل رقما قياسيا بعد أن أكمل مهمة الغطس في بحيرة سيليسر المتجمدة في سويسرا بعمق 1ر52 مترا.

بدأ تطور رياضة الغطس في الصين منذ خمسينات القرن الماضي وانضمت إلى الاتحاد العالمي للأنشطة تحت الماء في عام 1984. وفي عام 1986، تأسست الجمعية الصينية للغطس لتعميم هذه الرياضة وتدريب الغطاسين والمدربين والحكام وإصدار الشهادات الدولية‏ والشهادات الوطنية، فضلا عن إجراء التبادلات الدولية في هذا المجال.

اليوم، مع انتشار رياضة الغطس في الصين، يعتبره كثير من الشباب الصينيين وسيلة ترفيهية لتخفيف الضغوط. السيدة تشو تيان البالغة من العمر 29 عاما تعمل مصممة في شركة لألعاب الكمبيوتر في بكين. بسبب الأعمال الكثيرة، تشعر السيدة تشو بالتعب الشديد. بعد سماع نصائح الطبيب النفسي لها، قررت تعلم الغطس في مقاطعة هاينان، وحصلت على شهادة الغطس للمبتدئين. قالت تشو تيان إنها كانت متوترة للغاية في البداية وخائفة من العالم المجهول تحت الماء، لكن بعد التعود على البيئة البحرية أصبحت معجبة بما رأته تحت الماء، مثل الشعاب المرجانية الجميلة، وزهور الأنيمونات، وأسراب الأسماك المتنوعة. وأضافت أنه بعد تجربة الغطس لعدة مرات، تمكنت من الغطس بشكل طبيعي والتمتع بجمال عالم ما تحت الماء، الأمر الذي يساعدها على التخلص من الضغوط الناجمة عن العمل.

فضلا عن السيدة تشو تيان، يرغب عديد من الشباب الصينيين في الحصول على شهادة الغطس وممارسته في المحيط، سعيا للاسترخاء الكامل بدنيا وذهنيا.

اليوم، تحظى الرياضات المائية بإقبال كبير بين الشباب الصينيين، وصارت طريقة الحياة والتواصل الاجتماعي لهم. مع زيادة المشاركين الشباب فيها، من المؤكد أن الصين ستحقق طفرة أكبر في هذا المجال في المستقبل القريب.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4