رياضة < الرئيسية

الصينيون يتألقون في أولمبياد باريس

: مشاركة
2024-09-11 16:15:00 الصين اليوم:Source نان بي باو:Author

استضافت باريس، عاصمة فرنسا، الدورة الثالثة والثلاثين للألعاب الأولمبية الصيفية خلال الفترة ما بين السادس والعشرين من يوليو حتى الحادي عشر من أغسطس 2024، بمشاركة أكثر من عشرة آلاف رياضي من مائتين وست دول ومناطق. تضمن برنامج هذه الدورة من الألعاب الأولمبية الصيفية 329 لعبة في 32 رياضة. على مدار نحو عشرين يوما، بذل الرياضيون كل الجهد لإظهار الروح الأولمبية والحصول على أفضل النتائج، وكان من ضمنهم الرياضيون الصينيون الذين حطموا العديد من الأرقام القياسية وحققوا اختراقات في ألعاب كثيرة، وأحرزوا أربعين ميدالية ذهبية وسبعا وعشرين ميدالية فضية وأربعا وعشرين ميدالية برونزية، وهو أفضل أداء حققه الرياضيون الصينيون في دورة ألعاب أولمبية صيفية خارج الصين.

جيل الألفية يتألق

كثيرا ما نلاحظ انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي لجيل الألفية، لعدم نضجهم وافتقارهم إلى الجدية في العمل. لكن هذا ليس هو الحال دائما. في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، كان 40% من الرياضيين الصينيين من أبناء جيل الألفية، وكلهم قد كافحوا وتغلبوا على الصعوبات من أجل الفوز في المنافسات.

هوانغ يوي تينغ التي ولدت في عام 2006، بدأت ممارسة الرماية بالبندقية وهي في العاشرة من عمرها، وفازت بميداليات ذهبية في بطولة الرماية بالبندقية في الهند وفي ألعاب هانغتشو الآسيوية وصارت لديها خبرة وافرة. أما شنغ لي هاو، فهو شاب مولود في عام 2004، ويعد رياضيا موهوبا في هذه الرياضة، وحصل على الميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو في عام 2021. في السابع والعشرين من يوليو عام 2024، شارك الاثنان في المنافسة النهائية للرماية بالبندقية الهوائية لعشرة أمتار. كانت المنافسة قوية للغاية وخاصة في مواجهة المنافسين من جمهورية كوريا، لدرجة أن الجماهير في الملعب والمشاهدين أمام شاشات التلفاز شعروا بالتوتر. أظهر الثنائي الصيني قدرتهما العالية في التصويب والإطلاق كأنهما رياضيان مخضرمان فأحرزا الميدالية الذهبية في نهاية المطاف، وهي أول ميدالية ذهبية في هذه الدورة من الأولمبياد.

إلى جانب اللاعبين الممتازين من فريق الرماية الصيني، كان أداء بان تشان له من فريق السباحة متميزا أيضا. على الرغم من تعرضه لاختبارات المنشطات الكثيفة وغير العادلة من قبل وكالة الاختبارات الدولية، الأمر الذي أثر على تدريباته الروتينية ووقت استراحته. مع ذلك، حقق بان تشان له نتائج مدهشة في المنافسات. في الحادي والثلاثين من يوليو، وصل بان تشان له إلى خط النهاية في سباق السباحة الحرة 100 متر للرجال خلال 40ر46 ثانية، وحطم الرقم القياسي الذي حققه في بطولة العالم للألعاب المائية في الدوحة في شهر فبراير 2024، وفاز بالميدالية الذهبية مما شجع زملاءه إلى حد كبير. في الرابع من أغسطس، قام بان تشان له بأداء مميزا مرة أخرى، وتعاون مع زملائه الثلاثة في سباق التتابع 4×100 متر متنوع فئة الرجال، وفازوا بميدالية ذهبية أخرى للوفد الصيني في هذه الدورة من الأولمبياد، مما كسر هيمنة فريق السباحة الأمريكي على مدار أربع عقود في هذا السباق.

في هذه الدورة من الألعاب الأولمبية، كان نصف الرياضيين الحائزين على الميداليات من أبناء جيل الألفية. على الرغم من عمرهم الصغير، إلا أنهم تميزوا بالحيوية الكبيرة والعقل الصافي، الأمر الذي كسر الصورة النمطية للجيل الجديد إلى حد كبير.

اختراقات متعددة

إذا لخصنا أداء الوفد الرياضي الصيني في أولمبياد باريس بكلمة واحدة، فستكون تلك الكلمة هي "الاختراق". حقق الرياضيون الصينيون طفرات على عدة مستويات، وهذا يظهر تطور الصين الكبير في الرياضة.

من ناحية، شارك الوفد الصيني في 232 لعبة، أكثر من أي مشاركة له في ألعاب أولمبية خارج الصين. بالإضافة إلى المشاركة في الأحداث الأولمبية التقليدية، أرسلت الصين رياضيين للمشاركة في ألعاب حديثة الإدراج. على سبيل المثال، تعد لعبة الأسلوب الحر في الدراجات BMX إحدى الرياضات الشائعة بين الشباب في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية منذ ظهورها في سبعينات القرن العشرين وانضمت إلى منافسات الألعاب الأولمبية للشباب في بوينس آيرس في عام 2018 ثم أولمبياد طوكيو في عام 2021. تأسس فريق BMX الحرة في الصين في عام 2018، لكن لم يتأهل أي رياضي صيني للمشاركة في أولمبياد طوكيو بسبب ضعف المهارات. بعد ذلك، اهتم الفريق الصيني باختيار الرياضيين وإجراء التدريبات لهم ونجح في إعداد بعض اللاعبين الممتازين. في 31 يوليو، توجت اللاعبة الصينية دنغ يا ون بلقب بطولة مسابقة BMX الحرة النسائية في أولمبياد باريس، الأمر الذي يعد طفرة تاريخية للصين في هذا المجال.

كما أُدرجت رقصة البريك دانس وتسلق الصخور وألواح التزلج وركوب الأمواج في المنافسات الرسمية لأولمبياد باريس لأول مرة وذلك من أجل مواكبة تطور العصر. شارك الرياضيون الصينيون فيها وحققوا تقدما تاريخيا أيضا. حصل وو بنغ ودنغ لي جيوان على الميداليتين الفضيتين في سباق تسلق الصخور للرجال والسيدات على التوالي. وأحرزت الراقصة الصينية ليو تشينغ يي على الميدالية البرونزية في سباق رقصة البريك دانس، بالإضافة إلى تسوي تشن شي التي حصلت على المرتبة الرابعة في سباق لوح التزلج للسيدات، ويانغ سي تشي التي حققت المركز التاسع في سباق ركوب الأمواج للسيدات.

ومن ناحية أخرى، من حيث الميداليات، فإن الصين حافظت على تفوقها في بعض الألعاب الرياضية وحققت نتائج ممتازة في بعض الألعاب الأخرى. هذا ما دفع بناء الصين لتصبح دولة قوية في الرياضة.

كرة الطاولة، باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية في الصين، حظيت باهتمام بالغ منذ افتتاح الأولمبياد. ولم يخيب فريق كرة الطاولة الصيني آمال المتفرجين بحصوله على جميع الميداليات الذهبية الخمس في باريس. كل هذه الإنجازات والميداليات أثبتت تفوق اللاعبين الصينيين بعد ثلاث سنوات من الجهود الحثيثة، وتفوق الصين على المستوى العالمي في كرة الطاولة اليوم في ظل تطور الدول الأخرى في هذه الرياضة.

واصل فريق الغطس الصيني أداءه المتميز في هذه الدورة من الألعاب الأولمبية أيضا، وأظهر الغطاسون مهاراتهم المتفوقة وثباتهم فاكتسح الفريق الصيني السباقات وحقق طفرة تاريخية بتتويجه في جميع الألعاب. المثال على ذلك تشوان هونغ تشان، التي أدهشت العالم بأدائها الرائع، حيث حققت الفوز في منافسات الغطس الفردي من منصة ثابتة 10 أمتار سيدات بعد أن فازت بلقب البطولة في منافسة الغطس الثنائي بالتعاون مع زميلتها الممتازة تشن يوي شي. وفي ظل المنافسة القوية مع الغطاسين الأجانب في سباق الغطس من منصة ثابتة 10 أمتار لثنائي الرجال، كان أداء الثنائي الصيني أكثر تميزا، الأمر الذي نال تقديرا عاليا من الرياضيين الأجانب.

إلى جانب الأداء الممتاز للرياضيين الصينيين في كرة الطاولة والغطس، حققوا إنجازات جديدة في هذه الدورة من الألعاب الأولمبية في بعض الرياضات الأخرى أيضا. في منافسة السباحة الفنية، بعد تأسيس الفريق الصيني للسباحة الفنية في عام 1981، والفوز بالميدالية البرونزية في سباق الفرق في أولمبياد بكين في عام 2008 وميداليتين فضيتين في أولمبياد طوكيو عام 2021، أحرز هذا الفريق الدؤوب والساعي إلى الابتكار ميداليتين ذهبيتين في سباق الفرق والسباق الثنائى في باريس بفضل حركات الرياضيات الجميلة والتعاون المتكامل. هاتان الميداليتان تمثلان رمزا لتطور الصين في هذه اللعبة على مدار أربع عقود.  

أما الجمباز الإيقاعي فلم يكن من الألعاب التي يتفوق فيها كثيرا الفريق الصيني. حققت الرياضيات الصينيات ميدالية فضية في أولمبياد بكين، وكانت أفضل نتيجة للصين في هذه الرياضة. لكن الفريق الصيني حقق نجاحا أكبر في هذه الدورة من الأولمبياد، وأحرز أول ميدالية ذهبية للبلاد في سباق كل الأجهزة للجمباز الإيقاعي لفرق السيدات بتحقيق 800ر69 نقطة، وهذا إنجاز باهرا للفريق الصيني للجمباز الإيقاعي وحدث مهم في الجمباز الإيقاعي في العالم.

لي نا التي أحرزت لقب بطولة فرنسا المفتوحة للتنس في عام 2011، أصبحت أول رياضية صينية تفوز في بطولة غراند سلام للتنس. وبعد مرور ثلاثة عشرة سنة، قدم الرياضيون الصينيون من فريق التنس أداء مذهلا مرة أخرى في ملعب رولان غاروس الذي تقام عليه بطولة فرنسا المفتوحة، وصعدوا إلى منصة التتويج. في سباق فردي السيدات، تغلبت تشنغ تشين ون، البالغة من العمر 21 عاما، على منافساتها القويات وتوجت بأول ميدالية ذهبية في سباق فردي النساء للتنس. وعلاوة على ذلك، حقق الثنائى الصيني قفزة نوعية في السباق الثنائى المختلط. على الرغم من أن وانغ شين يوي وتشانغ تشي تشن تعاونا لأول مرة، إلا أنهما تغلبا على كافة الصعوبات ووصلا إلى نهائي السباق وحصلا على أول ميدالية أولمبية للفريق الصيني في هذا المجال، الأمر الذي أكد تقدم الصين في التنس في السنوات الأخيرة.

لحظات دافئة

التنافس الحاد لا يخلو من الرعاية والصداقة، فقد عبر الرياضيون الصينيون عن تقديرهم وإعجابهم للرياضيين الآخرين بطرق مختلفة، وهذا زف فرحة وقيمة أكبر للأولمبياد.

في الرابع من أغسطس، في نصف النهائي لكرة الريشة الطائرة لفردي السيدات، واجهت خه بينغ جياو من الصين منافستها كارولاينا مارين من أسبانيا، ولعبتا مباراة قوية. لكن، بسبب الإصابة المؤثرة في الأداء الطبيعي، اضطرت مارين إلى التوقف عن اللعب. عقب ذلك احتضنتها خه بينغ جياو التي صعدت إلى المباراة النهائية وفازت بالميدالية الفضية. وفي مراسم توزيع الميداليات، صعدت خه بينغ جياو إلى المنصة حاملة الشعار الرسمي للجنة الأولمبية الأسبانية وعرضتها أثناء التقاط الصورة الجماعية. قالت خه لاحقا إنها أرادت أن تعبر عن احترامها العالي لمنافستها مارين لأنها لاعبة عظيمة وتتمنى لها الشفاء العاجل ودوام الصحة. وهذا حظي بتقدير كبير في المجتمع الدولي، حيث نشرت اللجنة الأولمبية الدولية في مواقع التواصل الاجتماعي صور خه بينغ جياو حاملة الشعار، وقامت عدة وسائل إعلام أسبانية بتغطية هذا الخبر بسرعة وأكدت على محبتها للصينية خه بينغ جياو.

الألعاب الأولمبية هي احتفال كبير للرياضيين الذين يحرصون على التمتع بروعة الرياضة على أكمل وجه مع الرياضيين من الدول الأخرى، الأمر الذي يعزز الصداقة بينهم. في الثلاثين من يوليو، خلال مراسم توزيع جوائز سباق كرة الطاولة للزوجي المختلط، فاز الثنائي الصيني بالميدالية الذهبية وحصل الثنائي من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على الميدالية الفضية والثنائى من جمهورية كوريا على الميدالية البرونزية. بعد منح الجوائز، رفع لاعب جمهورية كوريا ليم جونغ هون هاتفه النقال والتقط صورة سيلفي جماعية تظهر المعنى الحقيقي للروح الأولمبية.

خلال الفترة المليئة بالتنافس الشرس والتدريبات الكثيفة والضغط الكبير، فإن احتضانا بسيطا يعني تشجيعا وتأييدا من أعماق القلب. شاركت السباحة اليابانية ريكاكو موراكامي التي أصيبت بسرطان الدم في سباق سباحة الفراشة في هذه الدورة من الألعاب الأولمبية، لكنها لم تنجح في الوصول إلى النهائي وبكت حزنا. التقتها السباحة الصينية تشانغ يوي فيْ واحتضنتها بدفء وأعطتها دبوسا على شكل الباندا كهدية لتشجيعها وتقديرها.

حقق الرياضيون الصينيون اختراقات في أولمبياد باريس، ونالوا احتراما وإشادة من قبل الرياضيين الأجانب الآخرين والمجتمع الدولي. بعد اختتام أولمبياد باريس، بدأوا تدريباتهم لتعزيز مهاراتهم. في أولمبياد لوس أنجلوس 2028، نطمح أن يحرزوا إنجازات جديدة ودهشة أكبر.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4