رياضة < الرئيسية

ممارسة الرياضة لإدارة الوزن

: مشاركة
2025-05-16 16:53:00 :Source نان بي باو:Author

أدت التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة في الصين خلال العقود الماضية، إلى ارتفاع مستوى معيشة الصينيين باستمرار، حيث تحققت قفزة من مجرد ضمان الغذاء والكساء إلى التمتع بحياة رغيدة. ومع تحسن مستوى المعيشة بشكل عام، ظهرت مشكلات السمنة وزيادة الوزن تدريجيا. كشفت التقارير الطبية أن ثمة أمراضا عديدة ترتبط بالوزن غير الطبيعي، وخاصة السمنة وزيادة الوزن. السمنة وزيادة الوزن مشكلتان صحيتان عامتان خطيرتان تحتاجان إلى الوقاية والعلاج. الآن، تعمل الصين جاهدة لحث المواطنين على إدارة الوزن.

حملة إدارة الوزن لمدة ثلاثة أعوام

تولي الحكومة الصينية اهتماما بالغا لصحة المواطنين، ومن أجل حل مشكلة السمنة وزيادة الوزن، اتخذت الحكومة مجموعة الإجراءات لتوعية المجتمع بخطر السمنة وزيادة الوزن والوقاية منهما، مما يعكس مفهوم الصين لحقوق الإنسان، والذي يتسم بوضع الشعب في المقام الأول.

في يونيو عام 2024، أطلقت اللجنة الوطنية للصحة و15 جهازا معنيا حملة إدارة الوزن لمدة ثلاثة أعوام، من أجل الدعوة إلى أسلوب الحياة الصحية وتوعية المواطنين بإدارة أوزان أجسامهم، للوقاية من السمنة وزيادة الوزن. منذ إطلاق هذه الحملة، نظمت الحكومات والأجهزة المعنية على المستويات المختلفة في البلاد أنشطة متنوعة بمشاركة عدد كبير من المواطنين.

وفي نهاية عام 2024، أصدرت اللجنة الوطنية للصحة ((المبادئ الإرشادية لإدارة الوزن)) (طبعة عام 2024) لتنفيذ حملة إدارة الوزن لمدة ثلاثة أعوام، حيث أشارت إلى أنه وفقا لـ((تقرير حالة التغذية والأمراض المزمنة للمواطنين الصينيين لعام 2020))، فإنه في سنة 2018 بلغت نسبة الإصابة بزيادة الوزن والسمنة بين الصينيين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فما فوق 3ر34% و4ر16% على التوالي، مقارنة مع عام 2002 حيث كانت النسبة 8ر22% و1ر7% كل على حدة، فضلا عن الزيادة المستمرة لنسبة زيادة الوزن والسمنة للأطفال والناشئين. كما أوضحت المبادئ طرقا عديدة لإدارة الوزن والمحافظة على الوزن السليم، ومنها ممارسة التمرينات بشكل مناسب وعلمي.

وخلال الدورتين السنويتين للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني لعام 2025، كانت "إدارة الوزن" كلمة أثارت اهتماما واسعا من مختلف فئات المجتمع. في التاسع من مارس 2025، أثناء المؤتمر الصحفي للدورة الثالثة للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني، تحدث لي هاي تشاو، رئيس اللجنة الوطنية للصحة عن أهمية إدارة الوزن وعزم الحكومة الصينية مواصلة تنفيذ حملة إدارة الوزن التي تستمر لثلاثة أعوام ونشر أسلوب الحياة الصحي، قائلا إن الأمراض غير المعدية المزمنة هي العنصر الأول الذي يهدد صحة المواطنين الصينيين، وإن زيادة الوزن عامل رئيسي يؤدي إلى هذه الأمراض، بما فيها ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الأوعية الدموية والقلب والكبد الدهني وحتى بعض أنواع السرطان.

في نفس الوقت، أطلقت الحكومات المحلية في الصين حملات مماثلة لإدارة الوزن والتعامل مع زيادة الوزن والسمنة. فعلى سبيل المثال، أصدرت كثير من الحكومات على مستوى البلديات المدارة مركزيا والمقاطعات مشروعات تنفيذية لحملة إدارة الوزن لمدة ثلاثة أعوام، التي تشمل إجراءات جديدة لإدارة الوزن، ومنها السياسات الداعمة والخدمات الطبية والتدريبات الرياضية والتقنيات المتقدمة وغيرها. ومن ثم، أصبحت حملة إدارة الوزن موضوعا وطنيا بمشاركة جميع الأطراف.

 ممارسة التمارين الرياضية بشكل علمي

من المعروف أن "قلّل من الأكل، وزد من الحركة" تعد من أكثر الطرق فاعلية في إدارة الوزن، مع ذلك، لا تتجاهل ممارسة التمارين بشكل منظم وعلمي. قدمت ((المبادئ الإرشادية لإدارة الوزن)) (طبعة عام 2024) بعض التوصيات الرياضية المفيدة، حيث جاء فيها أن ممارسة تمارين الأيروبيك ذات الشدة المنخفضة إلى المتوسطة مرة أو مرتين في اليوم لمدة طويلة مفيدة للذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، مع دمج تمارين المقاومة التي تساعد على تقليل الدهون في الجسم والتخلص من الدهون. ومن الأفضل للأشخاص العاديين، أن يمارسوا تمارين الأيروبيك المنخفضة الشدة في البداية، ثم يزيدوا مستوى شدة التمارين تدريجيا وصولا إلى المستوى المتوسط أو المرتفع لمدة ثلاثين دقيقة كل يوم. ومن أجل تحقيق إدارة الوزن على المدى الطويل، تنصح المبادئ بالوصول بالتدريج إلى ما لا يقل عن 250 دقيقة أسبوعيا (أو ما يعادل 2000 سعر حراري وأكثر أسبوعيا) من التمارين بشدة متوسطة إلى مرتفعة نسبيا، مع إكمال هذه التمارين على مدى 5 إلى 7 أيام في الأسبوع. كما يمكن اختيار أساليب تمارين مختلفة وفقا للعمر والحالة الصحية والقدرة البدنية لكل فرد. لذا، ممارسة التمارين ليست أسلوب حياة فحسب، وإنما أيضا أصبحت علاجا مهما لتحسين العديد من مؤشرات الأيض، مثل سكر الدم ودهون الدم وضغط الدم والوزن ونسبة الدهون في الجسم، وتقليل عوامل الخطر المتعلقة بالصحة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.

يحظى ركوب الدراجة بإقبال كبير في السنوات الأخيرة، كونه رياضة أيروبيك منخفضة التأثير وعالية الكفاءة. مع إطلاق الحملة الوطنية لإدارة الوزن لمدة ثلاثة أعوام، أصبح ركوب الدراجة من الرياضات المفضلة للصينيين ولا سيما الأشخاص المصابين بالسمنة وزيادة الوزن.

وجدير بالذكر أن ركوب الدراجة له فوائد كثيرة. أولا، ركوب الدراجة هو تمرين الأيروبيك الذي يشمل الجسم بالكامل، ويعتمد بشكل رئيسي على قوة عضلات الساقين لدفع الدراجة إلى الأمام. وخلال هذه العملية، يحتاج الجسم إلى استهلاك كمية كبيرة من الطاقة، مما يؤدي إلى حرق السعرات الحرارية. ثانيا، إن ركوب الدراجة ليس مجرد تمرين للساقين فقط، بل يتطلب أيضا مشاركة عضلات الجذع للمحافظة على التوازن والاستقرار. وفي الوقت نفسه، يساعد ركوب الدراجة على تحسين وظائف القلب والرئتين، من خلال تعزيز قدرة القلب على ضخ الدم وزيادة كفاءة الرئتين في تبديل الهواء، مما يسهم في رفع مستوى الصحة العامة للجسم. ثالثا، يساعد ركوب الدراجة على تعزيز عملية الأيض، وهو أمر بالغ الأهمية لأولئك الذين يريدون إنقاص الوزن. خلال ركوب الدراجة، يزداد استهلاك الجسم للطاقة، ويتم تفكيك الدهون تدريجيا واستخدامها كمصدر للطاقة، مما يساهم في إنقاص الوزن. بالإضافة إلى ذلك، فإن التأثير المنخفض لركوب الدراجة يقلل الضغط على المفاصل، مما يقلل من خطر إصابتها، وهذا ما يجعل ركوب الدراجة رياضة مناسبة جدا للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

وبالنسبة للأشخاص ذوي زيادة الوزن، فالسباحة تعد اختيارا جيدا ومناسبا لهم لتقليل الدهون. يستهلك جسم الانسان أثناء السباحة ضعف كمية السعرات الحرارية مقارنة مع ما يستهلكها أثناء التمارين على الأرض بشكل عام، مما يعزز كفاءة حرق السعرات الحرارية إلى حد كبير. تحرق السباحة لمدة ساعة واحدة ما يتراوح بين أربعمائة وسبعمائة سعر حراري. بالإضافة إلى ذلك، تسهم السباحة في رفع معدل الأيض الأساسي، الذي يعني كمية الطاقة المستهلكة في حالة الراحة التامة. كشفت الدراسات الطبية أن ممارسة السباحة لمدة طويلة تساعد على زيادة كتلة العضلات، مما يؤدي إلى رفع معدل الأيض الأساسي. بهذه الطريقة، يستمر الجسم في حرق السعرات الحرارية واستهلاك الدهون بعد الانتهاء من السباحة.

وهناك رياضات أخرى مثل نط الحبل والجري واليوغا والبيلاتس والملاكمة. بغض النظر عن نوع الرياضة التي تختارها، لا بد من ممارسة التمارين بطريقة علمية، واتباع إرشادات المتخصصين، من أجل تحقيق أهداف إدارة الوزن على المدى الطويل.

تطور جديد لصناعة الرياضة الصينية

مع دعوة الحكومة الصينية المواطنين إلى إدارة الوزن واهتمام الشعب الصيني المتزايد بالصحة، شهدت صناعة الرياضة في الصين تطورا سريعا.

أظهرت البيانات المعنية أن عدد الشركات التي تعمل في مجال التمرينات الرياضية بالصين تجاوز 575ر1 مليون حتى الآن، منها 45 ألفا افتتحت في الشهور الثلاثة الأولى لعام 2025. تعد قاعات التمرينات الرياضية جزءا مهما من هذه الشركات وهي أماكن رئيسية لإدارة الوزن. أطلقت بعض قاعات التمرينات خدمات مخصصة حسب متطلبات المتدربين وحالاتهم الصحية. على سبيل المثال، نظرا لعدم وجود وقت كاف للشباب لممارسة الرياضة، بسبب ساعات العمل الطويلة والالتزامات اليومية، أصبحت قاعة التمرينات المفتوحة على مدار الساعة اختيارا مثاليا لهم. لقد افتتح هذا النوع من قاعات التمرينات في بكين وشانغهاي وجينان وغيرها من المدن الصينية. توفر هذه القاعات بيئة مرنة، حيث يمكن للأفراد ذوي زيادة الوزن والسمنة أو الأفراد العاديين ممارسة التمارين في أي وقت يناسبهم، سواء في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل. هذا يتيح لهم تجنب الازدحام في أوقات الذروة، مما يجعل التمرين أكثر راحة وفعالية.

في عام 2025، أصبح استخدام مساحة صغيرة تبلغ مترا مربعا واحدا مع "المدرب الذكي" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، أحدث اتجاه في إدارة الوزن والمحافظة على اللياقة البدنية داخل المنزل. هذا النظام يدمج بين التكنولوجيا المتقدمة والمرونة في التمرين، مما يتيح للأفراد تحقيق أهدافهم الصحية من دون الحاجة إلى قاعات التمرينات التقليدية. يقوم المدرب الذكي بتحليل بيانات المستخدم مثل الوزن والعمر ومستوى النشاط والأهداف الصحية. بناء على هذه المعلومات، يضع خطة تدريبية للفرد تشمل تمارين القوة وتمارين القلب وتمارين الاسترخاء، مع مراعاة التوازن بين هذه الأنواع. كما يراقب المدرب الذكي أداء الفرد أثناء التمرين، ويقدم ملاحظات فورية لتصحيح الوضعيات، مما يقلل من خطر الإصابة ويزيد من فعالية التمرين. لا يتطلب هذا النظام مساحة كبيرة أو معدات ضخمة. يمكن استخدام معدات خفيفة مثل الحصائر والأشرطة المطاطية والدمبل الصغير والكراسي القابلة للطي، التي يمكن تخزينها بسهولة في زاوية صغيرة من المنزل. هذه المعدات تسمح بتنفيذ مجموعة متنوعة من التمارين التي تستهدف مجموعات العضلات المختلفة، مما يساهم في تحسين اللياقة البدنية بشكل شامل. نظام اللياقة البدنية المنزلية الذي يجمع بين مساحة متر مربع واحد ومدرب ذكي بالذكاء الاصطناعي، يعد مثاليا للأشخاص المشغولين والذين يحتاجون إلى رعاية أسرهم. هذا النظام لا يوفر الوقت والمساحة فحسب، وإنما أيضا يقدم إرشادات ودعما مهنيا يساعد المستخدمين على تحقيق أهدافهم في إدارة الوزن. لذلك، لاقت الأجهزة الذكية والمعدات الرياضية المعنية إعجاب الكثيرين، مما أدى إلى زيادة مبيعاتها.

في الختام، ومع زيادة الاهتمام بإدارة الوزن في الصين، أصبحت ممارسة التمارين الرياضية بشكل علمي ومنهجي وسيلة أساسية للمحافظة على صحة الجسم والوقاية من الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن والسمنة. من خلال اتباع إرشادات دقيقة وشاملة، يمكن للمواطنين الصينيين تحقيق أهدافهم في إدارة الوزن بشكل فعال. نحن على يقين أنه بحلول عام 2026، سيتم تحقيق هدف رفع الوعي ومهارات إدارة الوزن لدى جميع المواطنين الصينيين بشكل ملحوظ، وتقليص معدل زيادة السمنة بنسبة 10% سنويا. وسيكون الشعب الصيني قادرا على التمتع بحياة أكثر علمية وصحة.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4