ثقافة وفن < الرئيسية

تعليم النشء والشباب من خلال المتاحف

: مشاركة
2022-05-07 14:47:00 الصين اليوم:Source لو جيا جيون:Author

في منطقة معرض الصين القديمة بمتحف الصين الوطني، يقوم "الأخ الكبير" بنغ بنغ بتنظيم الزوار من الكبار والأطفال في الاستماع إلى شرح حول التحف التاريخية وتعلم التاريخ في المتحف، حيث قال بأسلوب ودود: "أرجو من الأطفال الوقوف على جانبي الأيسر، ومن الآباء والأصدقاء الكبار الوقوف على جانبي الأيمن. ثم، يرجى الاستدارة لليسار ومتابعتي لرؤية هذه القطعة الأثرية."

"الأخ الكبير بنغ بنغ"، اسمه الحقيقي تشانغ بنغ، وهو من الداعين إلى تعليم النشء والشباب من خلال المتاحف، ومؤسس مشروع "متحف في الأذن" والمدير التنفيذي لقاعة قوه شو جينغ التذكارية ببكين، وعضو اللجنة الدائمة الحادية عشرة لاتحاد شباب بكين، وسفير السياحة المتحضرة لبكين، وقائد فيلق الخدمة التطوعية للنشء والشباب في المتاحف الثقافية في بكين.

أنشأ تشانغ بنغ فيلق الخدمة التطوعية ليتيح الفرصة للنشء والشباب للتعلم والنمو من خلال الأعمال التطوعية، من أجل توارث وتعظيم الثقافة الصينية التقليدية الممتازة ونشر الروح التطوعية المتمثلة في "التفاني والصداقة والمساعدة المتبادلة والتقدم". منذ عام 2003، بدأ تشانغ بنغ تقديم شروح للتحف التاريخية للنشء والشباب في المتاحف، وزار أكثر من 200 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية في جميع أنحاء البلاد لإلقاء محاضرات عن المتاحف، كما نشر سبعة كتب حول المتاحف مكتوبة ومترجمة خصيصا للنشء والشباب. بالنسبة له، فإن مهمته ومسؤوليته هي جعل النشء والشباب يكتسبون المعرفة والتعلم من خلال زيارة المتاحف.

غرس بذور المعرفة في المتاحف

ارتبط تشانغ بنغ بالمتاحف منذ عام 2003، عندما كان طالبا جامعيا، وبالمصادفة سجل اسمه كمتطوع في متحف الصين الوطني. في نهاية كل أسبوع، كان يستقل حافلة لمدة أربع ساعات من وإلى متحف الصين الوطني وجامعته. من أجل تقديم خدمات الشرح العالية الجودة، يلعب هو والمتطوعون الآخرون أدوار المرشد والزوار أمام بعضهم البعض، عندما تكون قاعة العرض خالية من الزوار، ويتدربون بشكل متكرر على الشرح.

في عام 2008، ومع افتتاح المتاحف على جميع المستويات للجمهور مجانا، أصبح تشانغ بنغ، بخبرته الوافرة، معروفا بين عدد متزايد من الزوار الصغار السن. فكلما ظهر عند مدخل قاعة العرض، يجتذب عددا كبيرا من الأطفال لمتابعته في مجموعات والتجول معه في محيط المعرفة بقاعة العرض. يستخدم تشانغ بنغ أسلوب سرد القصص لجعل الأطفال يتعلمون المعارف التاريخية من التحف التاريخية. كما يدعو الأطفال للتمثيل وأداء الأدوار، ويحثهم على فهم المعنى الكامن وراء التاريخ من خلال التفاعل. أثناء شرحه المتكرر، بدأ يدرك الأهمية التعليمية التي يمكن أن تقدمها المتاحف، باعتبارها أماكن عامة، للأطفال.

عندما سُئل عما إن كان يحب الأطفال أم المتاحف، قال بصراحة: "أنا أحب الاثنين، لكن لو اضطررت إلى ترتيبهما، سيأتي الأطفال في المرتبة الأولى وتأتي المتاحف في المرتبة الثانية. لا شيء يمكن أن يكون له معنى أهم أو قيمة أكثر من التأثير على فكر شخص ما، وأنا أريد أن أغرس بذور حب المعرفة في قلوب الأطفال."

خلال ما يقرب من عشرين عاما من الخبرة في الشرح، شهد تشانغ بنغ ازدهار هذه البذور وإثمارها. اختار بعض الأطفال عدم مواصلة دراستهم في المدارس الثانوية العادية بعد تخرجهم في المدرسة الإعدادية، بل قرروا الانضمام إلى البرنامج التدريبي الذي ينظمه متحف القصر الإمبراطوري ومدرسة بكين الدولية للتعليم المهني، وجامعة الاتحاد ببكين، لدراسة ترميم الآثار. وأثناء الإجابة على سؤال في اختبار مقابلة للدراسة بالخارج، قال أحد الطلاب إن تشانغ بنغ هو مثله الأعلى؛ بعد سفر هذا الطالب إلى الخارج، ترجم كتب تشانغ بنغ المنشورة إلى اللغة الإنجليزية ليقرأها زملاؤه. وعن ذلك، قال تشانغ بنغ: "هذه التغييرات هي أيضا ما يشجعني على المثابرة على القيام بذلك العمل."

مرافقة الأطفال بصوته

في السنوات الأخيرة، أولت الصين المزيد من الاهتمام لتطوير الجودة الشاملة لطلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية. وفي ((لوائح المتاحف)) الصادرة في فبراير 2015، تم إدراج "التعليم" باعتباره أهم وظيفة للمتاحف. في نوفمبر 2016، أصدرت إحدى عشرة إدارة، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم الصينية، مقترحات حول تشجيع السفر الدراسي لطلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وأدرجته في خطة التعليم.

يأمل تشانغ بنغ في أن يصاحب صوته نمو المزيد من الأطفال، وألا يظل مقيدا بطول مدة الشرح وعدد المستمعين. من أجل نشر تعليمه بين مزيد من الأطفال، أنشأ تشانغ بنغ شركة ييكونغجيان الثقافية المحدودة ببكين في نهاية عام 2014، وأطلق مشروع "متحف في الأذن" لتعليم الآباء والأبناء في عام 2017، لينظم بشكل أساسي فصولا مختلفة في المتاحف وجولات دراسية، ويطلق دورات صوتية عبر الإنترنت ويروج للكتب المتعلقة بالمتاحف للنشء والشباب.

يأمل تشانغ بنغ وفريقه أن تساعد قصصهم الأطفال وترافقهم خلال نموهم. قال: "من ناحية، أطلقنا دورات صوتية عبر الإنترنت، يمكن للأطفال الاستماع إليها عندما يتناولون طعامهم أو يقومون بغسل أسنانهم في الصباح، وفي الطريق من وإلى مدرستهم، أو عندما ينتظرون ذويهم أثناء شراء الخضراوات، إلخ. ومن ناحية أخرى، فإن فصولنا غير المتصلة بالإنترنت تأخذ الأطفال إلى المتاحف لتجربة التاريخ، وللتعلم في المتاحف بشكل عميق، بينما تجسّد مرافقتنا لهم في دراستهم."

في يونيو 2020، تم إطلاق دورة صوتية عبر الإنترنت من 50 حلقة بعنوان ((لقاء مع تماثيل الجنود والخيول الصلصالية)) بالتعاون بين مشروع "متحف في الأذن" ومتحف ضريح الإمبراطور تشين شي هوانغ (259- 210 ق.م) بمدينة شيآن في مقاطعة شنشي، لتقديم شرح لإمبراطورية تشين بشكل مختلف للنشء والشباب، وهذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها متحف ضريح الإمبراطور تشين شي هوانغ الدورة الصوتية حول آثار تاريخية للأطفال. بمجرد إطلاق هذه الدورة الدراسية، جذبت اهتماما واسع النطاق من جميع فئات المجتمع. تأثرا بجائحة كوفيد- 19، أجّل الكثير من الآباء خططهم لاصطحاب أطفالهم إلى مدينة شيآن، ولكن هذه الدورة الدراسية الصوتية تتيح للأطفال تجربة قصص ضريح الإمبراطور تشين شي هوانغ وثقافة أسرة تشين (221- 207 ق.م) عبر الإنترنت، كما تعتبر استعدادا للزيارات الميدانية في المستقبل.

حتى الآن، قدم فريق مشروع "متحف في الأذن" جولات صوتية مجانية لأكثر من 130 معرضا، استمع إليها أكثر من ستة ملايين شخص، وتجاوز إجمالي مدة المقاطع الصوتية عشرة آلاف دقيقة. وفي الدورات الدرارسية خارج الإنترنت، أطلق الفريق ما يقرب من 200 دورة دراسية حول موضوعات مختلفة في أكثر من ستين متحفا، واصطحب الأطفال لزيارة 112 متحفا وموقع تراث ثقافي في 37 مدينة في ست دول، ونظّم أكثر من 1200 مجموعة من الآباء والأبناء لاستكشاف الخلفيات التاريخية للحضارات المختلفة.

الدور الكبير للمتاحف الصغيرة والمتناهية الصغر

منذ عام 2018، اكتسب تشنغ بنغ هوية جديدة، إذ أصبح المدير التنفيذي لقاعة قوه شو جينغ التذكارية ببكين. هذه القاعة هي أول متحف تذكاري في الصين يعمل وفق نموذج اجتماعي، وقد بدأ تشنغ بنغ وفريقه محاولة لحشد القوى الاجتماعية للمشاركة في تشغيل المتاحف الصغيرة والمتناهية الصغر لتمكينها من ممارسة حيويتها وإثراء قيمتها، والمساعدة في تطوير الخدمات الثقافية العامة. يبدو أن تشانغ بنغ، الذي شارك بعمق في تعليم النشء والشباب عبر المتاحف لسنوات عديدة، قد فتح عالما صغيرا جديدا، من خلاله يواصل تعليم الأطفال.

قوه شو جينغ (1231- 1316)، عالم فلك صيني ومهندس هيدروليكي من فترة أسرة يوان (1271- 1468). كان مشرف المياه في العاصمة، ومسؤولا عن إصلاح القناة من دادو (عاصمة أسرة يوان) حتى تونغتشو، أي نهر تونغهوي. وباعتباره جزءا من قناة بكين- هانغتشو الكبرى، أدى نهر تونغهوي إلى تحسين النقل بين شمالي وجنوبي الصين في ذلك الوقت ودفع قضية النقل المائي. في يونيو 2014، تم إدراج قناة بكين- هانغتشو الكبرى في قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، لتصبح مشروع التراث العالمي السادس والأربعين في الصين. منذ ترميم قاعة قوه شو جينغ التذكارية ببكين وافتتاحها في عام 2018، ظلت القاعة التي تبلغ مساحتها 800 متر مربع، تعرض إنجازات علم الفلك وعلم الهيدروليكيا في الصين القديمة.

 

 تعاون تشانغ بنغ وفريقه مع أكثر من عشرة متاحف على طول القناة الكبرى لإقامة المخيم التعليمي للرعاية الاجتماعية عبر الإنترنت، بعنوان "أنا قادم أيتها القناة الكبرى"، لعامين على التوالي، حيث شرحوا للأطفال من خلال البث المباشر تاريخ القناة الكبرى وحكمة الصينيين القدماء، لإثراء إجازتهم الشتوية بالمرح. وبمناسبة اليوم العالمي للمياه في 22 مارس، تم جمع مقاطع فيديو قصيرة من النشء والشباب لعامين متتاليين، لتشجيعهم على التعلم من أجل التطبيق، واستخدام عدسة الكاميرا لتسجيل القصص من حولهم لتوريث ثقافة المياه الصينية بشكل أفضل. وبالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 100 مرشد صغير في الفريق المكون من أكثر من 300 مرشد متطوع. وجعلت نصوص الشرح التي تزيد مدتها عن ألف ساعة مزيدا من النشء والشباب يفهمون ثقافة القناة الكبرى ويتوارثونها في تجاربهم المهنية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4