ثقافة وفن < الرئيسية

لي بوه لين ونادي الشعر الريفي للأطفال

: مشاركة
2023-02-21 16:12:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

في مساء العشرين من نوفمبر عام 2022، أنشد "الشعراء الصغار"، من مدرسة سويوي الابتدائية بمحافظة هويتونغ التابعة لمقاطعة هونان، الشعر في حفل توزيع جائزة "الاحتفاء بالأدب الصيني· جائزة لو شيون للأدب"، ونالوا تصفيقا متواصلا من الكتّاب المشاركين في الحفل. هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها طلاب مدرسة سويوي الابتدائية من الجبال، ويصعدون المسرح الكبير في بكين. سميت جائزة لو شيون للأدب على اسم الكاتب الصيني المشهور لو شيون، وتهدف إلى مكافـأة كتّاب الروايات القصيرة والقصص القصيرة والتقارير الصحفية وقصائد الشعر والمقالات النثرية والمراجعات النظرية الأدبية والأعمال الأدبية المترجمة، من أجل تعزيز التنمية المزدهرة للأدب الصيني.

لي بوه لين هي المعلّمة التي ترشد هولاء الطلاب في كتابة الشعر. في يوم ما قبل خمس سنوات، تأثرت لي بوه لين بالعبارات الرائعة لأحد الطلاب، عندما كانت تصحح أوراق اختبار الأدب الصيني. بعد ذلك، بدأت لي بوه لين استكشاف إمكانات الطلاب في كتابة قصائد الشعر، فنجحت في إذكاء حماسة الكثير من الأطفال ممن لم يكونوا على دراية بالشعر. قالت لي بوه لين: "خلال عملية تعلم الشعر، تعززت قدرة الأطفال على الملاحظة، واتسع نطاق هواياتهم ونطاق اطلاعهم، وملأهم الفضول تجاه كل شيء." بعد قراءة قصائد الأطفال، أدركت لي بو لين أنهم يشعرون بالحياة بقلوبهم الصغيرة، ويرون العالم من منظورهم الخاص.

غرس نواة الشعر في قلوب الأطفال

مع دخول شهر ديسمبر، جاء الشتاء دون أن ينتبه الأطفال. ذهبت لي بوه لين مع الأطفال الأعضاء في نادي الشعر إلى الحقول لاستكشاف الشتاء. كتب أحد الأطفال: "القصب في الشتاء مثل رقائق الثلج، تتطاير الثلوج في الهواء كأنها فتاة صغيرة ترقص في مهب الريح." وكتب طفل آخر: "أصبح القصب أطول وأكبر، جمعت بضعة أعواد من القصب وحزمتها داخل طفولتي." قالت لي بوه لين: "أليست هذه الكلمات شعرية وجميلة؟" كما أشارت إلى أن الشعر بمثابة باب لقلوب الأطفال في الجبال، وتأمل أن ترافقهم الأبيات الشعرية والكتابة في مراحل نموهم.

في أغسطس عام 2017، تخرجت لي بوه لين في جامعتها وعادت إلى مسقط رأسها بمحافظة هويتونغ، وأصبحت معلّمة للأدب الصيني في مدرسة سويوي الابتدائية. لكنها وجدت أن الأطفال لا يحبون دروس الأدب الصيني بعد إكمال درسها الأول. عندما قرأت لي بوه لين جملة "القطن يتنفس حصادا وافرا" التي كتبها أحد الأطفال، وجدت الطريقة التي تجعل أطفال يرغبون في الأدب الصيني. قالت لي بوه لين: "بدأتُ محاولة تعليم الطلاب الأدب الصيني على أساس إرشادهم إلى كتابة الشعر من أجل خلق عالم روحي ثري وجميل لهم."

من أجل جعل الأطفال يستمتعون بدروس الأدب الصيني، استمرت لي بوه لين في استكشاف أساليب التدريس وتعديلها، ووجدت أن الأطفال يركزون على الأشياء من حولهم والتفاصيل الصغيرة في الحياة. لذا، ذهبت مع الأطفال إلى حقول الشلجم في فصل الربيع لرؤية زهور الشلجم، كما شجعتهم على اللعب مع الجراد والتحدث إلى النمل، ومشاركة أسرارهم مع النسيم والعشب، ونقلت دروس الأدب الصيني المملة في رأي الأطفال إلى الطبيعة الملونة.

في كتابات الأطفال، لم تعد زهرة الشلجم زهرة ملموسة، بل هي الربيع؛ لم يعد نسيم الربيع هو الريح، بل هو لمسة الأم اللطيفة. تعتقد لي بوه لين أن ما عبر الأطفال عنه في أبيات الشعر بسيط ونقي للغاية. لا يجب أن تقتصر قصائد الأطفال على قواعد الشعر الصيني القديم، بل هي تعبير شعري بدون تنقيح وهو العالم في عيون الأطفال.

قالت لي بوه لين: "أخبرني العديد من الآباء أن أطفالهم أصبحوا يأخذون زمام المبادرة لمشاركتهم والتبادل معهم بعد العودة إلى المنازل من المدرسة، ويكملون واجباتهم بنشاط؛ ولكن أكثر ما أشعر به أنا هو أن نتائج الأطفال في اختبارات الأدب الصيني قد تحسنت، وأصبح الكثير من الأطفال أكثر ثقة وبهجة." ترى لي بوه لين أن كتابة الشعر أشبه بكتابة اليوميات، إنه شيء صغير في عملية نمو الأطفال. ولكن لو أصبحت كتابة الشعر وسيلة لتوجيه الأطفال للتفكير في أحلامهم واستكشاف عالم الأدب والعالم الملون، فذلك سيكون ذا أهمية كبيرة بالنسبة لهم.

فهم العالم الداخلي للأطفال

سو ينغ تشي طالبة في الصف الخامس بمدرسة سويوي الابتدائية، يعمل والدها في الخارج طوال العام، ولا يمكنه العودة إلى البيت إلا في عيد الربيع. تشتاق سو ينغ تشي كثيرا إلى والدها، فعبرت عن نشأتها السريعة بدون انتباه الوالد، في قصيدة لها بعنوان ((أكبر سرا))، كتبت: "تنمو البذور في حضن التربة ببطء، وتنمو الزهور تحت تقبيل الأمطار ببطء، أما أنا، فأنمو دون أن ينتبه والدي."

تقع محافظة هويتونغ في جبال وولين، وهي إحدى المحافظات الرئيسية للعمال الذين يقومون بالأعمال المؤقتة في أماكن أخرى. حاليا، في مدرسة سويوي الابتدائية أكثر من نصف الطلاب هم أطفال متروكين في الأرياف. فهمت لي بوه لين العالم الداخلي للأطفال من خلال أبيات الشعر التي يكتبونها، فأصبحت مستمعة لقصص عالم الأطفال الداخلي. في قلوب الأطفال، لم تعد لي بوه لين معلّمة الأدب الصيني الصارمة فحسب، وإنما أيضا الأخت الصديقة لهم.

"أينما ذهبتُ يتبعني الظل، أريد التخلص من الظل، فأهرب بسرعة، ركلتُ الظل ودستُ عليه بقوة، لكنه لا يزال ملتصقا بي، فعلمت أن الظل لا يمكن التخلص منه، وأريد صديقا مثله." هذه القصيدة بعنوان ((الظل الذي لا يمكن التخلص منه))، كتبها تانغ يوي هوا، الطالب المشاغب في فصل لي بوه لين. في الماضي، لم يكن تانغ يوي هوا يؤدي واجباته المدرسية، ولم يعره المعلّمون اهتماما كثيرا، لذلك، فقد تانغ يوي هوا اهتمامه بالتعلم. قالت لي بوه لين: "عندما امتدحتُ قصائد تانغ يوي هوا المفعمة بالحيوية والمثيرة للاهتمام، وجعلت الأطفال يقرؤون قصائده بصورة جماعية، شعر بالتقدير. إن تعليم الأطفال كتابة الشعر هو في الواقع عملية تعليمهم كيفية الثقة بالنفس والاعتراف المتبادل."

رؤية العالم من منظور الأطفال

اجتذبت لي بوه لين ودروسها المتعلقة بكتابة الشعر في المدرسة انتباه الجمهور. أشارت تشانغ لي، الأستاذة بكلية الأدب في جامعة بكين للمعلمين والحائزة على جائزة لو شيون للأدب، إلى أن قصائد "الشعراء الصغار" من محافظة هويتونغ مؤثرة جدا، لأنها تعبر عن قلوب الأطفال. وهذا يجعل البالغين يدركون أنه يجب احترام أعمال الأطفال ورؤية العالم من منظورهم.

قال شيوي قوي شيانغ، نائب رئيس جمعية الكتّاب الصينيين، إن قصائد "الشعراء الصغار" أثارت مشاعر المشاركين المفقودة منذ زمن طويل، وأضاف: "إن الشعر موجود حولنا."

قال ليو تولستوي: "الشعر كتلة من النار، تحترق في النفس البشرية." قالت لي بوه لين إنها في السنوات الخمس الماضية، رافقت الأطفال لاستكشاف الطبيعة والجمال، في المستقبل، ستواصل إدارة نادي الشعر الريفي لمرافقة الأطفال في النمو وتدفئة طفولتهم بالشعر.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4