ثقافة وفن < الرئيسية

المترجمون الشباب وروابط الاستفادة المتبادلة بين الحضارات في العصر الجديد

: مشاركة
2023-05-22 16:49:00 الصين اليوم:Source جين ري:Author

أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ، في إحدى المناسبات، إلى أن الترجمة عمل مهم لتعزيز التبادل بين الحضارات البشرية. الترجمة الدقيقة والتي تجعل العالم يعرف الصين في العصر الجديد بشكل أفضل، لها مغزى مهم في دفع التبادلات والاستفادة المتبادلة بين الحضارة الصينية والحضارات الأجنبية.

وباستعراض تاريخ تطور الترجمة، نجد أن أجيالا من المترجمين قدموا مساهمات مرموقة للتبادلات الثقافية والتقدم الاجتماعي. في الوقت الحالي، يلعب المترجمون الشباب الذين يتمتعون بالقدرة الإبداعية والنظرة البعيدة والرؤية الدولية الفريدة دورا لا غنى عنه في تعزيز التبادلات بين الصين والدول الأخرى والترابط مع العالم، فهم يشيدون جسورا للاستفادة المتبادلة بين الحضارات والتواصل بين قلوب الشعوب.

من أجل تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة بين المترجمين الشباب الصينيين والأجانب، وإقامة جسر ورابطة للجيل الجديد من المترجمين في الاتصالات الدولية، عقد في الرابع من إبريل 2023 "حوار بين المترجمين الشباب الصينيين والأجانب" تحت عنوان "مسؤولية المترجمين الشباب في التبادلات والاستفادة المتبادلة بين الحضارة الصينية والحضارات الأجنبية"، بالتعاون بين مركز النشر الثقافي ومعهد الترجمة التابعين للمجموعة الصينية للإعلام الدولي في مركز المؤتمرات الدولي ببكين، خلال الدورة السنوية لاجتماع جمعية المترجمين الصينية، ضمن سلسلة نشاطات "المنتدى المتعدد الثقافات لشباب العالم" التي تُعتبر منصة التبادل بين الثقافة الصينية والثقافات الأجنبية لشباب "الجيل زد".

ترأست الحوار، تشن لو يوي نائبة رئيس لجنة الترجمة في مجال الأدب والفن بجمعية المترجمين الصينية، وشارك فيه أوغستين ألبوز موريلز (شيا هاي مينغ) الصينولوجي الأسباني، الكاتب الحر بمعهد ثيربانتس، وأو جيان المترجم المنقح بمركز الصين لترجمة اللغات القومية، ولي جيا ينغ نائبة مدير مركز ترجمة الشؤون الخارجية بمدينة تشونغتشينغ، وأغشين علييف مدير مكتب البحوث التعليمية للغة الأذربيجانية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، وليو كوي جيوان نائبة مدير القسم الإنجليزي في دار النشر باللغات الأجنبية، وشيوي شياو فان الأستاذة المساعدة بكلية الدراسات الإنجليزية والدولية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، ولي ينغ نائبة رئيس القسم العربي بمركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (مجلة "الصين اليوم") التابع للمجموعة الصينية للإعلام الدولي. وقد ألقى الضيوف الحاضرون كلمات لمشاركة تجاربهم الشخصية في الترجمة وتبادل الآراء في ممارسات الترجمة الشفوية والتحريرية والترجمة باللغات القومية والترجمة الأدبية والدراسات الصينولوجية وغيرها من الموضوعات.

رأى الحاضرون أن الترجمة، باعتبارها تبادلا عابر الثقافات، لا ينبغي أن تكون مخلصة للنص الأصلي فحسب، وإنما أيضا ينبغي أن تستكشف أفضل أسلوب تعبير لها على أساس التفكير المستفيض في ثقافة اللغة المترجَم إليها، سعيا إلى تجسيد "شكل" و"روح" النص الأصلي، مما يتيح للقراء تذوق مختلف للحضارات المشرقة خلال عملية القراءة، ويحقق التواصل بين قلوب الشعوب والاستفادة المتبادلة بين الحضارات المختلفة.

عندما تحدث الضيوف عن دور الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الحديثة، رأوا أن الذكاء الاصطناعي يحرر المترجمين من ترجمة المقاطع والكلمات، ليكرسوا أنفسهم لتعميق فهم النص الأصلي الكلي. وجوهر الترجمة هو التبادل والتفاهم، ربما لا تكون الترجمة الآلية مضبوطة بنسبة 100%، وذلك يترك مجالا لإبراز كفاءات الترجمة الإنسانية، ويوفر الفرص ومجال التقدم للمترجمين.

في حلقة النقاش، تجاذبت تشن لو يوي مع المترجمين الصينيين والأجانب أطراف الحديث حول قصص ترجمة الأعمال والكفاءات التي يجب أن يتمتع بها المترجمون والتعاون في الترجمة في ظل العولمة وأعمال الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي ومستقبل المترجمين، وغيرها من الموضوعات. وقال السيد أوغستين ألبوز موريلز (شيا هاي مينغ) الذي أنجز ترجمة عديد من الأعمال الصينية الممتازة مثل كتاب الخيال العلمي ((مشكلة الأجسام الثلاثة)) وكتاب ((الزلزال الصيني: نهضة دولة متحضرة)) من اللغة الصينية إلى اللغة الأسبانية، إن الأعمال الأدبية لها روح، ويتمتع المترجمون بالروح، ولكن آلة الترجمة ليست لديها روح. وقد اقترح على المترجمين الشباب أن يجعلوا وجدانهم أكثر ثراء ليبدعوا أعمال المترجَمة ممتازة، ويحققوا أحلامهم في الحياة. واستذكر السيد أو جيان مشهد زيارته للأستاذ المشهور جي شيان لين، وقال متأثرا إنه زار الأستاذ جي البالغ عمره 98 سنة في المستشفى، وكان يشتغل في ترجمة الملحمة الشعرية الهندية القديمة ((رامايانا)) إلى اللغة التبتية على أساس الطبعة التي ترجمها الأستاذ جي من اللغة السنسكريتية إلى الصينية. وأضاف أن هذا العالم الكبير في الأدب واللغة والتعليم كان يعاني من ألم الأمراض ولكنه ظل منشغلا بالكتابة على فراش المرض، فأعجبته روح الأستاذ جي وشجعته على إنجاز ترجمة هذه الملحمة الشعرية العظيمة. وقد قام بأعمال استعدادية كثيرة، مثل قراءة الأشعار القديمة كل صباح قبل ترجمة ((رامايانا))، وبعد إنجاز الملحمة الشعرية لأول مرة، راجع النصوص المترجَمة وبدأ تعديلها مرة بعد مرة، فشعر بأنه أصبح شاعرا بعد إنجاز ترجمة هذه الملحمة الشعرية. وقالت السيدة لي جيا ينغ المتخصصة في الترجمة الشفوية بين الصينية والإنجليزية، إن عددا متزايدا من الأطفال يشغفون باللغات الأجنبية. وفي مدينة تشونغتشينغ، يمكن أن يدرس التلاميذ مختلف اللغات الأجنبية في مرحلة الدراسة الابتدائية مثل اللغات اليابانية والفرنسية والألمانية والأسبانية والروسية والتايلاندية والماليزية والكمبودية، فهم أمل قضية الترجمة في الصين. ودعا السيد أغشين علييف، باعتباره رئيس اتحاد الصينولوجيين الشباب لـ"الحزام والطريق"، الشباب المترجمين إلى الاهتمام باللغات غير الشائعة الاستعمال وتعلمها، لإبداع مزيد من الأعمال الأدبية الممتازة المترجَمة. وقالت السيدة ليو كوي جيوان التي شاركت في ترجمة ((شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة))، إن ترجمة الوثائق السياسية إلى اللغات الأجنبية قناة مهمة لتعريف القراء الأجانب بالسياسات الصينية وتطورات الصين في مجالات الاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها، وأوضحت أن الترجمة الدقيقة للوثائق السياسية تتعلق بالمصالح الأساسية للدولة وترتبط بإقامة صورة الدولة. وقالت السيدة شيوي شياو فان، مترجمة كتاب ((الحياة غير الكاملة: سيرة ت. س. إليوت)) والمتخصصة في أدب مدرسة العصرانية الإنجليزية والشعر الحديث والمعاصر، إن الترجمة هي نقل الأصوات المختلفة بين الأمم المختلفة عبر اللغات المختلفة، فيكون المترجم مفكرا ويحاول الخروج من دائرة الراحة اللغوية له، ويجرؤ على دراسة ثقافات الأمم الأخرى. وقالت السيدة لي ينغ المنخرطة في قضية الاتصالات الدولية بين الصين والدول العربية منذ بضع عشرة سنة، إنه على كتف المترجمين مسؤولية تجاه كاتب النصوص الأصلية ومسؤولية تجاه القراء، فيجب أن يفهموا مقاصد الكاتب بأنفسهم، ثم ينقلوها إلى القراء بأسلوب سهل القراءة والفهم للقراء الأجانب. وقالت إن هناك مستقبلا مشرقا للمترجمين الشباب في العصر الجديد، وشجَعتهم على المشاركة في قضية الاتصالات الدولية، واغتنام فرص العصر لتوارث رسالة الترجمة جيلا بعد جيل، ليكونوا جسرا ورابطة تبادلات عابرة للثقافات.

بعد انتهاء هذا النشاط، تحدث كثير من المشاهدين مع الضيوف، للتعبير عن إعجابهم بكلمات الضيوف الحاضرين والاستفسار عن المشكلات التي تواجههم في عمل الترجمة وإظهار شغفهم بدراسة اللغات الأجنبية وثقتهم في قضية الترجمة.

تؤدي الترجمة دورا متزايد الأهمية في خدمة تنمية الدولة وتعزيز التبادل بين الصين والدول الأخرى ودفع الاستفادة المتبادلة بين الحضارات، وسيلعب المترجمون الشباب دورا مفتاحيا في ذلك. ومن خلال نشاط "حوار بين المترجمين الشباب الصينيين والأجانب"، نجد أن المترجمين الشباب يحبون عمل الترجمة ويبذلون جهودهم لإجادة المهارات اللغوية ويستكشفون الطرق الإبداعية لتبادل الأفكار بين مختلف الحضارات عبر مختلف اللغات، كما يسرنا أن نرى عددا متزايدا من الأطفال والشباب يرغبون في معرفة العالم الخارجي عبر اللغات الأجنبية والالتحاق بصفوف الترجمة، وسيحققون منجزات جديدة في تعزيز تنمية العولمة والتبادلات العابرة الثقافات ودفع تقدم وازدهار الحضارات البشرية بكل تأكيد.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4