ثقافة وفن < الرئيسية

رحلة تطور تحالف مهرجان "الحزام والطريق" السينمائي

: مشاركة
2023-11-21 16:36:00 الصين اليوم:Source تشانغ جينغ تشاو:Author

في يونيو عام 2018، بدأت اللجنة المنظمة لمهرجان شانغهاي السينمائي الدولي (المشار إليه فيما يلي باسم "مهرجان شانغهاي السينمائي") في تأسيس تحالف مهرجان "الحزام والطريق" السينمائي، وعلى هذا الأساس، تم إطلاق أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي. ومنذ تأسيسه قبل خمس سنوات، زاد عدد أعضاء تحالف مهرجان "الحزام والطريق" السينمائي من 31 مؤسسة سينمائية في 29 دولة إلى 55 مؤسسة في 48 دولة حاليا. الهدف من التحالف هو التحسين المشترك لقدرة تخطيط الأفلام وعرضها، وتعزيز التفاهم المتبادل بين صناع الأفلام، وتعزيز مشروعات التعاون السينمائي، واستكشاف نموذج التنمية المستقبلية للمهرجانات السينمائية في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، مع تبادل الأفلام والزيارات بين صناع الأفلام.

مهرجان شانغهاي السينمائي هو المهرجان السينمائي الدولي الأول والوحيد حاليا من الفئةA  في المنطقة الناطقة بالصينية. بفضل تأثيره في المناطق الناطقة بالصينية وحتى في العالم، ساعد مهرجان شانغهاي السينمائي أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي وتحالف مهرجان "الحزام والطريق" السينمائي في اكتساب سمعة طيبة في الصين والبلدان المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، وذلك من خلال تمكين الجمهور الصيني وصناع الأفلام من مشاهدة عدد كبير من الأفلام من البلدان المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، وتمكين صناع الأفلام في الصين والبلدان المشاركة في بناء "الحزام والطريق" من الحصول على المزيد من الفرص للعرض وتعميق التعاون على الساحة الدولية.

شهدت السنوات الخمس الماضية العديد من التبادلات الثقافية، من خلال الأفلام. في السنة الأولى لإنشاء أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي، أضاف مهرجان "الليالي السوداء" السينمائي في تالين في إستونيا أنشطة جولة عرض أفلام "الحزام والطريق"، وأفلام مثل ((حادث سخيف)) من إنتاج ديريك يي وإخراج لي يوي خه، و((روح على خيط)) من إخراج تشانغ يانغ، وغيرهما من الأفلام التي تم ترشيحها للمهرجان. شاهد الصينيون فيلم ((كفرناحوم))، وهو إنتاج لبناني- فرنسي- أمريكي مشترك، خلال أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي في عام 2018، وحقق الفيلم عائدات بلغت 376 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر7 يوانات تقريبا حاليا) في شباك التذاكر ببر الصين الرئيسي في عام 2019؛ وتم اختيار المخرج تشنغ دا شنغ عضوا في لجنة تحكيم مهرجان ميسكولك السينمائي الدولي في المجر عام 2019؛ كما اختير الممثل والمنتج تشاو تاو عضوا في لجنة تحكيم مهرجان ديربان السينمائي الدولي في جنوب أفريقيا في إبريل عام 2022.

هذه التبادلات والتعاون هي الهدف الأصلي لأسبوع "الحزام والطريق" السينمائي وتحالف مهرجان "الحزام والطريق" السينمائي. مع زيادة التبادلات والتفاعلات بين المهرجانات السينمائية في مختلف البلدان عاما بعد عام، يتوسع نطاق تبادل الأفلام أيضا، كما تلعب آلية تبادل المعلومات وآلية التوصية المتبادلة بين الأفلام وصناع الأفلام دورا أكبر.

قال شا دان، أمين أرشيف الأفلام الصينية، إن أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي منصة ثمينة للغاية، ويمكن لأعضاء التحالف تشكيل رابط مع مهرجان شانغهاي السينمائي بسرعة كبيرة، وتقديم أعمالهم المهمة للجمهور الصيني في العرض الأول. والأهم من ذلك، أن ذلك يمكن أن ينتج اتصالا صناعيا حقيقيا، وأخيرا تشكيل منظومة سينمائية تجمع بين مهرجانات الأفلام وتوزيع الأفلام ودور العرض.

منصة لتقديم "قصص الصين"

يزكي أعضاء التحالف الأفلام لعرضها خلال أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي، ثم يختار من بينها لجنة متخصصة في مهرجان شانغهاي السينمائي، لضمان تنوع أنواع الأفلام وجودة إنتاجها. في السنوات الخمس الماضية، عرض أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي 91 عملا، لخمسة وتسعين مخرجا من ست وأربعين دولة، من بينهم ثلاث وعشرون مخرجة؛ وتم عرض تسعة وأربعين عملا بإنتاج مستقل من إحدى وثلاثين دولة؛ وتم عرض أربعين عملا بإنتاج مشترك في الخارج، وعمل واحد بإنتاج صيني- أجنبي مشترك.

وفقا لتقرير ((بحث حول إستراتيجيات التواصل بين الثقافات لمهرجان ’الحزام والطريق‘ السينمائي الدولي- مهرجان شانغهاي السينمائي الدولي نموذجا)) (المشار إليه فيما يلي باسم "التقرير")، الذي أصدرته كلية الصحافة بجامعة فودان ومركز مهرجان شانغهاي الدولي للسينما والتلفزيون خلال أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي لعام 2023، فإن الأفلام الصينية تولي اهتماما للبحث عن أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالاختلافات في التوجه القيمي، وتغطي موضوعاتها قضايا مشتركة عالمية مثل الأسرة والمشاعر العائلية والإنسان والطبيعة، وقد تخلصت من التحفيز الحسي المنمق للأفلام التجارية الغربية من حيث الأسلوب الجمالي. إنها غنية بالجماليات الشرقية والجماليات الوطنية، مما يمنح الجمهور مساحة كافية للتذوق والتمتع.

ويظهر "التقرير" أيضا أنه من بين أنواع الأفلام الصينية المعروضة، تمثل موضوعات المجموعات العرقية أعلى نسبة، حيث تصل إلى 31%، ومن بعدها في المرتبة الثانية تأتي موضوعات الدراما العائلية بنسبة 28%. قال تانغ جيون، الباحث في كلية الصحافة بجامعة فودان ورئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بالكلية: "على سبيل المثال، فيلم ((الفتيات سعيدات دائما)) يحكي قصة أم وابنتها، وفيلم ((أختي)) يتناول المشاعر العائلية، وفيلم ((آلا تشانغسو)) يتناول موضوعا تبتيا يستكشف معنى الحياة من خلال رحلة فريدة لعائلة إلى لاسا، و((أنيما مورداوغا)) يحكي قصة حطاب في شمال شرقي الصين يحمي غابة بدائية. نعتقد أن هذه الأفلام تركز على الاتجاهات الدولية والقضايا العالمية، ومن ثم فإنها تتجاوب مع التواصل العابر للثقافات."

بعض المنخرطين في صناعة الأفلام بالصين، بل وبعض المنخرطين في القطاعات المعنية لديهم فكرة تحويل القصص من حولهم إلى أفلام وعرضها في الخارج. وتولي السيدة وانغ، التي تعمل في مؤسسة ثقافية في منتجع شانغهاي الدولي للسياحة، اهتماما بأعمالها المفضلة في عروض أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي. قالت وانغ: "أقوم بعمل درامي خارج الإنترنت، وأجد منصة أسبوع ’الحزام والطريق‘ السينمائي تلعب دورا مهما، وآمل أن تتمكن أعمالي الدرامية في المستقبل أن تتحول إلى أفلام، وكذلك المشاركة في عروض الأفلام والمسابقات."

منصة لسماع "صوت العالم"

في الوقت الذي ينشر فيه أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي صوت الأفلام الصينية في الخارج، فإنه يوفر أيضا منصة للتبادلات والتعاون بين دول التحالف ويظهر تنوع السوق الصينية.

تم عرض الفيلم الثالث للمخرجة الإندونيسية كاميلا أنديني ((يوني)) في أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي لعام 2023. تركز كاميلا أنديني عادة على الموضوعات المحلية في إندونيسيا، والفيلم في الغالب باللغة المحلية، لكن الاختلاف في اللغة لم يمنع المخرجة وعملها من الانتشار في المنطقة الناطقة بالصينية. قالت كاميلا: "على الرغم من اختلافاتنا الثقافية، لدينا أيضا الكثير من القواسم المشتركة. هناك أكثر من ثلاثمائة لهجة مختلفة في إندونيسيا، ونحن نستخدم هذه اللهجات للتعبير عن المشاعر ونقلها من خلال الإيماءات والإشارات الثقافية الخفية، وأعتقد أنه من خلال هذه اللهجات يمكننا إظهار تنوع الأفلام. عندما أقوم بإبداع الأفلام، أستخدم دائما اللغة المحلية في الفيلم، وقد فوجئت بسرور أنه بغض النظر عن اللغة المستخدمة، يمكن للعديد من المشاهدين التواصل عاطفيا بسهولة مع القصة المحلية. نحن جميعا قادرون على فهم بعضنا البعض. لذلك أعتقد أنه ليس فقط لإندونيسيا، إنه فيلم عالمي."

قال شا دان: "وحد الجميع، وفي هذه العملية، اعرض للجميع مقاطع فيديو لبلدان لا يعرفونها جيدا عادة. لدى الصين بعض المقترحات المهمة للغاية، مثل مبادرة الحضارة العالمية ومبادرة التنمية العالمية، وما إلى ذلك، من خلال الأفلام نتيح للجمهور فهم عادات وتقاليد مختلف البلدان والمشكلات التي تواجهها، والمقارنة والتواصل مع المشكلات الخاصة بنا، والتي يجب أن تكون الأساس لنا لمواصلة القيام بعمل جيد في التحالف."

من خلال أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي وتحالف مهرجان "الحزام والطريق" السينمائي، شعر عدد كبير من صناع الأفلام الأجانب بجاذبية السوق الصينية. وقد أعرب أمين هادزيتش، رئيس العمليات وتطوير الأعمال الجديدة في مهرجان سراييفو السينمائي، عن إشادته بمهرجان شانغهاي السينمائي لجهوده في تعزيز التبادلات بين صناع الأفلام في مختلف البلدان والمناطق من خلال تنظيم وعقد المنتديات. وقال: "منذ وقت ليس ببعيد، تحدثت أيضا مع منتج وتفاعلت مع الجمهور. ناقشنا فيلما يتعلق بمنطقة معينة، وكان قلقا بشأن ما إذا كان الفيلم يمكن أن يحظى بفرص دولية. ومع ذلك، فوجئ عندما دخل دار السينما حيث تم عرض الفيلم، فوجد أن قاعة العرض ممتلئة، وطلب منه الكثير من الناس الحصول على توقيعه، وتواصل معه الجمهور بالعديد من الأسئلة. لقد شعر بسعادة غامرة لأنه لم يتوقع رد الفعل هذا. يظهر هذا الجانب الأفضل من أسبوع الأفلام، ولا يجعل الجمهور فحسب يشعر بالحماسة، وإنما أيضا صناع الأفلام."

يعتقد تانغ جيون أن قيمة نشر محتوى أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي، تكمن في اكتشاف بعض الأفلام الممتازة التي يصعب مشاهدتها على منصات المهرجانات السينمائية الدولية الأخرى، وتنوع أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي إلى حد ما، يعوض عن نقص آليات السوق التي تهيمن عليها الأفلام التجارية، ويبني نافذة لاختراق الدائرة الثقافية الضيقة.

منصة تدريب لصناع الأفلام الشباب

بالإضافة إلى تعزيز ثقافة السينما والتبادلات والتعاون في الصناعة، تعد المهرجانات السينمائية والمعارض السينمائية في العديد من البلدان والمناطق حول العالم أيضا هدفا رئيسيا لتطوير الأكفاء الشبان للسينما والتلفزيون.

قال خه ون تشيوان، المدير العام لمهرجان شانغهاي السينمائي، إن مهرجان شانغهاي السينمائي يتكون من ست وحدات، بما في ذلك مقاطع الفيديو القصيرة والأفلام القصيرة والمعسكر التدريبي ورأس المال المغامر وجائزة الكأس الذهبية ووحدة الوافدين الجدد الآسيويين، وسيطلق أيضا برنامج "SIFF YOUNG" برنامج دعم صانعي الأفلام الشبان في شانغهاي. يشكل مهرجان شانغهاي السينمائي نظاما ناضجا في تطوير الأكفاء السينمائيين الشبان في إطار "الحزام والطريق".

يعد عرض الأفلام خلال مهرجان الأفلام فرصة للعديد من صانعي الأفلام الشبان لتحسين أعمالهم والتعلم، كما أن نظام تدريب الأكفاء يمر عبر أقسام مختلفة من مهرجان الأفلام. في عام 2023، أقام أسبوع "الحزام والطريق" السينمائي ورشة عمل جديدة بعنوان "الضوء والظل يقودان الطريق". وكمحاولة جديدة واختراق في تطوير الأكفاء الشبان، دعت ورشة العمل خبراء الصناعة من المهرجانات السينمائية وشركات الأفلام لتبادل الأفكار مع صانعي الأفلام لمناقشة الإستراتيجيات العملية لإنشاء المحتوى والإنتاج والتوزيع الدوليين، وتبادل الخبرات والتطلع إلى مستقبل الصناعة.

قال خه ون تشيوان: "أعتقد أنه بعد فترة من التعاون والتبادلات بين الأفلام الصينية ونظيرتها الدولية، يمكنها التكامل مع بعضها البعض لتكوين شيء ذي طابع وعناصر صينية أكثر."

--

تشانغ جينغ تشاو، مراسل باب ((قياس الأعماق)) في صحيفة ((الأعمال الصينية)).

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4