كلنا شرق < الرئيسية

مبادرة الوجبات المدرسية الصينية تساعد في مكافحة سوء التغذية في أفريقيا

: مشاركة
2022-05-06 15:51:00 الصين اليوم:Source لي شياو يوي:Author

قبل ثلاث سنوات، كانت إيزابيل بريفيان، وهي طفلة صغيرة، ترى الأطفال الآخرين يذهبون إلى المدرسة، بينما هي جالسة في البيت ترعى إخوتها الصغار. الآن، بفضل البرنامج الصيني لتقديم الوجبات المدرسية المجانية، يتزايد عدد أولياء الأمور الراغبين في إرسال أولادهم إلى المدارس. انضمت إيزابيل بريفيان إلى صفوف رفيقاتها التلميذات في حي ماثاري الفقير بالعاصمة الكينية نيروبي.

تم إطلاق هذا البرنامج ااذي يحمل اسم "الغداء المجاني للأطفال" في مارس عام 2017، بالتعاون بين المحسن الصيني دنغ فَيّ وجمعية الصليب الأحمر الصينية والصندوق الصيني للرعاية الاجتماعية. في البداية، كان هذا البرنامج يقدم وجبات الفطور والغداء المجانية لأكثر من 1103 تلاميذ بخمس مدارس ابتدائية في حي ماثاري. الآن، يستفيد منه أكثر من 6000 تلميذ في 23 مدرسة في كينيا وأثيوبيا وتنزانيا ونيجيريا وملاوي وأوغندا.

يتفق المعلمون في المدارس التي يقدم البرنانمج الوجبات لها على أن هذا البرنامج يحد كثيرا من ظاهرة غياب التلاميذ عن المدرسة، بل وتتحسن نتائج الدراسة للتلاميذ المستفيدين من هذا البرنامج. كما يفيد هذا البرنامج الأسر ذات الدخل المنخفض، لأنه يحسن تغذية الأطفال ويخفف عبء أولياء أمورهم في مواجهة مشكلة تغذية الأطفال. حاليا، لا تطلب إيزابيل بريفيان طعاما بعد عودتها من المدرسة إلى البيت.

سوء التغذية مشكلة خطيرة في قارة أفريقيا. أشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السنوي ((أحوال التغذية والأمن الغذائي في العالم لعام 2021)) إلى أن عدد من يعانون من سوء التغذية في العالم يبلغ 768 مليون فرد، وأكثر من ثلثهم أي 282 مليون نسمة يقيمون في أفريقيا، ويمثلون 21% من إجمالي عدد سكان القارة، أي أكثر من ضعفي نسبة المجموعة التي تعاني من نقص التغذية في أي منطقة أخرى بالعالم.

عشية انعقاد قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية في سبتمبر عام 2021، أصدرت وكالة التنمية للاتحاد الأفريقي "الموقف الأفريقي المشترك" الذي طرح خمس طرق لتعزيز القدرة على الحصول العادل على الطعام، تمنح هذه الطرق الأسبقية للتغذية وتقديم الوجبات في المدارس. إن المهمة للبرنامج الصيني في هذا الجانب شاقة، حيث يتسع نطاق تغطيته.

مقترح فعّال

أطلق السيد دنغ فَيّ وغيره من خمسمائة صحفي وعشرات الوسائل الإعلامية الصينية برنامج وجبات الغداء المجانية في عام 2011، وقد نُفذ في 1555 مدرسة في أنحاء الصين حتى سبتمبر عام 2021، وتم جمع 833 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 6ر6 يوانات حاليا)، وساعد هذا البرنامج أكثر من 380 ألف طفل. بالإضافة إلى ذلك، لعب البرنامج دورا دافعا في وضع الخطة الوطنية لتحسين تغذية التلاميذ في المناطق الريفية في أكتوبر عام 2011. ومنذ ذلك الوقت، استثمرت حكومة الصين حوالي 16 مليار يوان سنويا في هذه الخطة.

قال دنغ فَيّ: "الأعمال الخيرية غير مقيدة بالحدود بين الدول". اعتمادا على هذا المبدأ، توسع نطاق برنامجه هذا إلى أفريقيا، وعيّن ين بين بين مسؤولا عن تنفيذ هذا البرنامج، وهو متطوع صيني شاب، كان قد أسس مع رفاقه "رابطة خدمة بناء الأحلام"، وهي منظمة خيرية غير حكومية تأسست في كينيا في عام 2014، وتركز جهودها على تعليم الشباب والمراهقين، وتخفيف سوء تغذية الأطفال، ومساعدة الفقراء. بفضل جهود منظمته، تم إعادة بناء ثلاث مدارس في ماثاري خلال الفترة من عام 2014 إلى عام 2018.

تأتي أموال برنامج تقديم الوجبات في المدارس من المتبرعين ومختلف المنظمات والصناديق الصينية، وقد سجل صاحب هذا البرنامج صندوقا في الولايات المتحدة الأمريكية لجمع التبرعات خارج الصين. وأنشأت كل المدارس المشاركة في البرنامج حسابات في فيسبوك وتويتر وغيرهما من منصات التواصل الاجتماعي، لنشر المعلومات بشكل منتظم. علاوة على ذلك، يتناول المعلمون الوجبات مع التلاميذ لتعزيز قوة الحشد وضمان جودة الوجبات.

وقّع الفلاحون المحليون عقدا مع البرنامج لتوفير الأرز والفول والقمح ومنتجات الألبان وغيرها من المواد المستخدمة في وجبات المدارس، الأمر الذي يساعد في القضاء على الجوع وتوفير مصدر دخل مستقر للفلاحين. ويشجع البرنامج أولياء الأمور على المشاركة في مراقبة وتقييم الوجبات لضمان التشغيل المستمر لهذا البرنامج.

تحديات جديدة

وفقا لدراسات منظمة الأغذية والزراعة، تدهورت حالة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بسبب تفشي كوفيد- 19 وإجراءات الوقاية من الوباء والسيطرة عليه. في عام 2000، ازداد عدد سكان أفريقيا المتأثرين بالجوع بحوالي 46 مليون نسمة مقارنة مع العام السابق. وفي ظل إغلاق كثير من المدارس بسبب الوباء، قرر البرنامج مواصلة تقديم الوجبات للتلاميذ. وفي السابق، كان التلاميذ المشاركون في البرنامج يجتمعون في مدارسهم لتناول الوجبات، وبعد إغلاق المدارس بسبب الوباء، قام البرنامج بتعديلات مختلفة. خلال الفترة من يوليو إلى نوفمبر عام 2020، قدم البرنامج الصيني لتقديم الوجبات المدرسية المجانية 5361 حقيبة غذائية لثماني مدارس في ماثاري، ويبلغ وزن كل حقيبة غذائية 7 كيلوغرامات. في أكتوبر عام 2020، استأنف هذا البرنامج تقديم الوجبات في المدارس بعد إعادة فتحها. رغم عدم استقرار الوباء، وضع البرنامج الصيني لتقديم الوجبات المدرسية المجانية خطته لضمان التشغيل الطبيعي له.

إذا سمحت الظروف، فمن المتوقع أن يقدم هذا البرنامج وجبات في خمسين مدرسة، مع إنفاق سنوي يقدر بخمسة ملايين يوان، وقد يصل إلى عشرة ملايين يوان بحلول عام 2030 لتغطية مائة مدرسة. ولكن نقص الأموال مازال تحديا خطيرا.

الدكتور شي تشي هونغ، وهو أستاذ في مركز الدراسات السودانية بجامعة يانغتشو، ومن المهتمين بتطورات هذا البرنامج منذ فترة طويلة، قال إن هذا البرنامج يعتمد بإفراط على التبرعات من الصناديق والمنظمات غير الحكومية، بينما حجم التبرعات من الجمهور وخاصة من المؤسسات الاقتصادية محدود. بحلول نوفمبر عام 2020، جمع البرنامج 64ر5 ملايين يوان في الصين، 75% منها من تبرعات الصناديق والمنظمات غير الحكومية، بينما نسبة التبرعات من الجمهور وخاصة من المؤسسات الاقتصادية غير كبيرة. ولكن التبرعات من الصناديق تراجعت بسبب الوباء، فالأموال المتبقية تكفي لتقديم الوجبات إلى 3640 تلميذا ومعلما في عشر مدارس في ماثاري فقط، وتبلغ النفقات طوال السنة حوالي مليون يوان.

لذلك، دعا الدكتور شي تشي هونغ غرف التجارة والشركات والمنظمات الخيرية الصينية إلى المشاركة في التبرع بشكل أنشط، كما دعا الطلاب والموظفين الصينيين في معاهد كونفوشيوس في أفريقيا للانضمام إلى صفوف المتطوعين.

ويرى السيد لي آن شان، وهو أستاذ متقاعد من جامعة بكين ورئيس الجمعية الصينية لأبحاث تاريخ أفريقيا، أن هذا البرنامج فرصة طيبة لاندماج الصينيين المقيمين في أفريقيا في المجتمعات المحلية.

مقارنة مع برامج تقديم الوجبات في المدارس والتي تقوم بها المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ودول مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، بدأ هذا البرنامج الصيني متأخرا عن البرامج الأخرى، ولا يزال نطاقه صغيرا، ولكن الدكتور شي تشي هونغ يعتقد أن ميزة هذا البرنامج هي إنشاء نمط تشغيل مستقر وفعال ومستدام، ويثق بأن هذا البرنامج سيظهر قوته الكامنة في المستقبل القريب.

 

نبذة عن البرنامج الصيني لتقديم الوجبات المدرسية المجانية

البرنامج الصيني لتقديم الوجبات المدرسية المجانية برنامج خيري يُنفذ في أفريقيا ومناطق أخرى، وأُطلق بالتعاون بين فريق دنغ فَيّ والصندوق الصيني للرعاية الاجتماعية وجمعية الصليب الأحمر الصينية، ويعمل على المساعدة في حل مشكلة جوع الأطفال في المناطق غير المتقدمة في العالم. في 20 مارس عام 2018، أسست الأطراف الثلاثة "صندوق فنشيانغأي (التقاسم في الحب) الخيري التابع للصندوق الصيني للرعاية الاجتماعية"، لتحمل المسؤولية عن تنسيق الشؤون الداخلية لمشروع الغداء المجاني الدولي والتعاون مع "رابطة خدمة بناء الأحلام" والمنظمات الأخرى لتنفيذ البرنامج.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4