كلنا شرق < الرئيسية

القطب المالي للدار البيضاء.. مركز مالي ناشئ يخدم أفريقيا

: مشاركة
2022-07-11 17:14:00 الصين اليوم:Source ناصر بوشيبة:Author

 أول مجتمع أعمال أفريقي التوجه في العالم

 "ولد القطب المالي للدار البيضاء (CFC) في سنة 2010 بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتمثلة في وضع المغرب في طليعة الدول الناشئة في أفريقيا. كان الهدف هو جعل الدار البيضاء مركزا ماليا دوليا تتمثل مهمته في جذب الرساميل ودعم الفاعلين الاقتصاديين والماليين من خلال عرض يبسط إدارة أعمالهم في القارة الأفريقية ضمن إطار تنظيمي مخصص." هكذا أعرب السيد سعيد الإبراهيمي، الرئيس التنفيذي للقطب المالي للدار البيضاء، خلال لقاء مع مجلة ((الصين اليوم)).

ووفقا للسيد الإبراهيمي، كان التحدي يتمثل في بناء نظام إيكولوجي فعال في الدار البيضاء مخصص للمستثمرين الدوليين الذين يمكنهم الاستفادة من نقاط القوة في المغرب من حيث الاستقرار والربط، فضلا عن الهياكل الأساسية المتخصصة داخل العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، مع إمكانية الوصول إلى مجموعة من الموارد البشرية وخدمات الدعم.

باختصار، "كان الهدف في الأساس هو تحويل مدينة الدار البيضاء إلى مركز اقتصادي ومالي مرجعي لخدمة أفريقيا، وأيضا إلى مركز للتمويل الأخضر والدائم في القارة. اليوم، تمكن القطب المالي للدار البيضاء من الارتقاء إلى مرتبة المراكز المالية الناشئة الرائدة عالميا. أصبحنا ليس فقط المركز المالي الأفريقي الأول بامتياز، ولكن أيضا المركز المالي الأخضر الأول في أفريقيا والشرق الأوسط وفقا لآخر التصنيفات الدولية."

أصبح القطب المالي للدار البيضاء أول مجتمع أعمال أفريقي التوجه، مع أكثر من 200 شركة عضو من مختلف قطاعات الأعمال (البنوك وشركات التأمين ومكاتب التواصل والاستشارة والخدمات القانونية والرقمية، وما إلى ذلك. وهذا يشمل العديد من الشركات الرائدة عالميا في تصنيفات Fortune 500. أصبح القطب المالي للدار البيضاء مركزا اقتصاديا وماليا يفتح الوصول إلى بقية أفريقيا بفضل شبكة اتصالاته وصلاته السياسية والاقتصادية مع بلدان القارة.

منصة إستراتيجية للشركات الصينية

يدعم اهتمام القطب المالي للدار البيضاء بالصين العلاقات الاقتصادية والثقافية المتينة بين البلدين تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس شي جين بينغ. تميزت هذه الشراكة التي تعززت بالزيارة الملكية التاريخية إلى الصين في عام 2016، والتي تم خلالها توقيع العديد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات.

"العديد من الشركات الصينية تأسست مباشرة في المغرب أو طورت شبكة أعمال مزدهرة هنا. يسعدنا أن نرى أن التجارة وصلت إلى مستوى تاريخي في عام 2021 بإجمالي 6 مليارات دولار. لقد عمل القطب المالي للدار البيضاء على تعزيز ديناميكية العلاقات بين المغرب والصين والقارة الأفريقية من خلال إقامة شراكات مؤسسية مع المراكز المالية في بكين وشانغهاي وهونغ كونغ. كما نتعاون مع جامعة تشينغهوا من خلال البرنامج العالمي لقيادة التمويل الأخضر، وهو منبر لبناء القدرات وتبادل أفضل الممارسات والابتكارات الملهمة لتطوير التمويل الأخضر والمستدام". هكذا قال السيد الابراهيمي.

إن عرض القطب المالي للدار البيضاء موجه بشكل عام للشركات الراغبة في النمو والتوسع في أفريقيا. وتمثل القارة، التي تضم 54 بلدا، تفاوتات كثيرة من حيث الجوانب الاقتصادية والثقافية والتنظيمية، وما إلى ذلك. هذا التعقيد، هو الذي يتسبب في نفور بعض المستثمرين الدوليين من الاستثمار في أفريقيا. يحتاج هؤلاء المستثمرون إلى نقطة دخول لاستكشاف فرص الأعمال في أفريقيا التي تعتبر جزءا في الحمض النووي للقطب المالي للدار البيضاء.

"لقد تُرجم عرضنا إلى اقتراح قيم ثلاثي الأبعاد: تسهيل العمليات التجارية والإدارية لأعضائنا، ووصولهم إلى مجتمع أعمال له طموح قاري وإمكانية العيش في بيئة فريدة." وأضاف السيد الابراهيمي: "على نطاق أوسع، يدعم المركز المالي أعضاءه في جميع إجراءاتهم الإدارية لإنشاء الأعمال التجارية، سواء كانت إجراءات معجلة لطلبات التأشيرة أو تصاريح الإقامة وعقود العمل للأجانب، أو دعم الشركات الناشئة. وتم التوصل إلى اتفاقات مع مختلف الفاعلين على الصعيد الوطني."

بالإضافة إلى ذلك، قام القطب المالي للدار البيضاء بإطلاق بوابة "رؤى أفريقيا"، وهي بوابة حصرية للأعضاء فقط، تقدم أحدث المعارف عن بيئة الأعمال التجارية في أفريقيا والاتجاهات القطاعية. ويشترك في إنتاجها الشركات الأعضاء الذين يملكون خبرة أفريقية ويرغبون في مشاركتها على أرض الواقع. كما أنها تركز على آخر الأخبار الواردة من إفريقيا، مع مجموعة مختارة من البودكاستات، والندوات عبر الإنترنت، وتحليلات الخبراء، والمعلومات الموجزة عن كل بلد أفريقي، أو حتى توفير دليل لقنوات التواصل المحلية كوكالات ترويج الاستثمار، والبنوك والمحاورين الرئيسيين في هذا المجال.

مقاولات صينية قررت الاندماج في المركز المالي للدار البيضاء

"لدينا اليوم ثلاث شركات صينية كبيرة داخل مجتمع المركز المالي. ومنذ سنة 2015، أنشأ بنك الصين، أقدم مؤسسة مالية في الصين، مكتب تمثيل له متوجه نحو أفريقيا. من منصته المغربية، يتواجد رابع أكبر بنك في العالم في سبع دول أفريقية ويدعم الشركات الصينية في إستراتيجيتها التنموية في القارة. وهو يساعد على تمويل التجارة بين أفريقيا والصين، ويأمل هذا المكتب أن يصبح على المدى الطويل فرعا للبنك بأفريقيا." هكذا شرح السيد الابراهيمي.

وفي نفس السنة افتتحت شركة التكنولوجيا العملاقة "هواوي"، فرعا جديدا في القطب المالي للدار البيضاء والذي يعتبر المقر الإقليمي للإشراف على أنشطة الشركة الأم. حيث تم نقل هذا المقر من مصر إلى المغرب. ليتسع نشاط شركة هواوي الآن إلى 30 دولة أفريقية.

في الآونة الأخيرة، انضمت شركة لونوفو الصينية الرائدة في سوق الكمبيوتر، إلى القطب المالي للدار البيضاء في عام 2019 كمقر إقليمي يعمل في 7 دول أفريقية. ويُعتبر المكتب المتواجد بالدار البيضاء مسؤولا عن خدمات تيسير المبيعات لصالح الشركة الأم نظرا لبعدها العالمي. وبالتالي تُعتبر هذه المجموعات الرئيسية الثلاث سفراء رئيسيين للقطب المالي للدار البيضاء في الصين.

قال السيد الابراهيمي: "نأمل أن تحذو شركات صينية كبرى أخرى حذوها. ونحن نعمل بجد من أجل تحقيق هذا الهدف من خلال تنظيم زيارات متبادلة لرجال الأعمال وإطلاق جولات ترويجية مع اعتماد نهج تواصلي مباشر."

----

 

ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي- الصيني للتنمية (ACCAD).

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4