كلنا شرق < الرئيسية

المهاجرون الصينيون يعززون التعاون بين الصين وقطر

: مشاركة
2023-03-13 17:17:00 الصين اليوم:Source يانغ نينغ وتشن سي يانغ:Author

شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 في قطر، والتي اختتمت في وقت ليس ببعيد، عناصر صينية عديدة، من بينها محبو كرة القدم والحكام والرعاة والباندا. وبجانب ذلك، جسدت الهياكل الفولاذية الرئيسية والركائز وقطع الدعم وقضبان الربط الفولاذية لملاعب كأس العالم قوة المهاجرين الصينيين. إن المعادن الصينية في الهياكل الفولاذية كدعامة والزينات المعدنية كدمى، تبرز الأسلوب التقليدي القطري، وأصبحت جزءا مهما لملاعب كأس العالم.

المصادفة تقود إلى الاستقرار في الشرق الأوسط

إستاد أحمد بن علي (ملعب الريان)، أحد الملاعب الرئيسية لكأس العالم لكرة القدم لعام 2022 في قطر. كان ياو شيوي بوه، المدير العام لشركة توبيكاي للمنتجات المعدنية، هو المسؤول عن مشروع البارافانات والدرابزينات المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ لهذا الإستاد. ذهب ياو شيوي بوه إلى قطر كمقاول فرعي للمنتجات المعدنية بعد تخرجه في الجامعة في عام 2005. قال: "لم أتعرف على قطر بالقدر الكافي وقتذاك، أردت معرفة العالم الخارجي فقط."

كان الأساس الصناعي القطري ضعيفا قبل القرن الواحد والعشرين. مع نجاح قطر في استضافة دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006 في الدوحة ظهر "تيار ساخن لبناء منشآت البنية التحتية" في الدولة الخليجية، وازداد الطلب المحلي على المقاولات الفرعية للمنتجات المعدنية للبناء بشكل سريع. صادف ياو شيوي بوه هذا التيار الساخن، وباعتباره مهندسا في الموقع، شارك في بناء الإستاد وملعب سباق الخيل.

في عام 2008، شغل ياو شيوي بوه منصب مدير عام لمكتب شركة صينية أخرى في قطر. وقد منحه ارتقاؤه في السلم الوظيفي ثقة بالعمل في قطر، فعمل هناك لمدة 17 سنة. في عام 2015 بعد استقالته من وظيفته، أنشأ شركة المنتجات المعدنية مع صديق له في قطر، وتوسعت أعماله لتصل إلى دبي ومصر، بجانب إنشائه لمصنع في مدينة فوشان بمقاطعة قوانغدونغ الصينية.

قدمت شركة ياو شيوي بوه المنتجات المعدنية لعدة ملاعب لكأس العالم 2022، من بينها إستاد أحمد بن علي وإستاد البيت بمدينة الخور ومركز المشجعين. شارك ياو شيوي بوه، باعتباره مسؤول الشركة، في كل عمليات المشروع، من المفاوضات التجارية إلى وضع الخطط التقنية وشراء المواد الخام والتنفيذ في الموقع.

قال ياو شيوي بوه إن مستلزمات مشروع إستاد أحمد بن علي مصنوعة من الفولاذ العالي الجودة المقاوم للتآكل، وتستخدم فيه تقنية القطع بالليزر واللحام بالليزر، مما يحسن أعلى مؤشر دقة بمقدار 4 مرات. البارافان الفولاذي المقاوم للصدأ والمستخدم في صالات كبار الضيوف تم تصميمه لاتخاذ تقنية طلاء الفراغ، فهو لا يجعل السطح يبدو بأسلوب شرق أوسطي ذهبي محكم يحبه العملاء في الشرق الأوسط فحسب، وإنما أيضا يزيد من عمر المنتج من خمس سنوات إلى خمس عشرة سنة.

مواجهة الصعوبات مباشرة والتغلب على العوائق

شكلت التقلبات في تكاليف المواد الخام والنقل، والطقس الحار، والتأخيرات اللوجستية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19 تحديات للمشروع في عملية بناء ملاعب كأس العالم في قطر.

قال ياو شيوي بوه: "كانت هناك دفعة من الدرابزينات لا بد من صنعها في الصين، ويستغرق نقلها من الصين إلى قطر شهرا عن طريق النقل البحري، ولكن كان سيفوتنا بذلك موعد الفحص والاستلام من قبل اللجنة المنظمة لكأس العالم، فكان لا بد من اختيار النقل الجوي. ولكن عندما اعتقدت أننا قد حللنا المشكلة، علمت أن الرحلات الجوية العادية لا يمكنها نقل بضائع يتجاوز طولها ثلاثة أمتار. أخيرا، وجدنا رحلة تقدم خدمات نقل المنتجات ذات القياسات الخاصة، ونجحنا في تقديم المنتجات في الموعد المحدد."

عملت لي هان، المديرة العامة لشركة شانده للمنتجات المعدنية، في قطر منذ عام 2008، وشعرت أيضا أن المشروع في قطر يواجه ضغط الوقت والمهام الثقيلة. أنشأ مواطن صيني هذه الشركة في قطر، وتحمل مشروع الهياكل الفولاذية لإستاد لوسيل ومشروع الدرابزينات المعدنية لمنطقة سكن المشجعين.

قالت لي هان: "لم نرجع إلى الصين لعدة سنوات متتالية، من أجل ضمان تقدم المشروع. لم نر أنا وزوجي أطفالنا لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يأتوا إلى قطر للدراسة في عام 2022." قدمت سفارة الصين لدى قطر دعما ومساعدات كثيرة لهم، بما في ذلك توزيع مواد مكافحة الجائحة والمساعدة في تنسيق إجراءات دخول قطر والتخفيف من الضغط النفسي، لجعلهم يشعرون بالراحة ويركزون في مشروعاتهم. قالت أيضا: "في الآونة الأخيرة اجتاز ابني اختبار المدرسة وأصبح حامل علم كأس العالم."

حققت لي هان إنجازات فائقة السرعة وعالية الجودة عن طريق تعاونها المتناسق مع أعضاء فريقها الذين يعملون في قسم التكنولوجيا ومصنع لدى قطر، ومصانع في مدن تشينغداو وشانغهاي وفوشان. أنجزوا في شهرين ونصف بجودة عالية وبالحجم المطلوب، تصميم وإنتاج وتركيب الدرابزينات المعدنية لمنطقة سكن المشجعين، وهي عملية تستغرق عادة من 6 إلى 8 أشهر. وقد منحها المقاول الرئيسي لهذا المشروع شهادة شرف وقدر خدماتها الموثوقة للمشروع تقديرا عاليا. قالت لي هان بتأثر شديد: "تأثرت بشكل خاص بالدعم والتقدير من عملائنا."

قال ياو شيوي بوه: "تتغير عوامل، مثل السوق والمواد الخام والخدمات اللوجستية بين حين وحين، لكن معظم المقاولين الرئيسيين في قطر يلتزمون بأفكارهم الخاصة وليس من السهل قبول خطتنا الجديدة المعقولة. لتحقيق النتائج المرجوة في الوقت المحدد، وإرضاء العميل، من الضروري أن يكون لديك ما يكفي من الصبر ومهارات الاتصال، بجانب الكثير من المعارف المهنية." بالإضافة إلى ذلك، كل مشروع له معايير ومتطلبات خاصة، عملية تنفيذ المشروع كانت أسهل نسبيا، لكن بعض التصميمات تتطلب منا المراجعة مرارا، وقد يستغرق التصميم وقتا أطول حتى من وقت الإنتاج. إن المظهر الرائع لملاعب كأس العالم لا ينفصل عن عمل الموظفين بكل دقة يوما بعد يوم."

المصداقية أولا في صياغة علامة صينية مشهورة

سيطرت شركات كبيرة غربية على سوق مواد البناء وأدوات المعالجة في قطر قبل أكثر من سبع عشرة سنة. وفي السنوات الأخيرة، تطورت المنتجات "المصنوعة في الصين" من المنتجات اليومية إلى آلات التكنولوجيا العالية على أساس المحافظة على تفوقها في الأسعار، وأصبحت السوق القطرية ترغب فيها تدريجيا.

جذبت مشروعات بناء ملاعب كأس العالم كثيرا من الشركات المحلية والأجنبية ذات القدرة التنافسية العالية للمشاركة في المناقصات. وقد أعد كل من ياو شيوي بوه ولي هان "المعايير" المطلوبة للتنافس، أي التكنولوجيا المتقدمة والجودة العالية وإكمال المشروع في الموعد المحدد وفهم مواصفات البناء المحلية بشكل عميق، بعد أكثر من عشر سنوات من مقاولة المشروعات المحلية.

عندما تحدث عن أسباب الاشتراك في مناقصة مشروعات كأس العالم، قال ياو شيوي بوه: أولا، لأن منتجاتهم تتفق مع المتطلبات المعنية ولديهم ثقة بإكمال المشروع بشكل جيد. ثانيا، لأن تقديم المنتجات العالية الجودة لمشروعات كأس العالم، لا يحسن من صورة الشركات والمنتجات الصينية في الخارج فحسب، وإنما أيضا يفيد في ترقية مستوى الشركة من حيث التكنولوجيا والإدارة.

شهدت لي هان تطور قطر السريع وتعمق التعاون غير الحكومي بين الصين وقطر منذ إطلاق مبادرة "الحزام والطريق". قالت لي هان: "تظهر مزيد من العلامات التجارية لشركات صينية في قطر يوما بعد يوم، وهو أمر يشعرني بالألفة الشديدة."

تعتقد لي هان أن نجاح شركتها في مقاولة المشروعات لا ينفصل عن تأثير الصين القوي وصورة الصينيين التي تتحسن في الخارج. اختلافا عن المهاجرين الصينيين الذين يعملون كطهاة وخياطين ومصففي شعر في عشرات السنوات الماضية، أصبحت وظائف المهاجرين الصينيين والقطريين من الأصل الصيني أكثر تنوعا، وأصبحت قوتهم الاقتصادية وقدراتهم التنافسية لا يستهان بها. وتتحسن صورتهم في جميع أنحاء العالم، وأصبحوا جديرين بالثقة.

بعد الاستفادة من ثمار جهود المهاجرين الصينيين المحليين، يسعى ياو شيوي بوه ولي هان لرد الجميل للمجتمع المحلي ومساعدة المزيد من المواطنين على استكشاف الأسواق الخارجية. توظف شركتاهما عمالا أجانب من نيبال وبنغلاديش، كما تهتم لي هان أيضا بضمان مصالح العمال الأجانب، حيث تتجنب عملهم في الحرارة المرتفعة، وأقامت لهم تدريبات على الوقاية من الوباء وتعزيز وعيهم بالأمن.

اليوم، كلما نجحت لي هان في مناقصة مشروع، تعطي الأولوية للتعاون مع موردين محليين في الصين، لتجعل المزيد من المنتجات الصينية معروضة في المسرح العالمي. قالت لي هان: "أنا صورة مصغرة فقط، فهناك سلسلة توريد كاملة وراء كأس العالم بناها الصينيون."

 

--

يانغ نينغ، صحفية في الطبعة الخارجية لصحيفة ((الشعب)) الصينية.

تشن سي يانغ، صحفية متدربة في الطبعة الخارجية لصحيفة ((الشعب)) الصينية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4