كلنا شرق < الرئيسية

التبادل الثقافي الصيني- العربي يثري علاقات الطرفين في العصر الجديد

: مشاركة
2023-05-16 13:41:00 الصين اليوم:Source تشو جيان وي:Author

في بداية إبريل 2023، قام وزير الثقافة والسياحة الصيني هو خه بينغ، على رأس وفد، بزيارة إلى مصر، شارك خلالها في سلسلة من النشاطات. كما تضمن برنامج الزيارة عددا من الفعاليات، منها المشاركة في ورشة عمل مهنية تم تنظيمها بين عدد من شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية والصينية ومنظمي الرحلات الصينيين، لبحث سبل زيادة حجم التبادل السياحي بين البلدين. حظيت زيارة السيد هو الرسمية إلى مصر بأهمية بالغة للغاية، إذ تعتبر أول زيارة خارجية لمسؤول وزاري صيني منذ اندلاع جائحة كوفيد- 19، وبعد إعلان الصين تخفيف قيود السفر.

زيارة حافلة ولقاء طال انتظاره

وفور وصوله إلى مصر، قامت غادة شلبي نائبة وزير السياحة والآثار، وعمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والسفير لياو لي تشانغ سفير الصين لدى مصر، والمستشار عمرو عبد الله المُشرف على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، ونسرين عثمانلي مديرة مكاتب الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، باستقبال المسؤول الصيني بحفاوة والترحيب به بحرارة في مطار القاهرة الدولي.

جدير بالذكر، أنه في القمة الصينية- العربية الأولى التي عقدت في الرياض، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي بين الصين والدول العربية، حيث ينص البند السادس فيها على العمل المشترك للحوار بين الحضارات، مما يدفع الصين إلى تعزيز التعاون بين خمسمائة شركة ثقافية وسياحية من الجانبين الصيني والعربي، مع تأهيل ألف كفء للدول العربية في مجالي الثقافة والسياحة. ومن ثم تعتبر هذه الزيارة الرسمية وسلسلة الأنشطة المتعلقة بها ترويجا نشيطا وممارسة حية للبنود المنصوص عليها في "الأعمال الثمانية المشتركة"، وخطوة أساسية لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية. إنها كذلك استجابة إيجابية لمبادرة الرئيس شي جين بينغ.

توطيد التبادلات الفنية والثقافية الصينية- العربية

في الثالث من إبريل، قام وزير الثقافة والسياحة الصيني هو خه بينغ ونظيرته المصرية نيفين الكيلاني بإزاحة الستار عن معرض فني بعنوان "التقاء الفنانين في طريق الحرير"، وشهدا افتتاح المعرض مع ممثلين عن فناني الصين ومصر ولبنان والأردن والجزائر ودول أخرى، وذلك في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية في القاهرة. خلال حفل الافتتاح، شدد هو خه بينغ على حرص الصين على العمل مع الجانب العربي لتفعيل مخرجات القمة الصينية- العربية الأولى ومواصلة تعميق التعاون بين الجانبين في مجالي الثقافة والسياحة. وأعرب عن أمله في أن يواصل الفنانون الصينيون والعرب سعيهم لتعزيز الصداقة والثقة المتبادلة والعمل الجاد من أجل الشعبين الصيني والعربي. وبعد ذلك، قرأ السيد هو رسالة من الرئيس الصيني شي جين بينغ ردا على رسالة ممثلي كبار الفنانين العرب، شجعهم فيها على إبداع المزيد من الأعمال الفنية التي تعكس الصداقة بين الصين والدول العربية، وتقديم مساهمات جديدة لتعزيز الصداقة بين الشعبين الصيني والعربي. أُقيم المعرض بدعم مشترك من وزارتي الثقافة في الصين ومصر وجامعة الدول العربية، حيث تم عرض 87 عملا، من بينها 40 عملا لفنانين صينيين و47 عملا لفنانين عرب، تعكس جميعها الفهم المتبادل لكلا الطرفين وإدراكهم للثقافات والعادات والمشاعر الإنسانية الفريدة لبعضهم البعض. تعتبر هذه الأعمال بمثابة نافذة للتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية، حيث تقدم وليمة ثقافية رائعة من خلال الفنون البصرية غير اللغوية مثل اللوحات واللوحات الخزفية.

في كلمتها بافتتاح هذا المعرض، قالت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني، إن المعرض يأتي تقديرا للدور البارز الذي لعبه طريق الحرير عبر قرون عديدة في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول، فإضافة إلى دوره الأساسي كممر تجاري، كان لهذا الطريق دور كبير في إثراء الحضارات القديمة وفي مقدمتها الحضارات المصرية والصينية والهندية. وقالت الكيلاني إن مصر والصين وقعتا اتفاقية التعاون الثقافي بينهما رسميا في عام 1956، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن تم توقيع العديد من البرامج التنفيذية التي تُجسد التعاون الثقافي بين البلدين، بمختلف أبعاده السياحية والتعليمية والإعلامية، بجانب الزيارات المتبادلة، وإقامة المعارض المشتركة، وإقامة الأسابيع الثقافية في البلدين، وافتتاح المكاتب والمؤسسات الثقافية في العاصمتين القاهرة وبكين، بخلاف التعاون في مجال حماية التراث الثقافي، وكذلك المشاركة في الأحداث الثقافية الدولية التي يتم تنظيمها في البلدين، فضلاً عن تنظيم الأعوام الثقافية المتبادلة. وأشارت إلى أن الدولتين لا تزالان حتى اليوم تبذلان جهودًا حثيثة من أجل تعميق علاقتهما الثقافية، بما يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.

في الصالون الثقافي بعنوان "الحوار بين الفنانين الصينيين والعرب" الذي عُقد بمقر المجلس الأعلى للثقافة، أعربت وزيرة الثقافة المصرية عن أملها وتوقعاتها الطموحة لتعاون مبتكر في المجال الثقافي بين الصين والدول العربية ولا سيما مصر، كما أكدت على أن مصر والصين سيشهدان مزيدا من التبادلات الثقافية وأنشطة التعاون الفني، وتعزيز وتنسيق الحوار الحضاري المصري- الصيني، وكذلك تكثيف العلاقات الثنائية العميقة وتنميتها.

من جانبه قال وزير الثقافة والسياحة الصيني: "الصداقة بين الصين والدول العربية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وتتجدد على مر العصور"، مشيرا إلى أن التبادل والتعاون الصيني- العربي في مجالي الثقافة والسياحة حقق إنجازات مثمرة، حيث تمت إقامة "مهرجان الفنون العربية" و"الرحلة الإبداعية للفنانين المشاهير العرب في الصين" تحت عنوان "التقاء الفنانين في طريق الحرير" وغيرهما من منصات التبادل والتعاون الإنساني والثقافي الرفيعة المستوى. وعلى مدار أكثر من عشر سنوات، شارك عدد هائل من الفنانين العرب بنشاط في الرحلة الإبداعية "التقاء الفنانين في طريق الحرير"، دامجين ما رأوه وسمعوه وفكروا به خلال الفترة التي قضوها في الصين في إبداعهم الفني، لإنجاز عدد كبير من الأعمال الرائعة التي تمتزِج فيها خصائص الفنون الصينية والعربية.

كما استضاف مسرح الصوت والضوء بمنطقة أهرامات الجيزة، الحفلة الموسيقية القومية الصينية- المصرية، وذلك تحت رعاية وزارة السياحة والآثار المصرية ووزارة الثقافة والسياحة الصينية وسفارة جمهورية الصين الشعبية لدى مصر، وشاركت في الحفلة الأوركسترا الصينية القومية التقليدية، وحضر الحفل شخصيات بارزة من بينهم هو خه بينغ وزير الثقافة والسياحة الصيني، ولياو لي تشانغ سفير الصين لدى مصر، ونيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، وعصام شرف رئيس الوزراء المصري الأسبق، وشاركوا في وليمة ثقافية شكلها التقاطع الثقافي بين حضارتين قديمتين. في ظل التقاء الموسيقى والضوء، كانت أجواء الحفل دافئة وحماسية، وتحت الانعكاس المتبادل بين الحضارتين القديمتين، تألقت الصداقة بين الصين ومصر بشكل مشرق، كما ذكر الرئيس شي جين بينغ بمناسبة زيارته لمصر في 2016 في مقالته بجريدة الأهرام، فإن الصداقة الصينيةـ المصرية عميقة وتتدفق إلى الأمام مثل مياه نهر النيل.

ترقية التعاون في مجالي السياحة والآثار

في مستهل زيارته الرسمية لمصر، أبدى الوزير هو خه بينغ حماسته الشديدة لزيارة الآثار الفرعونية القديمة في جنوبي مصر، فذهب مع الوفد الذي يترأسه إلى الأقصر لزيارة معبد الأقصر الذي أقيمت فيه احتفالية الذكرى السنوية الـستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية- المصرية تحت إشراف رئيسي الصين ومصر، حيث تم تدشين السنة الثقافية المصرية الصينية 2016، بالإضافة إلى ذلك، زار الوزير والوفد المرافق له منطقة وادي الملوك حيث زاروا مقبرة الملك توت عنخ آمون، ومنطقة وادي الملوك حيث توجد مقبرة الملكة نفرتاري.

بعد عودته إلى القاهرة، التقى السيد هو خه بينغ مع رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وكذلك حضر اللقاء كل من الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، والدكتورة غادة شلبي، نائبة وزير السياحة والآثار.

في بداية الاجتماع، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تهانيه الخالصة للرئيس الصيني شي جين بينغ لإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثالثة، وتمنى أن تستمر الصين في تحقيق المزيد من التنمية والإنجازات البارزة في كافة المجالات تحت القيادة الحكيمة للرئيس شي جين بينغ. وأشار إلى أن التعاون البراغماتي بين مصر والصين في مجالات الثقافة والسياحة والآثار عزز بقوة التنمية المتعمقة للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين مصر والصين.

كما أضاف أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، أنه مع تلاشي الأثر السلبي لوباء كوفيد- 19، فإن لديه ثقة قوية في استعداد السياح الصينيين للسفر إلى مصر. وأكد عيسى أن مصر، باعتبارها واحدة من أكثر الأسواق الواعدة في قطاع السياحة، تعد وجهة جاذبة للسياح خاصة الصينيين، مشيرا إلى أن السوق الصينية جزء لا غنى عنه من قطاع السياحة المصرية، وقد أولت وزارة السياحة والآثار المصرية أهمية كبيرة له دائما، وغالبا ما يتم وضعه على رأس قائمة المهام الرئيسية للوزارة. وتتطلع مصر إلى تعاون عميق مع الصين لتسهيل الزيارات المتبادلة بين السائحين من البلدين، كما أن مصر على استعداد لتقديم تجارب سفر فريدة للسياح الصينيين. في الآن نفسه، ستتعلم مصر بجدية من الصين تجربة مفيدة للقضاء على الفقر من خلال تنمية السياحة بالاعتماد عليها كوسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي الاجتماعي.

 

وقال الوزير هو خه بينغ، إن العلاقات الصينية- المصرية حققت قفزات تطور كبيرة بقيادة الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، وتعززت الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين، وأدى التعاون العملي الثنائي إلى نتائجه المرجوة. ومن أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القمة الصينية- العربية الأولى بالرياض، ستواصل الصين ومصر تعزيز التعاون العملي في العديد من المجالات، بما فيها التبادلات الثقافية والترويج السياحي والتراث الحضاري، والاعتماد على هذه السلسلة من التعاون لتوسيع وتعميق التبادلات الشعبية والثقافية بأبعادها الواسعة.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4