كلنا شرق < الرئيسية

الحلفاية تقود التعاون في النفط والغاز خارج الصين

-- زيارة وفد شركة نفط ميسان إلى الصين

: مشاركة
2023-10-23 15:44:00 الصين اليوم:Source هناء لي ينغ:Author

يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والعراق، والذكرى السنوية العاشرة لطرح مبادرة "الحزام والطريق"، كما يصادف الذكرى السنوية الثلاثين لإطلاق إستراتيجية توجه شركات النفط الصينية نحو الخارج. منذ نجاح تحالف شركات "بتروتشينا" الصينية و"توتال" الفرنسية و"بتروناس" في الفوز بمناقصة مشروع حقل الحلفاية النفطي في ديسمبر عام 2009، صارت شركة الحلفاية أكبر مشروع مستقل خارجي لشركة بتروتشينا، حيث تعمل الحلفاية على التواصل والتبادل مع الحكومة المحلية لتنفيذ أعمال التنسيق المحلية بصورة ملموسة وتهيئة سوق خدمات النفط في العراق بشكل مطرد واستغلال موارد المشروع بشكل مستفيض، لإظهار التفوق الشامل لبتروتشينا في سوق النفط والغاز الطبيعي العراقية، فتحول التفوق التقني لبتروتشينا إلى تفوقات في التنافس والتطور، لدعم التنمية المستقلة لأعمال الشركة ورفع قيمة ماركة بتروتشينا وتأثيراتها، وبناء شركة الحلفاية كمشروع نموذجي خارج الصين.

من أجل تعزيز تطبيق التقنيات واستخدام المعدات الصينية في شركة الحلفاية، ورفع فعالية استغلال حقل النفط، قامت شركة الحلفاية التابعة لشركة بتروتشينا المحدودة بدعوة مسؤولي شركة نفط ميسان، باعتبارها من المؤسسات المسؤولة عن النفط في العراق، لزيارة المؤسسات المعنية التابعة لشركة بتروتشينا المحدودة خلال الفترة من 28 أغسطس إلى 4 سبتمبر 2023. وخلال هذه الزيارة، زار وفد برئاسة المهندس حسين كاظم لعيبي مدير عام شركة نفط ميسان المؤسسات المتخصصة في التقنيات العالية والخدمات وإنتاج الأجهزة التابعة لشركة بتروتشينا المحدودة.

برنامج مكثف خلال زيارة مكثفة

خلال لقاء الوفد مع السيد تشن جين تاو رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية الصينية لاستكشاف وتطوير النفط والغاز (CNODC)، ناقش الجانبان سبل حل المشكلات التي يواجهها المشروع وتعميق التعاون في الطاقة وغيرهما من الموضوعات، وأعرب الجانب العراقي عن تقديره العالي للمنجزات التي حققها مشروع الحلفاية. وقال المهندس حسين كاظم لعيبي إن مشروع الحلفاية يُعتبر مشروعا تعاونيا نموذجيا لاستثمارات بتروتشينا في العراق، ووصفته الحكومة العراقية بأنه "أسرع وأفضل مشروع تعاوني دولي"، وأعرب لعيبي عن شكره للدعم القوي والمساعدات الكبيرة التي تقدمها بتروتشينا. وقال إنه سيحث الهيئات الإدارية المعنية بما فيها وزارة النفط العراقية لحل المشكلات الموجودة في تشغيل المشروع. وأضاف: "الاستفادة العظمى للعراقيين هي نقل التكنولوجيا والخبرات وكذلك زيادة إنتاج النفط والغاز، خصوصا في الفترة الأخيرة حيث نركز على الغاز لأنه يستخدم في مجال توليد الطاقة... إضافة إلى التكنولوجيا وتدريب العاملين فقد صار لدينا عدد موظفين مؤهلين عالميا وحصلوا على شهادات تخرج عالمية."

وخلال زيارته لشركة الصين للهندسة البترولية والبناء (CPECC)، أكد الجانب العراقي على منجزات شركة CPECC وتأثيرات ماركتها، وعبّر عن شكره على الخدمات الممتازة التي وفرتها الشركة لفترة طويلة، وأعرب عن أمله في أن تظهر CPECC تفوقاتها في بناء وتشغيل مصنع معالجة الغاز الطبيعي في مشروع الحلفاية، لتكون شريكا تعاونيا موثوقا به. وفي شركة كونلون المحدودة للتكنولوجيا الرقمية، التابعة لبتروتشينا (CNPC Richfit)، قام الوفد العراقي بزيارة مركز البيانات وقاعة عرض الشركة ومختبر شبكة إنترنت الأشياء، واستمع إلى معلومات شركة كونلون المحدودة للتكنولوجيا الرقمية وتطبيق التحول الرقمي في الاستكشاف والإنتاج ونماذج الأنابيب الذكية، لمعرفة قدرة مركز البيانات السحابية على الحوسبة ومنتجات وحلول شركة كونلون المحدودة للتكنولوجيا الرقمية للمساعدة على التحول الرقمي للسلسلة الصناعية الكاملة لقطاع النفط والغاز الطبيعي، وأعرب أعضاء الوفد عن رغبتهم في تعميق التعاون مع هذه الشركة في بناء حقول النفط الرقمية والذكية.

وفي معهد التقنيات الهندسية التابع لشركة بتروتشينا، أجرى الجانبان الصيني والعراقي تبادلات عميقة حول الوضع التقني الراهن لحقل الحلفاية النفطي وإمكانية تطبيق تقنية حفر الآبار بطريقة ضغط الطين (MPD)، ومركز الدعم الذكي للتشغيل الهندسي (EISC) والطرق العالية الفعالية لحفر آبار النفط وتكنولوجيا سد التسرب الشديد ومواد تثبيت آبار النفط وغيرها من التقنيات في حقل الحلفاية، والبيانات التقنية لحفر آبار النفط الصغيرة الفوهة باستخدام الأنابيب الملفوفة ونظام الحفر التوجيهي الأرضي (CGDS-1)، وتطورات البحث والتطوير لأنابيب الحفر القائمة على المعلومات وأدوات الحفر الكهربائية وآفاق تطبيقه، إلخ. كما زار الوفد مختبرات مركز الدعم الذكي للتشغيل الهندسي والمحاكاة العددية وميكانيكا الصخور ووسائل حفر آبار النفط والتثبيت الأوتوماتيكي لآبار النفط والأسمنت السائل لتثبيت آبار النفط. وزار الوفد موقع عمل حفر بئرين عميقتين في مركز الدعم الذكي للتشغيل الهندسي، وشاهد عملية التثبيت الأوتوماتيكي لبئر نفطية، وعبّر عن إعجابه بنجاح المعهد في تحقيق تشغيل تثبيت البئر بالتحكم من بعيد، وناقش موضوعات تثبيت البئر النفطية مع العاملين التقنيين في المختبرات.

في شركة تطوير التكنولوجيا التابعة لبتروتشينا، أثنى وفد شركة نفط ميسان على منجزات شركة تطوير التكنولوجيا في تطوير المضخة الكهربائية وشراء المواد وغيرهما من الجوانب على مدى سنوات عديدة، وعبّر عن رغبته في تعميق التعاون بين الجانبين، وآملا في أن تشارك شركة تطوير التكنولوجيا التابعة لبتروتشينا في مزيد من مشروعات شركة الحلفاية، وتوفر مزيدا من المنتجات والخدمات العالية الجودة وتواصل توسيع مجالات التعاون، لدفع تطوير العلاقات بين الجانبين على نحو شامل.

بالإضافة إلى ذلك، زار الوفد شركة الأجهزة النفطية المحدودة ببكين التابعة لمعهد التقنيات الهندسية لشركة بتروتشينا، وشركة تيانجين للأنابيب الاقتصادية والتجارية الدولية، لتعميق معرفة أعضاء الوفد بالمستوى المتقدم للصناعة الصينية، حيث أبدى الوفد اهتمامه بنظام الحفر ذي المحرك العلوي (TDS) ونظام التحكم في مستوى السائل ونظام الحفر التوجيهي الأرضي، وغيرها من المنتجات والأجهزة، وتبادل وتشاور مع العاملين المشغلين والمهندسين في موقع العمل، وناقش الجانبان إمكانية دخول منتجات أنابيب التغليف TPCO السوق العراقية. ودعا الوفد الشركات الصينية للاهتمام بالسوق العراقية، آملا أن تشارك مزيد من الشركات الصينية في المناقصات بمنطقة ميسان.

ثقة كبيرة في التعاون النفطي بين الصين والعراق

الزيارة إلى الصين، التي قام بها فريق شركة نفط ميسان العراقية للدعم التقني والخدمات والامدادات، تلبيةً لدعوة من شركة الحلفاية العراقية التابعة لشركة بتروتشينا، حققت نتائج مثمرة، وتركت انطباعات عميقة لوفد شركة نفط ميسان حول التقنيات والصناعات الصينية. عبّر الوفد عن رغبته في تعميق التعاون مع شركة بتروتشينا في النفط والغاز الطبيعي في العراق، وتعزيز ازدهار الصناعة بجهود الجانبين، وتحقيق التمتع المشترك بثمار التنمية، ودفع دخول التقنيات والخدمات والبضائع المعنية إلى السوق العراقية. قال المهندس حسين كاظم لعيبي: "زيارتنا لجمهورية الصين الشعبية ليست الأولى، أعتقد أنها الثامنة أو التاسعة. في كل مرة نأتي إلى الصين نشهد تقدما ملحوظا على كافة المستويات، على المستوي الإنشائي، أما على مستوى اختصاصنا في تطوير الطاقة والنفط والغاز، فنلاحظ تقدما سريعا ومذهلا من الجانب الصيني في هذا المجال، وهذا انعكس إيجابا على حقولنا، وخصوصا في شركتنا، لأن الشركات المطورة لحقولنا هي شركات صينية، شركة بتروتشينا من الصين. لاحظنا تقدما مذهلا، خصوصا في مجال التكنولوجيا الحديثة من نقل المعلومات ومعالجة البيانات وتخزين البيانات ومتابعة البراميل النفطية من الإنتاج وحتى التصدير بتقنية وتكنولوجيا عالية جدا. لقد اتجه الصينيون إلى تطوير قطاع نقل المعلومات، وأبدعوا في هذا المجال خصوصا بعد إدخال الجيل الخامس للإنترنت. وهناك تطورات ملحوظة في مجال النفط. استطاعت الصين أن تنتج كافة المعدات في مجال الطاقة والنفط. اليوم زرت أحد المصانع التي تنتج المعدات الخاصة بعمليات الحفر وأبراج الحفر وتجهز إلى بعض الدول خارج الصين، وهذا شيء جيد جدا. نتمنى أن نكمل مسيرتنا في هذا المجال."

وعندما تحدث عن مبادرة "الحزام والطريق"، والعراق من الدول التي تقع في قلب هذه المبادرة، رأى المهندس حسين كاظم لعيبي أن قطاع الطاقة سيستفيد من هذه المبادرة، وقال: "نعتقد في العراق أن العلاقات العراقية- الصينية ليست وليدة اليوم، وإنما تعود إلى ما يقارب من عدة آلاف من السنين وهذا مذكور في كتب التاريخ. والطريق الآن هو إعادة ما كان يسمى بطريق الحرير. العراق يقع في قلب العالم، وهو موقع إستراتيجي بالنسبة للعراق، فجميع هذه الطرق تمر من خلال العراق. بمساعدة الصين والدول المشاركة في هذا المشروع ستكون هناك ثورة صناعية كبيرة في العراق، خاصة وأن العراق يمتلك ثروة هائلة، ألا وهي الثروة المعدنية خصوصا في مجال النفط والغاز. ونعتقد أن الشركات الصينية شركات رائدة في هذا المجال لأنها أثبتت جدارتها خلال السنوات الماضية، وباستطاعتها أن تتقدم في هذا المجال بالعراق. العراق يمتلك عدة مصادر، وبإمكان الشركات الصينية أن تدخل العراق في جميع المجالات ليس فقط في مجال الطاقة والنفط. لكن ألاحظ أن المجال العمراني هائل وسريع جدا فيمكنها دخول العراق، خصوصا أن العراق يعمل على الاستقرار الأمني والاستقرار الاقتصادي." وأضاف قائلا: "الشعب الصيني شعب ودود وشعب محبوب، ومعظم أبناء العراق ينظرون إليهم بشيء من الإيجابية، وهم قادرون على التعاون مع أبناء المناطق التي يعملون بها وخصوصا في المناطق النفطية المتداخلة وأثبتوا جدارة في التعاون معهم وتوفير فرص العمل لهم وتوفير بعض المتطلبات، وهذا مؤشر جيد بالنسبة للشركات الصينية."

تطورت شركة الحلفاية خلال عشر سنوات في العراق، وتشارك في إعادة بناء العراق في الطاقة والمنشآت التحتية وغيرها من المجالات لتحسين معيشة الشعب ورفع القدرة الإنتاجية العراقية للنفط ودعم البناء الاقتصادي للعراق، مما حقق الاستفادة المشتركة والبناء المشترك والفوز المشترك والتنمية المشتركة. وقد قال مدير عام شركة نفط ميسان المهندس حسين كاظم لعيبي: "إذا تم إنجاز هذا المشروع، فإنه سيحدث ثورة اقتصادية وعلمية في العراق والدول الصديقة للعراق. نتمنى أن يتم على أحسن وجه."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4