كلنا شرق < الرئيسية

من أجل وقف الصراع.. مبادرة صينية تقود لسلام فلسطيني- إسرائيل

: مشاركة
2024-01-09 15:00:00 الصين اليوم:Source أمينة محمد:Author

تنادي الصين دائما بضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وتحقيق تطلعات فلسطين لإقامة دولة مستقلة، ورفع الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني والذي لم يتم تصحيحه، في كل المناسبات تؤكد بكين على لسان مسؤوليها أن الطريقة الصحيحة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي هي الدفع بحل الدولتين واستئناف محادثات السلام في أسرع وقت ممكن.

طوال المسيرة التاريخية، كانت وستظل الصين داعما قويا لكافة الشعوب بأن تنعم باستقرارها، خاصة أنها تؤمن بأن المفاوضات تفضي دائما إلى حل سلمي بدون نزاع على أساس المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة والانفتاح والشمول والتعاون، حيث تعد بكين قائدة محادثات السلام لحل القضية الفلسطينية "العادلة" في الاتجاه الصحيح من أجل أن ينعم الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه واستعادة أرضه.

الدور الصيني واضح في حل القضية الفلسطينية، ولا يقتصر على الأحداث الأخيرة التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023 والتي سُميت بطوفان الأقصى، ليأتي بعدها إعلان الحصار الشامل من قبل إسرائيل على قطاع غزة حيث شمل الحصار منع دخول الغذاء والماء والدواء والوقود والكهرباء.

منذ بداية الأزمة في مطلع أكتوبر 2023، اتخذت الصين مواقف صارمة من أجل التخفيف من حدة الصراع بين فلسطين وإسرائيل والمحافظة على حياة المدنيين، فبدأت بالتنسيق مع مصر وذلك من خلال اتصال هاتفي لمبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط تشاي جيون في العاشر من أكتوبر 2023 مع مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية أسامة خضر، حيث أكد السيد تشاي أن الصين ترغب في المحافظة على الاتصالات والتنسيق مع مصر، ودفع طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار ووقف العنف في أقرب وقت ممكن.

 

تؤمن الصين بمبدأ أنه لا يوجد خاسر في السلام ولا رابح في الصراعات، حيث اتخذت بكين تحركات على أكثر من جهة من أجل وقف الصراع والتوصل إلى حل سلمي، من بينها اقتراح تشكيل قوة مشتركة وتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني. في اتصال هاتفي بين وزير خارجية الصين وانغ يي ونظيره الإسرائيلي إيلي كوهين في الرابع والعشرين من أكتوبر، أكدت الصين أن كل الدول لها الحقّ في الدفاع عن نفسها، كما أنه في الوقت نفسه يتعيّن على هذه الدول الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية سلامة المدنيين.

تدعم الصين أي قرار يفضي للسلام، كما أنها تبذل قصارى جهدها للمساهمة في المصالحة الفلسطينية- الإسرائيلية، واختيار السلام لا الصراع، حيث نددت بكين على لسان وزير خارجيتها في اتصاله مع نظيره الإسرائيلي بأعمال العنف والهجمات على المدنيين في الصراع.

تعاطف الصين مع الشعب الفلسطيني كان واضحا، فدائما تجد بكين أنه لا فائدة من الصراع بل تكمن التنمية في سلام دائم تنعم به الشعوب، فقد أكد وزير خارجية الصين في اتصال مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن أكثر ما يحتاجه شعب غزة هو الأمن والجهود لوقف الحرب وتعزيز السلام، وليس الأسلحة أو الحسابات الجيوسياسية.

اتخذت الصين خطوات سابقة من أجل عملية السلام ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته من أجل التحرك لحل الأزمة في غزة وأيضا تعزيز إسهاماته إزاء القضية الفلسطينية، وتسهيل الاستئناف المبكر لمحادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل، وإيجاد سبيل لتحقيق السلام الدائم، فلم تبخل بكين أبد في خطوة نحو تحقيق السلام بل تؤكد دائما على تواصل العمل بشكل حثيث مع المجتمع الدولي لتحقيق هذه الغاية.

نادت الصين بضرورة عقد مؤتمر سلام دولي أكثر حسما وفاعلية وأوسع نطاقا في أقرب وقت لتعزيز استئناف محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين، كما حثت مجلس الأمن الدولي أن يضطلع بمسؤوليته بفاعلية، والتحرك سريعا، وأن تكون الدول الكبري أكثر موضوعية ومحايدة.

ترى الصين أن تكرار الصراع بين فلسطين وإسرائيل يبرهن على أن الجمود الذي طال أمده في عملية السلام لا يمكن أن يستمر، وأن المخرج الأساسي من الصراع يكمن في تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة.

على مر السنين عملت الصين كحصن لصون السلام والاستقرار فضلا عن تعزيز التضامن والتعاون حيث أكدت الصين على لسان رئيسها شي جين بينغ، إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وعدم خروج التصعيد الراهن عن السيطرة.

تعمل الصين جاهدة من أجل تحقيق مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط لقد دعمت الصين الفلسطينيين من خلال الدعوة لوقف عاجل لإطلاق النار وبدء مفاوضات، كما ظلت بكين ترفض بوضوح جميع أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين، فضلا عن حشد القوة الدبلوماسية الموحدة وتجنب اتساع رقعة الصراع ووقوع أزمة إنسانية خطيرة.

شهد التاريخ على الموقف الصيني الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، حيث كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية اعترافا كاملا بعد تأسيسها في عام 1964، فضلا عن دعم فلسطين في عام 2012 لانضمامها كعضو مراقب في الأمم المتحدة، كما أعلنت الصين موافقتها على انضمام فلسطين كشريك حوار في منظمة شانغهاي للتعاون، مع انتظار موافقة باقي الدول الأعضاء.

ترى الصين أن القضية الفلسطينية هي أحد وأهم القضايا المحورية في منطقة الشرق الأوسط، وعليه فإنها تحشد كافة جهودها من أجل عدم تهميش القضية، ووضعها ضمن أولويات المجتمع الدولي حتى يتم في النهاية التوصل إلى حل عادل يضمن إقامة الدولتين والتعايش السلمي بينهما.

قدمت الصين للمجتمع الدولي مقترحا من أربع نقاط من أجل تسوية وحل القضية الفلسطينية بشكل عاجل وجذري، وذلك في عام 2013، ويتضمن المقترح: أولا، إقامة دولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق إسرائيل في الوجود مع احترام شواغلها الأمنية التي يراها مشروعة أيضا؛ ثانيا، المفاوضات هي الطريق الوحيد لهذا السلام المبتغى، فضلا عن معالجة قضية السجناء الفلسطينيين؛ ثالثا، مبدأ الأرض مقابل السلام؛ رابعا، وضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته في توفير الضمانات الضرورية حتى يكون هناك تقدم في المفاوضات.

لعبت الصين دورا مهما داخل مجلس الأمن في تأييدها لفلسطين ووقف التصعيد، فقد أيدت الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام وإرسال بعثة إلى فلسطين وإسرائيل، فضلا عن أن مقترح الرئيس شي جين بينغ بإقامة رابطة المصير المشترك للبشرية يحدد الاتجاه لحل القضية الفلسطينية.

لم يكن صوت بكين داخل الأمم المتحدة خافتا أبدا، فقد حثت مرارا وتكرارا من خلال مبعوثها الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون على الوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين وتأكيدها على عدم تأجيل وقف إطلاق النار وإنهاء القتال، ودعوة مجلس الأمن للتخلص من عرقلة وتدخل بعض الأعضاء واتخاذ تحركات فورية ومسؤولة ومفيدة للتمسك بالعدالة وصون السلام.

أوفت الصين بكافة تعهداتها من أجل حل القضية الفلسطينية، فباعتبارها رئيس مجلس الأمن لشهر نوفمبر 2023 واصلت العمل مع المجتمع الدولي لتحقيق وقف مبكر للقتال والحد من الأزمة الإنسانية في غزة ودعمها للتعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحقيق سلام وأمن دائمين في الشرق الأوسط.

تسعي الصين جاهدة من أجل مواجهة التحديات التي من شأنها زعزعة السلام، وعليه تؤمن بكين في مبادرة الأمن العالمية بأنه لا بد من احترام وحماية أمن كل بلد وتعزيز التعاون والحوار السياسي ومفاوضات السلام واحترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان.

لم تغب جهود الصين أبدا من أجل التوصل لحل وتسوية القضية الفلسطينية، فضلا عن وقوفها إلى جانب السلام وإلى جانب الحق والقانون الدولي، حيث تؤمن بكين أن النتيجة النهائية لأي حرب لن تكون انتصارا عسكريا كاملا لأي طرف، بل على الأرجح ستكون كارثة تجتاح المنطقة بأسرها.

--

أمينة محمد أحمد، صحفية بموقع ((صدى البلد)) الإخباري في مصر.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4