كلنا شرق < الرئيسية

السعي وراء الأحلام في الإمارات

: مشاركة
2024-05-31 12:09:00 الصين اليوم:Source هناء لي ينغ:Author

في ثمانينات القرن العشرين، ومع التطور والتبادل الاقتصادي والثقافي وتوسع التجارة الخارجية، سافر العديد من الصينيين إلى الخارج. وبينما كانوا يعملون بجد لريادة الأعمال التجارية وتحقيق أحلامهم، قاموا ببناء جسور التواصل والتفاهم بين الصين والدول الأجنبية. والسيد تانغ تشن قانغ، رئيس غرفة التجارة العامة الصينية بدولة الإمارات العربية المتحدة، نموذج بارز في هذا المجال. بدأ العمل في التجارة الخارجية قبل أن يدخل في صناعة السياحة، وشق طريقا واسعا في الإمارات وساهم في تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والإمارات.

حيث تبدأ الأحلام

في عام 1989، جاء تانغ تشن قانغ، الذي كان في مقتبل عمره، إلى الإمارات بمفرده، وبدأت رحلة رجل الأعمال الصيني المغترب لتحقيق أحلامه.

بفضل تدريباته اللغوية في شركة بكين لاستيراد وتصدير الأشغال الفنية والحرفية، كان تانغ تشن قانغ واثقا جدا بمستوى لغته قبل السفر إلى الخارج. ولكن عندما أجرى بالفعل مفاوضات تجارية مع العملاء الأجانب، واجه صعوبات، بل إنه في بعض الأحيان لم يكن يفهم شيئا مما يقوله الطرف الآخر. قال تانغ تشن قانغ: "لم يكن لدي اختيار في ذلك الوقت، لذلك كنت أحمل المجوهرات وأواني الكلويسوني والحرير والسجاد المنسوج يدويا وما إلى ذلك، وأمشي من باب إلى باب في سوق الذهب بدبي. وذات مرة كنت متعبا، فذهبت إلى ورشة لإصلاح أحذية للدردشة مع من يعمل بها. كنت أعرف أن هذا الشخص الذي تجاذبت أطراف الحديث معه لن يكون زبونا لي، بيد أن هذه الدردشة ساعدتني على التكيف مع طريقة نطق السكان المحليين ونغمات صوتهم، فتحسن مستوي نطقي للغة." ثابر تانغ تشن قانغ على التواصل مع السكان المحليين، ولا يعرف كم عدد أزواج الأحذية التي أبلاها حتى تمكن أخيرا من إتقان اللغة والتحدث بسلاسة مع المحليين. وبعد فترة من "البحث في سوق الذهب بدبي"، كان بوسعه أن خلال دقيقة واحدة من دخول أي متجر أن ينتزع ضحك الشخص الموجود فيه، مما فتح الباب الأول نحو ممارسة الأعمال التجارية. ساعدته قدرة التواصل الجيدة على التكيف بسرعة مع بيئة العمل والمعيشة المحلية، وساعدته أيضا على تحقيق نجاح كبير في تجربته التجارية اللاحقة.

باعتباره تاجر المجوهرات الصيني الوحيد المقيم في الإمارات، شارك تانغ تشن قانغ في سلسلة من معارض المجوهرات في الشارقة ودبي وأبو ظبي والبحرين، وحصل على جائزة "الرجل اللؤلؤي" من منظمي المعارض عدة مرات. يقود سيارته إلى مسقط وصلالة ومدن خليجية أخرى للقيام بتجارة الجملة للؤلؤ المياه العذبة، ويقدم مجوهرات اللؤلؤ المصنوعة حسب الطلب للتجار الأوروبيين، ويستورد كميات كبيرة من الملابس الحريرية الجاهزة ويصدرها إلى لبنان وسوريا وإيران ودول أخرى. ومن خلال التعرف على الأصدقاء العرب، فتح أيضا قنوات للنقل الجوي المبرد لعسل غذاء ملكات النحل الطازج من الصين إلى الإمارات، الذي تتغذى عليه الإبل المشاركة في سباقات الهجن بالإمارات.


التحول إلى صناعة السياحة الثقافية

تدريجيا، أضحى المزيد من الصينيين يقومون بأعمال تجارية في الإمارات، وأصبحت منافسة السوق شرسة على نحو متزايد. وبفضل حدسه التجاري، وجه تانغ تشن قانغ أنظاره إلى السوق السياحة الثقافية في الإمارات. وفي عام 1994، أسس تانغ وكالة تشيليه الدولية للسفر في الإمارات (Hunter International Travel & Tourism L.L.C)، وأصبحت الوكالة الوكيل العام للوكالة الصينية لخدمات السفر الدولي (CITS) في دول الخليج. في البداية، كان يعمل في أول وكالة سفر صينية تأسست في الإمارات، خمسة أشخاص فقط، وبعد 20 عاما من الجهود، بلغ العدد أكثر من مائة شخص، كما توسع نطاق أعمالها من الإمارات والسعودية وقطر والكويت وعمان وغيرها من دول الخليج إلى تركيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا. كما أصبحت الوكالة مزود خدمات عالمية ووقعت عقودا مع العديد من الشركات المعروفة، واكتسبت سمعة جيدة وحققت أداء مميزا في الشرق الأوسط.

في الخامس عشر من سبتمبر عام 2009، دخلت اتفاقية دولة المقصد السياحي بين الصين والإمارات حيز التنفيذ رسميا، وأصبحت الإمارات رسميا مقصدا سياحيا خارجيا لأفواج السياح الصينيين، وزاد حجم أعمال وكالة تشيليه الدولية للسفر بشكل ملحوظ. كان أكبر فوج سياحي استقبلته الوكالة هو فوج "رحلة النجوم من منطقة الصين الكبرى عام 2014"، حيث استقبلت الوكالة خمس عشرة ألف سائح، نزلوا في 38 فندقا واستخدموا طائرات مستأجرة وحافلات مستأجرة من دول أخرى، وقدم لهم الخدمات ما يقرب من ألف شخص لمدة أكثر من عشرين يوما. اجتاز تانغ تشن قانغ وفريقه الاختبار في هذا الاستقبال الجماعي الكبير للغاية. وظهر محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، في المواقع السياحية مرتين مع أعضاء الفوج، كما نشرت العديد من وسائل الإعلام المحلية أخبارا عنه.

في عام 2018، أعلنت الصين والإمارات عن إقامة علاقات شراكة إستراتيجية شاملة. أدت سلسلة من السياسات المؤاتية، مثل الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول والاعتراف المتبادل برخصة القيادة، إلى تسريع تطور السياحة الثقافية. أصبح مهرجان عيد الربيع الصيني الذي أقيم لسنوات عديدة متتالية في الإمارات مشروعا رئيسيا لشركة مالتيبل إيفينتس (Multiple Events). في كل مرة لعيد الربيع الصيني، يقيم عشرات الآلاف من الصينيين المغتربين في الإمارات أنشطة للاحتفال بالعام الصيني الجديد في معالم مختلفة بمدينة دبي، من أجل الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة السعيدة مع الصينيين في جميع أنحاء العالم.

اجتاح وباء كوفيد- 19 العالم في عام 2020، حيث تعرضت سوق السياحة العالمية، بما في ذلك الإمارات، لضربة قوية. وقرر تانغ تشن قانغ إعادة تعديل التخطيط على الفور، فقام بتوسيع أعمال السفر الدولي وخدمات المؤتمرات المحلية من ناحية، ومن ناحية أخرى ساعد العارضين الصينيين على المشاركة في معارض الإمارات، وأكمل بنجاح أعمال الاستقبال لرعاة كأس العالم لكرة القدم مثل كوكا كولا ومنغنيو في قطر. وقد خففت هذه الخطوة الحكيمة من معضلة الشركة بشكل فعال وتغلبت الشركة على الصعوبات بنجاح.


مستقبل واعد للسياحة الثقافية الصينية- الإماراتية

من أجل إتاحة الفرصة للمواطنين الصينيين لمعرفة الإمارات الساحرة، شارك تانغ تشن قانغ في مجال التصوير السينمائي والتلفزيوني منذ عام 2007. وقد قامت شركة مالتيبل إيفينتس التي أسسها بتخطيط وتصوير ((نصف لهب ونصف ماء بحر)) و((غروب وشروق شمس حاكم دبي)) و((أوديسا التنين)) وغيرها من الأفلام الوثائقية باللغة الصينية، والتي تعد الدفعة الأولى من المواد المصورة في الصين لمعرفة دبي والإمارات. يسجل تانغ تشن قانغ تاريخ التبادلات الصينية- الإماراتية ويعزز التبادلات الثقافية من خلال الأفلام الروائية باللغة الصينية، مما أثار اهتماما كبيرا لدى وسائل الإعلام المحلية والجالية الصينية بالإمارات، كما جذب المزيد من السياح الصينيين إلى الإمارات لتجربة تاريخها الطويل وثقافتها القديمة، وللتمتع بالفن المعماري الأنيق والحديث والمناظر الطبيعية الخلابة هناك.

بعد انتهاء الوباء، استأنفت السياحة الخارجية الصينية في عام 2023، واستقبلت وكالة تشيليه الدولية للسفر الدفعة الأولى من بعثة تقصي الحقائق والأفواج السياحية. ومع تعافي صناعة السياحة الثقافية التقليدية تدريجيا، بدأ تانغ تشن قانغ في وضع المزيد من الخطط الطويلة المدى. قال إن السياحة وسيلة مهمة لتعزيز التبادلات الثقافية، فهي لا تعزز النمو الاقتصادي للبلدين فحسب، وإنما أيضا تعمق التفاهم والصداقة بين الشعبين، وتدفع التبادلات والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين. يمكن للطرفين القيام بشكل مشترك بأنشطة الترويج السياحي، والاستفادة من الخصائص الثقافية والموارد السياحية الخاصة بكل منهما، وتطوير منتجات وخدمات سياحية جديدة، وبالتالي جذب المزيد من السياح.

بصفته رئيس غرفة التجارة العامة الصينية بدولة الإمارات العربية المتحدة، يعتقد تانغ تشن قانغ أن الصينيين في الإمارات يجب أن يلعبوا بنشاط دورهم في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها للمساهمة في تعميق وتطوير التعاون الصيني- الإماراتي وتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك. يمكن لرواد الأعمال الصينيين استخدام شبكاتهم التجارية وخبراتهم لتعزيز التجارة والاستثمار بين الصين والإمارات؛ وباعتبارهم جسرا للتواصل بين الصين والإمارات، يمكن للصينيين المغتربين مساعدة الشركات وحكومتي البلدين على فهم احتياجات وتوقعات كل منهما للآخر، لتعزيز إقامة علاقات تعاون أوثق بين الجانبين. وفيما يتعلق بالتبادلات الثقافية، يمكن للصينيين ترويج الثقافة الصينية ودفع التفاهم والصداقة بين شعبي الجانبين من خلال تنظيم المهرجانات والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية وغيرها من الأنشطة. ويمكن للجمعيات الصينية والأفراد المشاركة في إطلاق مشروعات الرعاية الاجتماعية، مثل التخفيف من حدة الفقر ودعم التعليم وحماية البيئة وما إلى ذلك، لإظهار المسؤولية الاجتماعية للجالية الصينية في الإمارات وتعميق التواصل مع المجتمعات المحلية. وفي مجال التقنيات الناشئة، مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، يمكن للشركات ورواد الأعمال الصينيين تقاسم التكنولوجيا والخبرة الصينية المتقدمة والتعاون مع الشركات الإماراتية لدفع التقدم التكنولوجي والتحديث الصناعي بشكل مشترك.

قال تانغ تشن قانغ: "رؤيتي هي مواصلة العمل مع فريقنا في السنوات العشر المقبلة، ومواصلة خدمة عملائنا بطرق تشغيل رقمية أكثر علمية وأكثر إنسانية، لجعل صناعة السياحة في الإمارات تتألق."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4