كلنا شرق < الرئيسية

"فكر شي جين بينغ بين النظرية والتطبيق" في ندوة بالقاهرة

: مشاركة
2024-10-14 18:20:00 الصين اليوم:Source جين ري:Author

في السابع من سبتمبر 2024، عقد مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (مجلة "الصين اليوم")، ندوة "فكر شي جين بينغ بين النظرية والتطبيق.. مناقشة كتاب ((حول الحكم والإدارة))"، برعاية ((الصين اليوم)) والشركة الصينية العالمية لتجارة الكتب، وبالتنسيق مع "صالون القاهرة" لمجلة ((الصين اليوم)).

 وفي حضور كوكبة من الكتاب والمفكرين والصحفيين وأساتذة وطلاب الجامعات، افتتح الندوة حسين إسماعيل، الرئيس التنفيذي لفرع مجلة ((الصين اليوم)) في الشرق الأوسط، بكلمة قال فيها إنه في هذا العام، 2024، يكون قد مضى عشر سنوات على نشر المجلد الأول لكتاب ((شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة))، الذي صدرت منه حتى الآن أربعة مجلدات. عقد من الزمان جرت خلاله في النهر مياه كثيرة؛ فقد شهدت الصين تغيرات تهز الأرض والسماء والبحر، وشهد العالم تحولات لم يسبق لها مثيل منذ قرن. يعرض كتاب ((شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة))، أفكار ورؤى الزعيم الصيني شي جين بينغ، الذي استلهم من التجارب الثرية والأفكار الخصبة والنظرة الثاقبة والرؤى التقدمية، مقولات وأفكارا تنطلق نحو آفاق رحبة لتحقق طموحات البشر وأحلامهم، وتبلور معطيات الحاضر وتستشرف المستقبل. يكشف كتاب ((شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة)) في مجلداته الأربعة عن قدرة الرئيس شي على التحليل ونفاذ البصيرة والحكمة والتنظيم السليم، وتأكيده وتمسكه منذ بداية توليه منصبه بمفهوم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وأهميتها في تحقيق تنمية الصين، نظرا لارتباط تلك المفاهيم بمسيرة جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949، وكونها جزءا لا يتجزأ من تطور الأمة الصينية. إن تأمل مسيرة شي جين بينغ في مختلف مراحل حياته توفر مرجعية مهمة لدراسة أفكار الزعيم الصيني التي أضحت مكونا محوريا للفكر الصيني الحديث. ولعل الملمح الأبرز لفكر شي جين بينغ هو ارتباطه بماضي الصين وواقعها ومحيطها الإقليمي والدولي ورؤيته لمستقبل بلاده في عالم شديد التغير. ويتميز فكر شي جين بينغ بالتماسك والاستمرارية والابتكار، واستنباط الحل من المشكلة، ومقاربة الواقع استنادا إلى الخبرات التاريخية وتجارب الآخرين، مع قدرة كبيرة على التكيف والتعديل.

وفي كلمتها بالندوة، قالت المستشارة وانغ تسي جيوان من سفارة الصين لدى مصر، إن نشر كتاب ((شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة)) قد فتح نافذة فكرية للمجتمع الدولي، بما في ذلك مصر، لفهم الصين والحزب الشيوعي الصيني بشكل أفضل. وأضافت: "إنه يساعد على فهم شامل للنظام العلمي والدلالات الغنية والجوهر الأساسي والأهمية العالمية لفكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر جديد. علاوة على ذلك، فإنه يعزز الاعتراف بأسباب نجاح الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني في الماضي وكيفية الاستمرار في النجاح في المستقبل، مما يعمق فهم مسار الصين وحوكمتها."

وفي ورقته التي حملت عنوان "العلاقات المصرية- الصينية: نظرة للفرص والتحديات"، استعرض المستشار أحمد سلام، رئيس المكتب الإعلامي الأسبق بسفارة مصر لدى الصين، تطور العلاقات الصينية- المصرية في مجالات مختلفة تحت قيادة زعيمي البلدين الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال إن المجلد الرابع لكتاب ((شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة))، يحتوي على مجموعة من الأفكار والرؤى الثاقبة التي تعكس رؤية وإدراكات وتصورات الرئيس شي جين بينغ حول إدارة كافة أمور وشؤون الدولة، وهي الأفكار التي يمكن لمصر الاستفادة منها- وفقا لظروفها الوطنية- في معالجة ما تواجهه من تحديات مشابهة لما واجهته الصين في الفترات السابقة، ونجحت في التعامل الإيجابي معها، انطلاقا من فكر شي جين بينغ، وذلك في ضوء علاقة الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمع بين مصر والصين.

من جانبها قدمت الدكتورة خديجة عرفة، الباحثة في العلاقات الدولية ورئيسة تحرير دورية ((آفاق إستراتيجية)) التي يصدرها مركز معلومات دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، ورقة بعنوان "حلم الصين من منظور إستراتيجي.. تأثير المجلد الرابع لكتاب الرئيس شي جين بينغ على الحوكمة العالمية"، تناولت فيها الرؤية الصينية للحوكمة العالمية، موضحة أنها رؤية شاملة لا تقتصر على المجال الاقتصادي أو السياسي، كما أنها ليست فكرة نظرية وإنما هي رؤية ذات جانب تطبيقي نابعة من جملة من التحديات المتزايدة التي واجهها العالم خلال العقود الأخيرة، والتي أوضحت كم المشكلات التي يُعانيها النظام العالمي القائم بشقيه المالي والسياسي، على مستوى السياسات والمؤسسات، والتي دفعت الصين لطرح رؤية أكثر تعبيرا عن مصالح الجنوب العالمي. وقالت: "طرحت الصين رؤية شاملة فيما يتعلق بالحوكمة العالمية ذات أبعاد متعددة اقتصادية وسياسية وتنموية وبيئية وأمنية، وذلك استنادا لما يواجهه العالم من تحديات متزايدة تتطلب تضافر كافة دول العالم، إذ تؤكد الصين على أن الإصلاح المنشود يتطلب تضافر جهود كافة دول العالم، حيث تطلب من تلك الدول الالتزام بالتعددية بما يحقق المصلحة للجميع. فهناك مجموعة من القوالب التي يجب الخروج منها، وهو ما تؤكده القيادة الصينية من خلال التركيز على الانفتاح والاندماج كبديل للانعزال وفك الارتباط، والعمل على كسر الجدار بدلا من بنائه، مع وضع قواعد فعالة ومقبولة للجميع، وتهيئة بيئة منفتحة وعادلة وغير تمييزية مؤاتية للتطور والابتكار العلمي والتكنولوجي."

وعرض الأستاذ عماد الأزرق، رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث بالقاهرة، ورقة بعنوان "بريكس.. نحو نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة وإنصافا"، تناول فيها الرؤية الفلسفية الصينية لمجموعة بريكس، أهداف بريكس، أهمية بريكس للدول الأعضاء، أهم التحديات الآنية والمستقبلية التي تواجه بريكس، سبل تعزيز قدرة وقوة دفع بريكس، دور بريكس في تطوير النظام الدولي، التكامل بين بريكس والمبادرات الصينية المختلفة. وقال: "مجموعة بريكس تعد جزءا لا يتجزأ من مبادرة ’مجتمع المستقبل المشترك للبشرية‘، تلك المبادرة التي طرحها الرئيس شي جين بينغ رسميا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في يناير 2017، ويقصد بها ربط مستقبل ومصير كل أمة وكل دولة ربطا وثيقا ببعضها البعض، من أجل العمل سويا، بما يضمن توفير الأمن والاستقرار والسلام بالعالم، وخلق مجتمع دولي متناغم، وتحول تطلعات الشعوب بمختلف دول العالم للحياة المزدهرة إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع."

وقدمت د. هند سلطان، المدرسة بالجامعة المصرية- الصينية وجامعة حلوان وأكاديمية ناصر العسكرية، ورقة بعنوان "حقبة جديدة لدبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية مع دول الجنوب العالمي.. فلسفة الحياد ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية"، أشارت فيها إلى أنه في عالم اليوم الذي يمر بتغيرات كبيرة لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، يشكل الجنوب العالمي قوة سياسية واقتصادية ذات تأثير عالمي مهم، وتعتبر الصين شريكا طبيعيا لدول الجنوب العالمي في الحقبة الجديدة لدبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية. وهذه الدبلوماسية تتميز بسمات مشتركة، تتمثل في النضالات التاريخية وتجارب التنمية المشتركة والمفاهيم السياسية التي تتعلق بالحوكمة العالمية في ظل التحولات التي يشهدها النظام العالمي الحالي. كما دخلت سمات دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية، التي تتضمن مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وفلسفة الحياد اللذين بينهما تداخل ويحققان المصالح الوطنية للصين ودول الجنوب العالمي وأيضا المصلحة العالمية للتنمية العالمية والسلام العالمي، حقبة جديدة بين الجانبين. وأضافت: "في سياق العصر الجديد، ستواصل هذه الدبلوماسية بخطوطها العريضة التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ استكشاف الإستراتيجيات الصحيحة التي تمكنها من الانسجام مع دول الجنوب العالمي في العصر الجديد، على أساس موقفها كشريك طبيعي وأيضا سماتها التي تجمع بين مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وفلسفة الحياد. وفي سياق تنسيق الإستراتيجية الشاملة للنهضة العظيمة للأمة الصينية والتغيرات الكبرى التي يشهدها موقع الجنوب العالمي في النظام الدولي الحالي، ستواصل القيادة الصينية إرساء فلسفة محايدة للعولمة والقومية وتطوير حوكمة عالمية مع دول الجنوب العالمي، كما ستواصل تعزيز العمل على تحقيق التعاون المربح للجانبين الذي هو أساس المصالح في علاقات الصين مع الجنوب العالمي، والانفتاح والحياد والسلام اللذين يعتبران جوهر علاقات الصين مع الجنوب العالمي، والمستقبل المشترك الذي يُعتبر الحجر الأساسي لدبلوماسيتها مع دول الجنوب العالمي."

وعرض الأستاذ عادل علي، الإعلامي بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية والباحث في الشؤون الصينية، ورقة بعنوان "الإعلام والحوكمة.. تطبيق فكر شي جين بينغ حول الحوكمة في الممارسات الإعلامية"، قال فيها إن سعي الصين لتوظيف إعلامها الرسمي ودبلوماسييها في الخارج، بما يصب في سياق تنفيذ أهداف سياستها الخارجية، فإنها تتبنى إستراتيجية إعلامية ودعائية خارجية، ترتكز على مجموعة متنوعة من الآليات والوسائل، ومنها: مشاركة المحتوى مع وسائل إعلام دولية، الاستثمارات المالية في وسائل الإعلام المحلية والدولية، تنظيم اللقاءات والمنتديات الإعلامية الكبرى، توظيف التقنيات المتقدمة، طرح مبادرات دولية في مجال حوكمة الإعلام. وأكد على أن الصين نجحت خلال السنوات الأخيرة في تعزيز بناء محتوى الإنترنت بنشاط، وشجعت الاتجاهات الحديثة والسليمة، وعمقت حوكمة البيئة السيبرانية، الأمر الذي جعل بناء حضارة الإنترنت يحقق نتائج ملحوظة. حيث شهدت بيئة الإنترنت في الصين تحسنا كبيرا في إطار جهود بكين لتعزيز حوكمة الفضاء السيبراني. وأضاف: "يمكن القول إن الإعلام بوسائله كافة يُعد أحد الأدوات الرئيسية التي تلجأ إليها الصين لتنفيذ أهداف سياستها الخارجية، باعتبارها إحدى القوى الكبرى في النظام الدولي؛ وذلك بغية تحقيق هدف رئيسي يتجلى في سرد قصة بكين بصورة إيجابية أمام العالم الخارجي، وزيادة تأثير ما تمتلكه من وسائل القوة الناعمة، بما يجعل نموذجها السياسي والتنموي ذا جاذبية لدول العالم، مقارنة بالنموذج الغربي، وخاصة الذي تمثله واشنطن."

حظيت الندوة بتغطية إعلامية واسعة النطاق وإشادة من الباحثين والإعلاميين والمسؤولين، فقد أعربت المستشارة وانغ تسي جيوان من سفارة الصين لدى مصر عن تهنئتها لنجاح الندوة؛ وقال الأستاذ صلاح جمعة نائب رئيس تحرير "وكالة أنباء الشرق الأوسط" الرسمية المصرية، إن هذه الندوة ألقت الضوء على جوانب عديدة من فكر الرئيس شي والفلسفة والثقافة الصينية، بما يتيح للإعلاميين والباحثين فهما أفضل للثقافة والسياسة والاقتصاد والمجتمع في الصين. واعتبرت الدكتورة رنا عبد العال، الأستاذة في معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، أن ما قدمته الندوة من دراسات رصينة ومناقشات معمقة يجعلها إضافة قيمة للدراسات الصينية في المنطقة العربية، معربة عن أملها في عقد مثل هذه الندوة دائما. وقالت الدكتورة رشا كمال السيد، وكيلة كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر ورئيسة قسم اللغة الصينية ومديرة مركز بحوث الصينولوجيا بجامعة بدر، إنها طالعت بعناية شديدة المجلدات الأربعة لكتاب ((شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة))، وقد أضافت هذه الندوة فهم أبعاد جديدة حول هذه الكتاب القيم.

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4