استضافت العاصمة المصرية، القاهرة، في الرابع والعشرين من أكتوبر 2024، مؤتمر التعاون التجاري الاقتصادي بين الصين ومصر، الذي نظمته كل من دار مجلة ((الصين اليوم)) التابعة للمجموعة الصينية للإعلام الدولي، ولجنة مدينة لينيي بالمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، ومكتب الشؤون الخارجية لحكومة مدينة لينيي، مكتب التجارة بحكومة مدينة لينيي، ومكتب الصناعة وتكنولوجيا المعلومات بحكومة مدينة لينيي، ومركز خدمات تعزيز الاستثمار بمدينة لينيي، ولجنة إدارة الأسواق التجارية بمدينة لينيي، وذلك بالتعاون مع جمعية رجال الأعمال المصريين، ومجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية في مصر.

وقد حضرمن الجانب  الصيني كل من السيد شيويه فنغ، الأمين العام والعضو الدائم للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمدينة لينيي، والسيد سونغ جيان أمين المجموعة القيادية للحزب في لجنة لينيي لتعزيز التجارة الدولية، والسيد شيويه يونغ، نائب مدير مكتب التجارة في لينيي، والسيد لي قاو شيويه، عضو المجموعة القيادية ومستشار من المستوى الثالث بمكتب لينيي للصناعة وتكنولوجيا المعلومات، والسيد ليو هونغ دا، نائب مدير مكتب الشؤون الخارجية لحكومة مدينة لينيي، والسيد تشانغ فو ون، نائب مدير مركز خدمات تعزيز الاستثمار في لينيي، والسيد تشيوي تسونغ كوان، نائب مدير لجنة إدارة مركز لينيي التجاري.

وحضر من الجانب المصري كل من السفير علي الحفني، نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية- الصينية وسفير مصر الأسبق لدى الصين، والسيد مصطفى إبراهيم، نائب رئيس لجنة الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، والدكتور محمد يوسف، المدير التنفيذي للجمعية، والدكتور محمد بدران، رئيس حزب "صوت الشعب" في مصر. 

في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ألقى السيد شيويه فنغ، الأمين العام والعضو الدائم للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمدينة لينيي، كلمة قدم فيها مدينة لينيي للحضور، فقال: "تقع لينيي في جنوب شرقي مقاطعة شاندونغ بالصين، ويبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة ومساحتها 17200 كيلومتر مربع. إنها المدينة الأكثر سكانا والأكبر مساحة في مقاطعة شاندونغ. في عام 2023، وصل الناتج المحلي الإجمالي للمدينة إلى 6ر86 مليار دولار أمريكي. تتمتع لينيي بمزايا واضحة في الموقع ومرافق لوجستية دولية ممتازة. لينيي هي عاصمة الخدمات اللوجستية في الصين، وعقدة مهمة في مبادرة "الحزام والطريق"، ومركز لوجستي وطني للتجارة والخدمات. يوجد فيها عدد من المنصات المفتوحة المهمة، مثل منطقة التجارة الإلكترونية عبر الحدود، ومنطقة المستودعات الجمركية، والمطارات والميناء. يمكن للبضائع الوصول منها إلى الأسواق الخارجية عبر 24 خط قطار بين الصين وأوروبا، و47 خطا محليا ودوليا، و340 خط شحن من 7 موانئ رئيسية في المنطقة المحيطة." وقالت إن لينيي تتمتع لينيي بنظام صناعي كامل وأساس تجاري قوي، فلديها أكبر تجمع أسواق في الصين، والذي يضم 131 سوقا متخصصة للبيع بالجملة، وبها 56 حديقة للتجارة الإلكترونية، و31 مركز تسوق خارجي ومستودعات خارجية. تتمتع لينيي بثروة من الموارد المتنوعة، ولديها مساحة واسعة للتطوير. وتشهد ثماني صناعات أساسية، مثل الأخشاب ومواد البناء والآلات ازدهارا كبيرا، كما تشهد الصناعات الناشئة الإستراتيجية مثل الطاقة الكهروضوئية والليزر والطب الحيوي نموا سريعا. وفي السنوات الأخيرة، واصلت لينيي بناء منصة مفتوحة ومشتركة للمعارض والمبيعات للسلع الأساسية. ولديها حاليا 7 أماكن شاملة ومساحة عرض تبلغ 150 ألف متر مربع. وتحتل صناعة المعارض فيها المرتبة الأولى بين أفضل المدن في الصين. وفي عام 2023، أقيم فيها أكثر من 160 معرضا من مختلف الأنواع، بحجم معاملات بلغ 8ر4 مليارات دولار أمريكي. وأضافت: "يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر. وبفضل التوجيه الإستراتيجي لرئيسي البلدين، ارتبط البناء المشترك لمبادرة ’الحزام والطريق‘ ارتباطا وثيقا بـ’رؤية مصر 2030‘، وتحققت نتائج مثمرة. وآمل أن يكون هذا الحدث فرصة للجانبين لتعزيز التواصل وتعميق التبادلات وتعزيز الصداقة."

كما ألقى السيد تشيوي تسونغ كوان، عضو لجنة عمل الحزب ونائب مدير لجنة إدارة مركز لينيي التجاري، كلمة قال فيها: "تتميز لينيي مول بمنتجات عالية الجودة ومنخفضة السعر. يوجد بها 131 سوق جملة، و45500 مشغل أعمال، وأكثر من 6 ملايين نوع من السلع، تغطي بشكل أساسي الفئات الرئيسية لوسائل الإنتاج والمواد المعيشية. هناك أيضا آلاف النماذج الجديدة في السوق كل يوم، والتي يمكن أن تلبي احتياجات الشراء الشاملة للتجار. لينيي مدينة مركزية لوجستية على المستوى الوطني في الصين، حيث يمكن بيع جميع أنواع السلع إلى جميع أنحاء العالم بأقل تكلفة في أسرع وقت. ترتبط لبنيي بجميع أنحاء الصين بأكثر من 3000 طريق لوجستي، بتكاليف لوجستية أقل بنسبة 30% من المتوسط ​​الوطني، وأسعار توصيل سريع أقل بنسبة 50% من المتوسط ​​الوطني." وأوضح السيد تشيوي أن مركز لينيي التجاري يتمتع بمنصات انفتاح عالية المستوى، مثل المنطقة الجمركية الشاملة، ومنطقة التجارة الإلكترونية الشاملة عبر الحدود الوطنية، وميناء لينيي. ويمكن للتجار الدوليين عرض العينات واختيار المنتجات وتقديم الطلبات في محطة واحدة عند عتبة بابهم. وقال أيضا: "تعد مصر شريكا تجاريا مهما لمدينتنا. إن التبادل والتعاون بين لينيي ومصر لهما أساس متين. في عام 2023، وباعتبار الصين دولة مهمة على طول ’الحزام والطريق‘، فإن ثمة تكاملا تاما لتعاوننا مع مصر ولدينا مساحة واسعة للتعاون. يمكن شراء الألواح الخشبية واللفائف الفولاذية والإطارات المطاطية والألعاب وما إلى ذلك من الصين وشحنها إلى مصر من خلال مركز لينيي التجاري، ويمكن استيراد الفراولة المجمدة ورمل السيليكا ورمل الكوارتز وما إلى ذلك من مصر إلى لينيي."

وتحدث في الجلسة الافتتاحية السفير علي الحفني، حيث أشاد بالتطورات الكبيرة التي شهدتها العلاقات المصرية- الصينية في السنوات الأخيرة، والتنسيق بين الجانبين من خلال العديد من الآليات ومنها منتدى التعاون الصيني- العربي ومنتدى التعاون الصيني- الأفريقي ومجموعة "بريكس". وقال الحفني إن ثمة آفاقا واعدة للعلاقات المصرية- الصينية على العناية الخاصة التي يوليها لها كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ.

ومن جانبه، ألقى الدكتور محمد يوسف، المدير التنفيذي لجمعية رجال الأعمال المصريين، كلمة قال فيها إن الجمعية تؤمن وتقدر أهمية تعزيز الشراكة بين مصر والصين، ولهذا أنشأت أول لجنة جغرافية تهتم بتنمية العلاقات التجارية الاقتصادية مع الصين، والتي يمكن لها أن ترتقي لمستويات أعلى، حيث يسعدنا أن نكون معا الشريك التنموي لأفريقيا وأن تكون العلاقات مبنية على الاستفادة المتبادلة. وأضاف: "لقد حرصت جمعية رجال الأعمال المصريين- من خلال إنشاء لجنة الصين- على تحقيق هدفين، الأول: خلق إدراك ووعي كامل لمجتمع الأعمال المصري بأهمية التعاون مع الصين، وأنها الشريك الاقتصادي الأقوى الذي يجب أن ندرسه ونعمل معه في إطار تكامل اقتصادي وتنموي من أجل أفريقيا؛ الثاني هو إيصال رسالة بأن الصين بجانب أنها عملاق اقتصادي يمكنها أن تكون المقرض الأول للدول الأفريقية والشريك التجاري والمصدر الأول أيضا." وأشار إلى أن جمعية رجال الأعمال المصريين من أوائل منظمات الأعمال التي تفاعلت بإيجابية مع مبادرة "الحزام والطريق"، مؤكدا أن الصين هي الشريك الأول لمصر في النهضة الإنشائية والتنموية التي شهدتها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال إسهامات وبصمات الشركات الصينية في المشروعات القومية والعملاقة للبنية التحتية وفي الطرق والكباري، وغيرها. وأكد يوسف أن مصر والصين يمتلكان كافة مقومات الاستثمار ونمو التجارة، من ممرات مائية وطرق ومراكز لوجستية وخدمية، وأيضا مقومات صناعية وزراعية وسياحية وثقافية، حيث يمكننا من خلال الاستثمارات الصينية أن نحقق منافع مشتركة ومتبادلة للبلدين، مشددا على أهمية تفعيل مباحثات قمة بريكس التي عقدت في روسيا، وترجمة لقاءات رئيسي مصر والصين حول تبادل العملات المحلية، ووضع الحكومتين مقترحات للقطاع الخاص للاستفادة منها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون السياحي حيث يمكن لقطاع السياحة علاج أي اختلال في الميزان التجاري، على الطريق نحو تعزيز التعاون التجاري الاقتصادي بين البلدين.

 وقد شهد المؤتمر توقيع اتفاقية تعاون بين جمعية رجال الأعمال المصريين ولجنة مدينة لينيي بالمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية. وقع الاتفاقية أحمد عز الدين، رئيس لجنة الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، وشيويه فنغ، الأمين العام والعضو الدائم للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمدينة لينيي، في حضور مصطفى إبراهيم، نائب رئيس لجنة الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين والدكتور محمد يوسف، المدير التنفيذي للجمعية. كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة بيت الحكمة للصناعات الثقافية ومجموعة أسواق مدينة لينيي التجارية.