كلنا شرق < الرئيسية

لماذا نتعلم اللغة الصينية؟

قصة ثلاثة أبطال مصريين في مسابقة "جسر اللغة الصينية"

: مشاركة
2024-12-16 14:24:00 الصين اليوم:Source تشانغ تينغ:Author

بعد اختتام نهائيات مسابقة "جسر اللغة الصينية" العالمية لعام 2024، قالت المتسابقة المصرية ياسمين حامد، التي تتخذ الاسم الصيني "موه لي" بكلمات مفعمة بالحماسة، لمعلمتها الصينية: "أستاذتي، لقد فزت ببطولة قارة أفريقيا." بفضل مهاراتها اللغوية وفهمها العميق للثقافة الصينية، فازت ببطولة قارة أفريقيا في الدورة الثالثة والعشرين لمسابقة "جسر اللغة الصينية" لإتقان اللغة الصينية لطلاب الجامعات الأجانب.

منذ عام 2008 وحتى عام 2024، فاز 17 دارسا في قسم اللغة الصينية ومعهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة ببطولة مسابقة "جسر اللغة الصينية" عن فئة الطلاب الجامعيين.

موه لي، المحبة لغناء أوبرا "هوانغمي"، قالت إن معرفتها باللغة الصينية بدأت خلال المرحلة الثانوية، حيث علمتها المعلمة بعض الكلمات الصينية البسيطة. لكنها أصبحت مهتمة جدا بهذه اللغة الجديدة، وبدأت في البحث عبر الإنترنت عن بعض العبارات اليومية. بعدها شاركت في مسابقة غناء الأغاني الصينية في المدرسة، ثم أصبحت مساعدة في مسابقة "جسر اللغة الصينية"، وفازت بمراكز متقدمة. كل هذه التجارب شجعتها على الاستمرار في تعلم اللغة الصينية. وعندما التحقت بالجامعة، لم تترد في اختيار تخصص اللغة الصينية. وأثناء دراستها في الجامعة، لم تحقق موه لي نتائج دراسية ممتازة فحسب، وإنما أيضا تميزت في المسابقات المختلفة، كما حصلت على منحة للدراسة بجامعة نانجينغ في الصين. كانت الحياة في نانجينغ فرصة لها لتتعرف عن قرب على ما كانت تتعلمه في الكتب، وأيضا لفهم عادات وتقاليد الصينيين بشكل أعمق.

إذا كان اكتشاف موه لي للغة الصينية في البداية قد جاء عابرا، فإن قرارها دراسة اللغة الصينية فيما بعد كان بمثابة خطوة حتمية في مسار حياتها. وكلما طالت فترة دراستها للغة، كلما شعرت بسحر اللغة الصينية. لذا، عندما سُئلت عن خططها المستقبلية، قالت إن حلمها هو أن تصبح مترجمة متميزة بين اللغتين الصينية والعربية، لأنها تريد من خلال جهدها أن يعرف المزيد من الناس جمال اللغة الصينية.

في كل مدرسة، هناك دائما طالب يُعتبر "أسطورة" بين زملائه. هذا الطالب لا يتميز فقط بالتفوق الأكاديمي، بل يمتلك أيضا مواهب متعددة ويشارك بفعالية في مختلف الأنشطة المدرسية. في نظر زملائه، كان لؤي عادل الذي يتخذ الاسم الصيني "ليو آي" طالبا مثاليا. أظهر ليو آي موهبة في اللغات والفنون المسرحية منذ صغره، وخلال سنوات دراسته لم يكن يكتفي بالتركيز على الدروس، بل سعى لتطبيق ما تعلمه في حياته اليومية. وبالنسبة له، كان تعلم اللغة الصينية أكثر من مجرد نافذة على ثقافة جديدة؛ بل كان أيضا وسيلة لتحقيق ذاته. خلال فترة دراسته بالجامعة، عمل مترجما في مشروع قطار العاشر من رمضان الكهربائي الخفيف الذي تنفذه شركة صينية، وأصبح فيما مترجما للجانب المصري في هذا المشروع. كما عمل كمرشد سياحي لتعريف الزوار الصينيين بتاريخ وثقافة مصر. في مسابقة "جسر اللغة الصينية" لعام 2023 للطلاب الجامعيين في مصر، أبهر الجميع بأدائه حيث تعلم فنون الشاي بالطريقة الصينية التقليدية وأتقن فن "تغيير الوجه" في أوبرا سيتشوان، مما جعله محط إعجاب الحضور. وفي مسابقة "جسر اللغة الصينية" عن فئة الطلاب الجامعيين في مصر لعام 2023، أذهل الجميع بعروضه الفريدة التي عرضت فن الشاي الصيني التقليدي وفن تغيير الوجه "تغيير الوجه" في أوبرا سيتشوان. قال ليو آي: "ما جذبني في البداية لتعلم اللغة الصينية هو أسلوب الكتابة الجميل للرموز الصينية الذي يشبه الرسم. ومع مرور الوقت وازدياد فهمي للثقافة الصينية، أصبحت لدي رغبة في أن أكون جسرا ثقافيا بين الصين ومصر. أطمح لأن أصبح شخصا مؤثرا يعزز فهم المصريين للصين، وأن أنقل جمال الصين كما أراه إلى الطلاب الذين يأتون بعدي، وأشجعهم على تعلم اللغة الصينية."

على عكس موه لي وليو آي، كانت بداية بسنت سيد التي تتخذ الاسم الصيني "شي يوي"، البطلة العالمية لمسابقة "جسر اللغة الصينية" في دورتها الثامنة عشرة، في تعلم اللغة الصينية بناء على نصيحة والدها. قالت: "أخبرني والدي أن الشركات الصينية تتزايد في مصر، وأنه يعتقد أن هناك فرص عمل جيدة لمن يتحدث اللغة الصينية. في البداية، وجدت أن تعلم اللغة الصينية صعب للغاية لأن الفرق بينها وبين لغتنا الأم كبير جدا. لكن بعد أن اكتشفت الطريقة الصحيحة للدراسة، أصبح الأمر أسهل تدريجيا." بعد أن أكملت شي يوي دراستها العليا في جامعة بكين للمعلمين، عادت إلى جامعتها الأم في مصر وأصبحت معلمة للغة الصينية، حيث تساعد الآن الطلاب المصريين على بدء مسيرتهم في تعلم اللغة الصينية. أضافت: "حلمي هو أن أصبح معلمة متميزة للغة الصينية، وأن أستخدم أفضل الطرق لمساعدة الطلاب في العالم العربي على تعلم اللغة الصينية." بالإضافة إلى ذلك، اختار العديد من الطلاب المصريين الذين درسوا في الصين العودة إلى بلدهم بعد التخرج، وهم يلعبون دورا حيويا في تعليم اللغة الصينية في مصر. لا يقتصر دورهم على نقل المعرفة الصينية إلى مصر، بل يساهمون أيضا في تحسين النظام التعليمي وتعزيز استدامة تعليم اللغة الصينية.

من شي يوي، البطلة الأولى العالمية لمسابقة "جسر اللغة الصينية"، إلى ليو آي، وحتى الجيل الجديد من الأبطال مثل موه لي. إذا نظرنا إلى مسيرة تعلمهم للغة الصينية، سنجد أن البعض بدأ بتعلم اللغة بناء على نصيحة أسرهم، والبعض الآخر بسبب شغفهم الشخصي. مسيرتهم هي صورة مصغرة للعديد من الطلاب المصريين الذين يتعلمون اللغة الصينية.

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: "تقوم علاقات الدول على التفاهم المتبادل بين شعوبها، والتفاهم المتبادل بين الشعوب يقوم على التفاهم العميق بين القلوب." مع تعمق التبادل بين الشعوب، تزداد أهمية اللغة الصينية كجسر للتواصل. وفي ظل تعمق العلاقات الثنائية، لم تعد اللغة الصينية مجرد أداة تواصل، بل أيضا نافذة لفهم الثقافات وتوطيد العلاقات بين الشعوب.

مصر من أوائل الدول العربية والأفريقية التي بدأت تعليم اللغة الصينية. في عام 1958، بدأت جامعة عين شمس تعليم اللغة الصينية بشكل منتظم، مما جعلها تُعرف بأنها مهد تعليم اللغة الصينية في مصر. ومع مرور السنين، تطورت منظومة تعليم اللغة الصينية في مصر وأصبحت تشمل جميع المستويات، من المبتدئين إلى المتقدمين، وصار العديد من الشباب المصريين يجيدون اللغة الصينية ويفهمون الثقافة الصينية. وهذا لا يعد أساسا قويا للفهم المتبادل بين شعبي البلدين فحسب، وإنما أيضا يمثل ضمانا لتوفير الكوادر البشرية لدعم التعاون بينهما.

كان للتطور السريع في تعليم اللغة الصينية في مصر ونجاحاته الكبيرة، فضل كبير على العلاقة المتينة والمستقرة بين الصين ومصر. في السنوات الأخيرة، أصبحت العلاقة بين البلدين أكثر قربا في المجالات الثقافية والتجارية وغيرها، خصوصا بعد طرح البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، حيث دخلت العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التطور السريع. اجتذبت مصر، كمحور أساسي على طول "الحزام والطريق"، العديد من الشركات الصينية للاستثمار والبناء فيها، وتوسعت الشراكات بين البلدين في مجالات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا. هذا التعاون لا يوفر فرصا اقتصادية جديدة فحسب، وإنما أيضا يعزز الحاجة إلى تعلم اللغة الصينية وتطوير الكوادر البشرية الماهرة.

مع دخول العصر الجديد، ومع التوجيه الإستراتيجي لقيادة البلدين، تمضي الصين ومصر بثبات نحو بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد. هذا الهدف الكبير فتح آفاقا أوسع للتعاون بين البلدين، وخلق بيئة إيجابية وفرصا واسعة للشباب المصريين لتعلم اللغة الصينية. الصين هي الشريك التجاري الأول لمصر منذ عام 2013، وزاد حجم التبادل التجاري بينهما بشكل ملحوظ. وفي نفس الوقت، زادت استثمارات الشركات الصينية في مصر عاما بعد عام، ودخلت مجالات الطاقة والصناعة والنقل وغيرها من المجالات الحيوية، حيث تم تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة في مصر. هذا التوجه جعل من تعلم اللغة الصينية وسيلة للشباب المصريين لتعزيز قدراتهم التنافسية، وفتح لهم آفاقا دولية أوسع.

بالنسبة للجيل الجديد من الشباب المصريين، لا يوفر إتقان اللغة الصينية المزيد من الفرص العالية الجودة للتنمية الشخصية فحسب، وإنما أيضا يوسع آفاق وفهم الصين الحقيقية. ومع استمرار تقدم التعاون بين الصين ومصر، يتزايد باستمرار الطلب على الأكفاء المصريين الذين يتقنون اللغة الصينية في العديد من المجالات، مع توفير فرص تنمية عالية الجودة، كما أنه يعزز بشكل كبير التبادلات بين الجانبين وتوطيد التعلم المتبادل بين الحضارات.

--

تشانغ تينغ، معلمة بمعهد كونفوشيوس في جامعة القاهرة، ومرشدة موه لي في بطولة قارة أفريقيا بالدورة الثالثة والعشرين لمسابقة "جسر اللغة الصينية".

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4